|
عن ايلول الفلسطيني
جورج حزبون
الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 02:04
المحور:
القضية الفلسطينية
تجري عملية تهويل الأداء السياسي الفلسطيني ، خاصة عملية التوجه للأمم المتحدة لطلب العضوية الكاملة والاعتراف بحدود دولة فلسطين ضمن الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 ، وكأننا ذاهبون إلى حرب عسكرية ، وصلت إلى تصريح وزير الحرب الإسرائيلي السابق بان على إسرائيل دعوة قوات الاحتياط !!؟ التحرك الفلسطيني يقع ضمن الإستراتيجية الفلسطينية المعتمدة على الشرعية الدولية ، مستعبدة الحل العسكري ، بفعل الواقع العربي ، والانحياز الأميركي ، ومستفيدة من تجارب النضال الطويل للشعب الفلسطيني ، مع محاولة تأكيد كيان قومي وطني للشعب الفلسطيني يعزز طموحه نحو وقف الهجرة والنزوع للحضور إلى الوطن والاستثمار فيه ، حيث إن استمرار التوسع الاستيطاني الإسرائيلي ليس إلا تواصل احتلالي بطيء ، لم تعد معه عملية التفاوض الثنائي دون ضمانات دولية سوى حالة زمنية يستخدمها الاحتلال بفرض وقائع على الأرض يصبح مع مرور الزمن إمكانية إقامة دولة فلسطينية غير واقعي ، كما يصبح شعار دولتين لشعبين ( الديمقراطي ) غير ممكن ، ليس فقط مع الاستيطان بل أيضا مع ذلك النمو المتسارع لأوساط اليمين الديني ( الحرديم ) في إسرائيل والتي يرعاها نهج حكومة ( نتياهو + ليبرمان ) العنصري صاحب نظرية يهودية الدولة ، الهادفة الى إنعاش التطرف والمذهبية وتنشيط الفكر الصهيوني ( الماوفي) , إن إنكار حقوق الشعب الفلسطيني ، عقيدة لأصحاب هذا الفكر المنغلق وهذا استنتاجا بقدر ما هو نقلا لما أورده نتنياهو في كتبه وما أورده الوزير ليبرمان في تصريحاته ، وبالتالي فإننا نواجه فاشيه تتنامى في الشرق الأوسط وعلينا التوجه للعالم محذرين بان هذه العدوانية مرشحة لتمدد ، وان علينا إن نكف عن التعامل بأسلوب ( تشمبرلن ) ، وهذا جانب أساسي ومركزي فيما ذهب إليه الفلسطينيون بنشاطهم السياسي نحو العالم والأمم المتحدة ، وهذا ما يثير أميركا وإسرائيل أكثر ، وليس مجرد طلب اعتراف بكيان سياسي قائم وله عضو مراقب في الأمم المتحدة ، بل أكثر له حضور ( دي فاكتو ) على الأرض التي حملت اسمه تاريخيا ودبلوماسيا منذ الانتداب البريطاني ، الذي صك العملة الرسمية باسم حكومة فلسطين وتمت معادلتها بالجنية الإسترليني ، ولا زال هذا الموضوع يحتاج إلى إنهاء لما بقي لفلسطين من ودائع ذهبية لدى بريطانيا . واضح ان الاعتراف بإسرائيل على أساس قرار التقسيم لدولتين على الأرض الانتدابية ، فقامت أحداهما والأخرى تنتظر ، وقد بقيت وديعة لدى الحكومة الأردنية حتى احتلتها إسرائيل عام 67 ، ثم صدر قرار 242 وأعاد تأكيد حدودها حسب 4 حزيران 67 ، على هذا الأساس تمت الدعوة الى مؤتمر مدريد للسلام، وعلى هذه القاعدة جرت اتفاقات أوسلو، والمفاوضات المستمرة منذ عام 1993 . عام 1974 خاطب ياسر عرفات الأمم المتحدة وصدر قرار تلك الجمعية بتاريخ 22/11/1974 تحت رقم 3236 يعترف بالحقوق الفلسطينية الغير قابلة للتصرف ، وانعقدت في ذات العام القمة العربية وأقرت الاعتراف بالقيادة الفلسطينية ممثل شرعي ووحيد ، وبعد فك الأردن ارتباطه القانوني بالضفة الغربية وبذلك اكتسبت هذه الأرض اعترافا دولياً وإقليميا كونها دولة الشعب الفلسطيني في حدود 67 ، وأعلن المجلس الوطني الفلسطيني قيام دولة فلسطين ،وأقام الفلسطينيون كيانهم السياسي بعد اتفاقات أوسلو ، وأصبح حضورهم في وطنه مشروع بالعرف والقانون ، وبالسياسية والجغرافيا ، لكن دولة الاحتلال استمرت في عدوانها ، وفي قضم الأرض واستنزاف المياه وإعاقة التطور الاقتصادي والإنساني كما استمرت في اضطهاد الشعب بالاعتقال والقتل والحواجز ، فكان لا بد من ان يأخذ العالم مسؤوليته فيما هو قائم ، وان العربدة الإسرائيلية المدعومة أميركيا ، تشكل بؤرة توتر دولي وتوفر أرضيات