أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - تعقيباً على ردود العرب وعقلية التدمير















المزيد.....

تعقيباً على ردود العرب وعقلية التدمير


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 979 - 2004 / 10 / 7 - 08:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن مشاركة القراء الكرام في الرد على ما يطرحه الكتّاب من آراء علامة صحية ودليل تفاعل إيجابي بين الكاتب والقارئ، يساعد على تحريك الساحة الفكرية، بغض النظر عن كون هذه المشاركة مع أو ضد آراء الكاتب. فالمهم أن يحصل سجال فكري، فالماء يطيب في جريانه في النهر وليس في ركوده في المستنقع "وإن لم يجر لم يطب". ونحن بحاجة إلى إثارة مناقشات فكرية لإزالة الصدأ الذي علق بعقول العرب خلال قرون عديدة.

فبعد نشر مقالتي (العرب وعقلية التدمير) وصلت إيلاف 16 تعليقاً وغالبيتها مؤيدة لمحتوى المقالة عدا ثلاثة أو أربعة تعليقات مضادة. كما واستلمت في بريدي الإلكتروني العشرات من الرسائل، معظمها مؤيدة، أشكر المؤيدين والمختلفين معي جميعاً على إغناء النقاش وهذا دليل على أن معظم القراء هم مع الحداثة والفكر التقدمي والانفتاح على العالم.


هناك ثلاثة أقسام من الاعتراضات، تستحق التعقيب والتوضيح:
الأول، يعتقد البعض أن أي نقد للفكر العربي هو عدوان على العروبة والإسلام.
الثاني، يرى أنه بدلاً من نقد العرب في هذا الوقت، يجب أن نوجه طاقاتنا إلى نقد الصهيونية والإمبريالية الأمريكية.
النوع الثالث من الاعتراضات، جاء من أصدقاء مؤيدين لمحتوى المقالة إلا إنهم يعترضون على عائدية بيت الشعر (وطن تشيده الجماجم..) إلى الجواهري.



