أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - -العالم الذي أحببناه ولّى إلى غير رجعة .وما يأتي منه ليس بوسعنا أن نتحمله .وما جدوى أن يواصل المرء حياة شاحبة. - شتيفان تسفايغ -ستيفان زفانغ -من الأدب العالمي ( المكتبة الإلكترونية ).















المزيد.....



-العالم الذي أحببناه ولّى إلى غير رجعة .وما يأتي منه ليس بوسعنا أن نتحمله .وما جدوى أن يواصل المرء حياة شاحبة. - شتيفان تسفايغ -ستيفان زفانغ -من الأدب العالمي ( المكتبة الإلكترونية ).


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 3553 - 2011 / 11 / 21 - 14:31
المحور: الادب والفن
    




"العالم الذي أحببناه ولّى إلى غير رجعة .وما يأتي منه ليس بوسعنا أن نتحمله .وما جدوى أن يواصل المرء حياة شاحبة. " شتيفان تسفايغ "ستيفان زفانغ "من الأدب العالمي ( المكتبة الإلكترونية ).

تسفايغ يظهر للجميع أنه "رجلا زاهدا وجدّيا"، إنما كان بـحاجة طيلة حياته لـ "مغامرات قد تدوم ساعات أو شهور".الروائية دومنيك .

• ستيفان كاتب يصف نفسه بأنه كان "يهوديا بالصدفة". فقد عاصر حربين عالميتين، وهو المحب
للسلام والتواصل ، عانى بقوة من رعونة الحقبة النازية ودكتاتوريتها ،كان مسكونا بحلم الوحدة الأوروبية , وكان ينظر إلى يوم يعم فيه السلام على هذا العالم .‏
• ولج الى عالم "بناة العالم" القساة ،نكل برعونتهم، بجوعهم للافتراس وتحويلهم البسيطة إلى دم ودموع، الأرض إلى حفاة وثكالى وأشواك يحط عليها القلب والذاكرة والضمير والخيال. يسمي تسفايغ المبدعين بمختلف شرائحهم ب-بناة العالم- وهو يعني "عالم الإنسان الداخلي الذي يبنيه هؤلاء في نفوس أبناء الحقب التاريخية، كما يمكن لهؤلاء أن يشوهوا أبناء هذه الحقب فيجعلوهم إنهزاميين، استسلاميين، جبناء. فيزرعوا في نفوسهم الجبن والتسليم بالأمر الواقع تحت سياط التهديد والرعب. "
• كتاباته بنكهة الفلسفة ، لاتخلو من الرهافة التي رافقته حتى بعد أن مات ،ونحن نقرأ كتاباته . فقد سبق رسالته السرية الموجهة لأصدقائه ، التي اعلن فيها خبر وفاته ،فانتحر ..


"من أقواله "
• كُرِّمت واحتقرت، ونعمت بالحرية وحُرمت منها، وتمتعت بالغنى وعانيت العوز.
• حتى لو اشفقت أنت عليهم..هل تتوقع مايقابل شعورك النبيل هذا منهم؟ "كتاب حذار من الشفقة ".
• تحطيم الهيبة الملكية في فرنسا لم يبدأ مع سقوط سجن الباستيل وانما بدأ بهذه القصة الزوجية في قصر فرساي.
• الفكرُ حينَ يُحرم من مدد خارجي يظل يتطلب نقطة أرتكاز له,واِلا دارحول ذاته دوراناً جنونياً.؟ الفكر لايتحمل الفراغ هو أيضاً ينتظرمن الصباح الى المساء أن يحدث شيئاً؟
• هكذا، لم يعد أي مكانة ولا في أي مكان.. حتى الوطن الحقيقي الذي اختاره قلبي، أوروبا، قد فقدته منذ أن لجأت للمرة الثانية إلى الانتحار، إنها تتمزق في حرب أخوية.
• أنا أدرك الظروف غير المواتية، والمميزة رغم ذلك لعصرنا، والتي أحاول فيها أن أصوغ ذكرياتي، إنني أكتبه في بلد أجنبي، والحرب قائمة، ومن غير أن تتلقى ذاكرتي أقل مساعدة، أو رسائل أصدقائي، ولا يسعني أن أبحث عن المعلومات في أي مكان، لأن البريد في العالم كله قد عطل أو أعيق من الرقابة، نحن نعيش متقاطعين كما عشنا منذ مئات السنين، قبل أن تخترع السفن والقطارات والطائرات والبريد•



"كرنولوجيا ستيفان تسفايغ "
العلماني ، الإنساني، والخلوق ولد
• في عام 1881 ، الكاتب النمساوي شتيفان تسفايغ ، وهو من أصل يهوي ..
• في عام 1914 بدأت رحلة اليأس والشقاء مع شتيفان تسفايغ.
• في الفترة بين عامي 1918 ـ 1939، عاش ستيفان وجيله من الكتاب فترة سلام دون حروب
• في عام 1925 ، ألف كتابا مهما بعنوان: "المعركة مع الشيطان"
• في عام 1932 ، انفصل عن زوجته الأولى فريديريك ، التي تعبت من متطلباته ومغامراته العاطفية .
• في عام 1933 حرقت وأتلفت كتاباته في ساحات ألمانيا ، لأنه كان يهوديا . بعد أن عرفت كتاباته شهرة ونجاحا كبيرا عند القراء.
• في عام 1934 ،غادر فيينا ،بعد أن عاش فيها (53) سنة ، ليعيش في لندن .
• في عام 1934 كتب روايته "حذار من الشفقة".
• في عام 1938 هربت زوجته الاولى الى باريس ، تاركة خلفها عددا من المخطوطات التي وضع النازيون يدهم عليها.
• في عام 1938 ، تم ضم بلاده النمسا الى ألمانيا بعد أن سيطر عليها النازيين .
• في عام 1939، كتب لقرائه عن أمر يخصه ويخص الثقافة الأوروبية ويخص ألمانيا والنمسا،عن طاغيتها الهالك ونمسا سالزبورغ وشتراوس والبرجوازيات الملكية والكاتدرائيات••
• في عام 1940 ، إلتقى بلوت ألتمان في إنكلترا، كانت سكرتيرته خلال كتابته سيرة ماري ستيوارت، وتزوج منها .
• في عام 1941 ، بعد عدة شهور أمضياها في الولايات المتحدة الأميركية، غادر الزوجان إلى البرازيل، بهدف الهروب من رعب الحرب التي عاشها شتيفان تسفايغ بمثابة رعب حقيقي كما أنه وجدها بمثابة انحلال أخلاقي كامل.
• في عام 1942 ، كتب رواية "عالم الأمس"، أتوبيوغرافيا.
• في عام 1942 ، كتب 192 رسالة لأصدقائه يعلمهم انتحاره ومات منتحراً في البرازيل.
• في عام 1951 تم طبع كتابه "ماجلان قاهر البحار " ترجمة حبيب جاماتي.
• بعد وفاته بسنوات صدرت له مخطوطة خفية وهي رواية جديدة ،غير منشورة سابقاً وغير معروفة وهي "السفر في الماضي".في ألمانيا والترجمة لباتيست توفيراي عن "دار غراسّيه". وسجلت مبيعاتها أرقاماً قياسية في الدولتين ،وسيتم ترجمتها الى لغات عدة.




