أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم الزيني - هل نحن متخلفون..؟















المزيد.....

هل نحن متخلفون..؟


إبراهيم الزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3219 - 2010 / 12 / 18 - 17:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول فرويد: " أن وعيك بالقضية هو دليل إدراكك لها وتجاوزك لحدودها " معنى هذا أننا متخلفون ولسنا جهلاء، ولكننا متخلفون بالنسبة لمن؟ وما هي مظاهر التخلف أصلاً؟ وما معنى أن أكون متخلفًا؟ ولماذا وكيف؟
كلها أسئلة نريد الإجابة عليها!!
" أنا هنا أتحدث عن مصر والمصريين دون سواهم، قد يشترك معنا آخرون في التخلف ولكن أسباب تخلفنا تختلف عن أسباب تخلفهم ".
المشكلة أن التخلف قد يفسر على أنه التخلف عن ركب الحضارة.. هذا ما يفهم الوهلة الأولى.. ولكن!! إذا نحن نظرنا إلى موقعنا من العالم بدولة المتقدمة والأقل تقدمًا، والنامية والأقل نموًا، بل إذا نظرنا إلى دول تركب الأفيال ودول تصنع منازلها من الصفيح وأوراق الأشجار.. سوف نجد أننا أكثر منهم تخلفا كيف ذلك؟
ونعود إلى فرويد ليشرح العبارة من جديد فنحن نعي قضيتنا ونعلم أننا متخلفون ولكننا لا نستطيع إدراك هذا التخلف ولا نستطيع تجاوزه والعبور فوقه، إذن نحن نعلم ولكننا نجهل العلم في نفس الوقت، وهذا يدخلنا إلى تعريف التخلف ذاته، وكيف أننا أكثر تخلفا من بعض القبائل التي يحكمها ساحر القبيلة وينظم شئونها.
تعريف التخلف:

التخلف هو عكس التقدم أو هو التقهقر عن الآخرين أو الوقوف بينما يتقدم الآخرون، وكما يقاس التقدم حاليًا بالتطور العلمي أو الصناعي والزراعي والتجاري والاقتصادي وامتلاك أدوات الإنتاج لخدمة الإنسان في إنتاج مسببات الرفاهية للإنسان ذاته كذلك يقاس التخلف بفقدان هذه الأشياء ويمكن أن يقاس التقدم على نموذج الدول الغربية ودول جنوب شرق آسيا حيث دخلوا إلى عالم الفضاء الخارجي وعالم الجينات الداخلي.
ويقاس التقدم أيضا بمدى تمتع الإنسان في هذه المجتمعات بحقوق الإنسان وتحقيق الليبرالية الكاملة في جعل الإنسان مشروع مستقل متكامل، يتمتع بكل حرية في الخلق والابتكار ولا بد من ضمان المجتمع لكافة حقوقه في التعليم والعلاج والمسكن حتى وقت الفراغ..، فالتقدم في عالمنا المعاصر خطواته محتومة وأصبحت معروفة فهي: علوم فتصنيع فتهذيب للتقنيات، ولم يعد التقدم مرهونًا بالعلماء الفقهاء الذين يقصرون العلم على شرح النصوص ثم على حواشي تلحق بالشروح فهذه أصبحت ثقافة الكلمة وثقافة الكلمة عندنا تختلف عنهم فالمسرحية عند شكسبير لا تلتمس كمالها عن طريق البناء المحكم فقط، بقدر ما تلتمسه في فوران التيار وجيشانه، فلا بأس من النقص ما دام العرق ينبض بالحياة من أول سطر إلى آخره أما الثقافة عندنا فهي استسلام وركود ومواويل وآلام وأحلام لا يمكن تحقيقها.
• فأنا متخلف إذن عندما ألجأ إلى التعميم في كل أمور حياتي.
• أنا متخلف عندما أعتبر نفسي مثلاً أعلى ينبغي الاقتداء به.
• أنا متخلف عندما أعتمد في ثقافتي على المخلفات الثقافية للآخرين.
• أنا متخلف عندما لا أقبل الاختلاف مع الآخر واحترم اختلافه معي.
• أ،ا متخلف عندما أنقل وظيفة عقلي إلى قلبي فأفكر بإحساسي وأتعلم بقلبي.
• أنا متخلف عندما أفقد هويتي وأنزع رداءها عني كارها لها وأرتدي جلباب ثقافة أخرى بدعوى أنها تقربني من الرب.
• أنا متخلف عندما أتصور أن العلم الديني هو العلم الحقيقي وأن علوم الحضارة علوم شيطانية.
• أنا متخلف عندما أصدق الأساطير وأشارك في صنعها.
• أنا متخلف عندما أعتقد أن السلف كله صالح أما الخلف فكله طالح وليس لي حق الاعتراض على ما قاله السلف لمجرد أنهم قالوه.
هذا هو التخلف الحقيقي الذي أصاب الإنسان المصري عندما نزع عنه هويته المصرية الأصيلة التي ارتبط بها لعشرة آلاف عام وصنع بها أعظم وأول حضارة في التاريخ تلك الهوية الرائدة التي صنع منها رجال الفقه الإسلامي عصيدة سوداء من دم وصديد الإنسان المصري وألقوا بها في جوف حمار ميت تركوه للغربان الصحراوية تنهشه حتى أتت عليه بدعوى أن أحد ملوكهم كان كافرًا. وأصبح المصري مثله مثل رجل " كا فكا " حيث يصور إنسانا أخذه النعاس واستيقظ ليجد نفسه خنفسًا ضخمًا، فكيف يسير، وعلى أي نهج يسلك هذا الإنسان الخنفس، بحيث يرضى عن سيرة وسلوكه؟ يجعل معياره حياة الخنفس أم يجعله حياة الإنسان؟ أنه لو فعل هذا أو ذاك تجاهل حالته الراهنة، فلا هو إنسان ولا هو خنفس بل هو إنسان خنفس. إذن فلا بد له من نظره جديدة ومعايير جديدة فأخذته الحيرة واستبدت به الفوضى.
أن المصري لم يصبح بعد خنفس " كا فكا " فما زال يحتفظ بهويته المصرية القديمة فهي تسري في دمه وجيناته الوراثية ولا يمكن لألف وأربعمائة سنة هي زمن الغزو الثقافي العربي للهوية المصرية أن ينزع عنه عشرة آلاف سنة حتى لو كان الدين هو وعاءها لإنه في الحقيقة كان قبل الإسلام متدينا موحدا وعرف الله قبل البشرية جمعاء.
الحل

الحل هو ما أحاول أن أقوم به في سلسلة هذه الكتب التي أحاول فيها وأتمنى أن أنجح في رد الشيء إلى أصله، وفي إظهار الحقيقة كاملة لأن الحقيقة أم المعرفة وسواء كانت جميلة أو قبيحة فإظهارها على ما هي عليه يساعد في إعادة التربية الفكرية للمصريين وأعطى مثالاً على ذلك.
تلك القصة التي تدرس لأطفالنا في الدراسة الإعدادية وهي قصة ثلاثة من الصاحبة أصيبوا في إحدى الغزوات إصابات خطيرة وكادوا يموتون من النزيف ومن العطش وتمددوا بجوار بعضهم البعض ومر بهم أحد الصحابة فطلبوا منه الماء، فاحضره وعندما أراد أن يعطي أولهم رفض وأنكر ذاته وفضل عليه النائم بجواره وعندما ذهب للثاني فضل الثالث إنكارا للذات أيضًا وعندما وصل إلى الثالث وجده قد مات وعندما عاد للثاني وجده قد مات وعندما ذهب للأول وجده قد مات أيضًا.
وتلك القصة وغيرها المئات تروي عن الصحابة والتابعين وتابع التابعين تصور لنا هؤلاء وكأنهم من البشر السوبر أو بشر أقرب إلى الملائكة رغم أن أي طفل يقرأها الآن سوف يعتقد أنها من الخيال العلمي.
تلك القصص التي امتلأت بها وسائل الأعلام وشرائط الكاسيت والكتب المدرسية تضع لنا قيما زائفة غير حقيقية تؤدي بالتالي إلى قيم سلوكية سلبية بل سوف تؤدي إلى انصراف الناس في النهاية عن الدين لأن بشريتي لا تسمح لي بأن أكون ملاكًا أو قديسًا.
أن فكرة المثل الأعلى التي حاول الفقهاء إضفائها على الجيل الإسلامي الأول كان الهدف منها إعلاء شأن العربي الذي لم يكن له شأن يذكر بمن يجاوره من الفرس والروم والمصريين ولأن 97 % من كتاب التراث كانوا من حزام الرعي الذي يمتد من جنوب روسيا حتى المغرب ـ عدا مصر ـ فإنهم أسهبوا في إعلاء شأن العربي ووضعوا حوله الأساطير حتى رأينا الأعرابي يعدّل آراء الحكماء والإعرابية تعدل أقوال عمر بن الخطاب ورأينا كل الصفات الخيرة من شهامة ومروءة وكرم وجلد وصبر وإنكار الذات وإكرام الضيف هي صفات لا تلصق إلا بالعرب أما العجم كما يقولون أيضًا فهم أهل جبن وخسه وبخل وأن الأسد يرفض أن يعيش في بلادهم لاشتهارهم بالجبن ويكفي أنهم أطلقوا علينا صفة العجم أي البهائم لإدراك الفرق الشاسع بيننا وبينهم.
ونسى هؤلاء صفات العرب التي ذكروها أيضًا في كتبهم ونقلها لنا شعرهم ( ديوان العرب ) حيث البخل والغدر والهروب يوم الزحف وأكل مال اليتيم واللواط والزنى في المحارم والغزل في المذكر والغزوات اليومية وسبي النساء وقتل الأسرى وغير ذلك مما تزخر به كتبهم أيضًا.
وأنت اليوم إذا قلت أمام مجموعة من المثقفين المصريين أن عمر بن خطاب وعثمان بن عفان قد هربا في غزوة أحد سيتهمونك بالكفر أما إذا قلت ذلك أمام العامة من الناس فسوف يفتكون بك رغم أنها حقيقة مسجلة في كل كتب التراث.
إن الحقيقة لا ينبغي أن تغضب أحدًا فهي الصدق وعكسها الكذب وإذا أراد شيوخنا أن نكون من الكذابين فإننا نرفض لحرمة الكذب في الإسلام ونحن أبعد أن نوصف من الكذابين.



#إبراهيم_الزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاضرات العوا تشويه للتاريخ


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم الزيني - هل نحن متخلفون..؟