الفكر العربي: أعتقد أن العرب عموماً عصيون على التقدم وأشد شعوب العالم تعلقاً والتصاقاً بالماضي واضطهاداً للمرأة وتقديساً لقيم السلف وخاصة القيم البدوية. فحتى الذين يتظاهرون بالحضارة، فهم اتخذوا منها قشورها فقط. ومن هذه التقاليد البدوية، التباهي بالنسب واعتباره أهم شرط في تسنم المناصب العالية في الدولة. فعلى سبيل المثال، هناك جماعة في العراق تدعو إلى عودة الملكية. وسبب ترشيحهم لهذا الشخص أو ذاك للعرش ليس لكون هذا المرشح يتمتع بكفاءة فكرية وحنكة قيادية وحكمة سياسية وأنه قدم تضحيات وخدمات استثنائية للشعب العراقي، بل لأنه ينتسب إلى أهل البيت وأنه من أحفاد النبي محمد (ص). فهذا يروِّج لشريف من الحجاز وآخر لشريف من الأردن وثالث لشريف من لندن ليحكم العراق وكأن ليس في الشعب العراقي شريف جدير بحكم بلاده. طبعاً التعلق بالأنساب صفة بدوية متوارثة من الجاهلية الأولى، فإذا مات شيخ القبيلة يرثه ابنه حتى وإن كان طفلاً رضيعاً. وتاريخ الخلافة الإسلامية (العباسية والفاطمية) يشهد بتولي الأطفال للخلافة. وحتى الملك فاروق قام شيوخ الأزهر بتزوير نسبه إلى أهل البيت رغم أنه من سلالة محمد على باشا الألباني الأصل. كذلك صدام حسين دفع الكثير من الأموال للكاتب المصري أمير اسكندر الذي ألف كتاباً عنه ورسم شجرة العائلة الصدامية ليربط نسبه إلى الرسول زوراً وبهتاناً، علماً بأن صدام مشكوك حتى في صحة نسبه إلى والده المدعو حسين والذي مات في ظروف غامضة بعد زواج مؤقت (تتييس) من أم صدام لتعود إلى زوجها الأول الذي كان قد ندم على تطليقها بالثلاث ولا يجوز أن تعود إليه إلا بعد أن ينكحها زوج آخر حسب القاعدة الشرعية. فهوس التعلق بالنسب لا يحصل إلا في المجتمعات العربية.
الاعتراض الثاني وهو من العروبيين أيضاً يطالبون أن نغض الطرف عن هذه الأمور في الوقت الحاضر والتركيز على الصهيونية. أعتقد أن هؤلاء لا يختلفون عن الحكام العرب الذين اتخذوا من القضية الفلسطينية ذريعة لاستمرار حكمهم واضطهاد المطالبين بالديمقراطية، وحجتهم أن الأمة العربية مهددة بالعدوان الصهيوني-الأمريكي وأن القضية الفلسطينية هي "الحلقة المركزية" وشعارهم (كل شيء من أجل المعركة) والذي تحول إلى (كُل شيئاً من أجل المعركة)!! ونتيجة لهذه العفلية صار العرب يقدسون الطغاة من أمثال عبدالناصر وصدام حسين.
والحقيقة أنه لا يمكن تحقيق النصر من قبل قيادات همها الوحيد هو اضطهاد شعوبها. والمأساة الفلسطينية الحقيقية بدأت عندما نصب الحكام العرب أنفسهم أوصياء على الشعب الفلسطيني. فلو تركت المسألة بأيدي الفلسطينيين وحدهم لكان الشعب الفلسطيني يتمتع الآن بدولته المستقلة ووفروا عليه كل هذه الأرواح التي زهقت ظلماً. ولكن المزايدات العربية على فلسطين وشعاراتهم الديماغوجية المتطرفة ابتداءً من عبدالناصر وليس انتهاءً بصدام حسين هي التي أدت إلى تعقيد الوضع وإطالة المأساة الفلسطينية. ففي أوائل الستينات طرح الزعيم عبدالكريم قاسم مشروع إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فتهكم عليه عبدالناصر الذي سماه قاسم العراق وآثم العراق، متهماً إياه بالجنون، لأن عبدالناصر ما كان يقبل بالإنسحاب من غزة ولا الملك حسين يرضى بالإنسحاب من الضفة الغربية، وكان شعارهم التحرير الكامل من النهر إلى البحر وإلقاء إسرائيل في البحر لتأكلهم الأسماك. والنتيجة أن راحت الضفة والقطاع وأراضي عربية أخرى في هزيمة 5 حزيران 1967 لتتلوها هزائم أخرى وكلها شهادات على فشل الفكر العربي الانهزامي.
ومازال شعار (التحرير من النهر إلى البحر) هو هدف العقل العربي والمتمثل بفكر منظمة حماس التي تبنت العمليات الانتحارية في قتل المدنيين الإسرائيليين وسيلة جهادية للتحرير. أما ياسر عرفات ونتيجة لتبنيه أفكاراً غير عملية فقد رفض جميع الحلول التي طرحت عليه وأخرها محاولة بيل كلنتون في كامب ديفيد وكان كل أمل كلنتون أن يدخل التاريخ بتأسيس الدولة الفلسطينية فرفضه عرفات والآن هو نادم على ذلك أيما ندم، حيث صار أسيراً لشارون وحماس. وإذا ما انسحبت إسرائيل من غزة والضفة الغربية فإن حماس هي المرشحة لاستلام السلطة وليس عرفات وعندها ستكون الدولة الفلسطينية على غرار إمارة طالبان الأفغانية.

الاعتراض الثالث جاء من عدد من الأخوة على بيت الشعر الذي استشهدت به للشاعر محمد مهدي الجواهري:
وطن تشيده الجماجم والدم
تتحطم الدنيا ولا يتحطم

يعتقد الأخوة أني تجنيت على الجواهري معتقدين أنه أسمَى من أن يقول هكذا شعر يدعو إلى القتل وإن هذا البيت فيه نفَسْ بعثي واعتقد الصديق الدكتور عدنان رجيب أن قائله هو صالح مهدي عماش، كما استبعد الأخ حكمت النعمة عائدية البيت إلى الجواهري فجاء تعليقه بعنوان (الفتنة أشد من القتل) فيقول أن البيت (..مضاد لإخلاقيات الجواهري وتراثه وكان يساري الإتجاه في حين كان البعثيون هم رافعي هذا الشعار..).
طبعاً اعتراض الأخوة مفهوم من باب حرصهم على سمعة شاعرنا الراحل الجواهري الكبير، ولكن الحقيقة إن الجواهري هو صاحب البيت المشار إليه ولا أعتقد أنه ينتقص من قدره، معاذ الله، لأن الأمور مقرونة بأوقاتها وسياقها التاريخي. وقد استشهدت به لأثبت أن الفكر العربي يمجد العنف. وتمجيد العنف هذا ليس محصوراً على السلفيين والإسلاميين الأصوليين والعروبيين الشوفينيين، بل وحتى على اليساريين العلمانيين من أمثال الجواهري وسعدي يوسف. والأخير يدعم الإرهاب في العراق الآن.
لقد جاء البيت المعترض عليه، ضمن قصيدة نظمها الجواهري بمناسبة زيارته لكردستان بعنوان:
(قلبي لكردستان) ومطلعها:
قلبي لكردستان يُهدَى والفمُ
ولقد يجودُ بأصغريه المُعدمُ
وتنتهي ب:
وطن تشيده الجماجم والدم
تتحطم الدنيا ولا يتحطمُ
وقد أشار المرحوم الدكتور على جواد الطاهر إلى هذه القصيدة في الجزء الثالث من ديوان الجواهري الذي أشرف هو على اختيار قصائده وتبويبها حسب تسلسلها الزمني وكتب سيرة عن حياة الشاعر الكبير، إلا إن الطاهر ذكر البيت الأول فقط من القصيدة في الجزء الثالث ص 345 من الديوان المنشور عام 1982 دون أن ينقلها كاملة، لأسباب لا أعرفها.
ولكن الدكتور عبدالحسين شعبان ذكر القصيدة في كتابه الموسوم: (الجواهري جدل الشعر والحياة) ص 318.
كذلك ذكر الدكتور محمد حسين الأعرجي، الذي يعتبر من أقرب أصدقاء الشاعر الأحياء، أطال الله عمره، وأكثرهم اطلاعاً على شعر وحياة الجواهري، فسلط بعض الضوء على هذه القصيدة عندما كتب مقالة في صحيفة المؤتمر اللندنية (سابقاً) قبل سنتين بمناسبة زيارته إلى كردستان ومشاركته في حفل تكريم الجواهري ونصب تمثال له في السليمانية وأربيل، فذكر البيت (وطن تشيده الجماجم...) وقال إن الشاعر خص بها كردستان التي أحبها كثيراً وأن أحد خصوم الجواهري نظم بيتاً متهكماً عليه قائلاً

وطن تشيده الجماجم والدم
تتقدم الدنيا ولا يتقدمُ

خلاصة القول أن البيت ضمن قصيدة طويلة نظمها الجواهري وخص بها كردستان وليس لأي شاعر آخر.

لفتح مقال: العرب وعقلية التدمير والردود عليه اضغط على الرابط رجاءً

http://www.elaph.com/ElaphWriter/2004/10/13516.htm



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب وعقلية التدمير
- حجب الفكر عن الشعب دليل على الإفلاس الفكري
- لماذا التحالف ضد الانتخابات في العراق؟
- يفتون بالإرهاب ويتبرّأون من عواقبه!
- موقف كوفي أنان من القضية العراقية
- من أمن العقاب مارس الإرهاب
- : قراءة تأملية في كتاب: صعود وسقوط الشمبانزي الثالث
- دور رجال الدين المسلمين في الإرهاب
- القرضاوي داعية للإرهاب
- الإرهاب في العراق والنفاق العربي-الفرنسي
- المرتزقة الأجانب.. خطر جديد يهدد العراق
- إيقاف القتال في النجف.. سلام أم إجهاض له؟
- مخاطر دعوة السيستاني للجماهير بالزحف على النجف
- لا ديمقراطية بدون أمن: خطاب مفتوح إلى السيد رئيس الوزراء
- الحالمون ب«فتنمة» العراق!!
- الديمقراطية والعصيان المسلح
- المغامرون بمصير العراق وموقف الشياطين الخرس
- من المسؤول عن الانتحار الجماعي في العراق؟
- تفجير الكنائس دليل آخر على إفلاس -المقاومة- الاخلاقي والسياس ...
- لماذا التساهل مع الإرهاب، يا حكومتنا الرشيدة؟


المزيد.....




- مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي
- آخر تطورات الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمري ...
- محمد بن سلمان يستقبل بلينكن في الرياض.. والخارجية الأمريكية ...
- -كيف يُمكن تبرير الدعم السياسي الأمريكي لحكومة إسرائيلية وتب ...
- انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في غزة .. ما مصير عملية رفح؟ ...
- منتج لذيذ يعزز الطاقة لدينا
- إسرائيل تقرر انتظار رد -حماس- قبل إرسال وفدها للتفاوض في الق ...
- محامي ترامب السابق يحصد الأموال من -تيك توك- (صورة + فيديو) ...
- محللون يشيرون إلى عوامل ضعف النفوذ الأمريكي في القارة السمرا ...
- القوات الأوكرانية تكشف تفاصيل جديدة عن عسكري قتل في ألمانيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - تعقيباً على ردود العرب وعقلية التدمير