أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - اسرائيل تتحجب















المزيد.....

اسرائيل تتحجب


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 11:43
المحور: القضية الفلسطينية
    



في اغلب ما يكتب في ( الحوار المتمدن ) من أبحاث ودراسات عروبية قومية أو يسارية تقدمية ،و رغم أهمية ما يكتب بحيث أصبحت صفحات ( الحوار ) منبراً فكريا معاصراً ، ومدرسة للعصف الفكري ، إلا إن الملاحظ هنا كما هو ملاحظ أيضا في المتابعات الفضائية ، والعربية ،والصحفية، بان القضية الفلسطينية لم تعد تحظى بما كانت تحظى به خلال ما يقرب قرن من الزمن ، ولم تعد الثورات العربية ، تتعامل مع المسألة الفلسطينية ، كقضية مركزية ، صحيح تماما ، إن هناك اتفاق على دور إسرائيل الاستعماري العدواني بالمنطقة ، إلا إن هذه الرؤية لا تصل إلى حد مشاهدتها ضمن النضال الفلسطيني ، صحيح إن إسرائيل موجودة موضوعيا ، وان وجودها أصبح معترف به ، لكنها لم تتخلى عن دورها المرسوم لها استعماريا بالمنطقة ، وهو منع تطور حركة التحرر الوطني العربي ، تماما كما هي النظرة منذ عام 1831 حين تمددت قوات محمد علي خارج مصر لإقامة إمبراطورية عربية ، وأن استعمار فلسطين وقع ضمن هذه الرؤية ، بغض النظر عن النظرة التوراتية ، وبغض النظر عن تطور الأمور خلال العقود الماضية ، إلا إن استقرار امن المنطقة وتطورها المنوط بمدى الدور الأمني الرجعي الذي تؤديه إسرائيل لصالح الامبريالية .
أن إسرائيل اليوم غير تلك التي عرفناها حتى منذ احتلال عام 67 ، فتلك الدولة أصبحت محكومة بانحدار يمني ديني رجعي رهيب ، فالعرب لا يستطيعوا إن يدركوا ان في إسرائيل فصل بين الرجال والنساء في الناصات العاملة على بعض خطوط المواصلات في الآونة الأخيرة ،فقد رجوت لنفسها كدولة ديمقراطية وحيدة في الشرق الأوسط ، فالمدارس الدينية تتسع، والملابس الدينية للرجال و النساء ( معممات الرؤوس ) تتنامي ، والفكر يتدهور في الفن و الثقافة ، ويصبح عدد الجنرالات في الجيش اغلبهم من أصحاب ( الكوفع ) الطاقية الدينية ، وليست المظاهرات الأخيرة إلا تعبيراً عن تمرد للطبقة الوسطى ، وفقراء العمال ،وأوساط اليسار ، الذين انتبهوا إلى إن الدولة تتدهور أخلاقيا وتنعزل سياسياً تتراجع اقتصادياً.
قد يعتقد البعض إن القول بتنامي الهجرة المعاكسة من إسرائيل إلى أوروبا و أميركا وبلدان الاتحاد السوفيتي السابق مجرد أمنيات ، إلا انه واقعي تماماً لهؤلاء الذين قدموا لواحة الديمقراطية والرخاء ، فأصبحوا يعيشون في ظلال الحروب المستدامة ، تأخذ سنوات من أعمار الشباب وتضعف طموحاتهم ، وهم القادمين من بلدان لم تعد تعرف الحروب من أربعينات القرن الماضي ، وينتقلون بالدراجات الهوائية عبر القارة الأوروبية ، والولايات الأميركية ، وهم يعيشون اليوم هنا بالحذر والرعب .
ان تصريح رئيس الخارجية والأمن / وزير الحرب السابق / شمؤئيل موفاز / في مؤتمره الصحفي تعليقاً على المظاهرات بان قال / انه سيقدم خطة انفصال عن الفلسطينيون، مما يوفر مليارات الدولارات والتي يمكن استخدامها لدعم الجماهير المطالبة بالعدالة الاجتماعية ، ودعم الاقتصاد التوقف عن ارتفاع تكاليف المعيشة المستمر ، ومغزى ذلك التصريح من رجل عرف بتعصبه القومي وعدائه للفلسطينيين ، مغزاه أنها المرة الأولى في تاريخ إسرائيل يشعر قادتها بان احتلالها أصبح باهظ الكلفة ، وعليهم إيجاد سبيل لإنهائه ، لصالحهم ، في زمن تغير بما في ذلك قدرات حليفهم الاستراتيجي أميركا عن مواصلة دعمهم كما كانت دائماً ، فهي تعاني أزمة مالية غير مسبوقة ، ومن غير متوقع إن تنتهي قريباً ، وان لم تتطور الى حالة انكماش اقتصادي يصل بها إلى الكساد ، أو الى الأزمة العامة ،وإنها تفقد دورها بالمنطقة التي تحتاجها في أزمتها ربما بقدر ما تحتاج إسرائيل !!!
ولعله من الصواب الإدراك إن حالة المخاض العالمي الجارية ، وبإشكال مختلفة في العالم ، منها المالية ومنها الاجتماعية ومنها التحررية ، سترسي على قاعدة جديدة للعالم ، واضح أنها لن تكون ذات المعاير ، فنحن إمام عالم متعدد الأقطاب ، وشعوب كثيرة الطموح ، ومنجزات علمية هائلة ، وبالتالي ستكون أيضا قواعد العمل والتقييمات بمستوى الإحداث ، فالمحاولات المستميتة لقوى اليمن في العالم ليس إمامها مستقبل ، فقد كانت خلال قرون تحل أزماتها من خلال الحروب ونهب خيرات الشعوب ، ورغم عمرها القصيرة ، ولكنها مخلوق نموذجي للامبريالية ظلت تنتهج إسرائيل ذات السبيل ، وتحاول هذه الأيام استغلال حادث حدودي مع غزة أو هجوم عبر الحدود المصرية للدفع باتجاه حرب جديدة ، للخروج من أزمة الاعتراف الفلسطيني في الأمم المتحدة ، كما وتجهز للعودة للحرب على حدودها الشمالية باتجاه لبنان وربما سوريا منتظرة تطور الإحداث الثورية في سوريا ، ليكن لها موقف ، ولو بضرب جنوب لبنان كما جنوب فلسطين ،وبذلك تلفت الانتباه الى أسطورة أمنها وليس لازمتها الداخلية وأزمة احتلالها ، وهذا المناخ يعزز قوى اليمين الديني في إسرائيل ، ويجعلها بحق وكما كانت دائماً حالة نموذجية من بؤر التوتر وتصدير الثورة المضادة في المنطقة ، ودافع مهم للفكر الديني السلفي والإسلام السياسي ومنع التقدم في المنطقة .
ومع هذا الإدراك ، للتحولات الكونية اقتصاديا ومجتمعياً ونظامياً ، أصبح من الصواب معالجة الوضع الراهن إسرائيليا بعيداً عن النظرات التقليدية ، وضرورة إخضاع ذلك الوضع للدراسة والبحث عن ضوء كل تلك المستجدات ، ورؤية تلك الدولة في حالة حركة وليس في حالة سكون لدولة عسكرية فقط ، فالمجتمع الإسرائيلي ليس متجانساً ولكنه متوافقاً امنياً ، وتحكمه ذهنية (الغيتو) وتجارب المعايشة الأوربية سواء ثقافياً منذ شكسبير وحتى أمنياً على يد النازية ، وتلك وقائع أحدثت صهراً سكانياً متضامناً رغم انه غير متجانس ، وتلك يمكن تلمسها ببساطة ولعل المظاهرات الأخيرة ، قدمت تصورا مهما عن ذلك خاصة عند دراسة مواقف الأحزاب والاطلاع على ردود أفعالها ، وحتى حين تجد إن ( نتنياهو ) وجد ضرورة لاقتطاع مليارين دولار من ميزانية الأمن لدعم الوقع الاجتماعي .
قد يمر وقت طويل لتستقر الثورات العربية ، فهي ليست مجرد انقلابات عسكرية وتحتاج الى استمرار حوار داخلي ممتد لتعزز قانعات اجتماعية وتوافقات شعبية ، وفي هذا الزمن الثمين قد تنكفئ تلك الثورات داخلياً ، هذا ما لفت الانتباه لغياب البوصلة الفلسطينية في تلك الثورات ، لأنها لها وعليها مهام متعددة ومتضاربة ، ولكن قوى الثورة العربية ومثقفيها عليهم تقديم الفكر والدراسة إسنادا لتلك الثورات ، وتحقيقاً لترابط ثوري عربي وحتى قومي لان تلك القومية مهددة من الداخل والخارج ، وعبرها نواصل طريقنا والديمقراطية وحرية القول والتعبير دون إرهاب فكري .
لقد سقط ثلاثة جنود مصريون بإصابات إسرائيلية ، وأعلن وزير حرب إسرائيل ان الأمن مفقود في سيناء ، ومعروف ان إسرائيل لا تسمح للمصرين برفع عديد قواتهم حسب اتفاقات كامب ديفيد ، وان القوات الأمريكية ضمن القوات المتعددة الجنسيات في سيناء هي القوة الأساسية ، وبالتالي بدأت إسرائيل بالتحضير للاستيلاء على حوالي سبعة كيلومترات بذريعة تامين حدودها ، والواضح انها تعود لتمارس دورها كبؤرة ثورة مضادة ضد تقدم الشعوب العربية وحريتها ، وان على الثورات العربية إدراك ان فقط إنهاء الاحتلال يفتح الطريق نحو استكمال مهام الثورة .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى تنتصر الثورة
- عن ايلول الفلسطيني
- الوضع الاقليمي والدولي والثورة
- قبلنا من الغنبمة بالاياب
- الثورة العربية لا تحتمل الفشل
- الربيع العربي والمحاذير
- المسيحيون العرب والكنيسة
- اوسلو والسلطة والمصير
- الخامس من حزيران والفجر العربي
- لماذا تخلى الشيوعيون الفلسطينيون عن قيادة النقابات ؟
- الواقع والمطلوب
- اميل حبيبي
- النكبة
- المصالحة الفلسطينية
- في ذكرى ايار
- سقط النقاب عن وجه الانظمة العربية
- لتتواصل ثورة الكادحين العرب ولتتعمق
- عن الربيع العربي والمخاطر
- الثورة والوضع الراهن
- العام والخاص في ثورة التحرر العربي


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جورج حزبون - اسرائيل تتحجب