أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حول تصريحات السيد الشعلان الأخيرة














المزيد.....

حول تصريحات السيد الشعلان الأخيرة


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1052 - 2004 / 12 / 19 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتقال السياسي من المعارضة إلى السلطة ليس بعملية سهلة، خاصة في بلد لم تمارس فيه الديمقراطية سابقاً. ففي هكذا بلد، أي عمل معارض عبارة عن مجازفة انتحارية كما كانت الحال في العراق أيام حكم البعث. وبالعكس، ففي البلدان الديمقراطية، دور مهم للأحزاب المعارضة في الحياة السياسية وتشكل الجزء المتمم للسلطة، مكونةً ما يسمى بحكومة الظل تحاسب الحكومة على كل صغيرة وكبيرة بالنقد البناء وفضح الأخطاء. ومن خلال حكومة الظل يتدرب أعضاء الحزب المعارض على ممارسة السلطة وتحمل المسؤولية ينمون كفاءاتهم السياسية. بطبيعة الحال لم تتوفر هذه الفرصة للعراقيين أيام حكم البعث الفاشي في العراق. لهذا فقد تدرب العراقيون المعارضون في العهد البائد، على المعارضة فقط وهدم النظام الجائر ولم يتدربوا على الحكم وشروطه وتعقيداته. ولهذا السبب أيضاً، نسمع بين حين وآخر تصريحات لبعض المسؤولين العراقيين الجدد ضد خصومهم ومنافسهم، تتصف بالسذاجة والفجاجة وعدم الخبرة في الحكم تماماً كما لو كانوا مازالوا في المعارضة في تعاملهم مع السلطة الغاشمة التي يعارضونها.

أفضل نموذج لما تقدم هو الأستاذ حازم الشعلان، وزير الدفاع العراقي الذي عودنا على إطلاق تصريحات تتميز بمنتهى الصراحة والجرأة، وكما نقول بالعراقي (قلبه على لسانه)، وكنا نؤيده في بعضها، خاصة فيما يتعلق بفضحه لدور إيران وسوريا في دعم الإرهاب في العراق في الوقت الذي اعتاد فيه مسؤولون آخرون على مجاملة هذين البلدين ويتخوفون من قول الحقيقة في فضحهما لأسباب معروفة. وهذه التصريحات الشجاعة للشعلان فتحت عليه أبواب جهنم للقذف به وإطلاق الشتائم عليه والاتهامات ضده من قبل المسؤولين الإيرانيين وأنصارهم واتهامه باستخدام النهج العروبي-الصدامي في إثارة العداء ضد إيران، علماً بأنه فضح دور سوريا البعثية أيضاً.

إلا إن السيد الشعلان لم يكن موفقاً في تصريحاته الأخيرة خاصة عندما وصف قائمة (الائتلاف العراقي الموحد) التي أشيع عنها انها نالت مباركة السيد السيستاني، بأنها "قائمة إيرانية". كذلك تهجمه على شخص الدكتور حسين الشهرستاني، أمر مرفوض في العراق الديمقراطي الجديد ويدل على سذاجة ولا يمكن لأي كاتب منصف أن يدافع عنه في تصريحاته هذه.

يبدو لي أن السيد الشعلان يتعامل في تصريحاته أمام الإعلام كما لو كان يتحدث في مجالسه الخاصة مع أصدقائه المقربين. لا شك أن هناك أناس يشاركونه في أفكاره ويرددونها فيما بينهم سراً، إلا إنهم حذرون في قولها علناً. ولكن الشعلان لن يتردد في البوح بالمحظور علناً. وهذه الصفة ليست في صالح أي إنسان حريص على مستقبله السياسي. أعتقد أن السيد الشعلان، بإطلاقه هذه التصريحات، ألحق أشد الأضرار بمستقبله السياسي وبقائمة الوفاق (العراقية) التي انضم إليها ويقودها الدكتور أياد علاوي، رئيس الوزراء. كما إنه قدم خدمة لا تثمن لخصومه الإيرانيين الذين يتربصون به ويحاولون تجريده من المصداقية. كذلك قدم خدمة أكبر من حيث لا يدرك، إلى منافسيه في قائمة (الائتلاف العراقي الموحد) التي اتهمها بأنها إيرانية. فهذه التصريحات تدفع الكثيرين من العراقيين الذين عانوا الويلات من تهمة التبعية الإيرانية ومن إثارة العداء لإيران أو العزف على الوتر العنصري-الطائفي الذي كان يمارسه صدام حسين، أن يتخندقوا ضده وضد قائمته لصالح منافسيه وبالتالي يكون مردوده معكوساً على الشخص الذي يستخدم هذا النهج المرفوض.
لقد عاش السيد الشعلان أكثر من عشر سنوات في بريطانيا (قلعة الديمقراطية الحديثة) وشاهد كيف تجرى الحملات الانتخابية فيها. فأي حزب يلجأ إلى عمل دعائي غير نزهيه، يعاقبه الناخبون بحجب أصواتهم عنه لصالح الجهة المشهر بها. ولدي أمثلة كثير بهذا الخصوص لا مجال لذكرها في هذا المقال. كذلك يجب أن يعرف المرشحون العراقيون أن الناس في العراق الجديد، ليسوا بهذه السذاجة لكي تعبر عليهم اتهامات فجة غير معقولة. لذا نتوقع من القادة السياسيين أن يتبنوا النزاهة في حملاتهم الانتخابية ويتجنبوا الطعن الشخصي بمنافسيهم. فالمفروض بالمرشح أن يركز في حملته الانتخابية على إبراز ما عنده هو من إيجابيات وبرنامج انتخابي بناء لخدمة الشعب العراقي، لا الاعتماد على اختلاق سلبيات وهمية للخصم وكيل الاتهامات الزائفة ضد الآخر والحط من قدره. فهذا الإسلوب السلبي له نتائج سيئة في توجيه الشعب، ويظهر الحملة الانتخابية كما لو أنها مناسبة لصراع الديكة لتضخيم عيوب الخصوم السياسيين وتصفية حسابات، وبذلك يتم توتير الأجواء وإثارة التشنج والعداء بين السياسيين، يضعون سابقة سيئة للديمقراطية في بلد لم يمارس شعبه هذه الديمقراطية طيلة تاريخه المكتوب. لذلك نأمل أن تتم الحملة الانتخابية بروح رياضية عالية ويتقبل الخاسرون نتائجها وبروح رياضية عالية أيضاً. فهذه المناسبات الانتخابية هي فرصة جيدة لشن حملات تثقيفية في نشر مفاهيم الديمقراطية وتقبل التعددية وروح التسامح وقبول الآخر.
وفي نفس الوقت، أود التوكيد على إن الأستاذ حازم الشعلان، يمتلك طاقة سياسية كبيرة وإمكانية واعدة يتمتع بإخلاص كبير لخدمة الشعب وهو في بداية نشاطه السياسي في السلطة. لذا أعتقد من الظلم الإفراط به وهو ما زال في أول الطريق، فلكل جواد كبوة ولكل فارس هفوة. والحل في رأيي هو أن يقدم السيد الشعلان اعتذاراً لأعضاء قائمة (الائتلاف العراقي الموحد) وبالأخص للدكتور حسين الشهرستاني، ليكون مثالاً يقتدى به، فالإعتذار عن الخطأ فضيلة، وعلى العراقيين أن لا يتخذوا من هذه الهفوة فرصة للتضحية بالإمكانيات الواعدة. العراق بحاجة إلى كل الطاقات الخيرة ويجب عدم الإفراط بها كما ويجب ممارسة روح التسامح، العنصر الأساسي لتحقيق الديمقراطية.
17/12/2004



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ينتخب العراقيون مرتين؟
- الدين والسياسة.. مرة أخرى
- شيخ الأزهر يوزع صكوك الغفران مقابل ذبح العراقيين
- الانتخابات في موعدها انتصار للديمقراطية؟
- متى ينال المجرمون جزاءهم؟
- محنة سنة العراق
- تأجيل الانتخابات العراقية انتصار لصدام والزرقاوي
- في العراق.. الطائفية أقوى من الوطنية
- الشرطة العراقية والموت المجاني؟
- حذار من تكرار خدعة بن العاص في الفلوجة
- ماذا يعني فوز بوش للولاية الثانية؟
- لماذا نداء المجتمع المدني ضد التدخل الفرنسي في الشأن العراقي ...
- المثقفون الأحرار في مواجهة فقهاء الإرهاب
- متى تتوقف المجازر في العراق؟
- دور الأردن في تخريب العراق
- حول(عقلية التدمير) والدقة العلمية..!!
- هل مازال صدام يحكم العراق؟
- ازدواجية الموقف العربي من الإرهاب
- الأمن في العراق ضحية الطوباوية والمزايدات السياسية
- تعقيباً على ردود العرب وعقلية التدمير


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حول تصريحات السيد الشعلان الأخيرة