أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد الناصري - السجون والمعتقلات الرهيبة وبارقة أمل مغربية وسط الليل البهيم















المزيد.....

السجون والمعتقلات الرهيبة وبارقة أمل مغربية وسط الليل البهيم


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1056 - 2004 / 12 / 23 - 11:38
المحور: حقوق الانسان
    


لا تزال البشرية تعيش في دائرة البربرية على الأقل في بعض أجزائها ، وفي بعض القوانين والتشريعات والممارسات الإستبداية والهمجية ، وهي لن تتجاوزها إلا بعد تطورات وجهود تاريخية جماعية في الثقافة والفكر والفقه القانوني والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والعلوم ، وتعميم ثقافة الحريات الفردية وحقوق الإنسان والديمقراطية .

بين السجون الممتدة فوق كل الأرض العربية من الماء إلى الصحراء ، وقوانين الطورايء والاستبداد ومحاكم الأمن الاستثنائية والمحاكم ( الثورية ) المزيفة ، ونشاط الجماعات الإرهابية العسكرية والفكرية ، يتمدد جسد الإنسان العربي مطعون بكرامته ، مسلوب الإرادة ، ومغيب في دهاليز لا يعلم مغاليقها إلا الشيطان الرجيم المتحكم بمفاتيح حياة هؤلاء الخلق !!

في السجون الصهيونية فوق أرضنا العربية التاريخية ، يقبع حوالي 10 آلاف سجين ومعتقل من شباب وشابات ورجال ونساء وحتى أطفال ولدوا داخل ( زنازين ) الديمقراطية من أبناء شعبنا الفلسطيني ، ولم تسمح لهم هذه الديمقراطية النموذجية في المنطقة من تنفس هواء الحرية بعد ، لأن هذه الديمقراطية لم تتسع لهواء رئة طفل ولد في داخل الزنزانة !!

في تجربتنا الفاشية حيث إن كل شيء فاق الخيال والتصور ، حتى أنني لم أكن أتمكن من الحديث إلى إنسان غير عراقي عنها ، لأنه ببساطة سوف لا يصدقني ، أو أنه يصاب بالصدمة والرعب ويطلب مني تغير الحديث أو إيقافه ، أو يغادر المكان ، فإننا نمتلك ملفات بحاجة إلى ترتيب وفتح وتعميم ، لكي نتعلم درس كيفية منع عودة الفاشية والاستبداد !!

واليوم تتجدد محنة الإنسان العراقي ، بعد حقبة الفاشية المظلمة وليلها البهيم ، تتجدد في سجن أبو غريب سيء الصيت ، وكل السجون والمعتقلات التي يديرها الاحتلال الغاشم ، وكأنه يريد أن يقول إن لاشيء تبدل في هذا الوطن القتيل !! وتستمر الإرتكابات المشينة في هذه السجون الرهيبة ولا يتسرب منها إلا القليل القليل !!

اليوم أيضا ومن جديد تسربت معلومات جديدة وخطيرة عما يجري في واحة الديمقراطية العالمية ، في سجون الإدارة الأمريكية ، من أعمال مشينة ومخزية بحق معتقلي معسكر غوانتانامو الرهيب ( والبعض منهم أبرياء حسب قرار تلك الإدارة ) ، كما في سجن أبو غريب ( الصور والتسريبات الجديدة ) ، حيث أستطاع إتحاد الحقوق المدنية من الحصول على معلومات من داخل المعتقل الرهيب ، ومن أحد العناصر التي تدير المعسكر وتشرف على التحقيق والتعذيب فيه ، ونشر الإتحاد وثائق ورسائل الكترونية ، يشكف بعضها تورط الرئيس الأمريكي شخصيا في إصدار أوامر باستخدام التعذيب الواسع ضد المعتقلين لانتزاع الاعترافات والمعلومات منهم ، وقد رد البيت الأبيض ردا مرتبكا ، ودعا إلى إجراء التحقيق اللازم !! ومن بين الأساليب المسموح بها ، حرق أجساد المعتقلين بواسطة لفافات السكائر وتجويعهم وحرمانهم من النوم والراحة عبر افتعال ضجيج عالي أو تسليط إنارة ساطعة عليهم وإطلاق الكلاب الشرسة المدربة عليهم ( وهذه الأساليب مستخدمة على نطاق واسع في السجون الصهيونية وفي سجن أبو غريب الرهيب كما ظهر في الصور) ، وغيرها من الأساليب الهمجية والتي تسمى أحيانا أساليب مشروعة أو مخففة !! هل توجد أساليب تعذيب مخففة ومشروعة ؟؟ وتدير هذه العمليات فرق متخصصة وشركات خاصة تشرف عليها وكالة المخابرات الأمريكية ومكتب التحقيق الفيدرالي !!

