أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - في ظل الانقسام لا بديل عن المفاوضات إلا المفاوضات















المزيد.....

في ظل الانقسام لا بديل عن المفاوضات إلا المفاوضات


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 3212 - 2010 / 12 / 11 - 20:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس هذا ما نتمناه بل ما نخشاه.واشنطن لم تعلن فشل التسوية السلمية التي ترعاها منذ مؤتمر مدريد ولم تعلن انسحابها من دور الوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولم تقرر رفع يدها عن الصراع في الشرق الأوسط،واشنطن قالت فقط بأنها عجزت عن إقناع إسرائيل بتحميد الاستيطان وفي نفس الوقت دعت الطرفين للحضور لواشنطن للتباحث في الأمر ولم يتخلف الطرفان عن ذلك.إذن خيار التسوية السلمية ما زال هو المطروح فلسطينيا وعربيا ودوليا ليس لأنه أثبت جدواه بل لأن كل الأطراف المعنية إما أنها مستفيدة من وجوده حتى وإن كان شكليا وغير فاعل، أو لأنها أعجز من أن تطرح بديلا عنه.
لا شك أن الجولة الأخيرة من المفاوضات وصلت لطريق مسدود،ولا غرو أيضا أن الشك بالمرجعية الفكرية والسياسية والأخلاقية للمفاوضات ونقصد بها التسوية السلمية أو الحل السلمي للصراع بالتصور السابق القائم على حل الدولتين بات يعتري الكثيرين ،أيضا فإن جرد حساب لسبع عشرة سنة من الالتزام الفلسطيني الرسمي بنهج التسوية والتزاماته كالتنسيق الأمني والعلاقات الاقتصادية وعبثية الانتخابات والديمقراطية وما أديا من صراع على السلطة و من انقسام وحرب أهلية، سيَخلُص لنتيجة أن القضية الوطنية خسرت أكثر مما ربحت نتيجة مفاوضات جعلت كل شيء قابل للتفاوض بما ينفي وجود أية ثوابت وحقوق فلسطينية ثابتة.ولكن هذا لا يعني أن تركتس مسيرتنا النضالية ويصيبنا الإحباط واليأس ،فشل المفاوضات لا يعني نهاية القضية الوطنية ،وفشل المفاوضات لا يعني أن إسرائيل حققت نصرا استراتيجيا على الفلسطينيين ،فهذا التأييد العالمي المتزايد مع عدالة قضيتنا وهذا الانكشاف لإسرائيل كدولة احتلال وإرهاب ،وحقيقة وجود خمسة ملايين فلسطيني داخل فلسطين لم يفرطوا بحقوقهم ووجود مثلهم في الخارج لم يتخلوا عن حقهم بالعودة ... كل ذلك يشكل دافعية لاستمرار العمل الوطني مع تغيير أدواته ومنهجه.

الموقف الأمريكي المتماهي مع الموقف الإسرائيلي وحالة العجز العربي والإسلامي وحالة الانقسام الفلسطيني كل ذلك مثبطات ولا شك ،ولكن هل نجلس لنبكي على أطلال حلم وطني ؟هل نجلس لنستمع لكل طرف من أطراف معادلة البؤس السياسي الفلسطيني وهو يتهرب من المسؤولية بشيطنة وتخوين الطرف الآخر وتحميله مسؤولية ما آلت إليه الأمور؟هل نكتفي بتوجيه اللوم لإسرائيل لأنها كانت صادقة وتصرفت معنا كما يجب أن يتصرف العدو الذي يؤسس وجوده ويبرره بنفي حقنا في الوجود الوطني ؟هل نكتفي بتوجيه اللوم للعالم لأنه لم يكن فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين ؟هل يكفي أن نجلس ونستمع لأبطال الانتصارات الوهمية وهم يحصون لنا آلاف الشهداء وأضعافهم من الجرحى وعشرات آلاف الأسرى ،وآلاف البيوت المهدمة والمصانع المدمرة أو العاطلة،يحصون لنا خسائر امة ومعاناة شعب ويروجونها وكأنها منجزات نخبة وقيادة ؟ هل نجلس لنستمع للعنتريات الكلامية لأولئك الذين امتهنوا واستمرؤوا التموقع في حزب (ألم نقل لكم وقلنا لهم ) وهم يلومون كلا الطرفين في معادلة البؤس الفلسطينية ؟.

