أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الناصري - رسالة مفتوحة الى الكاتبة نوال السعداوي














المزيد.....

رسالة مفتوحة الى الكاتبة نوال السعداوي


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 851 - 2004 / 6 / 1 - 07:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكاتبة الكبيرة نوال السعداوي تحية تقدير وتضامن ، لك ومعك لجهدك العلمي والادبي والانساني وأنت من أوائل من دخل مساحات الممنوع والمحرم، حيث التابوفي الجنس والدين والسياسة ، وحيث الدوائروالخطوط الحمراء المفتعلة التي أوجدها البعض بشكل أرادوي مفتعل بعيدا عن إلإختيارات المعرفية الطبيعية الحرة والتطور الإجتماعي والتاريخي وسياقاتة المتصلة .
أتمنى أن تعرفي وأنت تعرفين حتما بإنك لست وحدك في هذه المعارك الفكرية والتي أداتها المعرفة العالية ضد الجهل الفاقع المزمن
السعداوي طاقة هائلة ومتنوعة تستندالى جرأة نادرة في ما تشتغل وتعمل عليه، وهي تشبه شيخ التصوف الثوري الرجل الطاهر والجرئ هادي العلوي ، وتقتحم ميادين صعبة وشائكة أبرزها موضوع المرأة والمتطلبات الصارمة للخوض في هذا المجال المعقد والملتبس والممنوع ، حيث سيطرة الخرافة والتقاليد العتيقة الحاكمة والتي تتعارض مع الدين أو تتساوق معه أحيانا ، لذلك لابد أن تتوفر دراية عالية بالتاريخ الانساني القديم والحديث ، وتاريخ المنطقة بشكل خاص وأديانها وعاداتها ، كما يحتاج ميدان البحث الى معرفة معمقة بالسايكلوجيا الاجتماعية والشخصيةودراية تامة بعلم التشريح وكل القضاياوالموضوعات الترابطة الاخرى

