أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - المصالحة الفلسطينية من إرادة التوقيع لإرادة التنفيذ















المزيد.....

المصالحة الفلسطينية من إرادة التوقيع لإرادة التنفيذ


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 3359 - 2011 / 5 / 8 - 18:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن كان التوقيع على صفقة المصالحة احتاج لإرادة فلسطينية ومصرية فإنها عند التنفيذ تحتاج لإرادة أقوى، كما ستظهر إرادات أطراف أخرى ستعمل على إعاقة إنجاز المصالحة أو توجيهها بما يخدم مصالحها.و إن كان صحيحا القول بأن الشيطان يكمن في التفاصيل فصحيح أيضا أن الشيطان يكمن في الإرادات،فهناك فرق بين الإرادة الظاهرة والإرادة الخفية. أيضا إن كان التوقيع يحتاج فقط لتوافق الأحزاب فإن التنفيذ يحتاج لمشاركة الشعب في كل خطوة من خطوات التنفيذ.
أخيرا تم توقيع اتفاق مصالحة فلسطينية مما ترك بشائر أمل وفرحة عند الشعب الفلسطيني مع بعض القلق حول التنفيذ ،والشعب الفلسطيني معذور في فرحته الحذرة وقلقه الدائم نتيجة تجارب سابقة أثبتت أن التوقيع وحده لا يكفي،إلا أن ما سمعناه من كلمات الرئيس أبو مازن والسيد خالد مشعل في حفل التوقيع في القاهرة يبدد كثيرا من الخوف ويحيي أملا بطي صفحة الانقسام ولو تدريجيا وجزئيا ،ذلك أن ما قال به السيد خالد مشعل كان بمثابة رؤية جديدة متكاملة تطابقت تقريبا مع رؤية الرئيس أبو مازن ورؤية بقية فصائل منظمة التحرير سواء من حيث مفهوم الدولة أو الالتزام بالشرعية الدولية أو منح فرصة للسلام أو مفهوم المقاومة،أيضا كان في خطاب الرئيس أبو مازن نوع من إعادة تقييم النهج السابق واستعداد لطي صفحة الماضي، ولسنا في وارد البحث عن أسباب التغيير في المواقف فالمهم أنه تغيير وتقارب يخدم المصلحة الوطنية.
كان التوقيع حبل خلاص لحركتي فتح وحماس ولسلطتيهما من مأزق وجودي يعيشه كل منهما،وكان بمثابة اعتراف غير معلن من كل الأطراف بخطأ وخطورة المراهنة على أطراف خارجية تحت أي مبررات أيديولوجية أو سياسية أو مصلحية،وكان اعترافا بخطأ محاولة كل طرف التفرد بإستراتيجية لن تنجح إلا كإستراتيجية عمل وطني – تفرد حماس بخيار المقاومة وتفرد فتح بخيار التسوية -،كان التوقيع بمثابة عودة للوطنية الفلسطينية التي تم تشويهها والإساءة لها ،عودة لروح الوطنية الكامنة عند كل قائد فلسطيني وكل حزب وحركة وكل مواطن فلسطيني ،ولِمَ لا وقد كانت الوطنية جوهر كل الثورات العربية القائمة اليوم والتي تحررت من كل الإيديولوجيات التي قسمت الأمة لعقود طويلة .الأرضية الوطنية لاتفاق المصالحة يؤسس لمرحلة فلسطينية جديدة تُدمج كل الأيديولوجيات في الوطنية الفلسطينية ،أو توطن الأيديولوجيات ،وطنية ُتخضع كل الارتباطات الخارجية للمشروع الوطني الذي يتم إعادة تشكله اليوم .
مع تمنياتنا أنه بمجرد التوقيع تم طي ملف الانقسام إلى الأبد،إلا أنه يجب الحذر في المرحلة القادمة،لأن ما تم هو بداية مشوار قد يطول حيث كثير من الأطراف الداخلية والخارجية المستفيدة من الانقسام ستحاول إعاقة تنفيذ بنود الصفقة.لا نقصد من كلامنا هذا التقليل من أهمية ما جرى أو تبديد التفاؤل بل تحصين المصالحة بالوعي بدقة المرحلة وصعوبة الملفات العالقة وخطورة ما يمكن أن تُقدِم عليه إسرائيل لإفشال المصالحة،الوعي الشعبي والإرادة الحزبية وخصوصا عند حركتي فتح وحماس ضروريان في كل مرحلة من مراحل تنفيذ بنود الاتفاق ،فالإرادة عند التنفيذ أهم من إرادة التوقيع بل إن المحك العملي على صدق النوايا بالمصالحة تكمن في إرادة التنفيذ وليس إرادة التوقيع .
الحاجة لإرادة التنفيذ ضرورية في كل مرحلة من مراحل تنفيذ الاتفاق بدءا من تشكيل الحكومة حيث ستُطرح إشكالات حول شخص رئيس الوزراء والوزراء وحول برنامج الحكومة وهل يحتاج البرنامج لقبول الرباعية وإسرائيل أم سيكون برنامج محدد الصلاحيات بدون رؤية سياسية؟ وما بعد الاتفاق على تشكيل الحكومة، هل ستُعرض على المجلس التشريعي لأخذ الثقة ؟ وما مرجعية الحكومة هل هي المجلس التشريعي؟ أم الرئيس؟ أم اتفاق المصالحة والقيادة المصرية راعية المصالحة؟وإن تم إعادة انعقاد المجلس التشريعي بكل أطيافه فهل سيمارس صلاحياته بأثر رجعي فيطالب بعرض قرارات سابقة عليه لتكتسب الشرعية؟ أم ستبدأ صلاحياته الفعلية من يوم توقيع اتفاق المصالحة أو من يوم انعقاده بعد تشكيل الحكومة الجديدة؟ وإن طالب المجلس التشريعي بممارسة صلاحياته متذرعا بالقول بان صلاحيته لم تنتهي ألا يعني ذلك سقوط مقولة الرئيس منتهي الولاية وبالتالي على الرئيس ممارسة صلاحياته كاملة في الضفة وغزة والشتات كرئيس الشعب الفلسطيني ورئيس السلطة لحين انتخاب رئيس جديد؟وهل سيتم حل الحكومة المقالة في غزة وحكومة تسيير الأعمال في الضفة ؟أم سنكون أمام ثلاث حكومات:حكومتان فعليتان تحكمان وحكومة شكلية لا تحكم؟ وهل ستسمح إسرائيل للوزراء بالتنقل ما بين الضفة وغزة بحرية ؟أم سيقتصر نشاط الحكومة على غزة مما يكرس الانقسام؟ وماذا بالنسبة للموظفين وخصوصا في غزة فهل سيعودون لوظائفهم الآن أم بعد الانتخابات أم لن يعودوا أبدا ؟ وهل ستكون ميزانية واحدة أم واحدة للضفة وأخرى لغزة؟الخ .
وبالنسبة للجانب الأمني،ما هي صلاحيات حكومة التكنوقراط وعلاقاتها بالأجهزة الأمنية؟هل ستخضع هذه الأجهزة لوزير الداخلية الجديد أم للحكومتين (السابقتين)؟وإذا كان المتحاورون طوال سنوات لم يستطيعوا حل المشكل الأمني فهل ستنجح اللجنة الأمنية بحل المشكلة خلال أشهر؟وماذا بالنسبة لسلاح الأحزاب وهل سنكون أمام المشكلة التي يواجهها لبنان بالنسبة لعلاقة سلاح المقاومة بالحكومة؟ وهل سيتم تفعيل الممر الآمن بين الضفة وغزة حتى يتحرك الوزراء ونواب التشريعي والمواطنون والبضائع بحرية بين الضفة وغزة أم ستتحكم إسرائيل بكل حركة وبالتالي توجه الأمور بما يعزز الانقسام ؟ الخ.
هذه تحديات ستواجه المصالحة خلال السنة الانتقالية لحين إجراء الانتخابات.وفي حالة تجاوز إشكالات السنة الأولى فهل ستجرى الانتخابات بالفعل بعد سنة من تشكيل الحكومة؟ وهل ستقبل كل الأطراف بإعادة تشكيل المنظمة وقبول نسبة تمثيلهم في مؤسسات المنظمة بناء على نتائج الانتخابات القادمة؟وما هو ميثاق المنظمة الجديد؟.
هذه تساؤلات نطرحها لأن الجمهور يطرحها ونتمنى أن يكون المتحاورون اتفقوا على كل أو غالبية التساؤلات السابقة و بالتالي لن تكون إشكالات عند التنفيذ،وإن كنا نطرح هذه التساؤلات فلكي نهيئ المواطنين لمرحلة جديدة عليهم المشاركة بها وإنجاحها بجهودهم وعدم الجلوس كمراقبين لحين إنجاز المصالحة نهائيا،فالأحزاب والحكومة القادمة بحاجة لكل جهد شعبي لاستكمال مشوار المصالحة الوطنية.بتوقيع اتفاق المصالحة ندخل مرحلة بل معركة جديدة تحتاج منا جميعا خوضها لأنها معركة مصيرية ستحدد مستقبل النظام السياسي والمشروع الوطني،إنجاح المصالحة مسؤولية الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والشعب في الداخل والخارج ،ولن يرحم التاريخ كل من يُعيق المصالحة أو يقف موقف المتفرج.
‏08‏/05‏/2011
[email protected]
http://www.palnation.org



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقة المصالحة
- استحقاقات أيلول بين الحقيقة والسراب
- بعد اغتيال المتضامن الإيطالي أريغوني :غزة إلى أين؟
- التهدئة بين غزة وإسرائيل:واقعية متأخرة أم مخطط مرسوم؟
- لا مصالحة وطنية بدون استقلالية القرار الوطني
- الثورات العربية كنتاج لفشل الديمقراطية الأبوية والموجهة
- التدخل الغربي يقطع الطريق على المد الثوري العربي
- ثورة شباب فلسطين:إنجازات تحققت واخرى قادمة
- ثورة شباب فلسطين بين التهوين والتهويل
- حتى لا تنزلق الثورات العربية نحو حالة الفوضى (الخلاقة) الأمر ...
- شباب فلسطين لا يقلدون غيرهم بل يصححون مسار ثورة شعبهم
- ثورة فلسطينية لإنهاء الانقسام أصبحت ضرورة وطنية بعد انغلاق أ ...
- الثورة المصرية:تبدد أوهاما وتحيي آمالا وتثير تخوفات
- الثورة المصرية بين وطنية المطالب وقومية التداعيات
- تداعيات إستراتيجية محتملة للأحداث في مصر على الصراع في الشرق ...
- الثورتان التونسية والمصرية من منظور سسيولوجيا الثورة
- الثورة التونسية :ثورة لإصلاح النظام السياسي وليس لتغييره
- العالم العربي من ديمقراطية متعثرة لحكامة منشودة
- هل ستدشن أحداث تونس عهدا عربيا جديدا
- انسحاق الديمقراطية ما بين سندان الأنظمة ومطرقة الإسلاموفوبيا


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - المصالحة الفلسطينية من إرادة التوقيع لإرادة التنفيذ