" قراءات "
• برع ستيفان زفايج في رواية التحليل النفسي , فقد درس الفلسفة وتاريخ الأدب , ثم بدأت محاولاته الأولى بكتابة الشعر والدراما .فقد كان يصطفي ايقاع قصيدته وصوتها الموسيقي، قبل أن يملأها في الجُمل ، وينظم القصيدة .
• من الشعر والدراما إلى السيكولوجيا وتاريخ الأدب إلى المسرح والتراجم وإلى كتابة حياة الشخصيات .
• روائي وقاص وكاتب سير العظماء، تتميز كتاباته بالتحليل النفسي ،أسبر أدق تفاصيل حياة الأدباء العظام ، بناة الفكر والادب والفلسفة مثل نيتشه، هولدرن، دوستويفسكي، رومان، رولان، بلزاك، كازانوفا .، فكشف ما فيها من حقائق مجهولة عن الجميع ،أو هي معروفة فقط على نطاق ضيق من الأهل والأصدقاء .
• قام بالعديد من الترجمات للنصوص الفرنسية إلى اللغة الألمانية .
• عالم الأمس ، رواية أتوبيوغرافيا، تحليل نفسي حربي، نص حربي وعاطفي، يؤرخ الحرب النازية فيها وهزيمة العقل ودمار النفسية واغتيال الأحلام .
• أدبه حافل ومنوع يمتاز بوصف الحالات النفسية والرومانسية في مسارب الروح وغيابات النفس وخفايا القلب ..
• أخفى وبمهارة خصوصيته وحسه اليهوي في كتاباته .
• صنف عمله القصصي "لاعب الشطرنج" و " فيراتا" بالقصة الطويلة القصيرة .كما الشيخ والبحر لأرنست همنغواي .
• فيراتا هو شقيق ارميا ،وهو شتيفان تسفايغ نفسه .. بعد أن عرف ما يعانيه المجرمون من آلام العقوبة وما يحتملونه في ظلمات السجون .
هذه القصة تكشف عن فلسفة ستيفان زيفايج الإنسانية الحزينة وصوفيته الخفية الدفينة وتبين موقفه من الحياة ومشكلاتها .


الخاتمة
• كل أعماله تنطوي على أن " الإنسان المتميز يبقى يتمسك بالنزاهة العامة في كل الأوقات، وحتى لو تجرد من حقوقه فإنه في آخر خطوات الألم والفاقة يحاول أن يبدع ويهب الآخرين شيئا ذا قيمة في الحياة سواء كان كاتبا أو شخصا عاما يتمتع بخصوصية في شخصيته."
"أن عالم ستيفان زفانغ شديد الخصوصية ،والدخول فيه يشبه الدخول إلى النفس الإنسانية , يعي كل كلمة يكتبها بمسؤولية كبرى ، قلقا على مستقبل الأجيال . "



"رأي شتيفان تسفايغ بالآخر "

" شتيفان تسفايغ وهولدرلين ":
يقول في جمالية هولدرلين، هي في الوقت نفسه، تعبير دقيق عن مأساته الشخصية.


"فرويد وشتيفان تسفايغ "
كتب فرويد رسالة إلى أندريه بروتون يستغرب فيها أن تكون أبحاثه من أهم مصادر الحركة السريالية, وأن يكون أبا روحيا لهذه الحركة, مع أن أساليب الفن بعيدة عن اهتمامه. وبعد أن هاجر فرويد إلى لندن, وصل إليه صديقه القديم ستيفان زفايج بصحبة سلفادور دالي عام 1938, وصرح فرويد بأنه معجب بذكاء هذا (الشاب الإسباني), ولكن دالي رسم بعد ذلك بالحبر الأسود صورة ساخرة لفرويد, يبدو فيها كعجوز منحوس, وأعطى الصورة لستيفان زفايج وطلب منه أن يوصلها إلى فرويد, ولكن زفايج كتب في مذكراته أنه لم يعط الصورة إلى فرويد الذي كان مريضا, وخشي زفايج أن تسبب له رؤيتها مزيدا من الألم.



"كازانوفا و شتيفان تسفايغ "
يرى زفايج في كتابات كازانوفا الصاخبة بوصف كل مايراه من حياته المثيرة والصفيقة التي تغص بالمتع واللذائذ وغير المراعية للأعراف والتقاليد ،وأن كل مافيها من غزارة مذهلة من الجنود والأمراء ، البابوات والملوك، قطاع الطرق والمحتالين، الغشاشين والتجار وكتاب العدل، والفلاسفة، انه معرض بشري جذاب آسر لا أغنى ولا أغزر منه .
جمعه كازانوفا وحشده بين دفتي كتاب واحد، يضيف قائلا: أنها لمفارقة عجيبة أن مشاهير الشعراء من معاصري كازانوفا من أمثال (ميتاتياس) الموهوب و(باريني) النبيل وغيرهما من فرسان الشعر ،قد طواهم غبار الكتب ،بينما اصبح كازانوفا رمزا شائعاً وفناناً شهيراً، افرزه عصر النهضة، معللا ذلك إلى أن ما يضطر أحد الشعراء إلى اختراعه وتخيله ،قد عاشه كازانوفا بكل جوارحه ،وأن ما يصف لنا أحد الأدباء من بنات أفكاره، فقد عاشه كازانوفا ،عندها باتت مذكراته تمثل حالة فريدة ومنجماً ثراً تغري بغناها وتلهم الكتاب والمؤلفين وأن مئات الروايات والمسرحيات مدينة لمذكراته بافضل شخصياتها ومواقفها.



"شتيفان تسفايغ ودستوفسكي "
يقول شتيفان تسفايغ عن عالم دستويفسكي الروائي: " ينبغي أن ننزل الى أعماق سحيقة، ونعبر متاهات طويلة عريضة قبل أن نصل إلى شخصية ذلك العملاق. فرواياته فريدة من نوعها، قوية، جبارة، كما أنها بعيدة ومرعبة. وكلما أردنا النفاذ إلى اعماقها اصبحت أكثر سرية".
ويقول: "بالنسبة لدستويفسكي لا يوجد جحيم، يوجد فقط الطهر أي مكان وسط بين الجنة والنار. فالإنسان المعذب الذي يحترق هو أكثر واقعية من الإنسان المغرور، الناجح، أو البارد الذي تجمد قلبه في الشرعية البورجوازية. فالكائنات الحقيقية هي تلك التي تعذبت، والتي تحترم العذاب. وعن طريق العذاب توصلت إلى السر النهائي للعالم. إن من يتعذب هو أخونا عن طريق الشفقة والرحمة. فإن دستويفسكي هو النموذج الأكبر على الكاتب الذي بنى عالماً داخلياً بكل أحلامه، ومخاوفه، وجنونه."



"شتيفان تسفايغ وبلزاك "
قدم شتيفان تسفايغ عن بلزاك بورتريه لا يستهان به. فقد قارن بينه وبين نابليون. فما حققه نابليون بالسيف، حققه بلزاك بالقلم. كلاهما عبقري وملهم، فقد أسسا عالمين فريدين .نابليون حلم بتوحيد أوروبا ونسف حدودها ،ولكنه أوقف في صعوده اخيراً بعد هزيمته في واترلو.
بلزاك كتب الكوميديا البشرية ،التي تشكل عالماً بأسره. فهي لا تقل طموحاً عن انجازات نابليون. ولكنها تمتاز بأنها خالدة. يقول شتيفان تسفايغ: "إن عالم بلزاك موجود بالنسبة لكل واحد منا سواء أكان فرنسياً أم نمساوياً، إنكليزياً أم المانياً. إنه لجميع البشر. فالكوميديا البشرية التي تصور الحياة النفسية بكل جوانبها تنطبق على الإنسان أينما كان."


"شتيفان تسفايغ وديكنز"
قال شتيفان تسفايغ في تشارلز ديكنز: فقد عرف الشهرة في حياته واستمتع بالمجد على عكس دستويفسكي وبلزاك. فلم تبجل أمة كتّابها مثلما مجد الانكليز تشارلز ديكنز. وتكمن عبقرية ديكنز في أنه صور بشكل حقيقي ميزات ونواقص المجتمع الإنكليزي في عهد الملكة فيكتوريا، ولكن نظرته القاسية والمرنة لا تنسى ابداً ،أن تكون كريمة ومتسامحة. ولدى ديكنز كما لدى بلزاك ودستويفسكي نلاحظ أنه حتى المقهورين أو المهزومين يمكنهم أن يعلموننا شيئاً ما.


" شتيفان تسفايغ وكلايست وهولدرلين ونيتشه" :
يقول شتيفان تسفايغ عنهم: "لم تكن لهم علاقة بزمنهم، ولم يفهموا من قبل جيلهم، فمروا كالنيازك او كالشهب. وقد لمعوا فترة قصيرة قبل ان يحترقوا في غياهب مهمتهم. "


"أهم أعماله":
فوضى المشاعر
42 ساعة في حياة امرأة
حذار من الشفقة
أموك
رسالة حب من امرأة مجهولة
الحب الجنوبي
قلوب تحترق
ماري أنطوانيت
و مسرحية واحدة هي:
بيت على شاطئ البحر.

"متعة رائقة أرجوها لكم مع نبذ من روائعه ":
" 24 ساعة من حياة امرأة"

تبدأ الأحداث في نزل صيفي في إحدى قرى الريفييرا الفرنسية. في ذلك النزل يحدث للمؤلف – الراوي – أن يشهد على فضيحة اجتماعية تدور من حول اختفاء سيدة من مدينة ليون، معروفة بكرم أخلاقها وبأنها سيدة شريفة وأم لأطفال محترمة. وهذه السيدة إذ تختفي يسود الاعتقاد بأنها «اختُطِفت» على يد شاب معروف كزير نساء في تلك المنطقة. وبسرعة ينتشر الخبر ويدهش كل النساء بمن فين سكان النزل، من سرعة استجابة تلك المرأة لإغواء الشاب بعد ساعة من الحديث معه. لماذا فعلت هذا؟ كيف تخلت عن أسرتها؟ كيف باعت شرفها؟ كل هذه الأسئلة طرحت في وقت لم يجد فيه الناس، إذ نقبوا في تاريخ السيدة، أي شيء يوحي بأنها قد تقدم على فعل شيء من هذا القبيل يوماً. وهو غائص في أعماق أفكاره، تصله ذات لحظة بطاقة من سيدة إنكليزية عجوز، هي بدورها من المقيمين في النزل، وكانت قد تنبهت سابقاً الى أن هذا الكاتب يكاد يكون – مثلها – الوحيد الذي لم يبد أي احتقار تجاه ما فعلته المرأة الهاربة. وها هي العجوز الانكليزية تبلغ صاحبنا في بطاقتها، أنها تريد أن تروي له، فصلاً من حياتها يشبه الى حد ما، هذا الفصل الذي يعيشونه جميعاً الآن. لعل في روايتها للفصل ما يضيء بعض الشيء على ما حدث. فيوافق الكاتب على الإصغاء الى حكاية السيدة الإنكليزية "مسز سي". وهكذا، تتحول الرواية من حكاية السيدة الهاربة، الى حكاية "مسز سي"، التي تبدأ رواية حكايتها: لقد كنت أرملة في الأربعين من عمري، تركني زوجي المحبوب مع طفليّ ورحل. وكي أخفف من وقع الحزن والترمل وموت الزوج الحبيب، قمت بسفرات عدة في أنحاء كثيرة من العالم، قبل أن استقر ذات مساء في كازينو مونت كارلو. وهناك اشهد بأم عيني كيف يخسر ويفلس وينهار شاب لطيف. وأدركت أن هذا الشاب قد قرر بينه وبين نفسه، أن ينتحر للتخلص مما أصابه، فقررت إنقاذه، لحقت به طالبة منه أن يلتقيني. في البداية يعتقد الشاب أني من فتيات الهوى اللواتي يصطدن الزبائن في الكازينوات، فرفض ملاقاتي، قائلاً بعصبية واحتقار إنه مفلس ولا يملك أي مال يعطيه لي. قلت له لا تحتاج مالك، بل أنا من ستعطيك مبلغاً كبيراً من المال، شرط أن تترك مونت كارلو، منذ صباح الغد. لم يجبني على هذا العرض، لكنه مع هذا يأخذني الى الفندق الذي يقيم فيه ونمضي الليل معاً. وخلال الأحاديث التي جرت بيننا تلك الليلة، روى لي ذاك الشاب كيف أن القمار قد دمر حياته وعواطفه، كما جعله يدمر كذلك مستقبله الذي كان باهراً في المجال الديبلوماسي. أنه وكما يقول، منذ أدمن القمار لم يعد يفعل أي شيء آخر في حياته. فقط يسعى الى تدبير مال يلعب به القمار، ثم يفلس، يقرر الانتحار. ثم يدبر مالاً ثم يلعب ويخسر وهكذا… الى درجة أنه ذات مرة، وفي سبيل القمار سرق قريبة له كانت وضعت كل ثقتها به. فقد كنت أصغي له بأسى ولوعة وتفهم… ثم حنوت عليه أكثر وأكثر جاعلة إياه يقسم أغلظ الإيمان بأنه، وكما طلبت منه، سيغادر مونت كارلو، منذ يفيق من النوم في صباح اليوم التالي. تطمئن المرأة الى قسمه وصدقه. وتفارقنا في الصباح، لأنظر الى شؤونها وحياتها، فيما هو يغادر مونت كارلو. ولكن عند المساء تفاجأت بالشاب غارقاً في اللعب. في البداية ربح ثروة وفيرة، لكنه بعد دقائق قد خسر معظم ما ربح. وحين اقتربت منه مطالبته الوفاء بما أقسم ،ظل يصرخ في وجهي بغضب ونزق أمام الناس جميعاً، ثم رمى في وجهي النقود التي أعطيته إياها أمس. شعرت بإهانة كبيرة. ولم يكن امامي سوى الرحيل تاركة مونت كارلو لأهلها ومقامريها. بالنسبة اليها انتهت مغامرة إنسانية دامت 24 ساعة. لكن الحكاية نفسها لم تنته… إذ ها هي تقول للمؤلف إنها بعد تلك الحادثة بسنوات قليلة علمت بانتحار الشاب "لكنني لم أشعر بأي أسى أو حزن لانتحاره… بل أحسست بقدر كبير من الرضى… لأنه كان شاهداً مزعجاً على ما حدث لي معه ذات يوم في حياتي"…



"ماجلان قاهر البحار"
- ترجمه حبيب جاماتي
عند فجر يوم الثلاثاء العشرين من أيلول من العام 1519 وقد أصبح يوماً تاريخياً فيما بعد رفعت السفن مراسيها ونشرت أشرعتها في الهواء وأطلقت المدافع تحية للبر الذي أخذ يختفي أمام نظر طواقم السفن الخمس، لم يسلك ماجلان الطريق المألوفة لعبور المحيط الأطلسي على الرغم من الاحتجاجات الصامتة لقادة سفنه، بل أبحر على الشاطئ الأفريقي نحو الجنوب ثم انحرف بسفنه إلى الجنوب الغربي ميمماً شطر ريودي جانيرو في البرازيل، وكانت سفنه جنوباً على الشاطئ الشرقي لأمريكا الجنوبية على مسافة لم تبلغها قبل سفينة أوربية، كما توقع ماجلان فقد حدث عصيان على سفنه، قاد العصيان دي كرتاجينا وكويسارا وكوكا وعنهد العصاة بقيادة السفينة سان أنطونيو إلى رجل ظهر اسمه للمرة الأولى أثناء العصيان جوان سباستيان دلكانو وهذا الرجل الذي وقع عليه الاختيار ليمنع ماجلان من تحقيق مشروعه هو نفسه الرجل الذي سيدفعه القدر كي ينجز العمل الذي بدأه الملاح العظيم ماجلان، رد ماجلان على العصيان بقسوة بالغة، وأعدم جسبارو دي كويسارا ثم ترك كرتا جينا وكاهن السفينة على الساحل أما دلكانو فقد صفح ماجلان عنه وتجاهل دوره في العصيان، استمر ماجلان في البحث الدؤوب عن منفذ إلى المحيط الهادي دون جدوى، وكان يدخل كل مصب نهر أو خليج واسع ظناً منه أنه يؤدي إلى المحيط الهادي ثم يعود بخيبة كبيرة، داهم الشتاء القاسي المستكشفين لكن الإرادة الحديدية لماجدلان وثقته بالنصر الأكيد دفعتاه نحو الاستمرار، لقد دمرت السفينة سنتياغو أثناء البحث، وقرر ماجدلان التوقف لمدة شهرين في مصب أحد الأنهار الصغيرة ولم يكن يعلم أن إبحار يومين فقط سيصل به إلى المنفذ المنشود نحو المحيط الهادي، وعند الوصل إلى المنفذ قامت السفينتان كونسبيسيون وسان أنطونيو عائدة إلى إسبانيا، وقامت السفن الثلاث المتبقية بعد ذلك بعبور المضيق الذي سمي فيما بعد بمضيق ماجلان وأبحرت صوب جزر الهند الصينية على مياه المحيط الهادي على الرغم من نفاذ المؤن، كان الإبحار في المحيط الهادي مملاً فهناك سكون وهدوء والسماء ما برحت صافية محرقة والأفق ينفسح لهم كلما أوغلوا فيه، ولم يكن يحيط بالسفن الصغيرة الثلاث إلا الفضاء الأزرق، وهي وحدها النفط المتحركة وسط ذلك الجمود الرهيب، اضطر الملاحون إلى أكل قطع الجلد التي تكسو عوارض الصارية الكبيرة بعد نفاذ المؤن، بعد مرور مئة يوم على مغادرة مضيق ماجلان وصلت السفن إلى الجزر التي عرفت فيما بعد باسم الفيليبين ومن هناك بدأت تنقلات السفن بين الجزر المختلفة في جنوب شرق آسيا، لقد أدرك ماجلان أنه حقق النصر المطلوب لكن القدر كان لماجلان بالمرصاد إذ يلقى الملاح العظيم حتفه في مناوشة حمقاء مع بعض السكان المحليين، قام رجال ماجلان بعد ذلك بتدمير السفينة كونسبيسون التي حدثت فيها ثقوب كانت لا شك ستغرقها وانتقل الرجال إلى السفينتين المتبقيتين، وفي مرحلة تابعة توقفت السفينة ترينيداد لضرورة الصيانة ولم يتبق إلا السفينة فيكتوريا، هكذا يقود دلكانو السفينة فكتوريا متجهاً صوب جنوب إفريقيا ثم نحو الشمال إلى إسبانيا، وفي جزر الآس الأخضر اكتشف البحارة أنهم كسبوا يوماً بسبب دورانهم حول الأرض لعبورهم خط طول اليوم الدولي، وبعد جهد هائل تدخل السفينة فكتوريا نهر الوادي الكبير، وبأمر من دلكانو تطلق من مدافعها للمرة الأخيرة إيذاناً بحلول لحظة النصر النهائي، وفي 6 أيلول من العام 1522 انتهت أعظم رحلة بحرية عرفها تاريخ البشرية وهبط على الشاطئ 18 رجلاً يقودهم دلكانو وكان قد غادر 156 رجلاً من ثلاث سنوات نهر الوادي الكبير بادئين رحلتهم التاريخية بقيادة ماجلان.



"فوضى المشاعر"
رواية ممتعة تغرق بالرومانسية ، فيها من المفاجآت، أُفضل قراءتكم لها ، كي لاأفسد متعة الرواية ببعض ما سوف أدرجه منها.. الرابط بضمن أعماله للتحميل .



"أسطورة فيراتا"‏
تقول هذه الأسطورة إنه لا يمكن تحقيق السلام ...
"الأخ الذي لايموت "
كتبها ستيفان زيفايج،كتبها بلغة الشعر والحكمة والفلسفة.
حكم القاضي" فيراتا" على المتهم القاتل بالسجن إحدى عشرة سنة، وبجلده مائة جلدة، وقال له: " لقد عاقبتك عقوبة عادلة، ولكن المتهم أجابه: "ولكن يا أيها القاضي. ما هو المقياس الذي تقيس به العدالة؟ ومن ألهبك بالسوط حتى تعرف ما هو الجلد؟ وكيف تستطيع أن تحصي السنين على أصابعك كأن السنة التي تمضي في ضوء النهار مثل السنة التي تقضى في غياهب الأرض؟"
ولم ينم القاضي في تلك الليلة. وفي الصباح قرر في نفسه أمرا. وتوجه إلى قصر الملك. وطلب منه أن يمنحه إجازة شهر للاستجمام ثم توجه إلى السجن. وطلب مقابلة السجين المحكوم. وكانت حجرة السجين على بعد خمس طبقات من الدرجات عن سطح الأرض. وكان عمقها تحت الأرض أبعد مدى من ارتفاع أطول شجرة من شجيرات النخيل. ودخل "فيراتا" وأمسك بالشعلة فوق كتلة مظلمة لم تكد تتحرك برهة من الزمان. ثم صلصل القيد.
وانحنى فيراتا فوق الشخص المنطرح على الأرض وقال: "أتعرفني"؟
- "أعرفك. فأنت من جعلوا في يده مصيري. وقد دسته بقدميك."
- "ليس في يدي مصير أحد، وأنا خادم الملك والعدالة، وقد جئت لأخدم العدالة"
فنظر السجين إلى القاضي نظرة ثابتة حزينة: "ماذا تريد مني؟ "
وبعد صمت طويل أجاب فيراتا:
" لقد نلت منك بالكلمات التي وردت في حكمي، وأنت كذلك نلت مني بألفاظك، ولست أدري هل كان حكمي عادلا، ولكن ما قلته كان ينطوي على حق، لأنه يجب على الإنسان ألا يقيس بمقياس لا يعرفه، ولقد كنت جاهلا، ويسرني أن أتعلم، ولقد أرسلت بالمئات إلى مأوى الظلام هذا، ولقد قضيت على أشخاص كثيرين. دون أن أعرف ما أنا صانع، والآن أريد أن أبحث وأريد أن أعرف لكي أصير عادلا، وأبقى يوم انتقال الروح بريئا من شوائب الخطيئة. فظل الأسير جامدا لا يتحرك، ولم يُسمع شيء سوى صلصلة القيد، واسترسل فيراتا قائلا:
"أريد أن أعرف ما حكمت عليك بمعاناته، وأريد أن أشعر بوقع السياط على جسدي، وأن أجرب بنفسي حياة السجن. وسأقيم في مكانك مدة شهر لكي أتعلم ما كنت أقتضيه الناس تكفيرا عن ذنوبهم، وسأنطق بعد ذلك بالعقوبة في مكان الحكم، وأنا عالم بما أقضي به وستكون حرا أثناء ذلك، وسأعطيك المفتاح الذي تستطيع أن تفتح به هذا الباب المؤدي إلى عالم النور وسأمنحك الحرية مدة شهر، شريطة أن تعدني بالعودة، وسينفذ الضوء إلى عقلي من ظلمات هذه الأعماق"
فوقف الأسير كأنه قدَّ من الصخر، ولم تُسمع صلصلة قيده.
"أقسم لي بأنك ستلتزم الصمت خلال هذا الشهر، وأنا أعطيك المفتاح وملابسي، وعليك أن تترك المفتاح خارج حجرة البواب، وتنطلق بعد ذلك حرا، ولكنك ستظل مقيدا بقسمك بأن تحمل هذه الرسالة إلى الملك ليطلق سراحي من السجن حتى أحكم بعد ذلك بالعدل، فهل تقسم بأن تنفذ هذه الوصية؟"
فانبعث صوت متهدج كأنه مقبل من أعماق الأرض يقول: "أقسم على ذلك".
ففك فيراتا قيود السجين وتجرد من ملابسه. وقال: "البس هذه الثياب، وأعطني ثيابك، وأخف وجهك حتى يخالك السجان إياي. والآن قص شعري ولحيتي حتى أظل أنا كذلك مجهولا".
وتحت تأثير نظرات فيراتا الآمرة، فعل السجين ما أمره به مرتجفا مترددا، ولاذ بالصمت مليا، وأخيرا ارتخى على الأرض ونشج باكيا في تأثر بالغ:
"لا أستطيع احتمال مكابدتك الشقاء بدلا عني، لقد قتلت ويداي مضرجة بالدم والقضاء كان عادلا".
"لا أنت ولا أنا نستطيع أن نقرر عدالة هذا القضاء، ولكن سرعان ما يشرق الضوء على عقلي، فاذهب كما أقسمت، وحينما يعاود القمر اكتماله احمل كتابي إلى الملك ليطلق سراحي، وحينما يجيء الوقت سأعرف ما أنا قائم به من الأعمال، وستكون أحكامي بريئة من مجافاة العدالة فانصرف."
فركع الأسير وقبَّل الأرض ودوى صرير الباب المغلق في الظلام، ونفذت مرة أخرى من خلال كوة أشعة من الشعلة، وخفقت على الحيطان ثم اكتنف ظلام الليل الساعات. وفي صباح اليوم التالي، جلد علانية فيراتا الذي لم يعرفه أحد، وحينما صب على ظهره العاري أول سوط أطلق صرخة، ولكنه لم يلبث أن أطبق على شفتيه وضغط على أسنانه، وفي الضربة السبعين غشي عليه، وحمل بعيدا كالوحش الميت.
ولمّا ثاب إليه وعْيُه كان مستلقيا في الحجرة، وخيِّل إليه أنه قد انطرح على فراش من الفحم المشتعل، ولكن جبينه كان باردا، واستنشق رائحة الأعشاب المتأبدة. ولما فتح عينيه قليلا أبصر زوجة السجان إلى جانبه تبلل جبينه في رفق، ولما نظر إليها بانتباه أكثر. أدرك أن نجمة العطف كانت تشرق عليه من نظرتها، وتحقق وهو يعاني من الآلام الجسدية أن معنى الحزن يمكن في سماحة العطف".



