أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - هموم شخصية وقضايا عامة ، عن الفلوجة والإرهاب وغياب أبو عمار















المزيد.....

هموم شخصية وقضايا عامة ، عن الفلوجة والإرهاب وغياب أبو عمار


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1019 - 2004 / 11 / 16 - 09:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سألني عدد من الأصدقاء في بلدان مختلفة عن سبب توقفي عن الكتابة في هذه الأيام الصعبة والدامية في الوطن الجريح ، وأهمية المساهمة في بلورة موقف وطني واضح ومتطور من الأحداث التي تعصف ببلادنا وتجره الى مزالق غير معروفة الاتجاه والنهاية ، وكان ردي وتوضيحي ، إن الأسباب غريبة ومضحكة ومحزنة في نفس الوقت ، ومن بينها سبب رئيسي وهو عدم استقراري المكاني والشخصي لحد الآن ، ورغم مرور أكثر من ربع قرن من الزمن الصعب والقاسي والدامي على خروجي من بيتي ومدينتي ومن ثم وطني الكبير والجميل ، حيث لم أحصل على إقامة دائمة للآن ، ولم أحصل على أوراق إقامة وأوراق سفر ، كانت بسبب اضطراري المتأخر في اختيار المنفى واللجوء حلا لإقامتي و تدهور شروط اللجوء السياسي وإختلاطة بالهجرة العالمية ، و أسباب مشاكل الفقر والعولمة وشروطها الجديدة ومصادفات غربية خارج السياقات الطبيعية للإحداث ، مما جعلني أدفع ثمنا آخرا ، وضريبة جديدة من عمر مهدد من المهد الى الضياع الدائم في زحمة الأزمات الدائرة !!

فأنا الآن موزع بين بلد إقامتي المؤقتة أو المسحوبة أو ربما الملغاة، وبلد إقامة عائلتي الصغيرة والجديدة رنا وفرات ويسار ، وعائلتي الأولى والكبيرة المقيمة تحت السماء الأولى والتراب الأول ، حيث فقدت والدي وأنا في الجبال ، ولم أسمع الخبر إلا بعد سنوات طوال ، ولم أشعل شمعة واحدة للآن على قبره البعيد عني ، و حيث كبرت العائلة وتفجرت و إنداحت الشجرة لتضم في فروعها إخوان تركتهم في سن الطفولة البدائية وقد أصبحوا رجالا ونساء لهم جيوش من العائلات والأطفال في ظل غياب تحديد النسل رغم الحصارات والحروب والأزمات ، ولي إخوان ولدوا وكبروا في غيابي وسمعت صوتهم بالتلفون فقط بعد سقوط الفاشية ، وأصبح لي أحفاد لا أعرف عددهم ، ولي أشقاء تناثروا وتكاثروا في أمريكا وكندا ، لم أستطع زيارة أحد للآن ، لم أستطع زيارة الناصرية ، مدينة الخرافة والأسرار البهية والحلم الفاسد ، السبب أنني لا أملك أوراق رسمية ولا أوراق نقدية ، لا أدري لماذا للآن ؟؟

تمر الأحداث متسرعة ومتواترة و لا توجد فواصل أو فسحات للتفكير والتدبر والتقاط النفس ، فكيف بالمراجعة والدراسة والتقييم ومتابعة التطورات التي تضرب بالوطن وتجره الى المجهول ، في ظل غياب العقل العلمي الرصين والاستقرار الشخصي والجماعي ، حيث مخطط الاحتلال الرهيب للعراق والمنطقة ، ودور الهيئة المحكومة في تنفيذ جزء من المخطط ، والقوى التي خرجت علينا للتو ونحن لا نعرف مرجعياتها وبرامجها وأهدافها ، وهناك من الأحزاب والشخصيات من تخلى عن موقفة الوطني الطبيعي في هذه الأحداث والمسارات الخطيرة واكتفى بدور ثانوي يتسلم به حصته التموينية من المحتل كل رأس شهر ، ويكتفي بانتقادات تمويهية مخجلة بعد انتهاء الأحداث وليس أثنائها ، من خلال صحافة بالية متخلفة أو شعارات هزيلة خائفة ، والبعض الآخر تجاوزته الأحداث الضاربة في العمق ، وقد تمسك بالتراث وترك المستقبل والحاضر ، واعتاد لغة من الخشب الميت ، أو خشب التوابيت ، وخشب الأشجار غير المثمرة !!

مرت أحداث كثيرة وكبيرة في العراق والمنطقة العربية ، أو أحداث مؤثرة بما يجري في العراق وفلسطين والتي تستدعي متابعة يومية ، وطرح موقف أو مواقف موضوعية بصددها ، لتكوين رأي عام يستطيع أن يفرز ويرصد ما يجري في بلادنا ومنطقتنا المترابطة ، والمتفاعلة بما يجري من أحداث فيها أو حولها ، مترابطة ومشتركة بسبب ترابط المنطقة وقربها ، فمن إعادة انتخاب بوش وما يعكسه من تدهور بين في مستوى الشعب الأمريكي المختطف من قبل المحافظين الجدد والمهدد والمخوف من الإعلام السطحي لإدارة بوش ، وحيث خرج بن لادن في الدقائق الأخيرة بقدرة قادر ليدلي بصوتة الى جانب بوش المهدد !! وحيث تستمر المذبحة في العراق القتيل من تفجيرات مشبوهة ، الى إجتياحات وتمشيط ، أقترحة وتمناه عدد من كتبة الاحتلال غير المختصين بالقضايا الأمنية ، وانتقلوا من الثقافة والعمل الحزبي الضيق والفاشل والثانوي الى اختصاص جديد هو الشؤون الأمنية ، ومساعدة المحتل في السيطرة على مصير البلاد والعباد!!

وبذلك بدأت مذبحة الفلوجة التي أرادها ونفذها المحتل ، تحت ذرائع واهية وغير أكيدة ، ثم أعلن أن المدعو الزرقاوي قد تمكن من الهرب ، يا للصدفة المريعة !! ليظل بعبا وشبحا يطارد ويطارد ، حتى تدمير آخر مدينة عراقية ترفض الإحتلال ، انني ضد الفاشية البغيظة ، وضد بقاياها وفلولها ، كما إنني ضد كل الأسماء والرموز العراقية أو الجماعات والأجهزة الغامضة التي قدمت من خارج الحدود بسبب الإحتلال أو مع الاحتلال !! والتي تمارس الآن إرهابا جماعيا ضد المدنيين من أبناء شعبنا في الشوارع والأسواق والمدن ، ولكن في الوقت نفسه وقبل كل شئ يجب علي ويحق لي أن أرفض الاحتلال وتواجده وخططه وسياساته للسيطرة على بلادنا وتدمير المدن والقرى العراقية ، وإذلال شعبنا وأعتبره الإرهاب الأكبر والأول ، بل أنه من تسبب بهذا الإرهاب الجماعي بدءا بحربه العدوانية التي خلفت مئة ألف قتيل للآن وإنتهاءا بأساليبه لإدارة الأزمة المتفاقمة من البداية ، وادعوا الى حوار وطني وشعبي عام لحل هذه الأزمات بعيدا عن الإحتلال ، وهذا ممكن جدا بل ضروري وأساسي لإدارة الأزمة الوطنية العامة والخطيرة !!

كيف يجري تدمير مدينة كبيرة مثل الفلوجة بهذه البساطة وقبلها النجف ومدينة الثورة وتلعفر وغدا الموصل بهذه الطريقة الوحشية بحجة فرض الانتخابات لاحقا ؟؟ كيف لي أن أتفق مع المحتل ، أو الفاشية السابقة لسحق مدن كاملة لإنها تمردت أو رفضت الخضوع لإرادة الفاشية أو الإحتلال ؟؟ هل هناك جذر مشترك بين التدمير يين والحروب السابقة والحصار الظالم ؟؟ هل هي مقدمات لتدمير هذا الوطن الاستثنائي ؟؟

ألم يكن بالإمكان حل المشاكل بإرادة وطنية داخلية وبطرق وطنية داخلية بعيدا عن المحتل وأساليبة ؟؟ لماذا جرت العمليات بهذه الطريقة المعقمة والنظيفة بعد إن طرد الإعلام منذ حادثة قناة العربية التي أريد بها إسكات الجميع ثم الاجتياح والتدمير أو التمشيط كما أقترح أحدهم ؟؟ هل سيجري القضاء على الإرهاب المزعوم أم إنه سيتشضى و سينتشر الى بقاع كثيرة أخرى بسهولة ويسر ؟؟

ومن الأحداث الكبيرة والمأساوية غياب القائد الكبير ياسر عرفات بهذه الطريقة السريعة والعجيبة لتثار عاصفة من الأسئلة والذكريات والهموم والاحتمالات الكثيرة بعد رحيل رجل هام وإشكالي ، اتفق واختلف معه وحوله الناس ، وهو آخر الكبار من رجال حركات التحرر الوطني المنجز وغير المنجز ، وعن شعب عجيب ثابت في المكان والتاريخ واللغة بشكل أسطوري نادر يصعب توصيفة ، ورغم أبوية عرفات وكارزميته التي أدت الى فردية كبيرة ومقبولة من قبل عدد كبير من الأبناء والأتباع وموافقتهم على أبوته وقيادته المطلقة التي جمعت كل الصلاحيات الكبيرة والصغيرة ، حيث كان يشاور نفسه أحيانا ، فقد تمرد عليه عدد كبير من الأبناء وخرجوا عن الطاعة البطراريكية لكبير العائلة الذي يملك السلطة والمال ، وهما شرطان ثابتان لبعض أشكال العمل السياسي العربي والعالم ثالثي ، لكنه تحول مع الأعوام والتجربة الى رمز وطني في بيئة تقدس وتحتاج الرمز ، وكان متواضعا ومناورا كبيرا ، صمد في النهاية في مكانه الذي أسمه المقاطعة وكأنه أراد المقاطعة ، وقد قاطعه الحكام العرب ومن خاف من القدر الأمريكي والصهيوني ، ثم وفي التباس لم يحل للآن وربما لا يحل الى الأبد تسربت أو سربت أسباب موت أبو عمار الى المقاطعة والى ثلاجته المتواضعة والى مائدته البسيطة والشحيحة ، وهذا لايعني إنه لايملك مالا طائلا بإسمة او بإسم منظمة التحرير أو القضية الفلسطينية ، ليرحل بسرعة وبوقت قياسي رغم محاولة شيراك وأطباءه إنقاذه !!

الحصار الصهيوني الظالم وسكوت من سكت ، وتأييد الإدارة الأمريكية لشارون ، وإطلاق يديه الملطخة بدماء شعبنا الفلسطيني ، والأوكسجين الشحيح وغياب الشمس الضروري للكاثن البشري ، كلها تجمعت لتأخذ منا تلك الكوفية العربية البطلة ، وذلك المسدس المحشو والمتأهب !!

كيف تمسك أبو عمار بكوفيته العربية ؟؟ هل تحسس مسدسه في مشفاه الأخير ؟؟ هل تأكد أنه لم يتنازل عن الثوابت الوطنية في القدس وحق العودة ، وإنه لم يلوث يده وقلمه بالتوقيع القذر على التنازل ، فنام أخيرا ومات ؟؟ بعد إن عرف إن الكوفية مرفوعة كالراية فوق الضريح !!


هناك أحداث كثيرة وكبيرة ، قديمة وجديدة بحاجة الى الرصد والمتابعة والتقييم و، لكنني بحاجة الى قليل من الاستقرار المفقود أيها الأصدقاء ولو بعد ربع قرن هو كل عمري الواعي !!



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة : زمن الهبوط ، زمن الغناء الهابط !!
- كلمة : أمريكا وقرية مارقة جديدة !!
- كلمة عن المفاجأت والصفعات لبوش و طاقمة الإنتخابي
- تداعيات الوضع الأمني والسياسي والمدن المارقة
- أوراق خاصة / الى الصديق م . ذ
- عن الشيوعي الجميل طارق وتوت / أبو زياد
- الحوار المتمدن والقضايا الفكرية الماركسية
- موت الشاعر ، أو موت بلا شاهدة ، أسئلة إلى وعن آدم حاتم ؟؟
- في الذكرى الخامسة والاربعين لإستشهاد فرج الله الحلو / لماذا ...
- صورتان قلميتان لبوش وصدام
- مؤشرات من الوضع السياسي العراقي
- الناصرية مدينة من غبار ، أسسها أحدهم وندم 3
- الناصرية مدينة من غبار ، أسسها أحدهم وندم ؟؟ 2
- الناصرية مدينة من غبار ، أسسها أحدهم وندم ؟؟
- قراءة أولية للقرار 1546 / دعوة للحوار الوطني من أجل موقف واض ...
- شكر وتنوية /عن طاهر البكاء مرة أخرى
- رسائل لم تصل /الى ستار غانم راضي ...............سامي
- القسم الاول:دعوة لتقييم أسباب صعود وسقوط الفاشية في العراق
- شهادة من الزمن الفاشي / هذا الوزير عذبني بيدية
- المشروع والمجزرة / لكي لاننسى


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - هموم شخصية وقضايا عامة ، عن الفلوجة والإرهاب وغياب أبو عمار