أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين غلام - فيلي بلا كفن














المزيد.....

فيلي بلا كفن


علي حسين غلام

الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 16:48
المحور: الادب والفن
    



يوقظني غيابك دون موعدٍ إيها المسافر الفيلي بلا إستئذانٍ أو وداعٍ الى عالم الملتقى الأبدي، يوقظني طول مشوار رحيلك الذي أنهك الصبر وأتعب الإنتظار وأنهى جدل عودتك الى الديار، بسفرك تركت خلفك أعاصير رزايا الأحزان تضرب قلوباً وبيوتاً وتقتل آمالاً وتنهي أحلاماً وتحبس أنفاساً، تركت عرساً مات عند الباب ليغادر الفرح الدار، تركت أماً وأباً مجنونان يهيمان في المقابر يبحثان ولو عن اسمك دون رسمك وما زالا يوقدان الشموع والبخور كل خميس، تركت آثاراً تعانق كل مكان تنقصها البسمة والضحكة وخيالاً تكسرت على الآثاث والجدران بعد أن أغتسلت بعبق عطرك الفواح، تركت روحاً في ريعان شبابها وقد تقمصت الصور والذكريات تحوم حول الدار تأن من آلامٍ ومازالت تداعب وتحاور كل شيء وترسم رحاب الماضي بلا ألوان وتحكي خواطر وحكايات لغريبٍ مكسور الجناح... لأسيرٍ حرم من شربت ماء ... لشهيدٍ مسافرٍ من دون شهادة وفاة، هذه عناوينك وتضاف عليها عناوين تعذبني ويقشعر منها بدني... مثروم تأكلك الأسماك في النهر... مذاب لا أثر لك في حوض (التيزاب)... مسموم أو محروق بالتجارب الكيمياوية، أين أنت ايها المسافر دلني على مكانك الذي أخفاه الجلادون بمؤازرة القدر دلني على مثواك الذي نمت فيه بثيابك أوعرياناً بلا كفناً ، حدثني بصمت لكي لاتسمع أمك في أي وقت توقفت ساعة الحياة ونهاية رحلة السفر، أريد أن أسافر خلفك في أغوار الأرض القاتمة باحثاً عن جسدٍ أو بقايا عظامٍ أو رائحة أمتزجت في التراب لأقيم محراب بكائي وألبس سواد أحزاني في سراديق العزاء، وأستجدي الصبر والسلوان بعد أن نفذ صبري وقلة حيلتي، رفقاً بأمك لا توقظها وقد نامت في فراش ثيابك العتيق ودع ذاكرتها المشحونة بذكراك تأخذ قسطاً من الراحة قبل أن تستيقظ فتغرقها الدموع ، لقد أحنى سفرك ظهرها بحملك الثقيل.. الثقيل وأبيض عينها من البكاء وأصبحت بالية الجسد خائرة القوى وبقلب عليل تحبو كالطفل حين تسمع أسمك و تحضن وتشم كل من له ملامح رسمك ولم تزل تلبس ذلك الثوب الأسود وتفترش الأرض تحاكيها أين ولدي أين نور عيني ومهجة قلبي اين عريسي الذي لم يرى عروسته وفرحة لم تكتمل وأين ... وأين وأسئلة لاجواب لها، لا توقظ الجميع ولا توقظني من غفلتي عنك وأنا أتحدى الدنيا والأشرار من أجل أن أثبت وجودي وهويتي وأكافح من أجل وطني الذي أغتصبته الخفافيش التي قتلت الشرفاء وأحييت الأذلاء لتمتص الدماء بعد أن عثوا في البلاد الفساد وجعلوا الشعب في سجن حديد كبير، أرادوا قتل أسمنا ويمحوا أثارنا ويغيروا تاريخينا المجيد ويرفعه من سجل تاريخ الوطن أرادوا أن يجعلونا غرباء الوطن ونحن من أٌصَلائِها وبُناتِها وأطلقوا علينا أسماء ومسميات وعناوين واتهمونا بتهم ما أنزل الله بها من سلطان، الذي أرعبهم في حصونهم هو وطنيتنا وصدقنا وأمانتنا التي لايزايد فيها أحد علينا والتي أغضبت جلادهم ليطلق كلابه المسعورة وضباعه الجائعة ليقتادوا من يقع ضحية بأيديهم الى جهات مجهولة تقام فيها طقوس الدكتاتورية الشوفينية، أيقظتني ورأينا معاً كيف هربت الخفافيش الى كهوفها المظلمة وكيف كان مصير القائد المهان وهو يقف خلف القضبان ليحاكم وفق العدالة الوضعية والألهية وينال نصيبه على ما أقترف من جرائم يلعنه التاريخ والعالم وتكون النهاية الأبدية لجمهررية الحقد والدم... أن الله يمهل ولا يهمل والعاقبة للشهداء.



#علي_حسين_غلام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يلهمني كل ما فيك ايها الفيلي
- كبوة الفيلية عابرة
- شعب مسكين
- سفراء أمريكا ... بلطجية
- ربيع تحول الى خريف عربي
- ما يجري عليهم!!؟ لعنة العراق
- العرب وضياع الهوية والذات
- الأقزام وأوهام التعملق
- مقالة ( عنوانها ) لا تستحقون كل هذه ...التضحيات
- أزدواجية أمريكا...وجه قبيح
- من المسؤول..ولمصلحة من
- تسقيط الفيلية... لمصلحة من ؟
- التخرصات..والتهديدات.. لن تثنينا عن الانتخابات
- مكاسب سلطوية أم وطنية
- مقالة للنشر
- محنة الكورد الفيلية مع كوردستان
- رحلةالكرد الفيليين الصعبة


المزيد.....




- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين غلام - فيلي بلا كفن