أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد الناصري - المشروع والمجزرة / لكي لاننسى















المزيد.....

المشروع والمجزرة / لكي لاننسى


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 852 - 2004 / 6 / 2 - 04:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


تشهد الاراضي الفلسطينية سلسلة من المجازر الفاشية والعنصرية الجديدة ، التي يقودها المجرم المخضرم شارون ، وكل عصابات القتل والتدمير الصهيونية ، بتأييد ودعم أمريكي كامل ومباشر ، دعم عسكري وسياسي ومالي ، ودعم في المحافل الدولية التي يسطر عليها القرار الامريكي المنحاز اسرائيليا والفيتو المسلط.

كما يستمر الصمت العربي الرسمي المزمن والقديم ويتجلى اليوم بالعجز التام عن ا لقيام بأدوار بسيطة مثل
الشجب اللفظي أو أصدار بيان إستنكار وتنديد إنشائي أو عقد قمة صورية خالية من المعاني ، كما يعاني الشارع من الإنكفاء الشعبي بسبب القمع والسحق الطويليين لمشاعر وإرادة الناس في بلداننا ، وإلإنشغال خلف متطلبات الحياة القاسية وأجواء الاحباط العام المتولدة من الهزائم المتكررة وفشل المشاريع المطروحة للنهوض والتطور

كل هذه العوامل تطلق يد العدو الصهيوني لتنفيذ مرحلة جديدة في مشروعة الدي يعمل على تدمير وتغير فلسطين ألأرض والناس والسيطرة على المنطقة العربية ، وهذا هو جوهر المشروع الصهيوني الواسع

المجازر المتلاحقة والمتصلة نابعة من عقيدة المشروع وفكرة ومرتبطة بأهدافة المعلنة، وهي الأصل في فكر المشروع العدواني العنصري المتخلف الدي جمع أسؤ الافكار القديمة والمعاصرة المعادية للإنسان وعقلة ووجوده الآدمي الطبيعي ، وقام بنبش الكهوف وتلفيق التاريخ وتزويره ليخلق نبوءتة الكاذبة

كيف يمكن لنا أن نرى هذا المشروع من داخل المجزرة كطريق لإلغاءنا وإخراخنا من مسار التاريخ وتهديد لوجودنا البشري وتغيير شروط هذا الوجود المكانية والزمانية ، وأستبدالها بإقتحامات أخرى غريبة عن البيئة وشاذة في المحيط ، ليقولو لنا أنهم الاخر المسلح ، والمقتحم لنا ، والمفروض علينا بقوة السلاح ، وعلينا أن نقبله كى نصبح من جماعة الحداثة ويكون لنا مكان في التاريخ الراهن ، وأية مخالفة أو ممانعة ستكون نتائجها وخيمة وتؤدي الى محاسبتنا وإتلافنا وإلغاءنا وإبادتنا بسبب عدم صلاحيتنا و عدم تطورنا

لاتزال المجازر متلاحقة وبطريقة مدروسة ومحسوبة وقد بدأت مع أنطلاقة المشروع في بدايات القرن الماضي ولم تتوقف لإنها الطريق والطريقة للوصول الى الاهداف المحددة ، وهي أهداف تدميرية معلنة .
ربما البعض يراهن على ذاكرة الناس التي يعتقد أنها متعبة ومشوشة ، وسوف تنسى بسبب كثرة المشاكل والمشاغل وعمليات التعتيم والديماغوجية ، بإنتظار مجزرة جديدة على طريق المشروع الطويل والمنظم ، ربما الإنظمة العربية العاجزة تلعب لغبة الذاكرة والنسيان ، حيث أن الزمن كفيل بمحو الاحداث وندوبها وأثارها في كل مرة ، رغم تكرراها المتساوق والمتصل أحيانا ، فكم من زمن تاريخي يفصل بين محرقة جنين ومجازر غزة ورفح ؟؟ أو المجزرة القادمة!

هنا يأتي الدور الهام والخطير للمثقف الفلسطيني والعربي ومراكز الدراسات والثوثيق ونشاطها العلمي المنظم والواسع لتوثيق وتوصيل ونشر كل شئ بشكل واسع وبمساعدة المنظمات العالمية المهتمة بهذه الامور والاحداث والتي تساهم بشجاعة نادرة في فضح مشروع العدو

من الطبيعي القول إن هذا العمل وكل النشاطات الأخرى يجب أن تستند وترتبط بمشروع العمل الوطني ، والمقاومة الوطنية المنظمة والمتطورة ، والتي تكتشف أساليب جديدة داثمة ، لاتتوقف ولاتتحجر عند لحظة أو نقطة معينة في عملها لإسقاط المشروع وإنهاءه وبذلك تتوقف المجزرة الجديدة المنتظرة في بطن الايام المنظورة لنسجل حدث آخر وإرهاب آخر على طريق المحرقة!

إن المقاومة الوطنية وحدها القادرة على طرح المشروع الوطني ضد مشروع المجزرة ، وضد الطروحات الغبية لمن يصف قائد المجازر شارون برجل السلام ، رغم الجدار العنصري والاستيطان والقتل الجماعي والفردي والاغتيالات ورفض أية مبادرة سلام عادية وعامة وناقصة ..رغم صراخ الجرحى والمشردين الذين تلاحقهم طائرات اللأباتشي العالية الدقة والجودة

مجزرة تستولد مجزرة والعالم كلة مصاب بخرس وشلل وإنكفاء ، بينما تخرج علينا كوندليزا رايس وبهيئتها المعروفة لتسمي مجازر المشروع بأنها دفاع عن النفس ، وتصمت الدوائر العربية الرسمية وكأنها مؤيدة ، أو ممنوعة من الصراخ والاحتجاج ولو لرفع العتب . أو يصرح أحدهم بطلاسم لايمكن أن تقبض منها شئ

ماذا فعلوا بجنين بالامس القريب وأمام أنظار العالم الصامت المذهول ، وماذا جرى اليوم في غزه ورفح وتل السلطان ، كيف تقدمت آلة الحرب الثقيلة بكل جاهزيتها وعدتها عدا صواريخ أٍرض أرض الستراتيجية والسلاح النووي ، وكيف مسحت البيوت والمزارع وارواح البشر المتطايره المستغيثة كي ينصت العالم بذهول أيضا لتلفيقات العدو وحججه التي لاتنتهي وهو يتحدث عن الأنفاق والبنىالتحتية والفوقية للمقاومة الى مصانع تسليح خطير يهدد أمن العدو

ومن ثم يخرج علينا وجه الادارة الامريكية ليطالب الطرفين بضبط النفس! هذا ما نريده بالضبط أيها المسؤول عن العالم الجديد! شكرا لعقلانيتك وهدوءك وتوازنك! ولكن من يساعدنا في تجميع أشلاء الشهداء وأشلاء البيوت والشجر ومن يعيد الحجر الى هيئتة الهندسية الاولى فقد إنقلب المكان وتشوه ؟؟
الشعب الفلسطيني يعيش كل الاهوال والمخاطر والشرور في وقت واحد ، فهو يعيش في أتون المحرقة الفاشية حسب وصف وزير من العدو ، ويعيش الابارثيد والفصل العنصري وعمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي والطرد الجماعي وإلغاء حق العودة مع الاف المعتقلين والأسرى والمعاقين ، ثم يطالب الشعب الفلسطيني كطرف آخر مؤجل بضبط النفس فقط كي يتم إلغاءه بشكل حضاري ودون ضجيج كي لا يزعج القاتل ويعكر مزاجه وإلإ سيتقدم الجندي المختار ويسحق كل شئ وهو يقرأ طلاسم التوراة الملفقة بخصوص بلاد كنعان الطيبة؟؟

يا أله الجنود أتعض
يا أله الجنون أنسحب
أنت لاتحب البيوت
لاتحب المدن
لآتحب الشجر
لاتحب الحياة

تعمدت أن أكتب الموضوع بعد أيام قليلة من مجزرة تل السلطان ورفح وغزة المنكوبة ، وقد نسي الجميع ما حصل وعادوا الى مأساتهم أو ملهاتهم ليسيروا في مسارب الحياة البليدة ، بينما يتمترس العدو هنا في الارض ويعد العدة لمجزرة جديدة ، ولكن هذه المرة دون حجة أو غطاء أو مبرر فقد أصبح اللعب مكشوفاوالضوء الاخضر دائم التوهج

ويبقى طريق المقاومة الفلسطينية رغم الامكانات الشحيحة والمحدودة والصعوبات الكبيرة ، ورغم عجز وفشل النظام الرسمي العربي ، هو الخيار الوحيد لأن بدونة يعني الابادة والتدمير الصامت ، أي القبول بالإبادة ، وتبقى الحركة التحررية الفلسطينية قادرة على أكتشاف أساليب متجددة لتجاوز المحنة الوطنية ، وأن لانستسلم للمشروع رغم مجازره الوحشية القائمة والقادمة ؟؟ فعندما نقاوم المجازر يسقط المشروع وينتهي!



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة الى الكاتبة نوال السعداوي


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد الناصري - المشروع والمجزرة / لكي لاننسى