أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جودت هوشيار - واحة الأمن و الأمان فى العراق المعذب -2















المزيد.....

واحة الأمن و الأمان فى العراق المعذب -2


جودت هوشيار
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 3524 - 2011 / 10 / 23 - 20:28
المحور: القضية الكردية
    


أربيل - مفخرة الكرد

أولت السائحة الروسية ( يلينا سوكول ) * اهتماما كبيرا بمدينة أربيل ، عاصمة كردستان العراق ، و حاولت التعرف عن قرب على الحياة الأقتصادية و الأجتماعية و الثقافية فيها .
و تقول أن هذه المدينة العريقة كانت حتى قبل سنوات قليلة لا تختلف عن أية مدينة شرقية مهملة و متخلفة و لكنها اليوم تتطور أمام أنظارنا بوتائر متسارعة، و هى المدينة التى تعكس اللحظة الراهنة فى تأريخ الكرد العراقيين . أنها مدينة قديمة و جديدة فى آن معا ،
عبق التأريخ و الحضارة و معالم الحياة الجديدة.
ألوف المبانى الحديثة أو تحت الأنشاء ، و تغييرات يومية مستمرة فى شكل المدينة .
الأعلام الوطنية الكردستانية فى كل مكان . من حق الكرد ان يتفاخروا بوطنهم الرائع و أربيل هى المدينة التى تعكس هذه المفخرة. طرق معبدة جديدة منارة بخلايا الطاقة الشمسية ، مزينة بالأشجار و الورود الجميلة . مولات ( جمع مول mall ) كبيرة و متطورة منها ( الماجدى مول ، فاميلى مول ، ناز مول ، تابلو مول ) و غيرها .
هذا هو الأنطباع الأولى عن أربيل للسائحة الروسية و لمعظم زوار أربيل من العرب و الأجانب .
و يبدو ان ( سوكول ) تقصد بأربيل القديمة ( القلعة التأريخية ) الشهيرة حيث تجولت فيها و توقفت طويلا فى متحف ( انتيكات ) القلعة و تحدثت الى المؤرخين و الآثاريين. , ومن ملاحظاتها المهمة ، ان البوابة الرئيسية الجديدة للقلعة شوهت منظر القلعة ، حيث أن البوابة القديمة كانت فى غاية الجمال و الفخامة و متناغمة مع معمار القلعة و لكنها كانت بحاجة الى الترميم كأى أئر تأريخى قديم و لكن النظام الصدامى بدلا من ترميم البوابة القديمة قام ببناء بوابة جديدة تذكرنا بالبوابات السومرية . !!
هذه القلعة الفريدة ، التى عبثت بها الحكومات العراقية المتعاقبة منذ عام 1963 : خربت بيوتها و أهملت الخدمات لسكانها الفقراء الذين سكنوا فى القلعة بعد أن هجرها سكانها الأصليين من وجهاء المدينة و أشرافها ، و لتتحول القلعة الى خرائب و أنقاض ما عدا عدد محدود من الدور التى أستملكتها الحكومة فى أوقات مختلفة . و تقوم منظمة اليونسكو حاليا بترميم الدور الواقعة على أطراف القلعة التى تشكل سورا دائريا ، كانت بمثابة أحد الخطوط الدفاعية عنها فى العهود الغابرة ، حيث تصدت القلعة و سكانها الشجعان للغزاة عبر التأريخ .
أما عن المبانى الجديدة فهى فعلا أهم معالم أربيل اليوم ، و كنا نتمنى أن تكون هذه المبانى
و فق تصميم هندسى أساسى ( ماستر بلان ) حديث يليق بأربيل و ليس وفق التصاميم الهجينة و أهواء المستثمرين ، فالمبانى الجديدة فى أربيل لم تنشأ وفق نسق معين أو طابع متناغم و واضح فى كل منطقة حسب وظيفتها ، فكل مستثمر يبنى وفق التصميم الذى يعجبه أو يحقق له أكبر عائد مادى بصرف النظر عن المعايير المعمارية و الجمالية و فى النهاية نجد فى أربيل بنايات من كل شكل و لون لا يجمعها جامع ، و لا تتمتع بقيم معمارية و جمالية عالية ، و كما لاحظت المهندسة المعمارية العراقية اللامعة شيرين أحسان شيرزاد ، فى حوار مع جريدة ( الشرق الأوسط اللندنية ، أن المبانى الجديدة فى أربيل ، ديناصورات كونكريتية !!!
أما الطرق و الشوارع الحديثة ، فهى جميلة حقا و لكن المناطق الخضراء فى المناطق الشعبية شحيحة بالقياس الى أحياء أربيل الجديدة .
وهى أقل من المعاييرالعالمية ، فمدينة موسكو على سبيل المثال ، فيها حوالى 30متر مربع من المساحة الخضراء لكل فرد ، أما فى أربيل فأن هذه المساحة أقل من ذلك بكثير ، و يقال ان ثمة مشروع لحزام أخضر حول المدينة، و لكن لا يبدو ان هذا المشروع سينفذ قريبا ، لأنه لا قيمة للزمن ، لا فى كردستان و لا فى العراق .
و مما يلفت النظر ، أن السائحة الروسية تتحدث طويلا عن سوق الصاغة فى القيصرية الأثرية فى المدينة و تفسر سر أقبال النساء الكرديات على شراء الذهب ، و تقول بأن أقتناء الكرديات للذهب ، ليس لأغراض الزينة فقط ، بل كضمان للمستقبل . كما لاحظت تفاصيل دقيقة عن معاناة المرأة الكردية لا يمكن ان تكتبها سوى أمرأة ذكية ، قوية الملاحظة.
زارت السيدة ( سوكول ) الأسواق و الجامعات و المؤسسات التربوية و منظمات المجتمع المدنى و المساجد و الكنائس و لكن اهتماماتها تركزت على جوانب محددة من الواقع الكردستانى .
و لم تنس السيدة سوكول أن تتجول فى حى ( عينكاوة ) المسيحى التى يختلف فيه نمط الحياة عن بقية أحياء المدينة ، لأن ( عينكاوة ) أكثر أنفتاحا سواء فى العلاقات الأجتماعية أو طراز الأزياء النسائية أو تمضية أوقات الراحة . فى ( عينكاوة ) نوادى عائلية و ليلية و متاجر للمشروبات الكحولية وهذا ما لا نجده فى المناطق الأخرى من أربيل و مكاتب مئات الشركات الأجنبية . و بقربها مقر الوكالات التابعة للأمم المتحدة .
الجفاف و التصحر يزحفان من الجنوب نحو أقليم كردستان ، المياه تشح و الأمطار لم تعد بالمستوى السابق و حتى العواصف الرملية يقول الكرد عنها مازحين ، انها قادمة من العراق.
المناطق الحدودية و خاصة مع أيران مزروعة بملايين الألغام التى تركها صدام هدية ( للشمال الحبيب ) و لا تتوفر خرائط عسكرية تبين مواقع الألغام المزروعة مما يشكل عائقا رئيسيا لأزالتها . و الفلاحون الكرد يسوقون قطعان الماشية فوق هذه المناطق لأكتشاف الألغام !!
أرض الكرد رائعة ، فقد أنعم الله عليها بكل شىء ، ماعا البحر . قال لى مقاتل كردى ( و الكلام للسيدة سوكول ) : أن لا أصدقاء للكرد سوى الجبال . و ينبغى أن نفسر كلمة ( الجبال ) بمعنى أوسع . الجبال بالنسبة الى الكردى – تتطابق مع مفهوم الوطن و الجمال و الطبع الكردى . االزوار الكرد الذين التقيت بهم فى موسكو قالوا لى بتعاطف : " موسكو جميلة ، و لكن ليس عندكم جبال "
و رغم وجود اخنلاف فى الثقافة و التقاليد و فى مفهوم الجمال بيننا و بين الكرد ، الا أنها متشابهة الى حد بعيد ، و أتمنى ان ينقذ جمال الأرض الكردية ، السلام الهش .
و لم تقتصر جولة ( سوكول ) على أربيل العاصمة بل زارت محافظة دهوك أيضا و كل البلدات التابعة لهما .
---------------------
ملاحظة : تميز اللغة الروسية بين الأجناس بنهاية الكلمة التي تدل على كل من المحايد والمؤنث ، أما الكلمات المذكرة فتملك نهاية صفرية (أي ليس لها نهاية) :
و تعد الكلمة المنتهية بـ (a) أو (ya) من الكلمات المؤنثة ، كما تعد الكلمات المنتهية بـ (e.o) من الكلمات المحايدة
و لقب ( sokol ) مذكر ، لذا أعتقدت أن الأنطباعات تعود الى رجل و ليس أمرأة . و لككنى عثرت عن طريق الصدفة على صفحة فى( الفيسبوك ) تعود الى( السيدة يلينا سوكول ) صاحبة الأنطباعات ، و لا أدرى لماذا تكتب لقبها بصيغة المذكر ؟ .



#جودت_هوشيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واحة الأمن و الأمان فى العراق المعذب -1
- عودة الوعى الى المثقفين العراقيين
- صواريخ المالكى و أقماره الصناعية
- الأساطير الكوردية في الأدب العالمي
- أساس الأزدهار الثقافى الكردى
- روائع التراث الكردى بين رودينكو و وزارة الثقافة الكردستانية ...
- المالكى ... نفاق لا ينتهى
- قوة الضعفاء
- احتفال أمام نصب الحرية ببغداد
- نحو مفهوم جديد للرسالة الأعلامية
- من المآثر البطولية لكرد الاكز ( alagiz)
- سوبرمان العصر الرقمى
- اسطورة حب فرهاد و شيرين فى آداب شعوب الشرق
- الترجمة فى عصرالعولمة
- السياسة فى العراق : مهنة من لا مهنة له !
- نظرية أوروبية الجذور، يعشقها العرب
- بحثا- عن قيادة ديمقراطية حقيقية للعراق
- الحلم الضائع في بحر إيجة
- فى أنتظار جرجل العراق
- من المستفيد من أحتكار المعلومات ؟


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جودت هوشيار - واحة الأمن و الأمان فى العراق المعذب -2