أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - الله يلعنها حرية!!!














المزيد.....

الله يلعنها حرية!!!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3520 - 2011 / 10 / 19 - 16:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كلما فكرت في الكتابة حول قضية الحريات التي تتصل بحياتنا، أو حاولت تحليل النظريات التي يضعها المنظرون حولها، أشعر بالضيق النفسي والإرهاق العقلي والجسدي لدرجة تجعلني أعيش غربة وارتباكا يجعلني أتوقف عن ذلك، لأنني لا أجد لتلك النظريات أي صلة بالواقع الذي يعيشه الناس البسطاء، وكأن أولئك المنظرين لا يعيشون معنا على هذه الأرض، وتخالجني مشاعر غريبة حول هذه التناقضات، فأقول ما قاله الحمار لما خُير بين "العقبة والحدورة" فكان منطقيا في جوابه دون مفاضلة بينهما، أو تشيُّع لأحدهما على حساب الآخر حين قال: "الله يلعنهم بجوج".
المنطق هو المنطق، وإذا اختلف شيء عنه، كان حكمنا عليه بأنه غير منطقي لاختلافه عن المنطق، وهذا هو المنطق، كما هو متعارف عليه لدى الجميع.
فهل ما نعيشه من حريات مقننة ملفقة، ومزورة، شيء منطقي؟
أمر محير فعلا، حرية من نوع "إما أن تكون مع، وإما أن تكون ضد".. فأنت حر داخل مساحة هذا الخيار، وإن ضاق مجاله، فليس أمامك غيره ؟؟ فمنطقيا، هل أنت حر؟؟
طبعا علميا إنت حر، مادمت غير مقيد بقيود مرأية، وفي مقدورك أن تختار، لكنك حسب منطق الحريات، وفي كل حالات إختيارك، فأنت ذنب تابع، وذيل فاقد للحرية.
لأنك إذا ما اخترت اليسار، ورضيت عنك المعارضة، غمرك بالمقابل غضب غيرها من الموالين، وإذا أنت ملت يمينا ونعمت برضى وأحضان الموالين، نلت سخط الإشتراكيين أو الإسلاميين، وهذا منطقي جدا.
منطقي أنك حر وقراراتك موضوعية، ولا شك أنك أنت من إختار-كما تتوهم – أن تكون يمينيا بمحض إرادتك، أو يساريا برغبتك، ومع الأغلبية باعتقادك، أو مع المعارضة بإيمانك، ففي كل الأحوال فأنت ذيل هنا وتابع هناك، وذيل هنالك، فهل هذا منطقي...
منطق لا يصدق، لكن لا نستطيع معه إلا التسليم، لأنه، ومنطقيا، لا خيار لنا إلا أن نختار بين تصديق منطق لا يقنعنا بإستقلالية إختيار حرية إختبرن فشلها بما فيه الكفاية، فوجدناها كاختيار الحمار بين "العقبة و الحدورة ".
فأين نحن من منطق الحمار وشجاعته، الذي لعن حرية العبودية في أسمى تجليات معاني زيفها الضارب بجذوره في عقولنا ومشاعرنا، المنمط لعاداتنا، والمقعد لأوهام معتقداتنا، والممنهج لطقوس وأعراف حياتنا، الذي أضحت الشعوب تنفر من عباراتها الجوفاء، ولافتاتها البلهاء،ومما ذاقوه وعرفوه ورأوه من استخفاف بها، وازدراء لقيمها، واحتقار لمطالبها، واستهتار بحقوقها!!.وأصبح الكل قانعا بقسمته الضيزى، راضيا بقسمته الجائرة، لا يطلب غيرها لإنشغاله بهمه اليومي وكيف يحفاظ على وجوده وحماية وصون نفسه من المتحكمين فيها، لا ينظر إلى ما في يد غيره من الكبار، ولا يعارض في أن يصبح ابن شيخ القبيلة شيخا بدوره للعشيرة خلفا لوالده، حتى لا يعد خارجا على ولي الأمر، فيذاق المنون الزؤم لجرأته على ممارسة الحرية المحرمة والمطالبة بأكثر مما منح منها .



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقد...
- °طلاسم فاتورة الكهرباء
- الوجه لا لباس له «il n’y a pas de vêtement pour le visage».
- التبركيك والفضول الفقهي.
- الخبث السياسي.
- هل الجمال قيمة كونية؟
- لماذا الفنون والآثار الإنسانية؟.
- قضية انسانية
- فرحة الانتصار.
- فتاوى الفتنة لا تخلق رأياً عاماً في المجتمعات.
- فتاوى الفتنة لا تخلق رأياً عاماً، لكنها تغلق الوعي بالخرافة.
- ثقافة الإبتسام
- رمضان وعبق الماضي.
- من أجل هذا يحق لنا أن نغضب، بل وننفجر !
- الكتابة عن الكلاب.
- الأمازيغفوبيا والأحزاب الدينية..
- الميدان الذي في خاطري.
- رمضان ومطاعم القلب الفرنسية.
- الإسراف الرمضاني.
- الدستور الجديد والابتزاز السياسي.


المزيد.....




- مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ ...
- الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
- ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
- هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
- الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر ...
- سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا ...
- مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
- عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ ...
- رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي ...
- دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - الله يلعنها حرية!!!