يا فقراء ( احتلوا وول ستريت في المنطقة الخضراء )

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 10:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

قال الامام علي ابن ابي طالب (ع) ... لو كان الفقر رجلا لقتلته ... والامام ليس رجلا عاديا ... وليس سياسيا من سياسي هذه الايام .. يقلب الحق باطلا او الباطل حقا ... فقوله حقيقة لا مجال للشك فيها او الطعن بها ... وهي ان الفقر حالة اجرامية بحق البشر يجب اعدامها والتعامل مع مسببيها بقسوة ... اي بكلمات اوضح ان من يتسبب في افقار الناس يستحقون اقسى العقوبات ...لما يسببونه من اذية للبشر ... وهم يخالفون كل الشرائع السماوية ...
الفقر ظاهرة ليست بالجديدة وانما عرفها الانسان منذ ان خلق ...ولا يقتصر وجودها على امة واحدة او بلد واحد ... وانما هو مصيبة بشرية تجدها اينما ذهبت...ولاسيما بعد ان تحول العالم الى قرية صغيرة بواسطة الفضائيات والانترنت... اصبح الفقير في مدينة نيويورك يتناغم ويتجاوب مع الفقير في منطقة الجبايش في الاهوار في جنوب العراق او الفقير الهندي في الامازون او في اواسط افريقيا ... وويبقى العدو واحد ...هم الرأسماليون واصحاب المصارف والشركات الاحتكارية ...
قبل اسبوع بدأ الفقراء الامريكان حملة احتجاج في حي المال (وول ستريت ) في نيويورك ...ضد الرأسماليين واصحاب البنوك والشركات ....يطالبون بالتوزيع العادل للثروات وبتطبيق العدالة الاجتماعية ...ورفعوا شعار ( احتلوا وول ستريت ) ...ومن هنا سميت حركة الفقراء هذه (حركة احتلوا وول ستريت ) ومن اللافت للنظر ...ان الاحتجاجات انتقلت الى العديد من المدن الامريكية ...
بالامس توسعت الاحتجاجات وانتشرت المظاهرات وشملت ما لايقل عن 80 بلد ومئات المدن ...وصاحب البعض منها اعمال حرق وعنف ... وقد شارك الايطاليون تجاوز عدد المشاركين فيها حسب تقديرات المختصين 150 الف متظاهر ...وربما يعتبر يوم 15 /10 اليوم العالمي للاحتجاج على الظلم والجشع الرأسمالي ..
مما يلفت النظر هو التعتيم الاعلامي من الاعلام اليميني فقد تجاهل هذه المظاهرات عامدا متعمدا تجاهلا تاما ... ومن الغريب ملاحظة ان الاعلام الامريكي والغربي عامة ... وبالاخص الاعلام العربي السعودي الخليجي
قد تعامل مع قضية تافهة (وربما مزورة وغير حقيقية ) مثل محاولة ايران المزعومة للتخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن (وكأنه ربكم الاعلى )... لو رجعنا لاي محلل سياسي منصف ومحايد ليقارن التعامل الاعلامي مع القضيتين ... لوجدناه يلمس الفرق الشاسع بينهما ... من هنا نستنتج كواقع حال عملي ان الاعلام الدولي والقطري غير نزيه وغير مهني وانما مسير ... ولابد لخصوصية الشعارات والاهداف التي يرفعها اليساريون وحركة احتلال وول ستريت ...ضد الرأسمالية واصحاب الشركات والبنوك ...وتشمل الشركات الاعلامية والمسيطرة على توجيه الاعلام في العالم ..وعلى وسائل الاتصال والفضائيات قد لعبت دورا في التعتيم والتهميش وبالتاكيد لايوجد انسان يدين نفسه اويحارب ضد امبراطوريته المالية من خلال الوسائل التي هو يملكها كاصحاب شركات فوكس والسي ان ان والبي بي سي او كالمليادير الايطالي برلسكوني او الامير السعودي وليد ابن طلال وغيرهم ( والعراقيون عندهم قول ينطبق على هذه الحالة (ماكو انسان يقول لبني حامض ) .. وهناك سبب اخر يدفع للتعتيم الاعلامي ...ان الانظمة الحاكمة اليوم في العالم هي انظمة راسمالية وقادتها مستفيدين من النظام الراسمالي ...فليس من المعقول محاربته اعلاميا ؟؟؟ ولكن يجب ان لاننسى ان 99% من ابناء الشعب هم من الفقراء والمعدمين والكادحين ... حتى روسيا الاتحادية التي كانت قلعة الفكر الاشتراكي ..تخلت عنه والتحقت بركب الرأسمالية ..بكل مأسيه ...ولهذا لانستغرب غربة اليسار ووحدانيته في عالم يقوده التماسيح ..
ولنعد الى شعبنا العراقي المظلوم ...الذي كان ولازال ضحية وهدف لجشع الرأسماليين الامريكان والغربين والذي يعاني من الفقر والحرمان وبالتاكيد اكثر من اي شعب في العالم وبالرغم من غناه وثرواته الطبيعية الهائلة ...نجده لم يحرك ساكنا ولم يتجاوب مع الحركة العالمية لمحاربة الرأسمالية وهو احد ضحاياها او التضامن مع اخوته الفقراء... انني اعتقد ان دور اليساريين العراقيين لايتناسب مع عظم المصيبة ... فالمفروض بالكتاب والاعلاميين اليسارين العراقيين ان يستغلوا فرصة الغضب العالمي على الحرامية والجشعين من اصحاب المصارف والشركات وعملاءهم ... وكان المفروض بهم رفع شعار ((( يا فقراء العراق احتلوا المنطقة الخضراء اسوة بفقراء امريكا ))) لانها تلعب في بغداد والعراق نفس الدور الذي تلعبه وول ستريت في نيويورك وربما اتعس وامر ...ولتكن في العراق حركة تضامن مع فقراء العالم .. لانهم جميعا في مصيبة واحدة والعدو الرأسمالي ايضا واحد ...
اللهم لاتسلط علينا من لايخافك ولايرحمنا
اللهم ارحم العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل