أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم الزيني - هزّة الجماع في حياتنا السياسية














المزيد.....

هزّة الجماع في حياتنا السياسية


إبراهيم الزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3550 - 2011 / 11 / 18 - 08:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لن أعتذر عن هذا العنوان غير المألوف .. لأن المألوف عندنا هو غامض عند الآخرين الأكثر تقدماً، فهناك يسمون الأمور بمسمياتها دون لف أو دوران أو رمزية أو ودنك منين يا جحا، وهزة الجماع هي قمة النشوة في اللقاء الحميمي بين ذكر وأنثي سواء كانا من البشر أو من الحيوانات أو حتي من الحشرات لكن في البشر تكون هدفاً في حد ذاته أما مع الأنواع الأخري فإنها تكون لزيادة النسل..
وتختلف النشوة من إنسان الي آخر فهي عند العشاق تكون أعلي من المتزوجين.. كما أن هناك أنواع أخري تقترب كثيراً من هذه النشوة حسب ثقافة الإنسان وحسب تربيته، فهناك من يشعر بالنشوة عند سماع قطعة موسيقية رائعة أو حين ينظر الي مجموعة متناسقة من الورود أو عندما يحقق نجاحاً في عمله.. وهكذا فالنشوة لها درجات وتصنيفات كثيرة.. أنا شخصياً أشعر بالنشوة عندما أقرأ كتاباً يأتي بفكرة أو معلومة لم تكن موجودة في مخزوني الثقافي، أو عندما أستمع الي جملة ملهمة قرأتها في مقال أو رأيتها في فيلم.. وعلي سبيل المثال هناك جملة قالها أحد الكتاب تقول: " أن الحكيم هو من يوجه غضبه نحو المشكلات ليجد لها حلولاً، لا نحو البشر ليقدم لهم أعذاراً"، هذه الجملة مثلاً تحل كثيراً من المشكلات الموجودة الآن في حياتنا السياسية ولكن لا أحد يعمل بها وخاصة من يقودون مصر الآن أو من يحاول أن يقودها في المستقبل.. فالكل الآن.. كل النخب السياسية القديمة والحديثة يسعي للحصول علي النشوة أو الهزة التي تجعله سكراناً بما يقوله أو يعتقده فهناك التيار الديني علي سبيل المثال نري قادته أصبحت النشوة تتملكهم لإعتقادهم أن أحلامهم في حكم مصر في سبيلها الي التحقيق فنراهم منتشون في خطبهم أمام الجماهير.. أما أمام عدسات القنوات الفضائية فإننا نراهم عندما تقترب الكاميرا من وجوههم في حالة عالية من النشوة وتخرج الكلمات من أفواههم في سلاسة وثقة وكأنها كلمات موجهة الي حبيبة طال انتظارها وتفوق نشوته ما يحدث إنسان في هزة الجماع..
فإذا انتقلنا الي الأحزاب القديمة والأحزاب الكرتونية تراهم - وإن كانوا أقل نشوة- يخاطبون الناس وكأنهم أصحاب البرامج التس سوف تنقذ مصر ونفس الشئ نلاحظه مع أصحاب الأحزاب الكرتونية فيكفيهم نشوة أن تسمح لهم إحدي الفضائيات بالحديث أمام عدساتها بحثاً عن أسباب الوجود ومشغولون بإيافتهم وكرفتّاتهم وصبغة الشعر التي تخفي أكاذيبهم.
أما أعضاء الحزب الوطني القديم فإنهم يمارسون نشوتهم بالطريقة العملية في تدمير كا ما جاءت به الثورة، إما بالميلشيات التي صنعوها من ثلاثة عقود وإما بالأموال التي نهبوها من الشعب المصري، فإذا عدنا الي الشعب فإن هناك هزات ونشوات أيضاً ولكنها قليلة وتمتع بها البلطجية من سرقة السيارات، أو بعض الفئات التي باشرت الإحتجاج وحصلوا علي زيادات قليلة في رواتبهم.
أما النخب والمحللين السياسين والإعلاميين فإن نشوتهم بغير حدود لأنهم ولأول مرة زاد الذين يشاهدونهم بسبب الحراك السياسي حتي أصبحت برامج التوك شو كحجرة التي يمارسون فيها قمة النشوة فهم يتحدثون ليل نهار بالحقيقة أو بالكذب أو بالتحليل الخاطئ ويسايرون الأمواج السياسية علي الساحة فمنهم من يجامل التيار الديني اعتقاداً بإمكانية فوزه ومنهم من يجامل الحكم العسكري بنفس الإمكانية لكن ليس منهم من يجامل المصريين فهم ملح الأرض الذي يمكن الإستغناء عنه لأنه غير مؤثر، كل التيارات السياسية تشعر بالنشوة ربما كل دقيقة وكا ساعة وكل يوم وأعلي هذه التيارات هو التيار الديني الذي أخشي عليهم أن تصيبهم الأمراض التي تصيب من يشعر بالنشوة عدم مرات في اليوم فيصابون بالبروستاتا السياسية ، ولكنني علي ثقة أن كل هذه التيارات السياسية سوف تصيبها أمراض البروستاتا والضعف الجنسي من كثرة انتشائهم لأنها نشوة خاصة بهم وليست خاصة بمصر أو المصريين، وهناك تيار وحيد ربما لم يشعر بالنشوة إلا مرة واحدة فقط يوم 11 فبراير عندما سقط الدكتاتور ومن معه.. بعدها لم يشعروا بالنشوة وحتي اليوم لأن التيارات الأخري مارست عملية " الخصي" لهم أنهم شباب الثورة والأحزاب المنبثقة عنها مثل أحزاب الكتلة المصرية وشباب الثورة، فبعد عملية الخصي تم قتل أحلامهم في نجاح ما قاموا به ومحاولة بناء مصر حديثة وشعروا بالخوف وضياع الحلم.. ولكنني أقول لهم أنكم ستقتلون أحلامكم إذا سمحتم لمخاوفكم أن تطغي علي إيمانكم بمصر وإن أفضل طريقة لتوقع المستقبل هو أن نصنعه.



#إبراهيم_الزيني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد ستة اشهر من الثورة
- فقه الكبت
- ثقافة عربية أم نازية..؟!
- عمر بن الخطاب أقام الظلم ليشتهر بالعدل
- دور التيار الدينى فى انهيار الطبقة الوسطى
- هل نحن متخلفون..؟
- محاضرات العوا تشويه للتاريخ


المزيد.....




- 7 ولايات أمريكية تعتمد رواية المستوطنين: «يهودا والسامرة» بد ...
- مصر: الداخلية تكشف تفاصيل -مخطط عناصر الإخوان- لاستهداف منشآ ...
- الطاقات الشبابية.. ورقة قوة للجمهورية الإسلامية الإيرانية
- قاليباف: على الحكومات الإسلامية الوقوف بوجه الكيان الصهيوني ...
- السلطات السورية تعلن وقف القتال وروبيو يطالبها بمنع تنظيم -ا ...
- لأول مرة بالتاريخ الحديث.. عاصمة إسلامية على وشك الجفاف
- المسجد الإبراهيمي.. صمود في وجه محاولات التهويد
- الرئاسة الروحية للدروز في سوريا تطالب بفرض حماية دولية مباشر ...
- الفاتيكان يشكّك في تصريحات الاحتلال بشأن الهجوم على كنيسة في ...
- مليونية حاشدة للجماعة الإسلامية ببنغلاديش وقادتها يوجهون مطا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم الزيني - هزّة الجماع في حياتنا السياسية