أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وصفي احمد - فدرالية صلاح الدين كلمة حق أريد بها باطل














المزيد.....

فدرالية صلاح الدين كلمة حق أريد بها باطل


وصفي احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 19:02
المحور: المجتمع المدني
    


عندما قامت لجنة كتابة الدستور بوضع مسودته و بسرعة قياسية ,لأنها كانت تحت ضغط الوقت , تم وضع العديد من فقراته بما يخدم مصالح القوى السياسية التي اعتقدت يومها أنها كانت هي المنتصرة في عملية التغيير .
و لما طرح الدستور للاستفتاء من قبل الشعب العراقي رفضته المحافظات المصنفة سنية لأنها اعتبرته طائفيا و يراد منه تقسيم البلاد مشيرة بذلك إلى الفقرات التي تدعوا إلى تشكيل الأقاليم . غير أن الدستور مرر بالضد من ارادتها لأن المحتل كان يريد أن يمضي بمشروعه بسرعة ليبين لمعارضيه سواء العراقيين منهم أو بعض الدول الاقليمية ومن يقف ورائها من دول كبرى أنه لا يروم البقاء بالبلد و أنه يريد بناء (دولة ديمقراطية ) .
اليوم و في الوقت الذي أخذت معظم القوى السياسية التي ساهمت بكتابة الدستور تدعوا إلى تعديله و خصوصا في ما يتعلق بتشكيل الأقاليم , نفاجأ بدعوة مجلس محافظة صلاح الدين عن رغبتهم بتحويل المحافظة إلى اقليم مبررين دعوتهم هذه بأنها دستورية و قانونية و أنها جاءت كرد فعل على ممارسات الحكومة المركزية الاقصائية و التهميشية و منها عدم صرفها للميزانية المستحقة للمحافظة كي يستطيع مجلسها صرفها على إعادة اعمار البنى التحتية المتهالكة للمحافظة . و قد استغل مجلس المحافظة فورة الغضب التي حصلت في الشارع المحلي لمحافظة صلاح الدين على خلفية إجراءات وزارة التعليم العالي بإجتثاث مئات الموظفين في جامعة تكريت بما فيهم عدد كبير من الأساتذة و على موجة الإعتقالات التي طالت العديد من المواطنين من قبل وزارة الداخلية بدعوى ورود معلومات استخبارية عن نيتهم القيام بانقلاب على المنطقة الخضراء و قد شملت هذه الحملة معظم محافظات العراق ليعلن عن مشروعه المشبوه هذا .
إن الحقيقة الكامنة وراء هذه الدعوة هو الشعور السائد لدى القوى المتنفذة في المحافظة عن عجزها للوصول إلى مراكز القرار في الحكومة المركزية بسبب طبيعتها الطائفية و المناطقية هذا من جهة و من جهة أخرى الأسس المشوهة التي بنيت عليها العملية السياسية من حيث اعتماد نظام المحاصصة الطائفية – العرقية في بناء أجهزة الدولة .دون أن تعي خطورة قرارها هذا كونه جاء في ظل ظروف استثنائية يمر بها البلد فالاستقطاب الطائفي و العرقي ما زال موجودا, لأن هناك لا تريد له أن ينتهي لعلمها أن بزواله سيتم كنسها من قبل المجتمع و إلى غير رجعة .و دليلنا على ذلك ما قدم مشروع اقليم صلاح الدين حتى تقدمت المجالس المحلية للعديد من المحافظات بذات الطلب, تدفعها ذات النوايا التي دفعت مجلس محافظة صلاح الدين , دون أن تحسب أي حساب للمشاكل التي ستحصل خلال تطبيق ما يريدون و خصوصا في مجال المناطق المتنازع عليها بين معظم المحافظات و التي لا يمكن حلها في الضرف الحالي بسبب عدم الثقة بين كل القوى السياسية المتنفذة .
إن الحل الأمثل لمشاكل المحافظات و غيرها من المشاكل لا يتم من خلال تشكيل الأقاليم إنما يحل من خلال اصلاح شامل للعملية السياسية و ذلك باتخاذ حزمة من الاجراءات أهمها تعديل الدستور الحالي من خلال التخلص من الفقرات التي تكرس الهويات الفرعية على حساب هوية المواطنة لكي يتمن المجتمع العراقي من مغادرة أزمة الثقة التي تحدثنا عنها , و الغاء نظام المحاصصة الطائفية و العرقية بعد أن يسن قانون للأحزاب يحرم تشكيل أي حزب يقوم على أثني أو طائفي أو ديني مع مراقبته لتمويل هذه الأحزاب و غيرها من الفقرات . ثم يصار إلى تغيير قانون الانتخابات الحالي لأنه جاء مكرسا لسيطرة القوائم المتنفذة بالشكل الذي يمنع احداث أي تغيير من خلال صناديق الاقتراع مما قد يدفع بالجماهير إلى اللجوء إلى وسائل سلمية أخرى لإحداث هذا التغيير .
وبعد أن تتحقق الاصلاحات المذكورة و تنتفي أزمة الثقة فلا بأس من اعادة النظر في موضوعة تشكيل الأقاليم كنظام معتمد من قبل العديد من الدول المتقدمة .



#وصفي_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحزاب اليسار العربية و الانتخابات البرلمانية
- الثورة التونسية إلى أين ؟
- الأسباب الكامنة وراء استعصاء حل الأزمة السياسية
- لا مكان لليسار إلا في ساحات الاحتجاج
- رياح التغيير تهب على العراق
- عتب مسؤول عراقي على المتضاهرات و المتظاهرين
- ثورة العشرين و ولادة المجتمع العراقي
- بين حانة و مانة ضاعت لحانة
- النظام السوري و الانتفاضة
- الكفيلة لنجاح الثورة التونسية
- العالم العربي بعد الإنتفاضة التونسية
- الثورة التونسية و آفاق المستقبل
- الهوية الطبقية لدولة ما بعد الأحتلال الإنجلو – أمريكي
- أبو سبيت
- الأهداف الكامنة وراء الهجمة على النوادي الاجتماعية و الترفيه ...
- أضواء على ولادة المجتمع العراقي المعاصر
- انقلاب 8 شباط 1963 – الحلقة السابعة من الحكم الهزيل
- الاجراءات القمعية لسلطة 8 شباط ضد رموز العهد القاسمي
- الإجراءات القمعية لانقلابيي 8 شباط ضد الشيوعيين
- الحلقة السادسة: التناحر بين الأحزاب السياسية


المزيد.....




- بعثة الأمم المتحدة في ليبيا: نتابع الاشتباكات في الزاوية وعل ...
- عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تتهم ننتياهو بالتخلي عن أر ...
- الأونروا: عدم فتح المعابر ينذر باستمرار الظروف الكارثية في غ ...
- الأونروا: 800 ألف فلسطيني أجبروا على النزوح قسرا من رفح منذ ...
- شنق امرأتين في إيران مع تزايد عمليات الإعدام في البلاد
- الأونروا: 800 ألف شخص -أجبروا على الفرار- من رفح
- عائلات الأسرى بغزة تطالب بتنحي نتنياهو وتهدد بتصعيد حراكها
- الأونروا: 800 ألف شخص -أجبروا على الفرار- من رفح منذ بدء الع ...
- التعذيب الأبيض: من تزمامارت، إيفين، أبوغريب وغوانتانامو..قصص ...
- بلد أوروبي آخر يعلن استئناف تمويل الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وصفي احمد - فدرالية صلاح الدين كلمة حق أريد بها باطل