أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادم عربي - استلهام تاريخي لمستقبل ربيع الحراك الشعبي العربي














المزيد.....

استلهام تاريخي لمستقبل ربيع الحراك الشعبي العربي


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما حدث في القرون الوسطى حيث ثارت المجتمعات الغربيه ضد الحكام والملوك والمتعاونين معهم من رجال الدين للبقاء على عروش الححكم والملك ، مستغلين نفوذهم المادي والمعنوي ، هذا الشيئ خلق ثورات غيرت تاريخ المجتمع الاوروبي بل والعالمي ايضا.
ولعل اهم ما في ذلك واقوى تاثيرا الثوره الفرنسيه ، التي اسست الى الليبراليه والراسماليه .
ومع تطور حركة التاريخ وفي بداية القرن الماضي ومع دخول الاستعمار الاوروبي العالم العربي وافريقيا ، نتج عن ذلك حركات تحرريه قاومت الاستعمار وسعت الى التخلص من الاجنبي ونفوذه ، واصطفت حولها الجماهير ، معتبرين هذه الحركات ارادة وطنيه وتحرريه تبحث عن عن التغيير السياسي المسمى الاستقلال ، اي ادارة البلاد من قبل ابناءها .

بعد معارك طاحنه وعنيفه بين اصحاب الارض والمستعمر الابيض ، حققت هذة الشعوب انتصارات عظيمه ، ادت الى خروج المستعمر من بلادهم ، وظهرت تبعا لذلك دول قوميه ذات شعارات وطنيه لامعه وعدت شعوبها بالتخلص من التخلف والتبعيه والفقر والحهل .
لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن ، فبعد ان حصلت هذه الشعوب على استقلالها الذي بذلت من اجله الغالي والنفيس والتي تغنت من اجله ، لم تجد خلاصها ، بل دخلت مرحلة اسوا، يمكن ان نصفها بالتاكل الذاتي ، الحاكم الوطني ليس اعدل من الحاكم الاجنبي ، ونظام الحكم وامكانية الدوله اصبحت بيد عصابة خاصه ذات شكل ولون وطني ، لكن حقيقتها برجوازيه ارستقراطيه استعلائيه تحتقر الجماهير وتعتبرهم عبيد .

هذه المره ثارت الشعوب على حكامها ، ولكن لبس من اجل تحرير البلد ان، بل من اجل تطهير البلد والدوله من العصابات ، لذلك كان قادة الثورات مجموعه من العسكر رفعت شعارات قويه لامعه وبراقه مضمونها "نحن نريد إصلاح الحكم" إصلاح يعد تغيير المنظومة السياسية وفق نظرية سياسية معينة كانت في الغالب الشوعية التي بأصلها تمثل ثورة على الرأسمالية الفردوية.

مرت الايام والسنين وبقي العسكر هم العسكر ، وغيروا القوانين والدساتير من اجل ضمان بقائهم ، واصطنعوا اعيادا ليس لها مثيل ، وسموها بمسميات مختله ، الحديث عن المامره والرجعيه هو عنوان خطابهم السياسي ، قاموا بالغاء مؤسسات ادوله ، من برلمان وتنظيمات مدنيه واجتماعيه ، واستولوا على كل مصادر المال ، واصبح الخوف هو سيكولوجية الشعوب تجاه دولها وحكامهم، مما جعل من السكوت طوق النجاة .

من هنا وصلت الشعوب العربية والأفريقية إلى مرحلة ركود و جمود، فهي أمام حالة سياسية ميئوس منها، مشكلتها الاساسيه أنها تعاني أزمة حضارية اكبر من حالة سياسية بحيث انها لا تعاني استبداد سياسي فقط ، لان هناك شعوب في العالم تعاني استبداد مقنن ومبرمج لكن يمكن القول انها ناهضة ولها قيمة في العالم.
إن الشعوب ا والعربية والفريقيه تعاني مرض العدمية، فهي محرومة من الحكم ومحرومة من الثروة بل محرومة من الكرامة إذ أن الحكام يفعلون ما يريدون وكيفما يشاؤؤون على الشخص الذي يريدونه دون خوف من الحساب، والميزة الأساسية لهذه المرحلة كونها مرحلة تاريخية ذهبية تلاقحت فيها أفكار الاستعمار القديم وفلسفة الحكام الاستبداديين الأمر الذي أعطى شرعية لهذه الكيانات الاستبدادية التي بتسخيرها امكانيات الأمة للقوى الدولية المهيمنة على العالم استطاعت حصول رضاه الذي يمنع من المنظمات الدولية تطبيق القانون الدولي الذي رغم أنه يبقى في عالم الأخلاقيات إلا أنه يملك نظريات تحرم الاستبداد والاستعمار والاستعباد بكل مسمياته.

في العالم العربي الاستبداد يختلف عن الأفريقي بمعناه العرقي ذلك أن الاستبداد العربي له جذور عميقة مرتبطة بالقوى الخارجية على أسس اقتصادية أو سياسية فقط في حين الاستبداد الأفريقي جذوره الداخلية أعمق من جذوره الخارجية فهو قومي أو قبلي قد يكون له علاقات خارجية إلا أنها مبنية بأسس ثقافية تنشأ نوعا من الاحترام المتبادل بين الشعوب الأفريقية والمستعمر الأوروبي.

النظام العربي السياسي بشقيه الملكي والجمهوري يستمدان قوتهم من الثروة الاقتصادية التي أنشأت علاقات صداقة دولية، ما يعني أن الثروة الطبيعية هي مصدر الشقاء في العالم العربي الذي اعتبر بعض المحلليين قيام نظام ديموقراطي فيه نوعا من المستحيلات، في حين النظام الأفريقي يستمد قوته من التواصل الثقافي والديني في كثير من الأحيان.

في أفريقيا حدثت ثورات تسعى إلى التخلص من الاستبداد نجحت بعضها وفشلت أخرى في تحقيق مقاصدها الكبرى إلا نجحت في تخفيف حدة الاستبداد.
في هذه الايام ثارت الشعوب العربية منادية بضرورة تغيير نظام الحكم تحت شعارات متتاليه بدات بـ(الشعب يريد إصلاح النظام، ثم الشعب يريد إسقاط النظام، ثم الشعب يريد محاكمة الرئيس، ثم الشعب يريد الحرية بكل التكاليف)، استطاعت بعض هذه الثورات ان تجني ثمار أولية حيث أحدثت تغييرا في النظام ولا تزال بعضها تحاول تحقيق أهدافها، والسؤال الذي يطرح نفسه ما مصير هذه الثورات؟ مصير الثورات ضد الاستعمار؟ أم مصير الثورات التطهيرية من الأنظمة العربية الوارثة على تركة الاستعمار؟ أم ستكون مثل الثورات الأروبية القديمة التي ساعدت الشعوب الأوربية بناء دولة المؤسسات؟

مقتل القذافي، ومقتل شرعية الأسد وصالح، يفتحان أمامنا تحديات كبيرة مقتضاها "هل ستستطيع الشعوب العربية بناء دولة المؤسسات؟ هل ستستطيع التوفيق بين التكوين الاجتماعي القبلي والتكوين العصري المعياري المؤسساتي للدولة الحديثة؟ هل يمكن أن تتعايش الأفكار المختلفة في المجتمع العربي دون التحاكم إلى القوة؟ هل ستؤدي الثورة العربية إلى ظهور دول عربية مسئولة ذات وزن دولي محترم؟

هذه التحديات ينبغي أن تكون محل دراسة واهتمام لدى المثقفين العرب! وإلا فإن النتيجة الحتمية هي الفشل الذي كان مصير الثورات العربية والأفريقية القديمة.



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الحراك الشعبي العالمي نهاية الطريق؟
- هل ايران كبقية الدول العربيه ام انها قادرة على ضرب اسرائيل؟
- اين قوى اليسار من ربيع الثورات العربيه
- ما مستقبل الثورات العربيه؟
- لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي
- اسقاط الماديه على الاسلام
- حركة احتلال وول ستريت تستلهم حركة احتلال ميدان التحرير
- نطالب بوضع صليب على العلم المصري!
- مشكلة الاقليات في العالم العربي
- هل البنيه الفوقيه ام التحتيه هو من يحدد حركة التاريخ؟
- هل الاسلام سبب تخلف المسلمين؟
- الأزمة الاجتماعية في بلدان الوطن العربي وغياب الأسس المادية ...
- شخصية الفرد العربي
- كيف نكتب في نقد الاديان
- ساعود الى الحمير مره اخرى
- انتفاضات العرب
- ممارسات دينيه باشكال مختلفه
- ساعود الى الحمير
- ازمه اخلاقيه
- مقايضه روسبه امربكيه


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادم عربي - استلهام تاريخي لمستقبل ربيع الحراك الشعبي العربي