أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - البعد الاستراتيجي في صفقة شاليط














المزيد.....

البعد الاستراتيجي في صفقة شاليط


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 13:08
المحور: القضية الفلسطينية
    



يعن لكثيرين التساؤل لماذا تقبل إسرائيل إجراء صفقات لتبادل الأسرى؛ بإخراج أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين والعرب من سجونها حتى مع أولئك الذين تصفهم ب " الملطخة أيديهم بدماء إسرائيليين أو خطرين على أمنها " مقابل الإفراج عن جندي إسرائيلي أسرته المقاومة، قد يكون على قيد الحياة أو رفات تحللت منذ سنوات.
والحقيقة أن المسألة هنا كامنة في البناء البنيوي للكيان الإسرائيلي؛ فالكيان الإسرائيلي ليس طبيعيا في النشأة ابتداء، ولا كذلك في التكوين التراكمي المعتاد للكيانات الطبيعية( الشرعية)، المستندة إلى جملة أركان حقيقية في تكوين مشهد المجتمعات والأمم، وبالتالي كياناتها السياسية والتنظيمية كدول.
فالكيان الصهيوني منذ نشأته يفتقد إلى التجانس والانسجام في كل متعلقاته التكوينية؛ فعلى المستوى البشري أو الديموغرافي نجد أن مجتمعه عبارة عن خلائط عرقية وحتى عقدية لا يجمعها جامع، فضلا عن الحاضنات الجغرافية المختلفة لهؤلاء الذين يقدمون إلى فلسطين التاريخية عبر أجيال عديدة منذ أواخر العقد الرابع من القرن العشرين المنصرم، ولقد أثبتت الأبحاث التاريخية والدينية الموضوعية أن معظم هؤلاء القادمين إلى فلسطين التاريخية ليسوا يهودا بالمعنى الدياني للكلمة، هذا فضلا عن انتفاء الهوية الوطنية للديانة اليهودية كدين سماوي.
وكما هو معروف، فان الصهيونية السياسية في مسارها الاحلالي في الحلول محل الشعب الفلسطيني في أرضه وممتلكاته، ما هي إلا انعكاس حقيقي للدول الاستعمارية الغربية على توالي تداول هيمنتها الإمبراطورية؛ من بريطانيا القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين إلى الإمبراطورية الأمريكية المتهاوية حديثا منذ الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا.
على ضوء ما سبق، فان إسرائيل وضمن منطق التحليل الاستراتيجي لا تعدو ان تكون كيانا امنيا متقدما في قلب العالم العربي، لأجل تأمين المصالح الغربية والأمريكية؛ فهي كيان امني بامتياز، لم يسبق عبر التاريخ وجود هذه التجريدية الأمنية الخالصة لكيانات أخرى كما هو الحال مع إسرائيل. ولذلك نجد أن كل المجتمع الإسرائيلي عبارة عن حالة أمنية، تقع في إطار الجهوزية لاي مواجهة حتمية قادمة مع محيطها الفلسطيني والعربي الإسلامي.
فلا يعقل بمنظور الكيانات القائمة على أسس طبيعية من الإقليم والشعب والسيادة، أن تتأثر إسرائيل إلى حد الهلع والفزع، من أعمال مقاومة فلسطينية بما فيها إطلاق صواريخ غير متطورة من قطاع غزة على مستوطناتها، بالقياس إلى ما تملكه من مختلف أنواع الأسلحة في ترسانتها العسكرية النوعية والضخمة.
ويبدر السؤال هنا ماذا سيكون حال إسرائيل ومجتمعها الخلائطي، لو أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أصبح لديها عديد من الأسلحة الثقيلة والنوعية التي تطال الكيان كله؟
الأبحاث والدراسات المتعلقة بماهية النفسية الأمنية الإسرائيلية تقول: أن استهداف الكيان الإسرائيلي بشكل يطال كل أجزائه، وبسلاح من الحجم التقليدي المؤثر عسكريا، وعبر سنوات محدودة كفيل بان يحدث الهجرة الإسرائيلية العكسية من فلسطين التاريخية إلى خارجها في أوروبا الغربية والشرقية وأمريكا وأماكن أخرى من العالم. هذه الهجرة العكسية لن تكون كسابقاتها بفعل الانتفاضات الفلسطينية الشعبية محدودة بآلاف المهاجرين الإسرائيليين؛ ففي الحالة التي نتحدث عنها ستكون الهجرة العكسية مشروعا لتحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، تحت تأثير ووقع ضربات المقاومة الفلسطينية المتطورة يوما عن يوم.
إن قطاع غزة صغير المساحة بما فيه من إمكانيات عسكرية وتنظيمية مستقبلية، سيكون له الدور الأبرز في إحداث هذه الهجرة العكسية النوعية على طريق مشروع التحرير والعودة للاجئين الفلسطينيين، بالإضافة طبعا إلى دور المحيط العربي والإسلامي في معركة تحرير فلسطين من محتليها الصهاينة.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي وعي المجتمع الصهيوني بصفقة شاليط
- ايها الشباب.... هذا هو ضغط التاريخ.
- الضرر القانوني في استحقاق أيلول على الشعب الفلسطيني
- لدى القضاء يحبس الذي يدافع عن القضاء!
- لماذا لم تكن الثورات العربية اسلامية؟
- ما الجديد في حتمية منطق النهوض؟
- ذبح المشروعية القانونية في اراضي السلطة الوطنية
- ميلاد جديد لقيادي فلسطيني تحرر من السجون السورية
- صراع مطلوب قبالة الادعاء بضرورة المصالحة الفلسطينية
- مطلوب حراك انتفاضي في الضفة الغربية المحتلة
- حضارة الشيء في قلب تدمير المناخ
- شعب مقاوم وقلة تساوم
- بين جدار الضفة وجدار غزة
- معنى الانتصار او الانكسار لحلف المقاومة والممانعة في المنطقة ...
- هل انتخابات 2006 آخر انتخابات للسلطة الفلسطينية؟
- هل الحرب في الربيع؟
- فلسطين المحتلة: مسؤولية بالتقصير تقع على الشعب والمعارضة
- لماذا سيكون الانتصار في غزة مميزا أكثر عن سابقة انتصار تموز ...
- الحلف العربي الاسرائيلي
- مسار العلاقة بين فتح وحماس وتطوراتها المستقبلية


المزيد.....




- ملامح متشابهة وجمال مختلف..نجمات الثمانينيات وبناتهنّ
- لمنعهم من الهروب.. صور لتماسيح بقبعات إدارة الهجرة الأمريكية ...
- استغرقت واحدة منها 249 ساعة من العمل..إطلالات دوا ليبا في جو ...
- مصر.. وزير الخارجية يكشف عن -مصادر قلق بلاده- من الوضع في سو ...
- ترامب يكشف إن كان يتحدث مع الإيرانيين منذ مهاجمة منشآتهم الن ...
- جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان عن خطة -السلام الشامل- في الشر ...
- تقرير عن -طلب- الجيش الإسرائيلي إنهاء الحرب أو احتلال غزة با ...
- ترامب يواجه تآكلًا في دعم قاعدته الانتخابية بعد الضربات الجو ...
- يورو 2025 للسيدات في سويسرا ـ ترقب لصراع كبار أوروبا
- موجة ترحيل جماعي... أكثر من 230 ألف مهاجر أفغاني غادروا إيرا ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - البعد الاستراتيجي في صفقة شاليط