لحروب مستمرة في المنطقة ، وعلى العالم إن يثبت بالملموس الواقع رفضه لنهج العنصرية والحرب ، ويحدد موقفه أولا بان الدولة فلسطين ذات حدود جغرافية معروفة وإنها تعيش تحت أخر احتلالات التاريخ وهي صاحبة حق في أرضها وجوها ، وحرية شعبها مكفولة بالقانون وثانيا يجب العمل على إنهاء الاحتلال ووقف حالة الهذيان العنصري ومحاولات إلغاء شعب تحت ذريعة اانها ارض مورثة من ( المقدس ) ، تلك الميثولوجيا التي أصبحت سخافة واستهتار بعقول البشر . وعليه فان التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة ليس توجها عربياً ، كما انه ليس نزاهة سياسية ، فقد يترتب عنها وقائع لا يعود ممكناً الرجوع عنها ، مثل إن إي قرار باعتراف بدولة فلسطين في حدود حزيران سيكون قد نسخ ما قبله ، فقرارات الأمم المتحدة تؤخذ بالواقع الزمني وظروفه ومعطياته ، ولا تعود للأثر الرجعي ، فموازين القوى تتغير ومفاهيم العلاقات ومصالح الدول تختلف ، وكما يقول / آدم سميث / وعلماء الاقتصاد / هناك بالسوق يد خفية / ، ومن هنا تكتسب المسألة أهميتها ، إسرائيل تفهم أنها تعبئ العالم وتثيره ضد نهجها العدواني ومعاداة الشعوب واستبدال حق الشعوب في تقرير المصير التي قمعها انتهاك حقوقها ، لتصبح دولة منبوذة ، وتعيد سيرة جنوب إفريقيا البيضاء ، والفلسطينيون يدركون إن هذه معركة سياسية يترتب عليها استحقاقات سياسية و وطنية ، تؤثر في عملية النضال الوطني ، وقد تكون رافعة، وقد تكون ذات سقف منخفض واقل طموحا مما هو متوقع ، وقد ينتج خلافا داخلياً ، ولكنه في كل الأحوال ممرا إجباريا لمنع ولوقف او للحد من التفرد الأميركي والعربدة الإسرائيلية ، ولعل الأهم من كل ذلك ، وهو ان الحراك السياسي الفلسطيني يجب ان يكون ضمن الفضاء الواسع ، وليس ضمن غرف مغلقة إرادتها إسرائيل وسيلة تقول فيها للعالم إننا نلتقي ونتفاوض فاتركونا نعمل بصمت وبعزلة عن تدخلاتكم ، وهو ما يريحها ويطلق يدها العسكرية تعمل ما يحلو لها . إن الانطلاق نحو العالم في ذاته مكسب نضالي ، ولعله هذا ما يزعج أميركا والرباعية ، وحليفتهم ، وهذا ما يجب إن يكون أسلوب العمل الفلسطيني دائماَ ، واضحاً صريحاً شفافاً وإمام العالم وتحت شمس النهار التي ستشرق بالحرية على شعبنا العظيم .
#جورج_حزبون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوضع الاقليمي والدولي والثورة
-
قبلنا من الغنبمة بالاياب
-
الثورة العربية لا تحتمل الفشل
-
الربيع العربي والمحاذير
-
المسيحيون العرب والكنيسة
-
اوسلو والسلطة والمصير
-
الخامس من حزيران والفجر العربي
-
لماذا تخلى الشيوعيون الفلسطينيون عن قيادة النقابات ؟
-
الواقع والمطلوب
-
اميل حبيبي
-
النكبة
-
المصالحة الفلسطينية
-
في ذكرى ايار
-
سقط النقاب عن وجه الانظمة العربية
-
لتتواصل ثورة الكادحين العرب ولتتعمق
-
عن الربيع العربي والمخاطر
-
الثورة والوضع الراهن
-
العام والخاص في ثورة التحرر العربي
-
الثورة حركة تغير في التاريخ
-
كل السلطة للشعب
المزيد.....
-
القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ
...
-
الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
-
فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
-
إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية
...
-
مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
-
مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
-
أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
-
لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر
...
-
واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
-
الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري
...
المزيد.....
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
-
التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|