أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - صوت السافور-زرين تاج-قرة العين-الطاهرة أعظم امرأة إيرانية (7-10)















المزيد.....

صوت السافور-زرين تاج-قرة العين-الطاهرة أعظم امرأة إيرانية (7-10)


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 16:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المرحلة الثانية:
مكثت قرة العين في الكاظمية زهاء ستة أشهر، ثم عادت الى كربلاء في شهر شباط من عام 1847 بمناسبة زيارة الأربعين التي حلت في الثامن من ذلك الشهر. وبعودتها الى كربلاء دخلت مرحلة جديدة من حياتها، فهي أخذت تترك طريقة التقية والتكتم وتعلن دعوتها جهاراً، وكان ذلك سبباً في حدوث انشقاق في صفوف البابيين حيث تابعها فريق منهم وهم الذين يسمون "القرتية" وكان منهم الملا باقر وهو أحد السابقين الى الدعوة البابية ومن الذين نالوا مديحاً من قلم الباب، أما خصومها فقد اتبعوا الملا احمد الخراساني الذي كان يتولى رعاية بيت السيد كاظم الرشتي ومسئولا عن أرملته.
عثر كاتب هذه السطور على كتابين يصوران ذلك الانشقاق الذي حدث في كربلاء تصويراً رائعاً، وهذان الكتابان يكمل أحدهما الآخر، او بعبارة أدق: يرد أحدهما على الآخر - فالأول منهما مخطوط عنوانه "عقائد الشيخية" وهو مكتوب بلغة عامية بقلم الملا أحمد الخراساني اذ ينتقد فيه قرة العين ويشتمها ويسميها "بنت طالح"، أما الكتاب الثاني فهو بقلم أحد أتباع قرة العين يدعى الشيخ سلطان الكربلائي وهو يرد فيه على الملا أحمد الخراساني ويدافع عن قرة العين.
حين نقرأ هذين الكتابين بامعان ونقارن بينهما نستطيع ان نكتشف نقاط الخلاف بين أتباع قرة العين واتباع الملا أحمد. وهي باختصار كما يلي:
(1) ان قرة العين كانت تعتقد بأن الوقت قد حان برفع حجاب التقية والاجهار بالدعوة، بينما كان الملا أحمد يعتقد ان الباب أمره بالتزام التقية.
(2) كان الملا احمد يعتبر كتب الشيخ احمد الاحسائي والسيد كاظم الرشتي خالدة، وكان يواصل القراءة فيها، أما قرة العين وأصحابها فيعتبرون تلك الكتب منسوخة حيث ذهب زمانها بظهور الباب، وأخذوا يشنعون على الملا احمد ويمنعون الناس من مجالسته ويصفونه بأنه يأكل الميتة ويعنون بذلك أنه يقرأ كتب الأموات.
(3) المقصود بظهور الإمام الغائب في رأي قرة العين هو ظهور الباب أما رجعة الأئمة فالمراد بها ظهور السابقين في الدعوة أي الذين اعتنقوا الدعوة البابية قبل غيرهم: فالملا حسين البشروئي هو في مقام رسول الله، والملا علي البسطامي في مقام أمير المؤمنين، وقرة العين في مقام فاطمة الزهراء، والملا حسن السجستاني في مقام الحسن، والسيد حسين اليزدي في مقام الحسين، والملا باقر في مقام الإمام الباقر... الى آخره. ان هذا هو ما كان ينسبه الملا احمد الى قرة العين واصحابها، بينما هم كانوا يتبرأون من ذلك.
(4) كان الملا احمد ينسب الى قرة العين انها تمنع من اقامة العزاء على الحسين او زيارة قبور الأئمة بحجة ان الأئمة لا يجوز نسبة الصفات البشرية إليهم كالموت والعطش، فلا معنى اذن لذكر عطش الحسين او قتله.