وسط هذا الظلام المرعب ، ووسط هذه السادية والبربرية المنفلتة ، خاصة ما تعيشه شعوبنا ومنطقتنا كلها وأجزاء كثيرة من العالم ، ومنها شعبنا الفلسطيني المحاصر ، وشعبنا العراقي الذي لم يحص بعد ضحايا حقبة الفاشية المرعبة ، حتى داهمه سرطان الاحتلال وسجونه ودورياته ، وانتشار عمليات الخطف والقتل والذبح والتفجير العشوائي الذي يستهدف المدنيين العزل ، يأتي خبر الإفراج عن المختطفين الفرنسيين كبقعة ضوء جديدة في هذا النفق المظلم ، بعد أن حبست فرنسا ومعها كل العالم أنفاسها ، وبعد إن خفنا أن يلحق بنا العار من هذه العلميات الإجرامية الهمجية ، ويلتحق هؤلاء الأبرياء بمن سبقوهم من مختطفين أبرياء أيضا ، دفعهم حظهم العاثر إلى مسالخ الإرهاب وعنفه ، فأوقف حياتهم دون وجه حق !! تهاني خاصة للصحفيين الفرنسيين ، مع تمنياتي لهما ولشعبنا ، بعمر جديد ، وحياة جديدة ، وعام جديد ، من دون رعب أو إرهاب أو أزمات مميتة !!

كما انبثقت بارقة أمل جميلة وهامة ، وسابقة جديدة تحتاج إلى تعميم وتعميق حقيقي لمعالجة ملف الاستبداد والقمع الشاملين في بلادنا العربية ، وهي إطلاق لقاء ( جلسات الاستماع العمومية ) في المغرب ، التي تشرف عليها لجان المصارحة والحقيقة ، و سوف يتحدث فيها ضحايا السجون والتعذيب عن تجاربهم وشهاداتهم ومعاناتهم في تلك المحنة التي استمرت لأكثر من أربعين عام من الأعمال المشينة التي قادتها السلطة وأجهزتها الخاصة في قمع الشعب المغربي ، والتي سميت سنوات الرصاص والجمر ، في سجون وزنازين سرية ، وراح ضحيتها العشرات والمئات من أبناء المغرب ، ومن بينهم الشهيد الهدي بن بركه ، الذي اغتيل في فرنسا ، وربما ترفع الحكومة اليد عن ملفه الخاص وتقول الحقيقة بعد صمت مخزي دام عقود طويلة !! كما جرت المطالبة بكشف أسماء الأشخاص المسؤولين عن هذه الإرتكابات ، وان يعترفوا بإعمالهم وجرائمهم ، ومسؤوليتهم الفردية إلى جانب المسؤولية الرسمية ، وكشف مصير المفقودين ، وإطلاق الأحياء منهم ، وتسليم جثامين الشهداء إلى ذويهم ، أو الكشف عن قبورهم السرية ، كخطوة أولى على طريق المصالحة ، وتجاوز تلك الصفحات والمراحل السوداء ، ويصار إلى رد الاعتبار للضحايا وعائلاتهم وتعويضهم أدبيا وماديا عما لحق بهم ، ومساعدهم في العودة إلى الحياة الطبيعية .

أعتقد أنها خطوة حضارية هامة يحتاج إليها الجميع ، وهي تكرار لتجربة جنوب أفريقيا في معالجة القمع والتمييز العنصري المقيت الذي تعرض له السود هناك ، حيث قادت ( لجان الحقيقة والمصالحة ) عملية فتح الملفات الرهيبة لتلك الحقبة الوحشية ومعالجتها معالجة علنية وصريحة . . ... كم نحن بحاجة إلى هكذا مشروع يفتح الطريق نحو أفق آخر سيظل بعيدا من دون هذه الخطوة الأولية الجريئة والحاسمة !!
أحمد الناصري 22 . 12 .05
السجون والمعتقلات الرهيبة وبارقة أمل مغربية وسط الليل البهيم



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطورات الوضع السياسي والأمني بين الإرهاب والإنتخابات وحمى ال ...
- نحو تدقيق المصطلحات والمفاهيم والمقولات السياسية . النظام ال ...
- الإعداد والتحضير للعمل الفكري والسياسي في الماركسية . مهزلة ...
- الأهوار : طائر الفينيق الذي عاد إلينا من زهرة الرماد والوجع ...
- الشهيد مناضل عبد العال موسى / مؤيد
- كلمات في عشق النساء . نص من أدب الرسائل
- الرعب ، الصمت ، العار . قضيتان من باريس وبغداد
- اليسار الجديد والقضايا الفكرية والسياسية والإعلامية ، بمناسب ...
- بشتآشان الجرح المفتوح والملف المغلق !!
- عن المبادرة الوطنية والإنتخابات وقضايا أخرى
- رسالة الى الفدائية البطلة لويزه أحريز
- عرس واويه في شرم الشيخ ، وأشياء أخرى
- عن أغراض مؤتمر شرم الشيخ ، وأهمية المبادرات الوطنية الموازية ...
- كيف تعرفت على شعر سعدي يوسف ؟؟
- مبادرة وطنية ديقراطية عراقية
- هموم شخصية وقضايا عامة ، عن الفلوجة والإرهاب وغياب أبو عمار
- كلمة : زمن الهبوط ، زمن الغناء الهابط !!
- كلمة : أمريكا وقرية مارقة جديدة !!
- كلمة عن المفاجأت والصفعات لبوش و طاقمة الإنتخابي
- تداعيات الوضع الأمني والسياسي والمدن المارقة


المزيد.....




- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد الناصري - السجون والمعتقلات الرهيبة وبارقة أمل مغربية وسط الليل البهيم