أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج حزبون - لتتواصل ثورة الكادحين العرب ولتتعمق















المزيد.....

لتتواصل ثورة الكادحين العرب ولتتعمق


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3337 - 2011 / 4 / 15 - 12:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الانتفاضات العربية ، حالة سياسية لها ما بعدها ، فهي تصنع تاريخ وتصحح تاريخ ، وليس مهماً ألان العودة إلى قراءة تواريخ سابقة ، لمعرفة ما يطلق عليه في أبحاث الأراضي ( الأيلولة ) ، فقد ألت الحالة العربية إلى واقع التمزق والانكفاء ، تحت قيادة الارستقراطيات التي سادت في مرحلة معينة ، بفعل ارتباطها بالقيادات العثمانية وبالتحالف مع كبار الاقطاعين الذي أنعش طموحاتها وربما او لعله جشعها ، قراءة الوطن مصلحة ، ولم يزعجها تقسيمه ( حيث هي ذات منشئ اقطاعي ) انما يهمها حصتها ودورها ونفوذها ، فكان ان دافع كل عن ما كسب ، واقيمت بلدان عربية ( حسب التعبير الماركسي ) ، وهذه بدورها دخلت في محاور محلية وخارجية ، فضاع العام العربي واستقر الخاص الذاتي.
لم تستطع الطبقة العاملة ان تتبلور شخصيتها في ظل هذا المكون ، خاصة وان العالم العربي تحت الولاية العثمانية والتي بلغ تعدادها عشية الحرب 11.5 م ن ، في حين كان تعداد الاتراك 7.50 م ن .
كانت في أغلبيتها فلاحين صغار ، او فلاحين في إقطاعيات للبشوات العرب ، يمكن بيعهم مع الأرض حسب ما جرى في فلسطين حين باعت عائلة سرسرق اللبنانية / مرج بن عامر ، وبالتالي لم تكن قد نضجت طبقة عاملة عربية حيث نمط الإنتاج زراعي ، وفي ظروف الحرب العالمية الثانية واتخاذ الحلفاء للمنطقة كقاعدة لوجستية واستخدام أيدي عاملة من الفلاحين سمح من خلال تلك التجمعات بتشكيل أنويه عمالية ، أتفرجت عنها حركات سياسية ونقابية عربية ذات توجه طبقي ، لكنها لم تولد طبقة عاملة ، فكانت مجرد مجموعات عمالية ذات خلفية فلاحيه وتوجه تقدمي ، ولعل هذا بعض ما يفسر حالة أللاستقرار في الحركات النقابية العربية ، والأحزاب الشيوعية واستمرار الانقسام الذي غالبا ما اخذ بعداً شخصياً.مما يبرز ذهنية الحالة المترددة والذاتية لقطاع فلاحي ذا نهج او توجه طبقي عمالي .
تاهت الشعبوية العربية بين العروبة والإسلام ، فقد ظل العرب تحت الحكم العثماني قانعين باعتبار السلطان ( خليفة ) وإنها تعيش في دولة إسلامية ، رغم التباين الاجتماعي والاضطهاد القومي المعروف ، الذي حفز لتحرك قومي ولو تحت شعار رفض التعسف وحالة التخلف المفروضة على الأقاليم العربية والبؤس الذي تعيش فيه وجباية الضرائب المرهقة ، فكانت ردود العثمانيين المعروفة بتسليط جمال السفاح على رقاب العرب ، ومواحتها بحركة التتريك .
لكن الاسلاموين لا يقرون بحق الخروج على الحاكم مهما تعسف وراء للمفاسد ، ولعقيدة الولاء والبراءة ، فظلوا رافضين لنهوض قومي عربي ، الا أنهم كانوا ضعفاء إمام مد القومية ، فاستكانوا حتى كانت هزيمة 1967 ، فاستغلتها ورفع شعار ( الإسلام هو الحل ) واستخدمت الحركات الدينية ضمن دائرة الصراع بين الأنظمة وأحيانا الأجنحة كما بين عبد الناصر والسعوديون ، الذين استخدموا الوهابية مع البتر ودولار ، لمواجهة حركة التحرر العربية ثم أصبحت الدعوة الى القومية مشبوهة ، وهيمنة السلفية خاصة بعد خروج الاتحاد السوفيتي من معادلة المواجهة ، وتسلم أميركا دور القطب الواحد .