(5) كانت قرة العين وأصحابها يحرمون التدخين ويعدون ذلك من التعاليم الجديدة التي جاء بها الباب، أما الملا احمد فكان يدخن مدعياً انه يفعل ذلك أمام الناس من باب التقية.

قرة العين في بغداد:
اضطرت قرة العين إزاء تلك الخصومة العنيفة التي شنها عليها الملا احمد وأصحابه ان تغادر كربلاء، فرحلت الى بغداد مع حاشيتها وبعض أصحابها من النساء والرجال. وعند وصولها الى بغداد نزلت في ضيافة أحد المخلصين لها من سكان تلك المدينة هو الشيخ محمد شبل، وهذا الرجل أصله من الكوفة وهاجر الى الكاظمية، ثم انتقل منها الى بغداد في عام 1827م، كان وكيلا للسيد كاظم الرشتي في بغداد. فلما نزلت قرة العين في ضيافته أخيراً خصص لها ثلاث دور كان احداها لسكنى النساء من حاشيتها، والثانية لسكنى الرجال، والثالثة لمجلس الدرس.
والظاهر ان قرة العين وجدت المجال لها في بغداد أرحب مما كان في كربلاء، فجلست لالقاء دروسها من وراء ستار وأخذ الناس يقصدونها للاستماع اليها، وكانت في معظم دروسها تنادي بحلول اليوم الذي تُجدد فيه الشريعة وتُنسخ التقاليد البالية.‏ وقد حضرت ذات يوم مجلساً كان فيه الوالي نجيب باشا والمفتي أبو الثناء الآلوسي فأذهلت الحاضرين ببلاغتها.
ظلت قرة العين تلقي دروسها المثيرة في بغداد مدة غير يسيرة من غير معارض. ويبدو ان خصومها في كربلاء لم يسكتوا عنها، ولا سيما المرزا محمد حسن جوهر رئيس الشيخيين، فأخذوا يبذلون جهودهم لتحريض الحكومة ضدها. وكان للمرزا محمد حسن صلة حسنة بالوالي واستطاع ان يقنعه بوجهة نظره مما اضطر الوالي ان يكتب الى اسطنبول في شأن قرة العين ثم أمر بحبسها في بيت الآلوسي ريثما يأتي الجواب من هنالك.
مكثت قرة العين في بيت الآلوسي شهرين، ولم يكن الآلوسي مضيّقاً عليها بل كان يجتمع اليها ويناقشها في أمر دعوتها الجديدة، وكثيراً ما كان يسمح لها بالخروج مع ناظر يرسله معها، فكانت تذهب الى دار الشيخ محمد شبل حيث ينتظرها هناك أتباعها والمعجبون بها فتلقي عليهم ما تشاء من أحاديث ودروس.
وقد أشار الآلوسي في بعض كتاباته الى قرة العين، وكان مما ذكره عنها قوله: "... وهي ممن قلّدت الباب بعد موت الرشتي، ثم خالفته في عدة أشياء منها التكاليف فقيل انها كانت تقول بحل الفروج ورفع التكاليف بالكلية. وأنا لم أحس منها بشيء من ذلك مع انها حبست في بيتي شهرين، وكم من بحث جرى بيني وبينها رفعت فيه التقية من البين. والذي تحقق عندي ان البابية والقرّتية - يقصد أتباع قرة العين - طائفة واحدة يعتقدون في الأئمة نحو اعتقاد الكشفية - يقصد الشيخية - فيهم ويزعمون انتهاء زمن التكاليف بالصلوات الخمس وأن الوحي غير منقطع فقد يوحى للكامل لكن لا وحي تشريع بل وحي تعليم لما شرع قبل ونحو ذلك، وهو رأي لبعض المتصوفة... وأعظم أسباب ضلالتهم النظر في كلام الرشتي وشيخه الاحسائي مع عدم فهم مقاصدهما منه وحمله على ما هو بعيد عن الدين المحمدي بمراحل ولذا كفرهم أصحاب هذين الرجلين أيضاً على ما سمعته بأذني من كبارهم....
انشقاق آخر:
في تلك الفترة التي كانت فيها قرة العين محبوسة في بيت الآلوسي حدث انشقاق وجدال بين أتباعها الذين هم في بغداد والكاظمية، وكان سبب هذا الانشقاق هو ان قرة العين أخذت تدعو الى تجديد الشريعة الاسلامية والى تبديل بعض تعاليمها وشعائرها، فوافقها على ذلك فريق من أتباعها بينما رفض الفريق الآخر. وقد أشار الى هذا الانشقاق كاتب من أتباعها هو أقا محمد مصطفى البغدادي، وهو ابن الشيخ محمد شبل، في رسالة صغيرة له حيث قال ما نصه:
"... وأظهرت سر الظهور وأعلنت نسخ التقليد المهجور وبينت تجديد الشريعة الالهية بشريعة البيان، وكانت في مجلس الأحباء مكشوفة الوجه ولكن في مجلس الأغيار تكلمهم من خلف حجاب. وقد تزلزل بعض الاحباء لما شهدوا نسخ ما كانوا عليه، وأكثرهم استقاموا واعتقدوا بأن الله يفعل ما يشاء، والبعض من قصبة الكاظمية تزلزلوا وهم السيد محمد جعفر والسيد حسن جعفر والسيد علي بشر والسيد طه وكاظم الصوفي وقالوا أنهم مؤمنون بحضرة الأعلى - يقصدون الباب - الذي هو ذكر الله وان حضرته لم ينسخ الشرع العتيق ولم يجدد أمراً بل زاد في الأحكام وأكد في الصلاة والصيام وحرّم الدخان وأن السيدة قرة العين تجاوزت الحد ونسخت الشريعة التي ورثناها عن الأب والجد بدون أمر من حضرة الأعلى. وكتب أعلمهم السيد علي بشر عريضة قدمها الى (ماه كو) وتشرفت بحضور العلي الأعلى - يقصد الباب - وكان حاملها رجلاً يدعى (نوروز علي) كان خادما للسيد كاظم الرشتي. فنزل لوح بليغ في جواب تلك العريضة ورجع به (نوروز علي) الى قصبة الكاظمية وسلمه للسيد علي بشر ورفقائه، وتوجه من بغداد الوالد - أي والد المؤلف وهو الشيخ محمد شبل - والأحباء الثابتون واجتمعوا في مجلس واحد يضم ما ينوف عن السبعين شخصاً وقرأوا اللوح المبارك علانية وفيه بيانات مباركة وآيات واضحة الى ان وصل البيان الى قوله تعالى مخاطباً للسائل بشر المتزلزل: (وأما ما سألت عن المرأة التي زكت نفسها وأثرت فيها الكلمة التي انقادت الأمور لها فانها امرأة صدّيقة عالمة عاملة طاهرة، ولا ترد الطاهرة في حكمها لأنها أدرى بمواقع الأمر من غيرها وليس لك الا اتباعها لأنك لن تقدر أن تطلع بحقيقة شأنها) الى آخر اللوح. فلما سمعه الثابتون فرحوا وحمدوا الله على ما هداهم، والمتزلزلون ارتدوا على أعقابهم وكفروا بما آمنوا لأن تجديد الحدود شق عليهم...)
ان هذا "اللوح" الذي وصل من الباب الى الكاظمية كان بمثابة وحي منزل في شأن قرة العين وعلو مكانتها، وفيه ورد لقب جديد لها هو "الطاهرة" فصارت قرة العين منذ ذلك الحين تعرف به بين البابيين وكان له أثره فيما بعد كما سنأتي اليه.
إخراجها من العراق:
عندما وصل الخبر الى قزوين بأن قرة العين محبوسة في بغداد اهتم له عمها ووالد زوجها الملا محمد تقي البرغاني فأرسل الى أحد أرباب النفوذ في كربلاء يكلفه بالتوسط لدى الحكومة في اطلاق سراحها. وقد سافر هذا الرجل الى بغداد ليسعى في هذا السبيل، ثم كتب الى الملا محمد تقي رسالة يذكر له فيها نتائج مسعاه. وفيما يلي مقتطفات من تلك الرسالة وهي مترجمة الى اللغة العربية بقلم الشيخ عبود الصالحي حيث يقول فيها مرسلها مخاطباً الملا محمد تقي:
"سيدي الجليل... سافرت الى بغداد متوجهاً الى دار مفتي بغداد اليوم معالي السيد محمود الآلوسي أفندي، فوجدتها هناك مع ثلاث نساء أخريات وجارية. فطلب اليّ معالي السيد المفتي شرح حالها وبيان قصتها فقلت: نعم انها امرأة مستورة وهي في كمال الورع والتقوى وقد اعترتها بعض الوساوس الشيطانية وتمكنت منها وسيطرت على دماغها وأفكارها وكان للوسط الديني الذي تعيشه أثر بالغ في ذلك كله حيث انها تعيش بين أحضان الورع والتقوى وفي بيت العلم والتقدس. كما سألني معالي السيد المفتي عن تاريخ حياة والدها وحالاته فقلت: انه اليوم رجل ايران الأوحد في العلم والورع. وقد أثر كلامي في نفس معالي المفتي فقال لي: سأطلب من معالي الباشا خلاصها والاعتذار لها عما حيك حولها وذهابها الى أهلها... وهي الآن محترمة ومعززة في دار معالي السيد المفتي وأنا في هذا اليوم الجمعة الموافق لليوم الثامن من شهر ربيع الثاني ذاهب الى بغداد لأجل العمل الجاد في خلاصها وهي مكدرة الخاطر من طرف الملا حسن جوهر... كما ان حضرات الاعيان وعلماء بغداد قاطبة يحترمونها أي احترام ويكنّون لها كل تقدير، وان ما قالوه وأشاعوا عندكم فهو باطل ومحض اختلاق... ولتوضيح الحقيقة حررت الرسالة. وان شاء الله تعالى وبحوله وقوته سأنقلها الى داري الخاصة بأي حال من الأحوال، وأرسلها اليكم مع حضرات السادة ان شاء الله، فليكن خاطركم طيباً ومرتاحاً".
وصل الأمر أخيرا من اسطنبول باطلاق سراح قرة العين واخراجها من العراق، فخرج معها لمرافقتها في السفر جماعة من اتباعها بلغ عددهم الثلاثين كان منهم: الشيخ محمد شبل، وابنه أقا محمد مصطفى وكان في العاشرة من عمره، والشيخ صالح الكريماوي، والشيخ سلطان الكربلائي، والسيد أحمد اليزدي، والسيد محسن الشعرباف الكاظمي، والملا إبراهيم المحلاتي، والحاج محمد الكرادي، وسعيد الجباوي، وعبد الهادي الزهيراوي، وحسن الحلاوي، ودرويش المكوئي، وغيرهم.
قرة العين في كرمنشاه:
خرجت قرة العين من بغداد فيما يشبه الموكب الكبير، فقد كانت هي والنسوة اللواتي معها يركبن الهوادج بينما كان الرجال من أتباعها يمتطون الخيول. وبعد سفر طويل وصلوا الى كرمنشاه، وقد أعطانا أقا محمد مصطفى في رسالته الصغيرة وصفاً مسهباً للضجة التي أحدثتها قرة العين في تلك البلدة. وفيما يلي ننقل عنه خلاصة لما جرى هناك.
عندما وصلت قرة العين الى كرمنشاه أمرت بالنزول في ثلاثة منازل حيث خصصت أحدها لها ولمن معها من النساء وبعض العلماء، وخصصت الثاني لعامة الاتباع، اما الثالث فخصصته لاجتماع الناس وتبليغهم بالدعوة. وفي اليوم التالي لوصولها أوعزت بفتح أبواب المنزل الثالث فحضر فيه أكابر البلدة وأمراؤها وخوانينها وتجارها حتى ضاقت الساحة بهم على اتساعها، ونهض الشيخ صالح الكريماوي يتلو عليهم شرح "سورة الكوثر" بالعربية، ووقف على يمينه الشيخ محمد شبل والملا ابراهيم المحلاتي والشيخ سلطان الكربلائي يترجمون ذلك الى الفارسية.
وقد ارتجت البلدة بأسرها للأمر فكان الازدحام يكثر حول منزلها حتى تضيق الأزقة بالناس، وكانت النساء يأتين اليها نهاراً فتقرأ عليهم الآيات الجديدة وأسرارها، وفي المساء يأتي اليها بعض العلماء والامراء فيقابلونها من وراء ستار ويستمعون الى حديثها ثم يخرجون منها متحيرين، وبعضهم يخرج منجذباً. وكانت الأسئلة ترد اليها في كل يوم من العامة والعلماء فتكتب الأجوبة بسرعة.
لم يتحمل المتعصبون من رجال الدين هذا الوضع وانزعجوا منه، فكلموا كبيرهم أغا عبد الله البهبهاني في ذلك وطلبوا منه الرد على قرة العين وإجابة المسائل التي تثيرها بما يفحمها، فذهب البهبهاني الى الأمير حاكم البلدة وطلب منه اخراج قرة العين هي وأصحابها من البلدة، واستدعى الحاكم قرة العين الى قصره فذهبت اليه برفقة الشيخ سلطان الكربلائي والملا ابراهيم المحلاتي وبضع نسوة من حاشيتها، وأخذ الأمير يحاورها فعرض عليها شكوى العلماء وأنهم يطلبون معرفة الهدف الذي تسعى اليه، فأجابت قرة العين: أن الهدف هو البشارة بظهور القائم الموعود وان الدليل على ذلك هو الآيات التي جاء بها. وكان أغا عبد الله البهبهاني حاضراً في المجلس فقال يتحداها بأنه يطلب دليلاً غير هذه الآيات، فأجابته انها تطلب "المباهلة" منهم حيث يجتمعون كلهم معها في مكان يعيّنه الأمير، ثم يتباهلون ويجعلون لعنة الله على الكاذبين، وبذا تكون النتيجة أن يموت المبطل في مكانه.
أظهر الأمير السرور بهذا الطلب، وأوعز الى البهبهاني بان يعين موعداً للمباهلة غير ان البهبهاني اعتذر بأنه مريض وانه سيحضر المباهلة متى تم له الشفاء من مرضه. ثم خرج بعدئذ من البلدة واختفى في بستان خارجها.
وكتب البهبهاني رسالة الى عم قرة العين في قزوين يخبره بما فعلت ابنة أخيه في كرمنشاه من اظهار أمر الباب ونسخ الشريعة. وبعد مرور خمسة عشر يوما على ذلك وصل الى كرمنشاه أربعة رجال من اقرباء قرة العين واتفقوا مع قائد العسكر السرتيب صفر علي على تسفير قرة العين عنوة. وقبل شروق الشمس من اليوم التالي، أحاط الجنود بالمنازل الثلاثة التي كانت قرة العين تنزل فيها مع أصحابها، فأخرجوا الأمتعة منها وحملوها على بغال كانوا قد أعدوها من قبل، فخرجت اليهم قرة العين وهي متحجبة تنادي فيهم: "قد ظهر الموعود أيها الغافلون، قد ظهر الرب الودود وأنتم ميتون!" فحدث هرج ومرج، ثم حصل اعتداء على الشيخ صالح الكريماوي والشيخ سلطان الكربلائي والملا إبراهيم المحلاتي.
قرة العين في همدان:
توجهت قرة العين مع أصحابها نحو همدان. والمعروف عن سكان هذه البلدة ان الكثير منهم كانوا شيخيين، فلما سمعوا بقدوم قرة العين عليهم استعدوا لاستقبالها والاحتفاء بها باعتبارها شيخية مثلهم. وقد مكثت قرة العين في همدان تسعة أيام كانت في خلالها تسعى بحماس لنشر الدعوة الجديدة، فتأثر بها عدد من النساء والرجال.
وكان من بين الذين تأثروا بها في همدان اثنان من أحبار اليهود هما الملا الياهو والملا لالازار، فقد عرضت قرة العين على هذين اليهودين آيات من التوراة وكتب الأنبياء فيها اشارة الى ظهور الباب فتعجبا من سعة اطلاع قرة العين على الكتب المقدسة، ولما ألقيا عليها الاسئلة المختلفة في هذا الأمر أجابتهما بما أقنعهما. وكانت تلك البذرة الأولى لانتشار الدعوة البابية بين اليهود.
وأرادت قرة العين أن تجتذب اليها كبير المجتهدين في همدان فأرسلت اليه الملا إبراهيم المحلاتي برسالة تدعوه فيها الى التصديق بظهور الموعود وتبرهن له على صحة ذلك بالآيات والأحاديث "الصحيحة". وحين دخل الملا إبراهيم الى مجلس المجتهد وسلمه الرسالة استشاط هذا غضباً وأخذ يلعنه بأشنع الألفاظ، فرد عليه الملا إبراهيم ينصحه قائلاً: "ليس من شأن أهل العلم والعرفان مقابلة الدليل والبرهان باستعمال لسان الطعن والقدح"، فاضطرم المجتهد حنقاً عليه وأمر بضربه واهانته، فهجم الطلبة عليه وأوسعوه ضرباً ثم سحبوه وألقوا به خارج المنزل. وحمله بعض الناس الى دار قرة العين، فلما رأته بتلك الحالة أظهرت السرور وقالت له: "طوبى لك وصلى الله عليك بما قدمت نفسك فداء لاعلاء كلمة ربك الأعلى" ثم أمرت الأصحاب بمعالجته، وظل هو طريح الفراش سبعة أيام حتى تماثل للشفاء). (من كتاب لمارثا ل. روت-مترجم من الفارسية)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاهرة-صوت السافور-زرين تاج-قرة العين أعظم امرأة إيرانية (6 ...
- استشهاد (صوت السافور-ذرين تاج-قرة العين-الطاهرة أعظم امرأة إ ...
- صوت السافور-ذرين تاج-قرة العين-الطاهرة أعظم امرأة إيرانية 4- ...
- الطاهرة-صوت السافور-ذرين تاج-قرة العين أعظم امرأة إيرانية (3 ...
- الطاهرة-صوت السافور-ذرين تاج-قرة العين أعظم إمرأة إيرانية (2 ...
- الطاهرة- صوت السافور-زرين تاج-قرة العين أعظم امرأة إيرانية ( ...
- تجدد الدين بعد موته الروحاني -كيف يستعمل القرآن الكريم كلمة ...
- المرأة في البهائية
- الحج في الشريعة البهائية2-2
- الحج في الشريعة البهائية1-2
- حكم الصوم في العقيدة البهائية2-2
- حكم الصوم في العقيدة البهائية1-2
- أهداف الأديان وهدف الدين البهائي 3-3
- أهداف الأديان وهدف الدين البهائي 2-3
- أهداف الأديان وهدف الدين البهائي 1-3
- النبأ العظيم- أنتبهوا
- الإنسان وصناعة الغباء عبر العصور والأزمان2-2
- الإنسان وصناعة الغباء عبر العصور والأزمان2-1
- الصلاة في البهائية2-3
- الصلاة في البهائية1-3


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - صوت السافور-زرين تاج-قرة العين-الطاهرة أعظم امرأة إيرانية (7-10)