أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر الفضل - حكومة التكنوقراط والدولة المدنية















المزيد.....

حكومة التكنوقراط والدولة المدنية


منذر الفضل

الحوار المتمدن-العدد: 3535 - 2011 / 11 / 3 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مرت على العراقيين مشكلات كثيرة وحروب داخلية وخارجية خلفت كوارث من ملايين الضحايا من الأرامل والأيتام والمصابين بالعوق الجسدي والأمراض النفسية فضلا عن تدمير البنية التحتية بكل مجالاتها , فلا خدمات صحية ولا تعليم ولا سكن يليق بالانسان ولا ماء نظيف ولا كهرباء ولا ثقافة ترسخ السلام الاجتماعي فضلا عن الخراب في الصناعة والزراعة التي اهملت تماما بينما هي الاساس في الامن الغذائي للبلاد مع انتشار وازدياد ظاهرة الجريمة والفساد المالي والاداري والاخلاقي والقائمة تطول وهذه الأثار ما تزال قائمة حتى الان في العراق عدا كوردستان التي تسير بخطوات ناجحة نحو البناء والتخلص من تراكمات الماضي المؤلم .
ويعود سبب هذه المشكلات الى ثقافة الحزب الواحد والقائد الاوحد والعشيرة الاعلى وتولي مفاصل الدولة الحيوية جيش من الموالين والمقربين للطاغية والاعتماد على الأميين والجهلاء من ذوي الطاعة العمياء وليس من ذوي الاختصاص . فالحكم الدكتاتوري يقوم على كراهية العلماء واصحاب الفكر اذ تشير تجارب التاريخ بأن الحاكم المستبد يتخذ له صفة القدسية سواء أكانت دينية ام قومية , وانه لا يتقيد بدستور او قانون لأن ارادته هي الدستور وهي القانون ولا يؤمن بالتداول السلمي للسلطة , ولا بالعدل والعدالة , وهذا لا ينسجم مع قيم وفكر من يؤمن ببناء الدولة المدنية القائمة على حكم المؤسسات وسيادة القانون واحترام حقوق الانسان .
ويتذكر من عاصر فترة حكم البعث الدموي منذ عام 1968 وحتى تاريخ سقوطه في 9 نيسان 2003 كيف ان مجلس قيادة الثورة , وهو اعلى سلطة تشريعية وسياسية في الدولة , ضم مجموعة من المجرمين والقتلة وغير المتعلمين مثل صدام حسين وعلي حسن المجيد و مزبان خضر هادي ومحمد حمزة الزبيدي وغيرهم . لا بل حتى الكوادر الحزبية العليا شغلوا مناصب حساسة بعيدا عن تخصصاتهم مثل سمير الشيخلي الذي شغل منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي بينما كانت وظيفته مسؤول فرق الاعدام في حزب البعث طوال سنوات , وهناك من الامثلة الكثير .
حصلت هذه الكوارث على العراقيين بسبب انعدام التعددية السياسية وغياب حكم المؤسسات وضياع مبدأ سيادة القانون وعدم الاستماع لرأي الخبراء وابعاد ذوي الاختصاص من الكفاءات والعلماء عن دورهم المطلوب اما لأنهم غير حزبيين او لعدم الولاء والطاعة للطاغية لأنهم يحملون فكرا علميا ومنهجية في ميدان التخصص قد لا ترضي الحاكم الاوحد ولا نهجه في السلطة وادارة البلاد وفق منظور الحكم الشمولي .
ومن هنا لابد للحكم الجديد في العراق الاتحادي , حكومات ما بعد سقوط النظام الدكتاتوري , ان يتعظ من أخطاء الحكم السابق ويعتمد على أصحاب العقول من الكفاءات العلمية النزيهة في شغل مناصب الدولة العراقية , ولكن للأسف فان هذا لم يحصل , وانتشرت الشهادات المزورة بشكل قد لا يصدقه العقل وعم الفساد المالي والاداري والاخلاقي في جميع مفاصل الدولة وتعقدت المشكلات بصورة كبيرة في جميع القطاعات الصحية والخدمية والتعليمية والزراعية والتربوية , وصارت المناصب الوزارية والعليا تسند الى اشخاص غير مؤهلين بسببب نظام المحاصصات الطائفية والحزبية مما أدى هذا الى فشل كثيرين منهم وهو اسلوب نظير لما انتجهه النظام السابق .
ان مشكلات العراق المتوارثة هذه لن تحل بسهولة , لا بل انها ستتعقد اكثر , وهو يتجه نحو الهاوية مالم يتغير هذا النهج الخاطئ من خلال حزمة من التغيرات الجوهرية أولها في فصل الدين عن الدولة , اذ لا يجوز مطلقا تدخل رجال الدين في العمل السياسي والحكومي , أي منع تسيس الدين والمذهب , ومحاربة الفساد المالي والاداري بقوة القانون واختيار عقول متخصصة من العراقيين في الداخل والخارج في ضوء خطط استراتيجية واضحة مقرونة بالعمل المؤسسي المتخصص لأنقاذ البلاد من هذا التدهور الخطير في كل مفاصل الحياة .
ان بناء الدولة المدنية والاعتماد على شخصيات وطنية من التكنوقراط لا يعني اعادة الاشخاص الذين يؤمنون بالتطرف والتعصب ودعموا القوى الارهابية اذ يجب احترام نصوص الدستور العراقي وتفعيل أحكام المادة 7 منه التي نصت بكل وضوح على حظر كل كيان أو نهج يتبنى العنصرية أو الارهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي أو يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروج أو يبرر له ، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه وتحت اي مسمى كان، ولايجوز ان يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق لان هؤلاء ضد بناء دولة مدنية ترسخ الاعتدال والوسطية والسلام الاجتماعي .

وفي ظل الدولة المدنية لا يجوز ممارسة العمل الحزبي او الانشطة السياسية في مؤسساتها ومنها مثلا المؤسسات الامنية ووزارة الدفاع ووزارة التعليم العالي ووزارة التربية والقضاء وغيرها لان هذا التسيس هو احد مظاهر الحكم الاستبدادي . بل ان من الامور الخطيرة التي تهدد عملية بناء الدولة ما صرنا نسمعه ونشاهده بان الوزارات في الحكومة الاتحادية ببغداد صارت أشبه بالضيعات او الممتلكات الحزبية الخاصة وصار أغلب الموظفين في الوزارات يعينون على اساس صلة القرابة او الانتماء لحزب معالي الوزير ..!؟ وهذا السلوك يثير الاستياء لانه ينافي مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص والانصاف .
كما لا توجد احصائية لدى الحكومة العراقية ومؤسساتها عن عدد العقول العراقية والكفاءات والخبراء في شتى العلوم والمعارف من المقيمين في المنافي وهو خلل يجب تلافيه , وضرورة عمل برامج وخطط للاستفادة من هذة الطاقات التى لا تقدر بثمن للاسهام في اعادة البناء وتوظيف خبراتهم وعلومهم للمجتمع , ولم تكن الدعوات والمهرجانات السابقة لعودة الكفاءات العراقية سوى برامج اعلامية وسفرات سياحية !.
وفي هذا السياق نشير الى تجربة اقليم كوردستان وخطواته التي تستحق التقدير والاعجاب في الاستفادة من طاقات وخبرات التكنوقراط الكورد وغير الكورد لبناء كوردستان كنموذج للاقليم المتطور اقتصاديا وهذا يعود للاستقرار الامني وللرؤية الواضحة في السير نحو بناء الديمقراطية ومؤسسات الاقليم الدستورية وفي احترام مبدأ التداول السلمي للسلطة في ضوء وجود معارضة سياسية اذ لا ديمقراطية بدون معارضة سياسية هادفة , تبني وتسهم في التقويم والاصلاح .
ان الدولة المدنية لا تقوم على سياسة التمييز بين البشر على اساس الجنس او اللون او الاصل او الدين او المذهب او المعتقد ولا تجيز نشر الخرافات ولا توظيف اماكن العبادة للاغراض السياسية بل تقوم على قواعد البناء الديمقراطي المعروفة في الادب السياسي والاحترام الطوعي للقانون وحصر المرجعية بالدستور والبرلمان والقوانين وتوظيف كل الخبرات والطاقات لخدمة الانسان ومستقبل الاجيال.
‏03‏/11‏/2011



#منذر_الفضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خريف الحكام العرب وربيع الشعوب العربية
- أخطار حقيقية على العراق الاتحادي
- مخاطر عودة نظام الاستبداد
- هل زالت الافكار العنصرية بزوال حكم البعث؟
- هل يجوز العفو عن المحكومين بجرائم الابادة ؟
- وداعا كاك جوهر ..
- مشكلات الدستور العراقي
- المشهد السياسي والكفاءات العراقية
- منظمات الارهاب في المفهوم الامريكي
- حقوق العراق الضائعة في مياه دجلة والفرات
- المسؤولية القانونية للشركات الاجنبية عن جرائم الإبادة في حلب ...
- العدوان الايراني على إقليم كوردستان – العراق
- تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
- إنتهاكات حقوق الانسان في إيران
- تأثير إنسحاب القوات الامريكية على العراق
- دلالات إفتتاح القنصلية التركية في كوردستان
- متى أصبح الدستور العراقي لعام 2005 نافذا ؟
- جرائم الأنفال والإعتذار للكورد
- المحكمة الاتحادية وتفسير النصوص
- جريمة الكراهية


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر الفضل - حكومة التكنوقراط والدولة المدنية