أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - جسر الأمل














المزيد.....

جسر الأمل


أسماء الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 3534 - 2011 / 11 / 2 - 08:18
المحور: الادب والفن
    


في إحدى المناطق في ولاية داكوتا الجنوبية الأميركية ،والتي يعيش فيها حوالي 30 إلى 40 ألفاً من الهنود الحمرِ ،ومن خلال مقابلات صحفيةٍ لأهلِ المنطقة سُئلتْ إحدى الفتيات الصغيرات وعمرها 6 سنوات ،عمّا تتمناه وببراءةٍ قالتْ : أتمنى أن أحصل على علكةٍ ،من تلك التي ينفخ بها الصغار ، وعلى حقيبةً مدرسيةٍ وماءٍ نظيف .
هؤلاء الناس المعروفين بروحانيتهم وقيمهم العالية ،يعيشون في حالة فقرٍ في بيوتٍ قديمةٍ ومهدمةٍ ، وحياتهم بلا أدنى تطور .
هذه الفتاة الصغيرة تعيش مع عائلةٍ تتكون من 19 شخصاً من ضمنهم المقربون للأب وللأم في شقة قديمة بثلاث غرف . كم جميلة كانت تلك الصغيرة ،ببراءةِ وجهها ،بعذوبةِ عينين لم أرَ مثلهما
حبيبتي لن يطولَ انتظاركِ
فالحل عند أوباما الطيب
وبثمن إحدى الطائرات الحربية
عند المساءِ سيأتيكِ محملاً
وبكلِ ما تشتهين ويشتهي الصغار
ففداء أعذب بسمة كل السلاح الأميركي
فلا تدعي النعاسَ يغلق العيون الجميلة
وانتظري المساءَ
يا أحلى صغيرة
ولتبعد المياه العكرة
فالماء ومن الغدِ أعذبُ من نبعٍ سيجري
وهل سيعني شيئاً لهم ؟
من يتغافلون عن الحقائقِ
إن تحقق أو لا يتحقق ؟
أتدرين يا صغيرتي هذا الأخطبوط الذي التف على حقيبتك المدرسية هناك في بلدي التف على الحقائبِ والكتبِ ،وبلا مدارسٍ تاه الصغار ،هناك رأيتُ الأطفالَ في الشوارعِ بين زحامِ السيارات السائرة يتوسلون بالسائقين ليشتروا منهم ما تحمله أياديهم ،وبين السيارات يؤشرون بخرقٍ باياديهم لينظفوا الزجاج أمام السائق ليعطف عليهم ببعض النقود ،أبين العجلاتِ يرمى الأطفال ؟ وكم رأيتُ في بلدي .. وذات يومٍ كنتُ وأختي ،في ستوكهولم، قرب الغرفة المخصصةِ لغسيل الملابس لساكني الشقق المتقاربة ، جاء شاب في العشرين من عمره ، سمعَنا نتكلم بلغتنا فتقدم لطلب المساعدة لفتحِ الباب وحجزِ موعد لغسيل ملابسهِ ،تلك الباب لا تفتح بمفتاحٍ ولكن بإدارة بعض الأرقام وتتبع الكتابة ،قالت له أختي :سأريك كيف فقط تتبع معي لتتعلم ، نظر الشاب بِحيرةٍ ،ثم قال وبلهجتنا العراقية ،أنا لا أعرف القراءة والكتابة بلغتي فكيف إن كانت الكتابة بحروفٍ أجنبيةٍ ..ولا تعجبوا فالكثيرون من المقاربين لعمري مثلي .
وسني الحصار الطويلة رمت بكل كتب وحقائب الأطفال في بلدي لترميهم للعمل الشاق ولتخلق منهم جيلاً من الشباب الأميين وفي بلدٍ فرض إلزاميةِ التعليم منذ أكثر من خمسين عاماً ..وهل سينتهي ما يقاسيه الأطفال ؟ يا عراق الآلامِ والشقاق؟
يا خيبةَ دنيانا السائرة
لأذلالِ القلوبِ الرقاق
أفوقَ هؤلاء المعذبون
تبغي دنيانا الوصول للمجدِ
أنمزق قلوبهم وفي مساراتِ الألمِ نسيرهم
ونطالبهم أن يحملوا لنا وباكتافهم المسحوقةِ
عالمنا السحري ؟
مثل الطغاةِ للموتِ يسيرون الجندَ
ليحملوا لهم بأياديهم المحروقةِ
نياشين النصرِ
يا صدوراً كالصخرِ
بلا رحمةٍ تدوس القلوب
يا قلوبَ الحبِ ألا تتقاربي ؟
لتجففي الدموع
لتحمي السلام
وبالحبِ في القلوب لتبني جسراً للأمل
نعبر به الآلام



#أسماء_الرومي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أين ؟
- سيري يا رياح التغيير
- شوقاً إليكِ بغداد
- على العود أغفو
- قلب اليمامة
- جمعية الموتوسيكلات
- الخالدون
- ركب الليل
- أجنحة الحب
- أين الصدقُ
- لحظات طيوب وحزن
- انسياب
- شهرزاد لشيخ النحاتين غني
- صوت مع كل حرالسومري
- لن تموت صيحة الأباة
- جولة مع الذكريات
- -أين الهلال يا عيد
- شوق لليالي رمضان
- كالأنغام تتراقص أخبار النصر
- تحيةً أرقُّ من دموعي


المزيد.....




- سجال القيم والتقاليد في الدورة الثامنة لمهرجان الكويت الدولي ...
- اليونسكو تُصدر موافقة مبدئية على إدراج المطبخ الإيطالي في ال ...
- بين غوريلا راقصة وطائر منحوس..صور طريفة من جوائز التصوير الك ...
- فوز الكاتب البريطاني المجري ديفيد سالوي بجائزة بوكر عن روايت ...
- مدير السياحة والآثار بغزة: الاحتلال دمر جميع المعالم التاريخ ...
- الفئران تأكل الحديد إصدار جديد لجميل السلحوت
- مهرجان الفيلم بمراكش يكشف عن أفلام دورته
- ماذا نعرف عن -الديموقراطية التمثيلية- التي أسقطها ممداني؟
- -الخارجية- ترحب باعتماد اليونسكو 4 قرارات لصالح فلسطين: انتص ...
- الفنان المصري ياسر جلال يعتذر عن تصريحاته بشأن دور الجزائر ب ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - جسر الأمل