رغم كل ما جرى من تحديث وتصنيع وصراع ، فأن طبقة عاملة عربية لم تتبلور خاصة وان الجزء الرئيسي بالإنتاج اتجه نحو الصبغ الكمبرادورية ، لكن حركة التاريخ لم تجرى عبثاً ، فقد تحقق في ظل الصراع حركة كبيرة لجمهور الكادحين ، شمل في العقود الأخيرة ، نخب فكرية بحكم التطورات العاصفة والائتمة مما دفع للانضمام لهذا القطاع إعداد غفيرة من المثقفين الثورين والكفاءات العملية بحيث أغنت المحتوى الاجتماعي وشكلت نويات برولتياريا بالمقاييس المعاصرة ، وهي التي تتحرك اليوم في الشارع العربي محدثة التغير ، وناهضت بالمجتمع العربي الى مرحلة تاريخية جديدة ، لا تخلو من الصعوبات والمخاطر ولعل ما يدعى بالثورة المضادة ، ليست مجرد قوى محلية بل إقليمية ودولية أيضاً ، فهذا التحرك للإسلام السياسي ، بشكل متحفز يوضح ان هناك من يدفعه ليرث نضال شباب وأبناء الكادحين ، ضحوا حتى يتحقق التغير المرعب لقوى إقليمية وغير إقليمية ، وهنا تعاد الاسطوانة التي أصبحت مملة ( الأمة الإسلامية ) ( الأمة العربية ) ودون دخول في تفاصيل المقولتين ، فان المقرر في هذا الصراع هم جموع الكادحين وأبناء الطبقة العاملة فعلا الأكثر ثورية والقادرة على حسم الصراع نحو المستقبل وإسقاط رهان مجموعات الإسلام السياسي الساعية نحو وقف حركة التاريخ والعودة للماضي بسلفية مرتجفة .
فان كانت الرجعية تطرح فكرها وتتمادى وتحشد ، لضرب قوى الثورة فلماذا أولا لا يكون هناك صراع فكري عقائدي مع هذه الأوساط لاستقطاب الشارع بشكل أوسع ، حيث من السهل خداع كثيرين بدعاوى المقدس ، ولا يجوز عدم الانتباه لذلك ، وخداع النفس بامتلاك الأغلبية ، فقد ظل دائماً الصراع الفكري أداة دفع في مسيرة النضال .
ولقراءة ما حدث في التجربة المصرية ، والتحاق الاسلاموين بعد بروز نجاح التغير ، وتحشديهم في موضوع الاستفتاء على التعديلات الدستورية ، فانه يظهر ان هناك قوى إقليمية راعها ما يجري فحركت مجموعات الإسلام السياسي ، لتعود بنهج الترهيب للجم حركة التاريخ وحشرها في كهوف الماضي السلفي ، وبالمقابل فان عدم التصدي الفكري لهم سيحقق خواء فكري بالساحة جاهزين هم لملئه مستفيدين من إن الشعوب العربية بطبيعتها متدينة وإنهم هم وحدهم يملكون الفتوى ومفاتيح الحل لإفشال تضحيات انتظرنها شعوبنا عقودا طويلة ونضج وقت استثمارها ، .
ان التحالف بين قطاعات الثورين من مختلف المنابت أصبح ملحا ، والبقاء في دائرة الرومانسية الثورية أمر يجب الحذر منه ، فلن تقاد الشعوب بالنوايا الحسنة لان ، فالحركة تجري ضمن مجتمع به من الاختلافات الفكرية والطبقية الكثير ، وبحكم طبيعة الحياة فان الأقاليم لها رأي فيما هو جار على تخومها ولن تهدئ منتظرة ، والعالم صغير ( بالاتصال ) ولن يبقى مشاها تلفزيونيا ، والحركة تتوسع والمصالح تتقاطع ، فلمصلحة من الطوباويات ، فل تحسم جماهير الكادحين مواقفها ولتتحالف مع كل الفئات المتضررة من وخاصة الريف ولينطلق قطار الثورة صارما واضحا ذا برنامج أصبح مستوجب ، فالشعب اسقط الأنظمة ويريد التغير الديمقراطي والتوجه للإمام .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الربيع العربي والمخاطر
- الثورة والوضع الراهن
- العام والخاص في ثورة التحرر العربي
- الثورة حركة تغير في التاريخ
- كل السلطة للشعب
- زمن الثورة وزمن هزيمة الردة
- عاشت ثورة الشعب التونسي البطل
- تحية للشعب التونسي
- لمصلحة من يذبح المسيحين
- تحية لعمال سيدي بو زيد
- عيد الميلاد وفهم الاخر
- هجرة المسيحين او الغربة الوطنية
- الثورة هي الحل
- الفضائية حالة نضالية متقدمة
- مراجعات نقدية
- الانغلاق الفكري الديني
- ثقافة الفكر السلفي العصبوي
- الراهن الفلسطيني والخيارات
- حول منع العمل واستهلاك منتج المستوطنات
- لا زالت الطبقة العاملة قاطرة التاريخ


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج حزبون - لتتواصل ثورة الكادحين العرب ولتتعمق