أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - حوار بين زعماء الدين وأتباعهم وكتاب خاتم النبيين















المزيد.....

حوار بين زعماء الدين وأتباعهم وكتاب خاتم النبيين


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3551 - 2011 / 11 / 19 - 16:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماذا يأمل الله سبحانه وتعالى وينتظر من هؤلاء الذين هم في مراكز إجتماعية مرموقة أو ذوي نفوذ وقدرة ؟ هل هم محاسبون كغيرهم أم إنهم أكثر حساباً؟ إن هذه هي إحدى قوانين العدالة : يحاسبنا الله بناءً على قدراتنا وفرصنا.

وَلَا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ....... سورة 23, آية: 62

فكل من أعطي كثيراً يُطلَب منه كثير و من يودعونه كثيراً يطالبونه بأكثر. إنجيل لوقا الإصحاح 12, آية : 48

إن القرآن والإنجيل فضلاً عن كتب التاريخ تشهد جميعها بأن أولئك الذين حازوا على مراكز ونفوذ عالية خاصة زعماء الدين كانوا أول من أنكر الرسول الجديد وعذبوه. هل القادة في هذا العصر ــــ العلمانيين منهم أم قادة الدين ـــ مختلفون عن أولئك الذين عاشوا في العصور الماضية ؟ هل ستختلف معالجتهم للأمور الدينية ؟ هل هناك أي سبب للاعتقاد بأن الناس تتغير من عصر إلى آخر وأنهم في الوقت الحاضر في هذا العصر هم أكثر ودّاً ورحمة؟ إن التحذيرات الشديدة الموجهة في القرآن الكريم لأصحاب السلطة تشير إلى أن الناس على حد سواء أي أن الزعماء أو أتباعهم سوف يتصرفون مرة أخرى مثل أسلافهم تماماً.

والزعماء هم إما منصفون أو ممن يتبع أهواءه وميوله الشخصية. وبغض النظر عن الدين الذي يعتنقوه فالقرآن يذكّرهم ويحذِّرهم بصفة خاصة من العقوبة الشديدة التي سوف تحل بهم إذا قاموا بخداع أتباعهم وضلوهم عن سواء السبيل.

لقد أشار القرآن الكريم عدة مرات إلى الحوار بين أصحاب السلطة والقوة وبين عامة الناس الذين يتطلعون إلى قاداتهم كمرشديهم الروحيين. فالآيات تمثل تحذيراً لهؤلاء الزعماء وأتباعهم. ويدور الحوار بين الفريقين في الحياة الآخرة وعادة ما يكون بهذا الأسلوب : يلوم أتباع الدين شيوخهم الذين وضعوا جُلَّ ثقتهم فيهم لأنهم أضلوهم وخدعوهم. ويرد عليهم رؤساء الدين بطريقتين :
• نحن أيضاً مبتلون . ماذا عسانا نفعل ؟ إننا عاجزون عن مساعدة أنفسنا.
• كان يجب أن لا تستمعوا إلينا. إن ما جرى لكم هو نتيجة ضعف في نفوسكم مما دعاكم أن تستمعوا لنا ولم تحكِّموا عقولكم.

يمكن أن نعزوا إنكار الحقيقة في جميع العصور إلى شيء واحد :
• إن الأغنياء ومن لهم السلطة والقوة مغتبطون ومرتاحو البال براحتهم وسهولة حياتهم.
• إن عامة الناس ــــــ الفقراء والطبقة المتوسطة ـــــ ليس لديهم الثقة الكافية لكي يفكروا بأنهم قادرون أن يعرفوا الفرق بين ما هو من عند الله أو ما هو تضليلي. علاوة على ذلك فإن البحث عن الحقيقة بالتفكّر والتأمل يحتاج إلى جهدٍ وهمة. وبالطبع سيكون من الأسهل عليهم أن يتركوا هذا الأمر لمن لهم السلطة والنفوذ لكي يقرروا لهم ما ينبغي عليهم أن يعتقدوا به.
لم يكن الرسل الإلهية مرحبين بهم من قبل الناس ولم تكن أمتهم مستعدة للإصغاء إليهم بل على قلوبهم أقفالها.

لقد ذكر القرآن الكريم مراراً أن الجحيم هو مأوى أولئك الذين ينكرون ويرفضون الرسل الإلهية. لنتأمل الآن الآيات القرآنية ونتدبر حواراً بين عامة الناس وزعماء دينهم حين ينتقلون إلى العالم الآخر ويواجهون العذاب الأبدي :

.... يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ. قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ. وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً..... سورة 34, آية: 31-33


• يقول أتباع الدين لزعمائهم :
لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ.

• يرد عليهم الزعماء :
أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ.

• فيرد عليهم أتباع الدين:
بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادا.

فيواصل القرآن هكذا:

وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. سورة 34, آية 33

ومن ثم ينهي بهذه الآية :

وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ. سورة 34, آية 34

إن سورة الصافات والآيات من 27-39 تعطي حواراً مماثلاً يدور بين أتباع الدين وزعمائهم وهم يواحهون العقاب في الجحيم. وهناك حوار آخر في سورة غافر والآيات من 47-52 حيث يحذِّر الله في هذه السورة كلا الفريقين ويصرِّح سبحانه وتعالى بأنه لا ينفع الكافرون ما يقدمونه من عذر ( لتكذيبهم رسل الله , التفسير الميسر في المصحف الرقمي ).

يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ. سورة 40, آية: 52

إن أولئك الذين أُضِلّوا سوف يشعرون بالغضب تجاه الذين أضلوهم بعد رحيلهم من دار الفناء, سواء كان هؤلاء قادتهم الروحيين أي قدوتهم من رجال الدين أم عامة الناس. كما جاء في الآية التالية:

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ. سورة 41, آية: 29

مرة أخرى نرى أن سورة الزخرف والآيات من 22- 25, تدين المؤمنين الذين يتّبعون آباءهم متابعة عمياء والذين يرفضون رسل الله المنذرين ويعجزون عن تغيير ما ألفوا عليه.

إن التحذيرات التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ينبغي أن يتنبه إليها جميع المؤمنين, المسلمون منهم والمسيحيون واليهود فيتدبرون الآيات التي تضرب الأمثال وقصص الأمم الماضية كما جاء في القرآن "لعلهم يتفكرون" وكذلك عليهم أن يتفكروا فيما يعتقده غالبية الناس. فالجميع مسؤول أمام الله بأن يستخدم عقله ليفكر ويحكم إستناداً على أدلة وشواهد بعيدة عن التعصب والتقليد الموروث. (من كتاب-خاتم النبيين-د. محمد إبراهيم خان)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوصايا العشر لصنع السلام في العالم
- الحياة فتنة وامتحان
- ذكرى مولد مظهر إلهي(مُرسل من الحضرة الإلهية) بدين جديد-بهاءا ...
- كيف تم تقسيم العالم بواسطة الدين ولماذا؟2-2
- كيف تم تقسيم العالم بواسطة الدين ولماذا؟1-2
- ومازلنا مع كتاب خاتم النبيين: الفضائل التي يتحلى بها قلب الإ ...
- ومع خاتم النبيين و إمتيازات الكلمة الإلهية وخلاقيتها
- وما زلنا مع كتاب خاتم النبيين والغاية الأولى لرسل الله أومهم ...
- ومن خاتم النبيين نتابع-الانتقال من لقب نبي في سورة 33 إلى رس ...
- استكمالاً مع خاتم النبيين و الفرق بين النبي والرسول
- الميراث في العقيدة البهائية- أحكام الميراث
- البشرية تتجه نحو السلام رغماً عنها
- القضاء والقدر
- نهج سياسي فاشل ونَظْم إلهي منقذ
- صوت السافور-زرين تاج-قرة العين-الطاهرة أعظم امرأة إيرانية (1 ...
- صوت السافور-زرين تاج-قرة العين-الطاهرة أعظم امرأة إيرانية (9 ...
- صوت السافور-زرين تاج-قرة العين-الطاهرة أعظم امرأة إيرانية (8 ...
- سر ليلة القدر-ليلة الليالى-ليلة القدس-غرة أيام الله-قرة عين ...
- صوت السافور-زرين تاج-قرة العين-الطاهرة أعظم امرأة إيرانية (7 ...
- الطاهرة-صوت السافور-زرين تاج-قرة العين أعظم امرأة إيرانية (6 ...


المزيد.....




- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - حوار بين زعماء الدين وأتباعهم وكتاب خاتم النبيين