أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - إبراهيم ابراش - تداعيات إستراتيجية محتملة للأحداث في مصر على الصراع في الشرق الأوسط















المزيد.....

تداعيات إستراتيجية محتملة للأحداث في مصر على الصراع في الشرق الأوسط


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 14:24
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


بسرعة كبيرة تتوتر الأحداث في العالم العربي ،بدءا مما يجري في السودان واليمن مرورا بما جرى في تونس وما يجري في مصر وانتهاء بما سيجري في لبنان والأردن الخ ،كلها أحداث بقدر ما تثير التفاؤل والأمل بغد أفضل إلا أن بعضها يثير القلق والخوف من مرحلة انتقالية ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات وستتعدى في تأثيراتها الشأن الداخلي لكل دولة لتعيد ترتيب الأوضاع في الشرق الأوسط بما سيخلط الأوراق ويؤسس لحالة من الفوضى وعدم الاستقرار ، وهي حالة إما أنها ستخدم سياسة الفوضى البناءة التي تريدها واشنطن وتخطط لها ،أو ستخدم شعوب المنطقة المتطلعة لبناء عالم عربي جديد تُحترم فيه كرامة المواطن وحرياته الإنسانية .
الأحداث توحي بوجود مشترك بينها وخصوصا أزمة النظم السياسية العربية وانكشاف شرعيته في كل البلدان العربية ،واهم هذا المشترك :كسر الجماهير لحاجز الخوف ، كسر قيود الحزبية الضيقة ،تبديد وهم أن الإسلام السياسي هو المسيطر على الشارع العربي، استحضار لروح الثورة والأمل عند الجماهير العربية بإمكانية تغيير الأوضاع السياسية وكسر حالة الجمود والإحباط المسيطرة على الشعب العربي ،انكشاف أن الأنظمة ستكون نمور من ورق في مواجهة جماهير قررت أن تكون سيدة نفسها...إلا أنه مقابل ذلك فإن هذه اللحظة التي ستشكل منعطفا مصيريا في تاريخ الأمة العربية تحتاج أيضا لإعمال واستحضار العقل وتتطلب أقصى درجات الحذر والحكمة في التعامل مع هذه الأحداث والمتغيرات وتداعيات كل ذلك على المعادلة السياسية في الشرق الأوسط وعلى القضية الفلسطينية على وجه الخصوص .

المتغيرات التي يشهدها العالم العربي وحتى في حالة صيرورتها متغيرات تتجاوب مع التطلعات المشروعة للشعوب بالديمقراطية ،فإنها على المدى القريب ستشغل الشعوب العربية بمشاكلها وهمومها الداخلية لحين من الوقت ،الأمر الذي سيدفع إسرائيل لتسريع سياسة الاستيطان والتهويد ما دام العرب والعالم منشغلين بما يجري في مصر والسودان ولبنان الخ ،بل لا نستبعد أن تُقدم إسرائيل على إجراءات خطيرة تتعلق بالقدس أو باحتلال محور فيلادلفيا بين غزة ومصر أو تطلب بسرعة مرابطة قوات دولية ،إن لم يكن أكثر من ذلك في حالة تدهور الأوضاع في مصر.

لأن الانتفاضة أو الثورة الشعبية في مصر جاءت بعد أيام من الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس وأجهزته الأمنية ،فقد راهن البعض وتوقع أن تتطور الأحداث في مصر على نفس المسار الذي سارت عليه في تونس .بالرغم من أهمية الثورة التونسية وما بلغته من دروس إلا أن تداعياتها على السياسات الخارجية لدول المنطقة وعلى الصراع العربي الإسرائيلي تبقى محدودة ،ليس فقط لأن الثورة التونسية ثورة إصلاحية وطنية بل أيضا لأن الجغرافيا السياسية ودور تونس في سياسات الشرق الأوسط والعالم يبقى محدودا . ومن هنا نلاحظ كيف رحبت واشنطن وأوروبا والعالم بثورة الشعب التونسي ولم تجر أي محاولات للتأثير في مجريات الثورة ،أما في مصر فالعالم ينظر لما يجري ويتعامل معه بشكل مختلف وتصريحات واشنطن وأوروبا ما زالت حذرة ومترددة ،لأن أي تغيير جذري في النظام السياسي ستكون له انعكاسات إقليمية ودولية وستعيد خلط الأوراق وخصوصا في ملف الصراع في الشرق الأوسط ،أو بصيغة أخرى فإن العالم ،وخصوصا واشنطن وأوروبا ،تعامل مع الحدث التونسي كقضية ديمقراطية وحقوق إنسان فقط أما مع مصر فإن الحسابات السياسية والإستراتيجية المرتبطة بالمصالح لها الأولوية على حسابات الديمقراطية وحقوق الإنسان .

هناك ملاحظة مهمة في الثورة المصرية – وكانت موجودة أيضا في الثورة التونسية- وهي أن المتظاهرين كانوا يرفعوا شعارات ويرددوا هتافات تعبر عن مطالب اجتماعية واقتصادية وسياسية محددة وكلها لها طابع وطني بعيدا عن أية أيديولوجية،فلم يتم رفع شعارات معادية لواشنطن أو للغرب ولا حتى لإسرائيل ،لم تحرق أعلام أمريكية أو إسرائيلية ،لم يتم ترديد شعارات كبرى كالمطالبة بتحرير فلسطين أو قطع العلاقات مع إسرائيل الخ.بصيغة أخرى كانت مطالب وطنية تندرج في إطار الإصلاح الديمقراطي .إن وطنية وعقلانية أهداف الثورة المصرية تعود لأن قادتها من الشباب المتعلم والواعي والمدرك لخصوصية وضع مصر الاستراتيجي ودقة الوضع الاقتصادي فيها ، وكذا الحال بالنسبة للقوى والأحزاب السياسية التي التحقت بالثورة .

بسبب وعي قادة المحتجين وبسبب قوة التدخل الذي تقوم به واشنطن والغرب في التأثير على مجريات الأحداث ،وسواء استمر الرئيس حسني مبارك لنهاية ولايته الحالية – سبتمبر القادم – أو ترك السلطة بشكل سلس ،فإن القيادة القادمة ستكون في المرحلة القريبة ذات توجهات إصلاحية داخلية ولن تفتح الملفات الكبرى كاتفاقية كامب ديفد والالتزام بالسلام مع إسرائيل وخصوصية علاقة مصر بواشنطن والغرب ،بمعنى أنه سيتغير رأس النظام ولن يتغير النظام في بنيته الأساسية ومن حيث سياساته الدولية.تولي عمر سليمان للرئاسة أو سيطرة الجيش على السلطة لا يعني تغيرا في سياسة النظام الخارجية بل سيكون الجيش أكثر حرصا على التمسك بعلاقة مصر مع إسرائيل وبالعلاقة مع الغرب،وحتى محمد البرادعي المدعوم من واشنطن خفية وبالرغم من انه من خارج النظام إلا أنه في حالة صيرورته رئيسا سيكون أكثر حرصا من الرئيس مبارك على الحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد وعلى علاقة مصر مع واشنطن والغرب .وحتى في حالة تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جماعة الإخوان المسلمين ،فلن تتغير السياسة الخارجية كثيرا وخصوصا من جهة العلاقة بإسرائيل وبواشنطن .ولكن الخوف يأتي من عدم التوصل لتفاهم ما بين المنتفضين والنظام الحاكم سواء كان الرئيس أو الجيش . قمع الثورة بالقوة سيؤدي لأعمال عنف وظهور جماعات سرية للعنف وستدخل مصر في وضع خطير جدا ،وآنذاك ستكون فرصة لإسرائيل وقوى أخرى لتأجيج الفتنة وإطالة عمرها.

ما يجري في مصر سيكون له تداعيات خطيرة داخليا وخارجيا .إن كنا نتمنى سرعة تجاوز الأزمة واستقرار الوضع إلا أننا نتمنى على القيادات الفلسطينية أن تأخذ بعين الاعتبار أن كل الاحتمالات واردة وبالتالي عليها استباق الأمر بسياسات وقائية . وكما بينا من أن القيادة المصرية ما بعد مبارك لكن تغير كثيرا في السياسة الخارجية والالتزامات الدولية ،إلا أنه يجب عدم إسقاط احتمالات أخرى وإن كانت حظوظها بالحدوث قليلة ،ففي السياسة وخصوصا في الشرق الأوسط كل الاحتمالات واردة .من هذه الاحتمالات حدوث تغيرات كبيرة في المؤسسة الحاكمة في مصر أو حالة فوضى وعدم استقرار ،آنذاك على القيادات الفلسطينية التفكير بالقضايا التالية :

1- مصير عملية السلام في الشرق الأوسط إذا تم إلغاء اتفاقية كامب ديفيد أو تجميدها.
2- مستقبل السلطة الفلسطينية باعتبار النظام المصري أهم مؤيديها وداعميها.
3- مستقبل المصالحة الفلسطينية لأن مصر تمسك ملف المصالحة
4- علاقة مصر مع قطاع غزة .من حيث الإشراف على المعابر وضمان دخول الوقود والمواد التموينية ،واحتمال عودة تشغيل الأنفاق يشكل مكثف في الاتجاهين وردود فعل إسرائيل على ذلك ،وهنا نذكر انه قبل أيام قرر نتنياهو قطع علاقة إسرائيل مع قطاع غزة فيما يتعلق بالبنية التحتية – ماء وكهرباء-.
5- مستقبل اتفاقية السلام الأردنية – الإسرائيلية إذا ما قررت أية حكومة مصرية قادمة إلغاء اتفاقية كامب ديفيد أو تجميد العمل بها.
6- مستقبل معسكر الاعتدال العربي،فتغيير النظام السياسي في مصر سيؤثر على العربية السعودية ودول أخرى.
7- تفجر العنف السياسي في مصر ،فالشباب الذين سيشعرون أن طموحاتهم وآمالهم أجهضت ،وكذا الأحزاب والقوى السياسية ،ستفقد الثقة بالتغيير سلميا وستلجأ إلى العنف المسلح ،مع إمكانية التواصل والدعم المتبادل ما بين جماعات مصرية والجماعات في قطاع غزة .
‏03‏/02‏/2011
[email protected]
www.palnation.org



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورتان التونسية والمصرية من منظور سسيولوجيا الثورة
- الثورة التونسية :ثورة لإصلاح النظام السياسي وليس لتغييره
- العالم العربي من ديمقراطية متعثرة لحكامة منشودة
- هل ستدشن أحداث تونس عهدا عربيا جديدا
- انسحاق الديمقراطية ما بين سندان الأنظمة ومطرقة الإسلاموفوبيا
- حتى لا تتوه خطانا عن الطريق
- حتى لا تتحول حركة فتح لمجرد ذكرى
- ما بعد تعثر المفاوضات :حرب إسرائيلية معممة وبدائل فلسطينية م ...
- التصعيد العسكري في قطاع غزة وسياسة خلط الأوراق
- أثر الانقسام على الحياة الاكاديمية في فلسطين
- في ظل الانقسام لا بديل عن المفاوضات إلا المفاوضات
- تغيير وظيفة السلطة بدلا من حلها
- حديث الرئيس الفلسطيني عن حل السلطة:ورقة ضغط تفاوضية أم إجراء ...
- وثائق ويكلكس :اكتشافات خطيرة أم ضجة مفتعلة؟
- أياد استعمارية وراء استمرار قضية الصحراء بدون حل
- المنزلقات الثلاثة
- صفحات مشرقة من المغرب:المناضل ألاممي إبراهام السرفاتي
- الحذر من التجميد القادم للاستيطان
- الفلسطينيون بين معاناة المهجر ومعاناة المحشر
- في ذكراهم نستحضر نهجهم


المزيد.....




- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - إبراهيم ابراش - تداعيات إستراتيجية محتملة للأحداث في مصر على الصراع في الشرق الأوسط