أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - إبراهيم ابراش - الثورات العربية تربك العقل السياسي العربي















المزيد.....

الثورات العربية تربك العقل السياسي العربي


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 23:25
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لا شك أن العالم العربي يعيش مخاضا غير مسبوق فيما بات يُعرف بالربيع العربي أو الثورات العربية،ولكن،ككل مخاض تبقى التخوفات واردة،ليس بالضرورة من باب التشكيك بالثورة بل من باب الخوف عليها وأحيانا منها . تدل الشواهد التاريخية بأن الحكم على الثورات لا يكون من خلال خروج الجماهير للشارع ضد النظام ولا من خلال إسقاط رأس النظام ،بل من خلال مخرجاتها النهائية بمعنى التغيير الجذري للنظام: سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ،أيضا أن الثورات لا تؤتي أكلها مباشرة فقد تحتاج لسنوات حتى تستقر أمورها ويشعر الشعب بأن تغييرا إيجابيا قد حدث،إلا أن مؤشرات تظهر في بدايات الثورة يمكن من خلالها تبليغ رسائل طمأنينة أو رسائل قلق وخوف من المستقبل .
الثورتان التونسية والمصرية ما زالتا في المرحلة الانتقالية ومجرد استمرار خروج الشعب إلى الشارع في مظاهرات ومظاهرات مضادة يدل على أن الثورة ما زالت تبحث لها عن اتجاه وهدف وأن مجرد سقوط رأس النظام – مبارك أو زين العابدين- لا يعني نهاية النظام،كما أن البروز المتزايد للنزعات الدينية والتدخل الخارجي في مجريات الثورة يثير القلق على الثورة ومن الثورة . مع أن الثورتان التونسية والمصرية أنجزتا حتى الآن نجاحات لا يمكن إنكارها منها 1)- كسر حاجز الخوف – والذي نتمنى ألا يتحول إلى حالة فوضى لأن كسر حاجز الخوف في مواجهة النظام إن لم يكن في إطار رؤية وقيادة ثورية توجه الجمهور سيتحول لحالة فوضى - 2) – إنهاء التمديد للرئيس إلى مالا نهاية 3)- نهاية التوريث للرئيس 4)- إعادة ثقة الشعب بنفسه ورد الكرامة له 5)- عودة الروح الوطنية كجامع للكل الوطني ،إلا أن هذه الإنجازات يمكن فقدانها مع مرور الوقت إن لم تنتج الثورة ثقافة الثورة بمضامين ديمقراطية تحررية .
لا شك انه من السابق لأوانه نشر روح الشك والإحباط من حالة عدم الاتستقرار حتى الآن في مصر وتونس فما يجري أمر طبيعي في المراحل الانتقالية في الثورة بالرغم من التخوفات المُشار إليها،وأن نشير لهذه التخوفات إنما للتحذير من وهم سيطر على بعض قطاعات الشعب بأنه بمجرد خروج الشعب للشارع وسقوط رأس النظام تكون الثورة قد حققت أهدافها.إن كانت مصلحة الشعب هي الهدف والمبتغى في أية ثورة ،وإن كان لا يمكن أن نتحدث عن ثورة بدون خروج الشعب للشارع ،إلا أن دور الشعب في الثورة يظهر ويكون مهما في المرحلة الأولى أي مرحلة الخروج للشارع وإسقاط رأس النظام ،أي أنه مجرد أداة،أما تغيير النظام وبناء نظام جديد فهذه مهمة القوى السياسية والنخب المنظمة،عسكرية كانت أو مدنية.هذه القوى تقرر إن كانت ستغير النظام جذريا أو التضحية برأس النظام السابق لتعيد إنتاج النظام بنفس أدواته الأمنية والعسكرية والإدارية وبنفس نهجه السياسي ولكن بشعارات جديدة وشخصيات جديدة،وإلى هذه القوى السياسية المنظمة تعود مسؤولية فشل أو نجاح الثورة وليس للشعب.
في الحالتين التونسية والمصرية يمكن الحديث عن ثورات شعبية وطنية وخصوصا في بداياتها حيث شاركت كل القوى وقطاعات الشعب بالخروج إلى الشارع وحيث كان التدخل الخارجي محدودا أو جاء لاحقا ليركب موجة الثورة،فواشنطن مثلا ركبت موجة الثورتين لاحقا في محاولة لتبييض صفحتها السوداء في العالم العربي،وكانت هاتان الثورتان وطنيتين لأنهما حررتا الوطنية من الحزب الحاكم الذي صادرها لسنوات ونصَّب نفسه مدافعا وناطقا باسمها وهو في حقيقة الأمر صادر الوطنية لصالح الحزب الحاكم ثم وظف الحزب لخدمة نخبة قليلة ،وهو نفس ما جرى لعقود في غالبية الدول العربية ،فمثلا صادر حزب البعث القومية العربية والوطنية السورية والعراقية لصالح الحزب ثم لصالح الحاكم .
بالإضافة إلى هاتين الثورتين توجد تحركات شعبية أو (ثورات ) في ليبيا واليمن وسوريا والبحرين ،في هذه الحالات يصعب الحديث عن ثورات بنفس سياق الحالتين التونسية والمصرية ،أو فلنقل إن الثورة في هذه البلدان بدأت تثير التخوفات منذ بدايتها،ذلك أنها أثارت نزعات طائفية وشعوبية من بدايتها و تم اللجوء إلى السلاح بشكل كبير و الأخطر من ذلك أنها موجهة ومدعومة بشكل كبير من الخارج وخصوصا في ليبيا ،فكيف نتكلم عن ثورات شعبية بقيادة ودعم واشنطن وحلف الأطلسي؟ كما أنها ثورات لا تهدد فقط بإسقاط النظام بل تهدد وجود الدولة ووحدة الشعب.
لا محاجة أن الأنظمة العربية أنظمة استبدادية ومعيقة لنهضة وتقدم الأمة وبالتالي لا يمكن الدفاع عنها أو التباكي عليها،ولكن في نفس الوقت ليس بديل الثورة وصاية غربية جديدة واحتلال جديد مباشر أو غير مباشر قد يكون أكثر خطورة من أنظمة الاستبداد.تجربة العراق ما زالت حاضرة حيث تم توظيف نصوص دينية وقوانين دولية بالإضافة لاختلاق الأكاذيب حول السلاح النووي والكيماوي وانتهاك حقوق الإنسان الخ لتبرير الاستعانة بواشنطن وجيوش الأطلسي واليوم نشاهد حال العراق المأساوي بعد عشرين عام من العدوان الأول عليه .
التحدي الأكبر أمام العقل السياسي العربي لمرحلة ما بعد الاستقلال وأمام الجماهير العربية الثائرة يكمن في كيفية اشتقاق مناهج وأدوات للموازنة بين الثورة والتغيير من جانب والحفاظ على الاستقلال الوطني من جانب آخر؟ كيفية التوفيق بين المأمول من ثورة تحرر الوطن والوطنية من ربقة عبودية النظام والحزب الحاكم وتحفاظ على وحدة الشعب من جانب و تجنيب البلاد النزعات الأثنية والطائفية والشعوبية من جانب آخر؟.
سكوت المثقفين والمفكرين عما يجري في العالم العربي وبقاء أغلبهم في حالة ترقب وانتظار وانحياز بعضهم لأحد الفريقين المتصارعين يعبر عن حالة تيه فكري أو أنهم يعيدون النظر في برادغمات ومنظومات فكرية سادت لعقود، وخصوصا إن كان سكوتا من مثقفين ومفكرين قوميين نظَّروا كثيرا وكتبوا طويلا عن الحرية والاستقلال والوحدة العربية وعبأوا الشعب بمعاداة الغرب والامبريالية الأمريكية ونظروا لديمقراطية يؤسسها الشعب ومفارقة للديمقراطية المفروضة من الخارج .
يبدو أن المفكرين والثوريين العرب في مواجهة متغيرات غير مسبوقة وهي ان الثورات العربية الراهنة تشكل حالة انقلاب على فكر ومفاهيم الثورة والتحرر والديمقراطية التي استقرت في العقل السياسي العربي حيث كانت مفردات الحرية والاستقلال والقضاء على الاستعمار ورفض التبعية للغرب والتحكم بثروات البلاد الخ تشكل المضمون الفكري للثورة أو أيديولوجية الثورة الديمقراطية التحررية.
ما يجري في الدول المشار إليها وخصوصا في ليبيا يثير تساؤلات كبيرة حول مفهوم الثورة وأدواتها وأهدافها،بل تفرض على العقل السياسي العربي إما أن يعيد النظر في كثير من مقولاته وتصوراته السابقة وخصوصا نظرته للغرب ولواشنطن باعتبارهم قوى استعمارية امبريالية وحلفاء لإسرائيل وللصهيونية العالمية وأعداء للشعوب العربية ونهضتها،أو يعيد النظر في مفهومه للثورة والتحرر والديمقراطية المشتق من الفكر الثوري والقومي ويتعامل معها ضمن مفاهيم وثقافة عصر العولمة والهيمنة الغربية.
حتى لو وضعنا جانبا كل التساؤلات السابقة فإن ستة دول عربية فقط تمر بحالة ثورة فيما ست عشرة دولة تعرف حالة استقرار حتى أن إرهاصات الثورة التي لاحت فيها إثر الثورة التونسية تراجعت،فهل نفسر ذلك بأن الدول التي تشهد ثورات أكثر استبدادا وسوءا من غيرها؟أم أن هناك حسابات خارجية بأدوات داخلية تحدد بوصلة الثورة ؟.
ليس من السهل إعطاء إجابة الآن ،ولكن من المؤكد بان العقل السياسي العربي والمثقفون العرب المنتمين لجيل ما بعد الاستقلال وما قبل العولمة يواجهون تحديات غير مسبوقة ،تحديات فكر وتحديات واقع وتحديات تدافع الأجيال بسرعة غير مسبوقة.
‏02‏/10‏/2011
[email protected]
WWW.PALNATION.ORG



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد خطاب أبو مازن وما قبل الدولة
- استحقاق الدولة الفلسطينية يكشف مستورا ويثير تخوفات
- واشنطن واستحقاق الدولة الفلسطينية
- لا مجال للحياد في معركة استحقاق الدولة الفلسطينية
- تقرير بالمر واستحقاق الدولة الفلسطينية
- استحقاق الدولة الفلسطينية وليس استحقاق أيلول
- الجامعات الفلسطينية:تحديات ومسؤوليات
- هل ستسير حركة حماس على هدى إخوان مصر والأردن؟
- استحقاق أيلول والتلاعب بمصير (وطن)
- ثورات ... ولكن
- حتى يكون أيلول استحقاقا
- الثورات العربية وحسابات الربح والخسارة فلسطينيا
- المصالحة الفلسطينية من إرادة التوقيع لإرادة التنفيذ
- صفقة المصالحة
- استحقاقات أيلول بين الحقيقة والسراب
- بعد اغتيال المتضامن الإيطالي أريغوني :غزة إلى أين؟
- التهدئة بين غزة وإسرائيل:واقعية متأخرة أم مخطط مرسوم؟
- لا مصالحة وطنية بدون استقلالية القرار الوطني
- الثورات العربية كنتاج لفشل الديمقراطية الأبوية والموجهة
- التدخل الغربي يقطع الطريق على المد الثوري العربي


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - إبراهيم ابراش - الثورات العربية تربك العقل السياسي العربي