أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - حميد الهاشمي الجزولي - من أجل مجتمع لمواطنين حقيقيين بدل الرعايا والدهماء















المزيد.....

من أجل مجتمع لمواطنين حقيقيين بدل الرعايا والدهماء


حميد الهاشمي الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 3574 - 2011 / 12 / 12 - 22:57
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    


1ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟
أولا لا بد من الإشارة إلى أنني لا أستعمل مفهوم "الثورة" في توصيف ما تعرفه حاليا، مجتمعات "الشرق الأوسط وشمال افريقيا"، فمن المؤكد أن هذه المجتمعات تعرف مخاضات متعددة الأوجه والمستويات، مخاضات على المستوى الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، لكنها في جوهرها، مخاضات تتحكم في سيرورتها شرائح الكومبرادور بكل تلويناتها، من مؤسسات عسكرية، وتنظيمات فاشية تتدثر بالدين للاستيلاء على عقول من يسمونهم بالدهماء، كما تنخرط بطبيعة الحال القوى اليسارية بكل مكوناتها، في وضعية تشرذم شديد،وبدون برنامج واضح المعالم، وبالتالي فإن التأثير حاضر، لكن في حدود التواجد الرمزي للأسف.
وما ألت اليه كل التجارب التي تعرفها المنطقة الدليل الواقعي على ذلك (تونس-مصر-ليبيا...اليمن،سوريا.....)


2- هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟
بالتأكيد أن ما مارسته الديكتاتوريات على طول وعرض المنطقة، كان له تأثير مباشر على الضعف الذي تعرفه القوى اليسارية، لكن هذا لا يعفي هذه القوى من مسؤوليتها على أوضاعها من حيث سيادة الانغلاق الفكري وعدم تجديدها لأطروحاتها خاصة بعد سقوط جدار برلين، وتسيد الأساليب التنظيمية التي أثبتت التجربة عدم جدواها،وتجاوزها تاريخيا، وعدم الوضوح السياسي استراتيجيا وتكتيكيا.

3- هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة؟
بالتأكيد، فإن الانتفاضات تطرح على القوى اليسارية مهام أساسية تتجسد في المحاور التالية :
إعادة بناء اطروحاتها الفكرية والسياسية، بما يتناسب مع التحولات التي عرفها الكون والمجتمعات من تغييرات وتحولات خاصة على المستوى الاقتصادي وفي مجال العلوم الدقيقة
تجديد ودمقرطة التنظيمات بما يخلق ديناميات جديدة، تفتح آفاقا خلاقة قادرة على تجديد وتداول القيادة السياسية والجماهيرية،وتشبيب الطاقات المؤثرة في مسارات القوى اليسارية.
وضع أرضية حد أدنى لتحالف واضح المعالم لكل القوى ذات المشروع الديموقراطي بكل تلاوينه، مع الأخذ بعين الاعتبار لموازين القوى الحقيقية محليا ودوليا.
تطوير وتجديد برنامج الفعل الجماهيري من أجل خلق الحزام الشعبي الضروري لكل مشروع مجتمعي خاصة منه المشروع الديموقراطي الحداثي، وهذا على كل مستويات العلاقة بالناس صاحبة المصلحة في التغيير والديموقراطية والحداثة.

4ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟
إن أكبر خطأ يمكن أن تمارسه القوى الديموقراطية في هذه المرحلة هو سياسة "الكرسي الفارغ"، لأنها لن تخدم إلا قوى النكوص والظلامية،كما أعتقد أن الخطأ الثاني هو التحالف مع قوى الاسلام السياسي ذات المشروع الفاشي لما لذلك من أثر على وعي الشعب عموما من غموض الرؤية وتشوش الفكر، ولما لذلك من أثر على تشتيت قوى الصف الديموقراطي، وما يشكله هكذا تحالف على مستقبل الديموقراطية.
وبالتالي فإن ممارسة ومشاركة القوى اليسارية ينبغي أن تحكمها الرؤية الواضحة والبرنامج المستقل والمشروع المختلف عن مشروع قوى النكوص والظلامية.


5- القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على تعددية المنابر, يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟
لتجاوز واقع التشرذم، ليس أمام قوى اليسار في منطقتنا إلا توحيد جهودها وتجميع قواها حول برنامج حد أدنى قابل للإنجاز وقادر على تعبئة أوسع الفئات والشرائح الاجتماعية من أجل فتح آفاق بناء الدولة الديموقراطية.
وهذا التوحيد والتجميع لقوى الصف الديمقراطي لا يلغي التباينات الفكرية والسياسية والتنظيمية، التي ينبغي أن تشكل مصدر غنى لكل طرف، وللتحالف الممكن والقابل للتحقق.


6ــ هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و أفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟
من تمظهرات الأزمة العامة لدى القوى اليسارية والديمقراطية هو سيادة خلود وشيخوخة وذكورية، القيادات لدى هذه القوى،وبالتالي فمن الطبيعي أن ينتج هذا الجمود وهذه الشيخوخة وتلك الذكورية، من ضمن ما تنتجه الانشقاقات المتوالية، لانسداد الآفاق أمام القوى الشابة،وأمام العنصر النسوي المهمش داخل هذه التنظيمات، ومن الطبيعي أن تعرف التنظيمات الديموقراطية واليسارية بالخصوص، صراعات بسبب هذا الانسداد وهذا التمييز، لأنها وضعيات لا تنسجم بل وتتناقض مع المشروع الذي تسوق له هذه القوى.
فليس من المقبول، لا نظريا ولا تنظيميا أن ندعو إلى الديمقراطية وتداول السلطة، وفي نفس الوقت، تكريس استمرار القيادات بنفس الوجوه والسياسات لأكثر من نصف قرن،كما ليس من المقبول، كذلك عدم فتح مجال تداول القيادة أمام العنصر النسوي عبر صيغ التمييز الإيجابي في وقت تحمل فيه هذه القوى شعارات حول المساواة وعدم التمييز بين الجنسين.


7- قوي اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها الفعال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلى صعيد المجتمع؟
من المؤسف أن نلاحظ أن القوى اليسارية لا زالت سجينة الثقافة الذكورية في ممارستها اليومية، سياسيا وتنظيميا، فقضية المرأة ليست من القضايا التي ينبغي تأجيلها إلى حين إنجاز التحول نحو الديمقراطية، فالمعركة من أجل المساواة تبدأ من ممارسة التمييز الإيجابي داخل تنظيمات هذه القوى لفتح آفاق جديدة أمام العنصر النسوي،تجعله في مركو القرار من مواقع قيادة القوى اليسارية والديمقراطية.


8ــ هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر ؟
بالطبع، بإمكان القوى والاحزاب اليسارية أن تحد من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحريات العامة والفردية، وذلك بمواجهة هذه القوى أمام الشعب عبر الارتباط بالشعب من خلال خدمة مصالح الجماهير الشعبية في حياتها اليومية والمعيشية، ومن خلال نقض الفكر الغيبي،عير التوعية والتثقيف، وكذلك من خلال دحض الأطروحات الكاذبة للإسلام السياسي، عبر تعرية خلفيات شعاراتهم البراقة وخدمتهم لمصالح الاستغلاليين وللمصالح الاجنبية، وتكريسهم لأسباب التخلف والتأخر الاجتماعي والثقافي والسياسي.
وهذا لا يمكن أن يتم إلا عبر الارتباط بالناس عبر منظمات مدنية، في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية والشبابية والنسوية والرياضية...........ولنا في بعض تجارب جمعيات الحركة النسائية، والمنظمات حقوقية والمنظمات الشبابية المغربية، الدليل على قدرتها في الحد من تأثير القوى الظلامية بل وتجدير وتكريس الفعل الإيجابي لقوى الصف الديمقراطي.

9- ثورات العالم أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيس بوك والتويتر..... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير؟
سيكون من البديهي التأكيد على أهمية التقنيات الحديثة للمعلومات والتواصل(NTIC)،في عملية تحويل المجتمع، بل وأضيف أهمية العلوم الإنسانية(من علم نفس وعلم اجتماع وانتروبولوجيا......) والعلوم السياسية، في بناء استراتيجيات النضال، بل إن التمكن من هذه التقنيات وهذه العلوم أصبح شرطا من شروط النضال، فكيف الحال بالنسبة لمن يطمح للقيادة، إن التحولات الكبرى التي يعرفها العالم والكون في كل مجالات العلوم والتقنيات والاستكشافات تقتضي التأقلم والتوفر على أدوات وأواليات استيعاب هذه التحولات الكبرى، وإلا فان السياسة المنتجة ستكون متخلفة على عصرها، وبالتالي خارج التاريخ الجاري.

10- بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟
منذ 1996 وإلى اليوم، عملت على المساهمة حسب الإمكان،عبر الكتابة في موقعنا المتميز"الحوار المتمدن"، انطلاقا من قناعة أن الموقع:
انطلق وتطور ويتطور ليستجيب لحاجة مجتمعية حقيقية، من موقع يساري علماني وحداثي،
استوعب، واستمر في فتح صفحاته لكل الطاقات والفعاليات المنتجة للفكر والرأي اليساري بكل مكوناته، في وضع التشرذم المشار إليه سابقا.
وباستماتة، احتل موقعا طليعيا في نشر الفكر والرأي اليساري والديمقراطي،وأصبح مصدرا لبحوث الطلاب، ومرجعا فكريا للفاعلين السياسيين والمدنيين،بل ولعب دورا رياديا في فك الحصار عن قوى تعرضت للقمع والتعتيم والحصار في بلدانها.
كل هذه الأمور وأخرى جعلت من موقع "الحوار المتمدن"، موقعا متميز المكانة، متفتح الاختيار، ومتعدد المشاركة،وسيكون له مستقبله الزاهر بفضل إدارته المقتدرة وبفضل الطاقات المتجددة التي تساهم فيه من منطلق خدمة تطور مجتمعاتها نحو الأفضل في توفير الكرامة والعدالة والمساواة، لمواطنين حقيقيين بدلا عن رعايا ودهماء.



#حميد_الهاشمي_الجزولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حركة عشرين فبراير- على محك الممارسة السياسية
- متى يقرر -القادة- التقاعد
- حول مهرجان موازين وأشياء أخرى
- لطيفة أحرار، ما أجملك
- عمت مساء الرفيق محمد بوكرين
- مالي ومالكم؟ حجرة صغيرة في البركة الآسنة
- انتخابات بطعم الهزيمة
- مشروع مدونة السير بالمغرب بين المكشوف والخفي
- تنظيمات سياسية مغربية خارج التغطية 3 / 3
- تنظيمات سياسية مغربية خارج التغطية 2 / 3
- تنظيمات سياسية مغربية خارج التغطية 1/3
- -النيني- رائد الصحفجية بالمغرب
- لماذا توقيعي على مبادرة -من أجل ميثاق ديمقراطي
- رموز الاستبداد التي تظهر وتختفي-بالمغرب-
- تمظهرات من تمدد واستشراء الفساد
- بين إطلاقية الدين ونسبية السياسة تضيع آمال الشعوب2/4
- 1/4 بين إطلاقية الدين ونسبية السياسة تضيع آمال الشعوب
- الثلاثي الإيراني الأمريكي الإسرائيلي يدق الأبواب
- زعامات جديدة لاستراتيجيات قديمة
- الجماهير، الشيخ والجنرال


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - حميد الهاشمي الجزولي - من أجل مجتمع لمواطنين حقيقيين بدل الرعايا والدهماء