إن الصراع في منطقناالان كما هو في كل زمان ومكان يدور بين الجديد والقديم ، بين المشروع النهضوي والمشروع الاخر الذي تقادم وإنتهت صلاحيتة وفائدته بما تجمع عليه من غبار الزمان وتجاوزته الاسئلة الجديدة والمتجدده يوميا ، لكن القديم يقاوم ويستخدم كل الاساليب للمحافظة على السلطة والنفوذ والمصالح ، ومن هنا كانت المعارك الشرسة ودعاوى التجريم والتحريم والتفكير مبكرة وجاهزة دائما لرفعها بوجه من يحاول تجاوز التابو ، وقد أستمر بعض المفكرين في مشاريعهم بينما تراجع البعض الاخر وكأنه خيار شخصي مماشجع مراكز التحريم على الاستمرار في هجومهم الشرس والمنفلت والمزاجي أحيانا. وكانت السعداوي كالعادة من الصامديين الثابتين
ويبدو إن جماعات ومؤسسات الحجب والتكفير لاتعمل وفق مخطط محدد دائما ، فهم أحيانا يتذكرون كتب وأعمل أدبية صدرت قبل أكثر من عشرين عاما كما حصل مع رواية الاديب الكبير نجيب محفوظ أولاد حارتنا ومع قصائد نزار قباني ورواية حيدرحيدر وليمة لإعشاب البحروغيرهامن الاعمال ، كما لوحقت الكتابات الجديدة لنصر حامد أبو زيد وسيد قمني والشيخ خليل عبد الكريم
ولاأدري كيف يسمح رجال الازهر لإنفسهم التدخل في إختصاص صعب بعيد كل البعد عن عملهم وإنشغالاتهم وكيف لايتدخل المتنور منهم لإيقاف مثل هذه التخبطات ؟؟ أو أن يقيموا أقسام مسقلة للنقد الحديث والمعاصر بمدارسة الجديدة ؟؟أو لايتدخلو فيما لايفقهون به فأما يمنعوا أنفسهم أو يمنعهم الرأي العام أو حتى المؤسسات الرسميه المختصة وأعني وزارة الثقافه وليس المباحث طبعا؟؟
حرية التفكير والتعبير عن الرأي وكتابتة وإعلانة هو من الحقوق الطبيعية ، حيث لاسلطة على الكتابة والكاتب غير عقله وقناعاتة وما توصل اليه بالجهد الفردي أوالجماعي ، كما لاتوجد مناطق وأشياء محرمة أو مقدسة بالمعنى الضيق والشائع ، ومن حق الباحث والكاتب والروائي تناول أي موضوع وأية قضية قديمة أو راهنة بالطريقة التي يراها ، وهناك معيار واحد هو موقف القاري أو المشاهد كما يحصل في المسرح والسينما مثلا
ستبقى قضية الابداع الادبي قضية فردية وتحتاج الى حرية تامة ولايحق لإحد التدخل والتفسير ثم فرض الوصاية أو المنع والمصادرة كما في حالة التعامل مع رواية السعداوي سقوط الامام التي تتحدث عن مقتل السادات ، ولاندري هل هذا الموقف دفاع متأخر عن السادات ونهجه الاستسلامي ؟ أم هو توافق وتراضي مع السلطة؟
يزدحم العلم العربي في إشكاليات التجهيل والتخلف وتزداد التهديات الجدية لوجودنا الانساني ، وتزاد الاسئلة المعلقة في حياتنا ، وتتسع رقعة الموت في فلطين والعراق ، وتزاد مساحة الجوع والحرمان ، وتشتد أزمة الديقراطية والحريات ونسير حثيثا خارج التاريخ ، يظهر علينا جندرمة الازهر ليلاحقوا رواية كتبت قبل أكثر من عشرين عام فقط؟؟ويلاحق ديوان الشاعر أحمد الشهاوي وصايا في عشق النساء لإنه أخذ من الصوفية العظيمة بعض من رموزها وإشاراتها؟؟
إننا أزاء محنة العقل الجمعي وجمود وتخلف العقل الاخر وعدم إنجاز إي شئ هام منذ قرون عديده ، في هذه اللحظة يأتي من يمنع ويهدم عملية التراكم البسيطة والبطيئة الجارية هنا ، لتستمر الغيبوبة ويستمر الموات
لاأدري لماذا يمنع نصر أبو زيد من حق التفكير والكتابة والبحث والاستنطاق ؟ من يملك سلطة إيقاف التفكير فسلجيا أو أجتماعيا ؟ من قال إن أفكار أبو زيد خاطئة أو غير صالحة ؟؟ لماذا يريدون كتابة التاريخ بطريقة معلبة وتابوتية ؟ لذلك تكون أفكار الشيخ خليل عبد الكريم خطيرة ومرفوضة ؟من يقررذلك ؟؟ لماذا يجري وتجاوز عقل القارئ والقفز عليه؟؟ومن أفتى بصلاحية البحث في هذا المجال ومنعه وتحريمة في مجال آخر؟؟ أنها أزمة الحريات ،وأقصد تحديدا أزمة حرية التفكير وهي ؟
الشرط الادمي الاول؟؟
أننا أمام معركة جديدة ومحاولة أخرى لفرض فكر الاسطرة والتغيب ، لكن السعداوي وأبو زيد وكل من يشتغل في ميدان العقل والتنوير قادرين على الاستمرار في مشروعهم الانساني لإنه خيار حياتي كما هو خيارطبيعي كأحد شروط الحياة ، بينما تبقى بعض الافكار الدينية وبعض الايديلوجيات الجامدة تتناطح مع مسارات الحياة وتحولاتها وتخشى التجاوز والعزل وتستند الى الغيبي والمقدس والمحرم؟؟



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيف أصبحت شوارع الولايات المتحدة مليئة بكارهي اليهود؟
- عملية -الوعد الصادق- رسالة اقتدار وردع من الجمهورية الإسلامي ...
- تردد قنوات الأطفال علي جميع الاقمار “توم وجيري + وناسة + طيو ...
- -بالعربي والتركي-.. تمزيق 400 ملصق للحزب الديمقراطي المسيحي ...
- اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية تصدر بيان ...
- حدثها اليوم وشاهدوا أغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- السعودية.. فيديو تساقط أمطار غزيرة على المسجد النبوي وهكذا ع ...
- فرنسا تعزز الإجراءات الأمنية أمام أماكن العبادة المسيحية
- المجلس اليهودي الأسترالي يتضامن مع مظاهرات طلاب الجامعات الد ...
- طالبة أمريكية يهودية ترفع دعوى قضائية ضد جامعتها المتهاونة م ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الناصري - رسالة مفتوحة الى الكاتبة نوال السعداوي