في بداية مسيرة السلام مع مدريد لم يكن الحديث عن فشل التسوية يثير كثير قلق عند الفلسطينيين لأنهم دخلوا التسوية بداية دون أن يحرقوا جسور العودة للبديل ،المقاومة فلسطينيا وخيار الحرب عربيا،بل كانت القيادة الفلسطينية تهدد بأنه إن فشلت التسوية فالخيارات الأخرى متاحة وهو ما كان يجعل العالم مهتما بنجاح عملية التسوية حتى لا يؤدي فشلها لعودة العنف والحرب إلى المنطقة،وكانت وحدة الشعب والتواصل الجغرافي حتى في ظل الاحتلال يجعل الخيارات الأخرى ممكنة . أما اليوم وفي ظل الانقسام (معادلة البؤس السياسي ) نخشى أن يكون البديل عن المفاوضات مفاوضات أكثر سوءا ،وسوء المفاوضات القادمة لن يقتصر على إمكانية تراجع المفاوض الفلسطيني عن شروط وضعها لاستمرار المفاوضات ،بل عن إمكانية وجود أكثر من قناة للمفاوضات ،ولا نستبعد أن تسعى واشنطن لفتح قناة مفاوضات مع حركة حماس وحكومتها الأمر الذي سيُضعف مفاوض منظمة التحرير إن لم يؤد الأمر لتنافس الفريقين المفاوضين على من يقدم تطمينات وتنازلات أكثر لواشنطن وبالتالي لإسرائيل.
عندما نقول الانقسام ( معادلة البؤس السياسي ) فلا نقصد بذلك مجرد وجود برنامجين وحكومتين وسلطتين ،فهذا ولا شك أمر خطير،ولكن لو عدنا للوراء لوجدنا أن غزة تاريخيا كانت منفصلة عن الضفة وكلتاهما كانتا أجزاء من خريطة الشتات الفلسطيني،ولكن آنذاك لم يكن الشعب منقسما ،كانت كل مكونات الشتات منتظمة ضمن إستراتيجية وطنية واحدة وضمن مرجعية واحدة وكان الشعب موحدا ،أما انقسام اليوم فهو انقسام الشعب والمجتمع وهو ما لم يكن موجودا سابقا .اليوم ،الشعب منقسم انقساما حادا حتى يمكن القول بوجود مجتمعين في الضفة ومجتمعين في غزة ومجتمعين في كل مناطق الشتات، وكل منهما يتربص بالآخر أكثر مما يتربص بإسرائيل.
الذين أبهجهم فشل المفاوضات ومأزق مفاوض منظمة التحرير الفلسطينية، سواء كانوا من جماعة شعار (المقاومة هي البديل والحل)، أو من جماعة (ألم نقل لكم وقلنا لهم) ،لم يقولوا لنا حتى الآن ماذا عندهم من بدائل عملية غير الخطابة والشعارات ؟ هل واقع الانقسام هو الحل الأمثل في نظرهم ؟ وإذا كانت المقاومة هي البديل لنهج التسوية فهل الشعارات التي تصدر بين الفينة والاخرى تدل على التمسك باستراتيجية المقاومة والجهاد أم تدل على توجه نحو استعداد لفتح باب جديد للمفاوضات ورؤى جديدة للتسوية ؟.
وأخيرا نقول بأنه في ظل الانقسام الفلسطيني السياسي والمجتمعي الحاد، وفي ظل التزام العرب باستراتيجية السلام التي تعني استقالتهم من المسؤولية القومية تجاه فلسطين واهلها فلن يُكتب نجاح لتسوية عادلة سواء كان المفاوض منظمة التحرير أو حركة حماس ،ولن يكتب نجاح للمقاومة سواء كانت مسلحة أو سلمية.واشنطن لم تفشل في إجبار إسرائيل على تجميد الاستيطان والالتزام بالاتفاقات الموقعة لقوة إسرائيل،بل لأنها لم تجد في الوضع الفلسطيني ما يشجعها على الضغط على إسرائيل والتقدم نحو بناء الدولة الفلسطينية ولم تجد في الوضع العربي ما يهدد مصالحها إذا ما انحازت كليا لإسرائيل.
‏11‏ كانون الأول‏ 2010
[email protected]
www.palnation.org



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيير وظيفة السلطة بدلا من حلها
- حديث الرئيس الفلسطيني عن حل السلطة:ورقة ضغط تفاوضية أم إجراء ...
- وثائق ويكلكس :اكتشافات خطيرة أم ضجة مفتعلة؟
- أياد استعمارية وراء استمرار قضية الصحراء بدون حل
- المنزلقات الثلاثة
- صفحات مشرقة من المغرب:المناضل ألاممي إبراهام السرفاتي
- الحذر من التجميد القادم للاستيطان
- الفلسطينيون بين معاناة المهجر ومعاناة المحشر
- في ذكراهم نستحضر نهجهم
- المطلقات السياسية كعائق أمام الديمقراطية والوحدة الوطنية
- بلفور ليس الوحيد الذي وعد وإسرائيل لم تقم بسبب وعده فقط
- الحلقة المفقودة في المشهد السياسي الفلسطيني
- لا يتشكل الواقع كما نريد بل بما نفعل
- رابطة دول الجوار أو نهاية المشروع القومي الوحدوي العربي
- انتقال مركز القرار الفلسطيني من الكبار إلى الصغار
- نعم للمفاوضات ... ولكن
- ما وراء قمع معارضي العودة للمفاوضات في الضفة الفلسطينية
- العودة للمفاوضات:صدقت المعارضة ولم يخطئ الرئيس
- المقاومة:قصور في التنظير وانحراف في الممارسة
- المفاوضات ولعنة الراتب


المزيد.....




- الدوما يصوت لميشوستين رئيسا للوزراء
- تضاعف معدل سرقة الأسلحة من السيارات ثلاث مرات في الولايات ال ...
- حديقة حيوانات صينية تُواجه انتقادات واسعة بعد عرض كلاب مصبوغ ...
- شرق سوريا.. -أيادٍ إيرانية- تحرك -عباءة العشائر- على ضفتي ال ...
- تكالة في بلا قيود: اعتراف عقيلة بحكومة حمّاد مناكفة سياسية
- الجزائر وفرنسا: سيوف الأمير عبد القادر تعيد جدل الذاكرة من ...
- هل يمكن تخيل السكين السويسرية من دون شفرة؟
- هل تتأثر إسرائيل بسبب وقف نقل صواريخ أمريكية؟
- ألمانيا - الشرطة تغلق طريقا رئيسياً مرتين لمرور عائلة إوز
- إثر الخلاف بينه وبين وزير المالية.. وزير الدفاع الإسرائيلي ي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - في ظل الانقسام لا بديل عن المفاوضات إلا المفاوضات