الاحاسيس والمشاعر نتاج تفاعلات حيوية للجسد

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 3516 - 2011 / 10 / 14 - 14:20
المحور: المجتمع المدني
    

الاحاسيس والمشاعر نتاج تفاعلات حيوية للجسد

المشاعر والاحاسيس ما هي اللا ارهاصات بيولوجية تتجلى في جسد الانسان نتيجة تفاعلات كيماوية وافرازات هرمونية تتم من خلال الجهاز العصبي ولولا ذلك لا يوجد شعور او احساس لان جسد الانسان مجرد ماكينة من الدم واللحم وبالفهم العلمي لآلية حدوث الاحساس نقدر ان نتحكم بالاحاسيس ونصنع ما نريد منها ونلغي ما نريد بالقدر اللذي نريد في اي وقت واي زمن وتحتاج المسالة لوعي وفهم علمي وتعلم وتدريب لتغيير النمط السلوكي البيولوجي للجسد باتجاه ما هو مطلوب من عادات سلوكية مطلوبة
الاحاسيس تنقسم الى انواع حسب مسبباتها ومن اهمها وابرزها الاحاسيس العصبية ( الكهروستاتيكية والكهرومغناطيسية ) والاحاسيس الكيمائية والاحاسيس الفيزيائية والاحاسيس الميكاديناميكية
وتعريف الاحساس علميا هو ردة الفعل البيولوجية لخلايا الجسد في عضو او جزء من الجسد اتجاه تاثير معين لهرمون او عنصر او آلية تاثيرية كان تكون عصبية او كيميائية او فيزيائية او حركية سواء ميكانيكية او ديناميكية او اي مؤثر آخر ضمن مجالات التاثير الحيوي لجسم الانسان
اما مصادر الاحساس فهي نوعين اما وراثي جيني حيث يوجد جينات مختصة لكل نوع من الاحساس وتكون شدة الاحساس تبعا لمقدار فاعلية الجين المختص به وتتبع هذه الفاعلية المؤثرات البيئية بمقدار تفعيلها او احباطها لنشاط هذا الجين
والمصدر الثاني هو البيئة المحيطة والوسط المعيشي ويؤثر بالاحساس بطريقتين هما :
تاثير داخلي تفاعلي للجسد عن طريق المدخلات من الشراب والطعام والعناصر الطبيعية الاخرى اللتي تدخل من خلال المسام للجلد وفتحات الجسد من غاز وسائل وجزيئات صلبة بشكل مباشر وغير مباشر
والطريقة الثانية هو التاثير الخارجي على الجسد سواء كان كيميائي او فيزيائي او حركي او كهربائي ( الكتروني ) وذلك من خلال الملامسة لعناصر الطبيعة المختلفة ومحتويات البيئة المحيطة فملامسة الجلد لاملاح الطبيعة بماء البحر مثلا تولد احساسا معينا نتيجة التاثير الكيميائي لتلك الاملاح وانتقال حرارة الماء الدافىء لداخل جسد الانسان نتيجة التاثير الفيزيائي على سطحه تولد احساسا معينا وحركة موجات الماء الانسيابية المكانيكية والديناميكية حول الجسد اثناء السباحة وتدليك العضلات بطريقة فيزيائية تؤدي الى احساس معين وتاثير الموجات الضوئية والاشعاعات الكهرومغناطيسية القادمة من الشمس والكواكب والنجوم على جسد الانسان مباشرة او المرتدة عن سطح الماء او عن سطح الطبيعة تولد احساسا معينا
بالعودة الى التاثير الداخلي لنضرب امثلة عليه اكل الموز مثلا او الشوكولاة يثير احساس الغبطة والبهجة زيادة نسبة الاملاح في الطعام والشراب تولد الاحساس بالضجر والضيق والعصبية زيادة نسبة السكر تولد الاحساس بالهدوء والسكينة والوداعة زيادة نسبة البروتين بالطعام تولد الاحساس بالشجاعة والقوة والسيطرة وزيادة نسبة الفيتامين مثل فيتامين ( أ ) او (س ) او (ب1-12 ) يولد الاحساس بالصحة والعافية والرضى عن الذات والتمكن والامل والطموح والانفتاح على الحياة والاقبال عليها
وزيادة نسبة الدهون تولد الاحساس برغبة الجنس والحب والاشتياق للجنس الاخر والطيبة والحنين والشفقة وغيرها
وسبب تولد الاحاسيس كما قلنا هي تفاعلات بيولوجية تتم داخل جسد الانسان فينتج عنها مواد كيماوية وهرمونات تعطي الاحساس فمثلا هرمون الاندروفين اللذي يفرزه الدماغ تلقاء وجود عنصر الزنك في الدم بكمية وافرة يؤدي للاحساس بالبهجة والسرور والفرح وهرمون الميلاتونين ايضا يفرز بالدماغ فيؤدي الى الاحساس بالسرور اضافة الى هرمون السيروتونين اللذي يؤدي لحالة الحب والانبساط وعكسها هرمون الادرينالين اللذي يفرز داخل الجسد في حالة الخوف وتعرض الجسد لخطر الموت او الايذاء