"المعركة مع الشيطان"
تتحدث عن الوسواس الداخلي الذي لا يترك صاحبه يرتاح ، فيقض مضجعهم، ويجنوا وينتحروا.

"لاعب الشطرنج "
عانى السير "ب" ألم الحبس وعثر في زنزانته على كتيب في لعبة الشطرنج هذه اللعبة الملوكية وداخل جدران السجن يسلى نفسه فيصبح مهووسا بكل ادوارها وخططها ويستحيل لاعبا وخصمه في آن واحد الى أن يجن بهذه اللعبة السحرية والمثيرة فيفقد اعصابه ويبدأ الهذيان، وعلى ظهر الباخرة المقلعة صوب مدينة "بيونس ايرس" يلاعب السير (ب) البطل العالمي (سيركو).



"عالم الأمس"
اتوبيوغرافيا : دون فيها كل أحداث الانقلابات منذ الحرب العالمية الأولى إلى مسببتا (الفاشية والنازية) الحرب العالمية الثانية .. عبر تفاصيل قالها ستيفان زفايج الذي ترك بلاده النمسا هربا مما طال يهود ألمانيا ، وانتقلاته بين المدن إلى أن استقر به الحال في البرازيل ، حيث أثبطت عزيمته بالكثير من الإحباط واليأس فأقدم على الإنتحار .



"بناة العالم "
إن بناة العالم ليسوا هم الجنود، أو الحكام، أو الأباطرة، وإنما الفنانون والكتاب. فهم أيضا مناضلون، ولكن في الظل. لقد ناضلوا من أجل أفكارهم، من أجل أحلامهم. وكل طاقاتهم كرسوها لخدمة الانسان. وبدلاً من أن يدمروا، فإن هؤلاء المبدعين عمروا وبنوا. إنهم يقدمون عملاً يدعو للسلام بين الشعوب في جميع أنحاء الكون ولأنهم لا يسفكون الدماء من أجل البرهنة على قوتهم أو جبروتهم، ولا يدبرون المؤامرات ولا يشعلون الحروب فإن الناس يتجاهلونهم أو يستهينون بهم.



"رسالة من امرأة مجهولة".
كان الروائي الشهير (ر) في عطلة قصيرة في الجبال، ثم عاد إلى شقته في فيينا، ووجد عدداً من الرسائل في انتظاره. فتح واحدة أو اثنتين من هذه الرسائل، ثم ترك جانباً مغلفاً ثخيناً مكتوباً بخط غريب، عاد للمغلف، فوجده أشبه بمخطوطة، وليس برسالة. وشرع بقراءته بعد أن أشعل سيكاراً:
"إليك، أنت يا من لم يعرفني قط". ما هذا؟ وواصل القراءة: "إبني مات أمس" وبعد ذلك "والآن لم يبق لي سواك في العالم، سواك أنت يا من لا يعرفني... أنت وحدك، يا من لا أكف عن حبه". ثم "إليك أردت أن أتوجه بالكلام... لأنني أريدك ان تقف على حياتي كلها، تلك الحياة التي كانت لك دائماً والتي لا تعرف عنها شيئاً". لكنها لم تكتب إليه هذه الرسالة إلا لأنها على يقين من أنها ستفارق الحياة...
"سأمزق هذه الرسالة وأبقى صامتة كما كنت. لكن إن وقعت هذه الرسالة بين يديك، فستعلم أن امرأة فارقت الحياة تسرد لك قصة حياتها، قصة حياة كانت لك من أولها الى آخر لحظة من وعيها. فلن تكون بك حاجة الى الخوف من كلماتي. فالمرأة الفاقدة الحياة لا تتطلب شيئاً، لا حباً، ولا عاطفة، ولا مواساة".
"لكنني سأحدثك عن حياتي كلها، الحياة التي لم تبدأ حقاً إلا يوم رأيتك للمرة الأولى". عندما دخل في عالمها كانت في الثالثة عشرة من عمرها. وبعد أن بلغت الثامنة عشرة تزوجت أمها الأرملة من رجل ذي دخل لا بأس به. وانتقلت معه الى مدينة أخرى. وطلبا منها مرافقتهما. فترضخ البنت وهي مجبرة، لتمضي عامين في معاناة موصولة لأنها بعيدة منه. إلا انها لم تقاوم أكثر من ذلك، فعادت الى فيينا، اليه، وإن من بُعد، بَعد أن وجدت لها عملاً في محل يعود الى أحد أقارب زوج أمها. وكانت حياتها كلها مكرسة له عن مسافة. وصارت تشتري كتبه، وتقرأها مرات ومرات لتعيش عالمه.


"ومرت أحداث كثيرة ستجدونها مفصلة في رابط الرواية في أدناه "
** سأأخذكم إلى النهاية
على أية حال، وجدت هذه السيدة نفسها مضطرة لأن تعيش مع هذا الرجل الغني الكريم الذي عرض عليها الزواج ورفضته. وذات ليلة كانت تسهر في أحد الملاهي مع صاحبها ورفاقه. فلمحته هو أيضاً. فغمز لها إن كانت ترغب في مرافقته. فتركت صديقها، وحتى معطفها وخرجت معه في عز البرد، وكلها أمل في انه سيعرفها. لكنه أمضى الليلة معها من دون أن يعرفها. وفي الصباح نقدها ورقتين نقديتين. فهمّت بأن ترميهما في وجهه، لكنها أعطتهما الى خادمه الذي تذكرها بعد كل تلك السنين. وخرجت مسرعة لأن عينيها كانتا مغرورقتين بالدموع، ولم تكن بها رغبة لرؤيته.
"لن أستطيع ان أكتب أكثر من ذلك، فرأسي ثقيل جداً، وأطرافي تؤلمني، وبي حمّى، وعليّ أن أستلقي لأتلقى الموت...".وطلبت منه شيئاً واحداً، هو أن يضع وروداً بيضاء في مزهريته الزرقاء في مناسبات عيد ميلاده، كما كانت ترسل اليه كل عام.
ووقعت رسالتها من يديه. وراح يمعن في التفكير. نعم، إنه يتذكر على نحو غامض صبية كانت جارة له، وامرأة في صالة رقص. وحاول ان يعتصر ذاكرته أكثر من ذلك، لكنه لم يتوصل الى شيء واضح وملموس. ووقع بصره على المزهرية الزرقاء أمامه. كان ذلك يوم عيد ميلاده. فوجدها خالية من الزهور للمرة الأولى. فألمّت به رعشة، وتملكه إحساس بالموت، وبحب عميق يطوقه. وارتج كيانه لذكرى هذه المرأة الميتة.


اغاني فيلم رسالة من إمرأة مجهولة
http://www.youtube.com/watch?v=9i4Fhz-m7Us



" رأي الآخر في أعماله "
"مكسيم غوركي" قال:
في رائعة شتيفان تسفايغ -24 ساعة في حياة امرأة-: "أنه لا يذكر أنه قرأ ما أشد عمقا منها"••



"الكاتبة والروائية الفرنسية دومينيك بونا" :
تصف شتيفان تسفايغ بـ" الصديق الجريح" ،الكريم في صداقاته والمسالم والملتزم في السياسة.
تقول المؤلفة: "هناك سر عنوانه شتيفان تسفايغ ، وقد حررت هذا الكتاب من أجل محاولة الكشف عن خفاياه".
لقد استطاع شتيفان تسفايغ وهو "الكتوم والمتحفظ أن يشعل نارا لدى شخوص رواياته وأن يجعل قارئيه يشعرون بحرارة هذه النار"، وتضيف قائلة: " إن أصول هذه النار هي التي أردت البحث عنها في محطات حياته".
وعن اسلوبه قالت : " شتيفان تسفايغ يشعّ دائما.ولا يزال يجذب الآخرين ولا يزالون يحبّون أسلوبه السريع والواثق وحساسيته لا تزال زاخرة بالحياة». وترى المؤلفة أيضا أن هناك سببا آخر لاستمرار الاهتمام بأعمال شتيفان تسفايغ وهو أن «الظلال الخفيفة وسحب الدخان المتناثرة في أعماله ربما تتناظر جيّدا مع أشكال قلقنا وأشكال عذاباتنا الحاضرة".



قال لوران سيكسيك
عن الهولوكوست قال في شتيفان تسفايغ
"إذ أصابته هذه العملية بالضربة القاضية على الرغم من أنه كان لا يشعر بأنه يهودي، إلا أنها بقيت عملية غير مفهومة بالنسبة إليه".
كتاب لوران سيكسيك "أيام شتيفان تسفايغ الأخيرة"، تناول فيه السيّر من جهة والكتب التي أبدع موضوعاتها من جهة أخرى.



" انتحار شتيفان تسفايغ "
في يوم 21 شباط عام 1942 جلس في بيته الفخم يودع معارفه بريدياً ويشرح لهم أسباب انتحاره وكتب يومذاك 192 رسالة وداع، بما في ذلك رسالة إلى زوجته الأولى وبعد ذلك دخل شتيفان تسفايغ إلى غرفة النوم ،فتناول كمية كبيرة قاتلة من "الفيرونال -الأقراص المنومة " واستلقى على فراشه، ثم التحقت به "لوت"، وهي بثوب الحمام، وفعلت الشيء نفسه.. وتعانقا بحنان وطال العناق.‏ فلم يفهم أصدقاء شتيفان تسفايغ فعلته.
وفي اليوم التالي اقتحم خدم المنزل غرفة النوم لتأخرهما بالاستيقاظ المعتاد ليجدوا الأديب وزوجته قد فارقا الحياة في عناق أبدي ودون إثارة ضجة ،ولم ينس الأديب أن يعطي كلبه المدلل جرعة كبيرة من المنومات ،فنام بدوره أمام باب غرفة النوم.‏



"رسالته لزوجته الاولى يخبرها موته "
كتب رسالة لفريديريك- زوجته الأولى- الذي حافظ معها على صداقة عميقة، مفادها: "أكتب لك هذه الرسالة وأنا في الساعات الأخيرة من حياتي. لا تتصوري كم أنا أحس بالسعادة بعد اتخاذي هذا القرار".

**قرر ستيفان التخلص من الحياة وهو يشهد انهيار السلم العالمي وويلات الحرب العالمية الثانية فشعر بخيبة شديدة وتوترت أعصابه المرهفة فأقدم على فعلته دون وجل ،ولم ينس أن يشكر حكومة البرازيل حيث انتحر على حسن الضيافة والرعاية ،علماً أن الراحل كان قد حصل على الجنسية البريطانية قبل انتحاره بمدة وجيزة.‏**



"عن انتحاره يقولون ":
يسمي الدكتور فخري الدباغ هذا الأنتحار بــ"الانتحار الثنائي" وهو الرغبة في الموت مع شخص آخر تربطه به عواطف ساخنة ووشائج متينة وصفوة القول فقد كان ستيفان متسرعاً في اتخاذه لقرار إنهاء حياته نتيجة حساسيته المفرطة وسلبيته ولو انتظر عدة سنوات لشهد بنفسه عودة السلم العالمي واندحار النازية والفاشية معاً.‏


قال توماس مان لزوجته:
"انه أناني! لم يفكر إالا في نفسه عندما انتحر! الا يعرف أن جميع الكتاب الألمان يعيشون في فقر مدقع وهم يبحثون عن لقمة الخبز؟ فبعد أن شردهم هتلر بوحشيته وهمجيته في جميع أقطار الأرض اصبحوا أذلاء يقفون على أبواب الناس. وأما هو فكان معززا مكرما يعيش عيشة الملوك ومع ذلك فقد انتحر!".


" أعماله للتحميل "
بناة العالم 1 - شتيفان تسفايغ

http://www.4shared.com/document/5iOri1rj/__1_-__.html


بناة العالم 2 - شتيفان تسفايغ
http://www.4shared.com/document/pUGQrhOR/__2_-__.html


جنون الحب - شتيفان تسفايغ
http://www.4shared.com/document/aPmTnUOA/__-__.html


لاعب الشطرنج شتيفان تسفايغ
http://www.4shared.com/document/doP_vvTm/___.html


شتيفان تسفايغ ..فوضي المشاعر.
http://www.4shared.com/file/40107599/2deea695/___online.html?dirPwdVerified=87e0a05


رواية شتيفان تسفايغ ..جنون الحب و 24 ساعة في حياة امرأة
http://www.4shared.com/document/JY5Kt0D-/_____24____.htm


شتيفان تسفايغ ، الشرف
http://www.4shared.com/document/lg-mUmGi/___.html?cau2=403tNull


شتيفان تسفايغ..البناة العظام فى عالم الرواية والفن..بلزاك..ديكنز..دستوفسكى.pdf
http://www.mediafire.com/?7cv2xgggr9p0aah

ماري انطوانيت : نسخة للبيع
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb145304-106623&search=books


حذار من الشفقة :نسخة للبيع
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb141017-101451&search=books


شتيفان تسفايغ ..تولستوى.pdf
http://www.mediafire.com/?x502y336h3qhkst


مؤلفات سيفان زفانغ - شتيفان تسفايغ
http://www.4shared.com/folder/oxH2vlk0/__online.html


اغاني فيلم رسالة من إمرأة مجهولة
http://www.youtube.com/watch?v=n5I9n7BExTA


شتيفان تسفايغ و توماس مان ، لاعب الشطرنج و طونيو كروجر
http://www.4shared.com/document/tRhjm3pW/__________.html


حذار من الشفقة
http://www.mediafire.com/?r1g4ptj1zq8qmxm#1


الشطرنج علما وفنا الجزء الثانى
http://www.4shared.com/document/ruJstHNt/_____.html


جميع اعمال شتيفان تسفايغ
http://shar3-almutanabi.com/forum/showthread.php?t=8925&highlight=%D3%CA%ED%DD%C7%E4+%D2%DD%C7%ED%DB

_________________
الأدب العالمي - المكتبة الإلكترونية

المصادر :
عن شتيفان تسفايج
http://www.stefanzweig.de/
http://www.slate.com/articles/news_and_politics/clives_lives/2007/04/stefan_zweig.html

سيرته واعماله
http://kirjasto.sci.fi/szweig.htm
http://moreintelligentlife.com/story/stefan-zweig-secret-superstar
http://www.stefanzweig.org/
http://www.stefanzweig.eu/


ستيفان تسفايج - عبد الوهاب معوشي
شتيفان تسفايغ.. المعركة مع الشيطان الداخلي - هاشم صالح
كازانوفا - كاظم حسوني
رسالة من امرأة مجهولة - علي الشوك
شتيفان تسفايغ - عبد الباقي يوسف
شتيفان تسفايغ ،الصديق الجريح- مسارات
اليوم الأخير في حياتهم .. شتيفان تسفايغ والموت الثنائي - هاني الخير
شتيفان تسفايغ.. المعركة مع الشيطان الداخلي- هاشم صالح
أيام شتيفان تسفايغ الأخيرة» للوران سكسيك: حياة ما بعد الهولوكوست
ألف وجه لألف عام - «24 ساعة من حياة امرأة» لتزفايغ: خلف أضواء الكازينو - ابراهيم العريس



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كف النشيج
- أدمنتك
- - الوقت يساهم في انضاج كل شئ ، فما من أحد يولد حكيماً- لميغي ...
- - لم تكن قصائدي عضوا في الحزب الشيوعي -..رسول حمزتوف -الأدب ...
- أنت لست أقل نبلاً لمجرد أن الطبول لا تدق لك عندما تخرج يوميا ...
- ادمنتك
- -إنَّ الأمَّة التي ينتشر فيها أدب الخلاعة والمجون، سوف يصيبه ...
- -لقد شكلتنا الحرب جميعاً فشوهتنا ، لكن يبدو أننا ننسى .-لدور ...
- -الشيطان يكمن في التفاصيل- دان براون من الأدب العالمي - المك ...
- اعترافات
- رابط اخاف أن يدركني الهوى
- عراقيات مبدعات في الغربة
- كمائن الوجود في الإيهام .. راينر ماريا ريلكه- الأدب العالمي ...
- وَلَه على اعتاب الوجد
- الحب هو أن تكوني لي السكين التي أنبش بها ذاتي لفرانز كافكا- ...
- عمالة الطفل والمتاجرة بالنساء من - امرأة من الشرق- والعنف ضد ...
- شكر وامتنان
- في إنتظار غودو ، -أنت هو الآتي أم ننتظر آخر-صمويل بيكيت ، ال ...
- إغاظة حواء في التحرش والإتجار بها وقتلها باسم الدين– امراة م ...
- -حاول أن تنجز أقصى ما يمكنك إنجازه في أقصر وقت ممكن-. فيودور ...


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - -العالم الذي أحببناه ولّى إلى غير رجعة .وما يأتي منه ليس بوسعنا أن نتحمله .وما جدوى أن يواصل المرء حياة شاحبة. - شتيفان تسفايغ -ستيفان زفانغ -من الأدب العالمي ( المكتبة الإلكترونية ).