أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - سوريا يا ذات المجد















المزيد.....

سوريا يا ذات المجد


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3560 - 2011 / 11 / 28 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في خضم المتغيرات الجارية في الوطن العربي ، والشرق الاوسط عموماً ، تجد الجامعة العربية وقتاً كافياً لمتابعة الوضع في سوريا ، ولا تجد ذلك الوقت لوضع تصوراً لإستراتجية عربية لمواجهة ما يتهدد المنطقة من حروب وتقسيم وتجزئة قد تصل إلى تبديد وجود عربي فاعل ، لا اعرض هذا لأقول ان ما يجري في سوريا ليس مهماً بل هو استراتيجي ، لكن سوريا إمارة عربية ، بل هي الشام التي قال فيها احمد شوقي :
جزأكم ذو الجلال بني دمشق فعز الشرق أوله دمشق
وبلاد الشام هي التي قصدتها اتفاقات ( سايكس بيكو ) فنزعت فلسطين وانتدبتها واستعمرتها لتمررها لدولة إسرائيل ، وفرنسا اقتطعت الاسكندرونه لصالح تركيا ، وعموماً فان المركز العربي والقومي هو الشام ، ولا يجوز التعامل معه بطريقة التعامل مع ليبيا ، وإذا كان الدعم للمعارضة او للقمع البعثي ، فهو موجود منذ سنوات طوال ، وكان يجب ان ينتهي لولا مواقف الجامعة والنفاق من قبل الأنظمة العربية ، التي لم تعترض حتى على مذبحة حماة عام 1982، ولا على ممارسات سرايا الدفاع .
إن ما يلفت الانتباه ، هو ذلك الحزم الذي تتعاطاه الجامعة العربية مع النظام السوري ، والذي يبدو واضحا ان خلفه التعاون الخليجي ، حيث الثقل المالي والديني بالرعاية السعودية، فالوضع في باقي البلدان العربية ، لا يسمح لها بالانتباه ابعد من حدود بلدانها في الوضع الراهن ، وهي تواجه مطالبات بالديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وغيره ، وخاصة ان الدولة الأساسية ( مصر ) لديها ما يلهيها ، وأرجو ان تخرج بعافية مما يحيق فيها من مؤامرات وصراعات داخلية وخارجية .
لقد صدرت دول الخليج بفعل الإمكانيات التي توفرت لها من النفط ، خاصة بعد حرب 1973 ، الفكر السلفي الوهابي قاصدة الى إضعاف حركات التحرر العربي بكافة مناهجها القومية والديمقراطية ، حتى تحافظ على كيانها وتستمر أنظمة قمع وإرهاب وتحريض اثنيات وتهديم كيانات ،وبذخ وفساد ، لقد تساوق هذا الوضع مع المصالح الاستعمارية في المنطقة ، ومبكراً جداً قال : ألن دالس // عام 1954 في أول زيارة له كمدير المخابرات الأميركية في حكومة إيزنهاور وفي مطار القاهرة // ان هذه المنطقة تعوم على بحرين من الدين والنفط !! ولقد افرز هذا التزاوج في المصالح نقلاً سياسياً لتلك الأنظمة وفي مقدمتها السعودية ، لتوليد حركات دينية من الإخوان والتكفيريون حتى السلفيون وبن لادن ، ولا زالت تنتهج نفس السياسية لوقف التطورات الاجتماعية في العالم العربي كونها تتناقض مع بقائها أنظمة خارج الزمن وتحكم بطاعة ولي الأمر ، وتعارض الحرية وحقوق الإنسان ، وتحتقر المرأة ، وتنظم أئمة تدعوهم ( علماء ) لتفسير الدين وتأويلاته والإفتاء به بما يثير القرف حين تجدهم يعتبرون الرياضة للمرأة كفراً ، وكرة القدم حراماً، ويعيقون تطور شعوب إرهابا او ترغيبا مستخدمين المال والنفوذ .
وحين أنشئت الجامعة العربية عام 1944 ، وكانت سبعة دول ، وأعطت لنفسها الحق في الاتفاق على تسمية لمندوب عن ( عرب فلسطين ) حسب النص ، لحين تحرير ذلك البلد لاختيار ممثليه الرسمين ، يومها لم تكن هناك لبلدان وإمارات الخليج أي حضور من حيث هي محميات بريطانية ، استقلت فيما بعد والتحقت تباعاً بعد اتفاقات دعم الدول المستعمرة لها ومع بقائها لقواعد عسكرية في المنطقة ، وبالمعنى النهائي فهو استقلال ناقص ، وقد ظهرت الحماية للكويت في حرب الخليج وقبلها حرب العراق وإيران عام 1980 .
وبناء عليه،وبحكم طبائع الأمور تصبح القرارات في الحال الراهن والثقل في الجامعة لتلك البلدان والإمارات والمحميات ، وبحكم طبيعتها ومكوناتها التاريخية والثقافية وجزعها من حركات التحرر العربي ، ومحاولة ضبط إيقاع حركة التاريخ كي تستمر كيانات تعيش رخاء وتصدر أزمات ، تتجه لفرض التيارات الإسلامية وهي حاضنة لهم مالا وتوجيها ، وضرب إمكانيات حضور معارضة عربية في ظرف هيئ لها فرصة مناسبة ، وبقرأة للحال العربي فان سوريا ، تحتل موقعاً مؤهلاً لقيادة مرحلة تاريخية تحررية ، بعد خروج مصر ، وهيمنة حركات سياسية إسلامية متنافرة ، والقيادة السورية فوتت تلك الفرصة ، في حين لم تدرك أنها مطالبة بدور أخر وجديد ، بل اعتبرت نفسها محصنة بالشعار والعيش في الماضي غير مدركة لضرورة التغير ، الذي كان متوقعا حين تم تغير الدستور لتنصيب شاب تفاءل به كثيرون ، إلا انه كان امتدادا غير موفق لسابق قمعي تسلطي ، وبتحالفات غير مقبولة إقليميا وعالمياً ، بل مع قوى رجعية ذات مناهج مدمرة ، فوضعت بذلك سوريا نفسها في المكان الملائم للهجوم والعداء خوفاً من مستقبل تأثيرها، ومن مستقبل تحالفاتها ، فأرعبت المتربصين وكانت لهم مناسبة غير مسبوقة ، وأبعدت المتحالفين والمتعاطفين حتى لا يجدوا أنفسهم في تكتل خارج عن معادلات المتغيرات الجارية في العالم ،والأمر مع روسيا مختلف وكان كذلك أيام الاتحاد السوفيتي حيث ظلوا مدركين لمكانة سوريا جيوسياسيا ، خاصة وان مصر بعد عبد الناصر تحولت أكثر الى التوجه الاسلاموي، وهذا دفع النظام السوري الى التشنج فازداد قمعاً وانزواء ، ولم يكن له منذ مطلع العام حين انطلقت الانتفاضات العربية اي حضور او موقف واضح يؤكد ثوريته !! ، فخسر الأصدقاء وتشجع الأعداء .
ان المعارضة السورية رغم حضور الحركات الإسلامية فيها ، إلا إن ما ترفعه من شعارات ومطالب محقة كان يجب ان يستجاب لها ، ولا يجوز التعرض للشعب بالجيش ، خاصة من نظام يعتبر شعاره بالأساس كحزب عروبي هي ، الوحدة ، والحرية ، والاشتراكية ، فغابت الوحدة وقمعت الحربة وتخلى عن الاشتراكية .
وهنا يجب القول ان الوضع السوري يختلف عن كافة النظم العربية الأخرى من حيث المجتمع السوري أكثر انفتاحاً ، وابعد ثقافة قومية وعروبة وديمقراطية ، ولعل هذا احد أسباب عدم ارتياح السعوديين من النظام السوري ، وهم من يغذي الأصولية الإسلامية ، ويشجع الامارت المتعاونة معه على التدخل والتمادي لضرب سوريا وربما تقسيمها بما يكفي لإضعافها بعد ان غادر العراق العروبة والقومية ، ومصر تغلب فيها السلفية وقد تمضي سنوات قبل ان تنهض لدورها الإقليمي ، مما وفر وللمرة الأولى منذ إنشائها للسعودية فرصة احتلال دور الدولة الرئيسة في العالم العربي ، وهو أمر يثير القلق أكثر مما يثير التساؤل ، الى أين نتجه ، لمصر ام لربوع الشام ننتسب ، فما هي العروبة وما الواقع الجيوسياسي ، وهل فعلاً لا يطمح خادم الحرمين في الخلافة ، ولا يثير الوضع شهية تركيا لاقتطاع ما تعتقد انه لها مثل كركوك وأجزاء من سوريا فقدتها بعد الحرب العالمية الأولى ، وكونها اليوم دولة صناعية تحتاج الطاقة أكثر مما سبق ، وهو أمر طالبوا به منذ زمن ( سليمان ديميرل ) ، رغم على لبس عباءة الإسلام لتسهل لها المهمة والطموح القومي الطوراني .
واضح ان استخدام الفزاعة الإيرانية مفيدة لتمرير تلك المخططات ، ولا شك فان إيران حالة خطرة على المنطقة بوضعها وبتحالفاتها مع حزب الله وتموليها لعدد من الحركات الدينية تستخدمها لدور إقليمي تطمع فيه ، وهو حال تستفيد منه إسرائيل فقد أصبحت في ترتيب الأعداء وفي الصفوف المتأخرة ولرنما لم تعد مطالبة أكثر من الاستجابة لاستحقاقات السلطة الوطنية الفلسطينية واحترام المعاهدات التي وقعتها ، ومقررات الامم المتحدة التي وافقت عليها، ودولتين لشعبين .
لكن المتغيرات الإستراتجية الجارية في المنطقة تهدد بتمزق عربي والى بلقنة شرق أوسطية في أحسن الأحوال ، والبدء بالاجراءت ينتظر خروج سوريا من المعادلة ، وهنا تتساوق الجامعة العربية بالأنياب التي أصبحت لها مع قيادة الإقليم الناشئة والمتحالفة مع طموحات أميركا وحلفائها .
واختصاراً واستخلاصاً ، فان النظام السوري ان كان لا يزال يتمتع بتلك العقيدة القومية ،وتلك القناعات الثورية التي يعلنها، فان عليه ترك السلطة ، والحوار مع المعارضة ، وتنصيب حكومة إنقاذ وطني والمحافظة على الجيش السوري والمكتسبات المتحققة ليبقى صاحب مهمة على حدود الوطن ، وخلاف ذلك سينتهي النظام وتضيع سوريا بما هي عليه وليس بعيد انقسامها حسب التيارات القائمة ، او تقسيمها حسب الرغبات المنتظرة ، وليعود الإقليم الى العصر العثماني ، بلاد لا تصلح إلا لنهب ثرواتها واستعباد شعوبها ، وتكون القوة الأقرب لهذا الدور هي إسرائيل ، ودون مغالاة في ترسانة إيران فإنها لن تستطيع الاستمرار في وضع عكس تيار التاريخ ، وستغادر اما الى الديمقراطية او نزاعات داخلية متوقعة ، وهنا يجب التذكير ان الولاء الإيراني الأول للفارسية والتركي للتتريك وان الإسلام دين لا يغير القومية وتأكيد ان القومية العربية حقيقة يجب حضورها بقوة .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن متراس للديمقراطية
- حول الوحدة الفلسطينية
- عن الحاضر والمستقبل للراسمالية
- الاسطورة الدينية والواقع التاريخي
- الثورة العربية لماذا لا تنتصر !.؟
- عن الثورات العربية والتحديات
- لماذا يفوز الاسلاميون ؟!
- حوادث لها مؤشرات
- اجابات مختصرة لاسئلة معمقة
- لا للفتنه نعم للوحدة الوطنية
- مواقف شيوعية قلقة
- خطبة اوباما
- ايلول تصويب مسار ام استحقاق
- حول الحزب الشيوعي في فلسطين
- حول الدولة والثورة
- قد تنفع الذكرى
- اسرائيل تتحجب
- حتى تنتصر الثورة
- عن ايلول الفلسطيني
- الوضع الاقليمي والدولي والثورة


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - سوريا يا ذات المجد