هناك اسباب لتوليد الاحساس وتعود للطاقة المتمثلة بتاثير الموجات الكهرومغناطيسية المتقاطعة وتحدث نتيجة الاختلاط بين الانسان والانسان او بين الانسان واي كائن حي آخر
من منطلق الفهم بان اي كائن حي يوجد له حقل كهرومغناطيسي حوله بمحيط جسده يغلفه كما تغلف البصلة قشورها حول اللب ويكون الجسد بمثابة اللب وحوله حقل الطاقة التابع له على شكل خطوط منحنية اهليلجية ذات قطبين موجب وسالب تمثلات الراس والاقدام اي اعلى الجسد واسفل الجسد
وبتقاطع هذا الحقل مع اي حقل آخر يتم تبادل الطاقة من الاقوى الى الاضعف كي يصبح الحقلين بحالة توازن كهرومغناطيسي ذات شحنة واحدة
اقتراب الانسان من انسان آخر بمسافة طول الجسد لاي منهما يؤدي الى تقاطع حقول الطاقة لديهما فتتلود طاقة جديدة في جسد كل منهما تؤدي بتاثيرها الكهربي والفيزيائي الى توليد احساس داخلي للجسدين فالشحنة السالبة تولد الاحساس السيء كالخوف مثلا او الرهبة او التقزز او الاشمئزاز او العكس اذا كانت الشحنة موجبة فتؤدي لاحساس الحب والقبول والميول والانجذاب
الحواس الخمس للانسان تؤدي الى تولد الاحاسيس داخل جسم الانسان من خلال مدخلاتها كالمرئيات والمسموعات والمحسوسات ومدخلات الشم والذوق سواء كانت هذه المدخلات مادية او معنوية
فالكلمة مثلا تحفز نشاطا عصبيا معينا هذا النشاط يؤدي الى افراز هرمون او عنصر كيماوي في الدماغ او الاطراف العصبية وهذا بدوره يؤثر على خلايا الجسد اذا انتشر بالدم فيؤدي الى احساس معين كالخوف او السلام او الحزن او الفرح
كلمة احبك مثلا تؤدي الى نشاط الدماغ المؤدي لافراز هرمون الميلاتونين اللذي يؤدي الى افراز هرمونات الجنس مثل التستيستيرون او الاستروجين ويؤدي الى الاحساس بالرضى والغبطة والسرور اما كلمة اكرهك فتؤدي الى نشاط معين بالدماغ وبدوره ينتج هرمون الادرينالين فترتفع درجة التهيؤ في العضلات وتستنفر اعضاء الجسد المختلفة للدفاع عنه ضد الخطر المتوقع وترتفع عدد ضربات القلب ويزيد ضغط الدم مصحوبا هذا كله باحساس الخوف والقلق
رؤية منظر معين او لمس شيء معين او اي مؤثرات لعناصر البيئة على حواس الانسان تولد كلها احاسيس داخلية بذات الكيفية والمضمون

والامثلة على الاحاسيس كثيرة ولكنني هنا ابرزت اهمها للدلالة على ان الاحساس هو نتاج فعل آلي له اسبابه ودوافعه وطريقة انتاجه والهدف من هذه الدراسة اننا لو تعرفنا بشكل علمي على سبب كل احساس مثل الحب او الفرح او الشوق او الرحمة او العطف او الاحاسيس السلبية مثل الخوف او الجبن او التراجع او الحزن وعرفنا آلية تشكيل الاحساس لتمكنا من صنعه ان اردناه او تلافيه واستبداله باحساس آخر ولتمكنا من التحكم به متى نريده وكيف نريده وبالنهاية نصنع حياتنا اللتي نريدها بافضل صورة وحالة مطلوبة

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل