أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض خليل - هل انتهت الحرب الباردة ؟















المزيد.....

هل انتهت الحرب الباردة ؟


رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3508 - 2011 / 10 / 6 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب الباردة ؟ وماهي أطرافها ؟
( 1)
الحرب الباردة عالمية ، طرفاها : جبهة الأستبداد المعادية للحرية وحقوق الإنسان من جهة ، والجبهة الديمقراطية العالمية التي تتأسس على احترام الحرية وحقوق الإنسان من جهة ثانية . وإن أية معركة في أية بقعة من العالم تندرج تحت هذا التمييز والتصنيف . ولاتوجد معركة بمعزل عن هذا المنطق . لأنها معركة جزئية من معركة كلية معولمة تماما . والحرب الباردة حرب معولمة ، مهما كانت كبيرة أو صغيرة ، إنها بين الجبهة الديمقراطية ، وبين تحالف قوى الاستبداد العالمي .
لن تنتهي الحرب الباردة .. ولا الساخنة ، ولا الحروب الصغيرة أو الكبيرة .. إلا بزوال آخر معاقل الاستبداد والديكتاتورية في العالم كله . والاستبداد متحد متحالف عالميا ، لذلك فإن قضية الحرية هي قضية عالمية شاملة وكلية ، لامجرد حريات جزئية : فردية أو وطنية أو إقليمية ، إن قضية الحرية هي قضية أممية إنسانية كلية لاتتجزأ ، إنها حرب على التوحش والبربرية ، وانتصار للمدنية والتحضر والتعايش الإنساني السلمي البناء والخلاق . المستبدون يتعاطفون ويتحدون عالميا ، ومن واجب أنصار الحرية أن يتعاطفوا ويتحدوا عالميا ، وأن لايقعوا فريسة الدعاية الاستبدادية المكشوفة الرامية إلى شق الصف الديمقراطي العالمي تحت أية ذرائع وحجج واهية وزائفة وملفقة ومغالطة للمنطق والواقع . والدعاية الاستبدادية هدفها تقسيم وتجزئة وتفريق الجبهة الديمقراطية العالمية ، لتفويت الفرصة على أنصار الحرية من الاستفادة الضرورية من وحدة وتحالف قوى الحرية العالمية المتمثلة ببلدان العالم الحر ( أوروبا واليابان والولايات المتحدة وكندا ومن يتحالف معها من سائر بلدان العالم الحر . ) ، الاستبداد يريد أن يعزل أنصار الحرية عن أهم أسباب القوة ، ليضعفها ويستفرد بها تحت شعارات مناورة وكاذبة . الاستبداد يريد أن يجرد أنصار الحرية من أهم أسلحتها وعناصر قوتها من خلال التشكيك بتحالفها وضرب هذا التحالف ، وتخوين أطرافه بدون وجه حق ، وبمنطق منافي للواقع ، وهم الذين يخرقون هذا المنطق بأنفسهم عندما يتعلق الأمر بوجودهم وبقائهم ، فيتحالفو ن مع الشيطان الأصفر الصيني والشيطان الأحمر الروسي ، وغيرهم من البلدان الإقليمية المعروفة .
فمن الغباء والجهل وقصر النظر أن ننخدع بنظريات وإشاعات الاستبداد ، وننساق وراءها .. ونقطع علاقتنا مع العالم الحر أو نشكك بنواياه وخططه ومواقفه إزاء قضية الحرية ، وهي القضية المحورية للعالم الحر في تعاطيه السياسي والاقتصادي و الثقافي المحلي الوطني والعالمي ، القصية التي جعل منها إطارا ناجحا لوحدته السياسية والاقتصادية الدولية ، ومنطلقا للقوة والتنمية والبناء والازدها ر والسلام . نعم إن الديمقراطية هي قاعدة التنمية والازدهار والسلام على الصعد كافة ، وبدونها لن يتخلص الناس والمجتمعات من الصراع الساخي والحروب من أجل تصحيح الوضع الاجتماعي الذي لايمكن تصحيحه إلا بالديمقراطية التي تعتبر عامل توحيد وتفاهم وتعايش وقوة ونماء واستقرار وعدل ، الديمقراطية هي الحل وطنيا وعالميا لكل مشاكل البشرية من أصغرها إلى أكبرها ، وهي خلاصة التجربة الإنسانية المديدة منذ الإغريق وحتى الآن . والتي أثبتت أنها المخرج الوحيد لمعاناة الفرد والمجتمع والعالم .
إن قضية الديمقراطية لاتزال تواجه الأخطار والعدوان من قوى الاستبداد التي تتشبث بالبقاء وتقاتل وتقوم بالثورة المضادة على كل الصعد المحلية والعالمية . وعلينا أن نحذر ونحرص على فهم التشويش الإيديولوجي الاستبدادي الرامي لأضعاف قوى الحرية وتفريق صفوفها .
**********************


التوأم الروسي / الصيني
( 2 )
التوأم الروسي / الصيني ومن يدور في فلكهما ، هم ورثة الستالينية / الماوية ، الذين يواصلون معاندة التاريخ ، ومقاومة استحقاقاته الراهنة في كل مكان من العالم ، وتقودان الجبهة المعادية للحرية والديمقراطية على الصعيد العالمي . إنهما الطرف الاستبدادي المناهض للحرية وحقوق الإنسان ، في مواجهة الطرف أو الفريق الديمقراطي المناصر للحرية وحقوق الإنسان .
طوال القرن الماضي أسسوا للاستبداد ، وعملوا على عولمته ونشره عبر الحدود ، في حربهم المعلنة ضد الديمقراطية في أي منطقة من العالم . ببساطة لأن وجود الديمقراطية كفكر وممارسة وأنظمة وجبهة عالمية يشكل أعظم الخطر الذي يهدد وجود واستمرار الاستبداد فكرا وممارسة . في عقر دار الاستبداد : الصين وروسيا وفريقهما من بلدان العالم المعروفة للجميع .
التنين الصيني والدب الروسي لم يقفا ويساندا الحرية والعدالة وحقوق الانسان ولو مرة واحدة . ومثال حرب التطهير العرقي في البوسنة والهرسك ضد المسلمين ، والتي راح ضحيتها أكثر من مائة ألف لاتزال ماثلة في الأذهان كشاهد على الموقف الروسي اللاأخلاقي والمناهض لحقوق الإنسان على امتداد تاريخها الحديث . وهو وصمة عار في جبين السلطة السياسية الروسية . التي تقف بشكل فاضح ضد الحرية وحقوق الإنسان والعدالة والقيم الإنسانية . ومايفعله الروس وحلفاؤهم الصينيون الآن يصب في نفس الخانة ، ويعتبر امتدادا طبيعيا للسلوك السياسي الدولي المناهض للحرية والعدالة وحقوق الإنسان التي باتت القاعدة الذهبية لقياس مدى مشروعية أي نظام سياسي أو موقف سياسي .
من قال : إن الحرب الباردة انتهت ؟ إنها لاتزال مستمرة ، على الرغم من الهزيمة التي لحقت بالمعسكر الاشتراكي وأنظمته الشمولية ، وخصوصا في بلدان أوربا الشرقية التي سرعان ما انتقلت إلى المعسكر الديمقراطي الغربي . بيد أن الصين ظلت بمنأى عن التغيير والتحول الذي حصل في العقد الأخير من القرن الماضي ، وظلت متماسكة .. محافظة على نظامها السياسي الشمولي الاستبدادي القائم على مناهضة حقوق الإنسان الأساسية . أما الروس فقد انتقلوا من النظام الستاليني الشيوعي المغلق ، إلى نظام شوفيني استبدادي في مضمونه وممارسته ، لاتخفيه الصيغة أو القناع الديمقراطي الهش والشفاف الذي تتقنع به القيادة السياسية الروسية الانتهازية بامتياز ، على صعيد السياسات الداخلية والخارجية . وهو مايفسر أطماعها السلطوية التي لاسبيل إلى تحقيقها إلا بالانتهازية والغش والخداع ، وإخفاء حقيقة النزعة التسلطية الديكتاتورية القوية على الحياة السياسية الروسية .
التنين الصيني والدب الروسي يقيمان تحالفا عالميا لمواجهة الثورة الديمقراطية العالمية ، وإرهاصاتها في البلدان النامية ، ومنها البلدان العربية ، لأنهما تعلمان أن الثورة عالمية بامتياز ، وليس مجرد معركة داخلية محلية .
الاستبداد بطبيعته عديم الثقة بالذات ، وبالتالي بالغير ، وعلى هذا الأساس تنبني نظرته التآمرية والتخوينية والانتهازية للواقع والعالم ، وهي نظرة غير صالحة للبقاء والمواجهة ، وعاجزة عن الرؤية المنطقية الصحيحة للأمور .
ضمن هذا الفهم يمكن تفسير الموقفين : الصيني والروسي ، من الأحداث الجارية في بلد من البلدان ، كسوريا مثالا . إنهما تسعيان للاحتفاظ بآخر الجبهات والقلاع الشمولية التي تدور في فلكهما ، من الناحية السياسية ، ومن الناحية الاقتصادية . إنهما تنظران إلى الأمور بعقلية ومنطق الحرب الباردة من القرن الماضي ، و يقيسون الوقائع بمعايير لم يعد لها وجود في عصرنا الراهن ، معايير كانت موجودة في عصر الاستعمار ، قبل الحرب العالمية الثانية . إن الزمن قد توقف عند مرحلة الاستعمار بالنسبة للصين وروسيا والبلدان التي تدور في فلكهما حتى الآن . توقف الزمن هناك .. في الماضي الذي مضى وانقضى هو ومنطقه وأدواته ، ولم يعد من الممكن الانطلاق من معاييره ، ولا النظر بعينه ، أو التفكير بعقليته البائدة . لايمكن تفسير الحاضر بأدوات الماضي ، والعالم الآن ليس هو العالم قبل عقود أو قرن .. الخ ، العالم ليس ثابتا ، لا كنظم ، ولا كسيرورة سياسية واقتصادية واجتماعية ، العالم يتحرك ويتغير ويتطور باستمرار ، فأعداء الأمس : دول الحلفاء ودول المحور ، أصبحوا شركاء وحلفاء في الاتجاد الأوروبي والأطلسي والعالم الحر ، لقد رموا الماضي الخلافي وراء ظهورهم ، وبنوا نظاما جديدا قادرا على التوحيد وحل الخلافات بالعقل والحوار والتكافؤ والتشارك والتنافس الحر العادل . ولم يكن ذلك ليحصل في ظل سيطرة الأنظمة ا لشوفينية : النازية والفاشية ، أو الشمولية الأخرى ، بل حصل بفضل تخلص الأوروبيين من الثقافات المريضة المنحرفة كالشوفينية والستالينية، واختاروا الفكر والمنهج الديمقراطي سبيلا وحيدا وناجحا للبناء حياة وطنية ودولية سليمة وقوية وخلاقة وعادلة وحرة وشفافة وسوية .
أوروبا الديمقراطية هي التي رمت الماضي النازي والفاشي وراء ظهرها ، وبنت أوروبا المتحدة بفضل الاحتكام للديمقراطية السياسية والاقتصادية والثقافية ، وهي التي بنت الأمم المتحدة ، وحقوق الانسان ، وتخلت عن الاستعمار كنظام فاشل ومكلف بشريا واقتصاديا وخسائره كانت تفوق التصور ، عدا عن تسببه بحربين عالميتين مدمرتين
من يخشى الديمقراطية؟ على المستويين : الوطني والعالمي؟ الإجابة تحدد الموقف من العالم الحر والعالم الاستبدادي . لاتخافوا من العالم الحر( أوروبا وأمريكا واليابان) فهو الذي خبر فوائد ونتائج الديمقراطية النافعة ، وهو الذي يؤمن أن الديمقراطية منفعة ومصلحة له ولسواه من بلدان العالم ، وهو يكسب أصدقاء وحلفاء جدد ،اقتصاديا وسياسيا وثقافيا
لأن الديمقراطية بيئة للاستقرار والتنمية والازدهار والعدل والحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان والسلم والأمن الوطني والعالمي .. لهذه الأسباب مجتمعة تعتبر الديمقراطية مصلحة فردية ووطنية ودولية ، إنها القاعدة الذهبية للحلول الناجعة للبشر ، والضمان الحقيقي للحياة المرجوة ، والخلاص من الأمراض الثقافية المزمنة ، وبناء الثقة بين بني البشر . الديمقراطية تعني عقلنة الحياة والواقع ، والسيطرة على الماضي والحاضر والمستقبل



#رياض_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن رياض خليل كتب : طلعت سقيرق
- مقابلة مع رياض خليل
- عن رياض خليل: قراءة تحليلية
- بيانكا ماضية : في دراسة عن رياض خليل
- الكاتب الأردني محمد المشايخ يكتب عن رياض خليل
- النمرود : شعر
- الفراشة: شعر
- طفلة الشمس
- القانون الاقتصادي العام
- عن - الكرنفال- يكتب الشاعر فيصل خليل:
- المحارب: شعر
- النار: شعر
- الوحش
- الغريق: شعر
- لن أختم القصيدة
- رحلة إلى الجزيرة
- البحر-:شعر
- الملك: شعر
- الكرنفال: شعر
- سورة الألق: شعر


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض خليل - هل انتهت الحرب الباردة ؟