أربع قصص قصيرة جداً

جمال القواسمي

الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 13:24
المحور: الادب والفن
    

أربع قصص قصيرة جداً

إنسان - قصة قصيرة جداً
لا شيء من البائعين المتجولين أشترى. لا شيء من تحيات الناس سمع. لا شيء مما أمامه أو وراءه رأى. هكذا على الأرض فجأة وقع. هكذا في الشارع فجأة مات. جاء في التقرير الطبي انه لم يمت من جلطة او نزيف او قصر عمر، بل من الأحمال على كتفه، احمال لم يرهـا أحد.
21-9-2011

جسر
كنت أرى الفتاة الوحيدة تنظر باتجاهي ضاحكة وعلى وجهها ابتسامة صفراء لامعة، وحين دققتُ النظر، رأيتُ ان على اسنانها جسر، فوقه ثمة منصة كبيرة يتم تركيبها وفوقها مصابيح بروجيكترات مسرحية وطابور كامل من المتفرجين المتأنقين الذين سيشاهدون عرضاً ماً، أما تحت الجسر فكان ثمة متشردين يلتحفون حرامات كرتونية ويسعلون وكأنهم جميعاً يعانون من ذات الرئة.
24-9-2011


لا أحد- قصة قصيرة جداً
لا أحد يفهمه. سألها: "هل ترغبين أن تأخذي صورة معي؟"
هزت رأسها بالنفي. سألها: "هل ترغبين بتوقيعي على اوتوغرافك او صورة لديك!؟"
سألته: "أنتَ شخص مهم!؟ أنت مشهور، مثلاً!؟"
هز رأسه نافياً، ومضى في سبيله لا يفهمه أحد.
25-9-2011


Realtime*
سألها: هل يمكنني أن التقط صورة لك!؟
- هل ستبيعها؟
- نعم، بدولار.
- هاك دولاران وانسَ الصورة.
- اعطيني ابتسامة وانسِ الدولارين.
أضاء وجهها بابتسامة جميلة. بادلها ابتسامة. 
- ألا تريد أن تلتقط صورتك؟
- لقد التقطها قلبي، قلبي الذي أعطبت كاميرته الوحيدة ابتسامتُك، هو الآن يصوِّر فقط فيديو.. هذه الضحكة أجمل وقت حقيقي..
25-9-2011

* ريلتايم مصطلح في تحرير الافلام، وهو عبارة عن الوقت الحقيقي لتصوير الفيلم قبل تحريره وتقطيعه.

جمال القواسمي قاص فلسطيني يعيش في القدس، من مواليد 1966، عمل سابقاً في الترجمة والتعليم؛ له ثلاث مجموعات قصصية: جاي معك 1990، شامة في السماء 1997، هزائم صغيرة، 1998.

#جمال_القواسمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل