جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3550 - 2011 / 11 / 18 - 21:32
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
احيانا احتار الى اين اتجه. فمن ناحية اعلم ان الثنائية متفشية في عالمنا اينما اذهب فنحن خلقنا بيدين و رجلين و عينين.. و هناك جنسان فقط (المؤنث و المذكر) و يقابل (الحياة الموت) و (الحار البارد) و (السلبي الايجابي) و هناك كلمات في جميع اللغات تعكس هذه الثنائية الطاغية مثل (و) و (هنا و هناك) و (الاعلى و الاسفل) و (المفرد و عكسه) و (الصالح و الطالح) و اصوات حروف الابجدية التي ترتبط مع بعضها بنغم ثنائي لصياغة مفردات و كانما لايمكن التعرف على )الخير( دون التعرف على )الشر(. هل هذا يعني عليّ ان اشكر (الشر) لمساعدتي في التعرف على(الخير)؟
و لكن الثنائية رغم انها احينا تلعب دور الكمال و الولادة كالتقاء المؤنث و المذكر فانها غالبا ما تخلق الضد و الهلاك عندما يتلتقي طرفان معاكسان مثل التقاء المادة مع ضد المادة او عندما يصطدم الاعداء. لقد اظهرت الانظمة الاقتصادية و السياسية ايضا بانها تفضل الثلاثية بخلق ثلاثة اطراف رئيسية على الساحة الاقتصادية و السياسية لان الطرف الثالث يلعب دائما دور الموازن او الانتهازي و يمنع بذلك الاصطدام و يقلل من الخطر فالطرف الثالث هنا يعتبر بمثابة سند او عمود يزيد من الثبات و الاستقرار و يقلل من خطر الثنائية.
لقد حكم عالمنا لمدة ثلاثية الرأسمالية و الشيوعية و عدم الانحياز و اليوم لا نعرف بالضبط من هم اللاعبون الجدد على الساحة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و من هي الاطراف الاقتصادية الثلاثة التي تسيطرعلى الساحة الاقتصادية في المستقبل. فمصير الحياة و الوجود الموت و الاختفاء في اليوم الذي تنتهي فيه الثلاثية لتفسح المجال امام الثنائية لتعمل عملتها الفنائية و يتحول كل شيء الى صفر.
www. Jamshid- ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