القسم الاول:دعوة لتقييم أسباب صعود وسقوط الفاشية في العراق

أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 855 - 2004 / 6 / 5 - 04:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

1-
كنت ولاأزال من الداعيين الى أجراء تقييمات علمية مو ضوعية جريئة ، لكل الاحداث الرئيسية التي لاتزال تؤثر في حياتنا السياسية والاجتماعية مباشرة ، ودراسة كل الظواهر القديمة والمستجدة وعدم تركها تمر وتذهب الى النسيان ، إن إعلان التقييمات مرتبط بوقتها الحيوي والضروري لخروجها ، كما إن جميع الوثائق الضرورية متوفرة الآن تقريبا بعد سقوط وإنهيار الدولة والسلطة معا.
إن التقييم العلمي والموضوعي الجرئ ، الذي يعتمد النقد والمراجعة والتحليل والكشف عن الاخطاء الفكرية والسياسية الكبيرة والصغيرة ، والابتعاد عن أساليب التبرير واللفلفة والإجتزاء والتأجيل ، هو الطريق الوحيد والسليم لإيقاف الاخطاء القاتلة والمتكررة .
كما إننا بحاجة الى كتابة التاريخ الحديث والمعاصر للدولة العراقية وللأحزاب والحركات السياسية ، كتابة علمية جديدة ، تعتمد على الوثائق والوقائع والشهادات ، وتبتعدعن أوهام التصورات الخاصة ومعاندة الواقع والقفر عليه، وكتابة ما يشبة الدعاية والتلميع؟؟
أن من أبرز الموضوعات الملحة والخطيرة التي تحتاج الى تقييم علمي شامل ، صعود الفاشية المتخلفة وسقوطها ، والاساليب التي أتبعت في تثبيت الحكم لحزب معزول ومنبوذ ومدان لجرائمه الكبيرة في تجربته الاولى عام63 وسقوطه السريع فيها تحت آثام الجرائم والدم العراقي المسفوك ، وقد كانت تجربتهم الاولى بروفة لبقائهم الثاني الطويل والمدمر والذي أستمر لثلاثة عقود ونصف ، عقود دامية مريرة كأنها دهور لاتنقضي ولاتغادر إلا مع كل هذا الخراب الشامل والمريع لكل شئ بل للمستقبل أيضا .
أذن كيف عادوا بهذه السرعة بعد السقوط الاول؟؟ ومن ساعدهم في هذه العودة المشؤومة ؟؟ وماهي أساليب تثبيت الحكم والاستمرار والتخلص من الخصوم والمعارضيين الكثر ؟؟ أساليب عملهم في كسب الناس والخروج من العزلة ؟؟ أساليب الحركة السياسية في كشف ومواجهة بذور الفاشية والعمل على منعها ومقاومتها، والاخطاء في تقديرات و عمل الحركة السياسية في مقاومة الفاشية ، والاخطاء والانحرافات الفكرية والسياسية للقوى التي تعاونت وتحالفت مع السلطة ، نتيجة أنحرافات فكرية أو إنتهازية سياسية قاتله ، أو ضغوط خارجية معروفة ،ووجود قيادات وشخصيات ركيكة وعاجزة عن قراءة الواقع وتحديد المهمات المطلوبة ؟؟.
أن الفشل في معرفة و رصد التطورات والاحداث في بناء السلطة الفاشية وطبيعتها ومؤسساتها القمعية الرهيبة وأساليب عملها ، ومن ثم النجاح في بناء دولة شكلت قطيعة مع نموذج الدولة السابقة لها أو الدول السائدة في محيطها ، هو من الاسباب الرئيسية في عدم أيقاف تطور المشورع الفاشي وتضخمة وإنتفاخة الوحشي الذي سرعان ما تمدد الى الخارج في حروب عبثية دمرت الوطن وهزت المنطقة وعلاقاتها وثوابتها .
إن سقوط الفاشية بالطريقة المعروفة والتي أنتهت الى كارثة وطنية هائلة تتمثل في الاحتلال الامريكي البغيض ، يعبر عن لوثة الفاشية وتلازمها مع الاحتلال في ثنائية طبيعية ومتلازمة في أغلب التجارب تقريبا ، وهكذا فقد إلتقط الخارج الامريكي خيوط الازمة ليتحرك لحسابة الخاص وينفذ مشروعة في إحتلال وطننا بحجة الفاشية التي كانت مدعومة من قبله والتي منع وأعاق إسقاطها بمشروع وطني داخلي ؟؟
أننا بحاجة ملحة وأساسية لتقييم ودراسة الحقبة الفاشية لنفهم الوصع الراهن ، ولنغلق الباب ونمنع عودة وتكرار هذه التجارب المدمرة ، ونكشف الجرائم والارتكابات الشاذة والمشينة ونسجل أسماء القتلة والمجرمين ونكافح ثقافة العنف والتخلف والتدمير.نحن بحاجة الى تسجيل أسماء شهداءنا وقتلانا وضحيانا وكشف مصائر المفقودين
يبدو إن هذا العمل بدء يتراجع في حومة المشاكل والتعقيدات التي سببها الاحتلال ، وأستمرار الوضع الشاذ والمأزوم الذي يمر به بلدنا ، وظهور مشاكل سياسية وأقتصادية وأمنية كبيرة ، وعدم معالجة المشاكل القديمة كل هذا يبعد الناس عن التفرغ لهذه الامور التي يعتقد البعض إنها أصبحت من الماضي.
أعرف أن المهمة صعبة ومعقدة وخاصة الان ولكن لنبدأ بالخطوة الاولى ، ثم يتراكم العمل وتتراكم التجربة ، وعلينا أولا تجميع أطنان الوثائق وفرزها وحفظها بشكل علمى والعمل على إسترداد الوثائق الاساسية والستراتيجة من أيدي الاحتلال الذي سوف يتصرف بها بإنتقائية وحسبما يلائم مصلحته ومخططة
إن من لايدرس تجاربه لايؤسس للمستقل وهذا حال المجتمعات والدول المتخلفة ، إن مراكز الدرسات والبحوث تشكل مصدرا هاما للعمل في جميع المجالات وهو ما تقوم به المجتمعات المتقدمة وجامعاتهاوشركاتها الكبرى أيضا ، وربما هذا أحد أسباب تقدمها وتطورها.

الحلقة الثانية / تجربة شخصية : هذا الوزير عذبني بيديه

#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات