أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ما بعد خطاب أبو مازن وما قبل الدولة















المزيد.....

ما بعد خطاب أبو مازن وما قبل الدولة


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 13:03
المحور: القضية الفلسطينية
    



خطاب الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة استحضر القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها وأبعادها التاريخية والدينية والسياسية حتى خلنا بان نكبة 48 ومآسيها وروح الراحل أبو عمار وأشعار محمود درويش المخضبة بأريج الكرمل،تحلق في أجواء الجمعية العامة وتستحضرها ذاكرة قادة ومسئولو العالم وكل من استمع إلى خطاب الرئيس ،خطاب أبو مازن أعاد وضع فلسطين والقضية الفلسطينية في مسارها الصحيح كشعب خاضع للاحتلال في مواجهة دولة احتلال ونقل صورة مشرقة للشعب الفلسطيني بما عجزت عنه كل الفضائيات والكتابات السياسية حتى الفلسطينية منها.لقد توج العالم من خلال الجمعية العالم الرئيس أبو مازن رئيسا وقائدا للشعب الفلسطيني وزعيما أمميا مما أبعد كل شك حول الصفة التمثيلية للرئيس أبو مازن ولمنظمة التحرير الفلسطينية.
خطاب الرئيس بدد بعض التخوفات الفلسطينية حول ألاجئين ومنظمة التحرير والقرارات الدولية السابقة ذات الشأن، وبدد كثيرا من تخوفات دولية حول الالتزام الفلسطيني بنهج السلام ،حيث أكد على التمسك بما تم التوافق عليه فلسطينيا في إطار العدالة النسبية – والعدالة النسبية لا تلغي العدالة المطلقة كما يعرف الفلاسفة والعلماء- وفي نفس الوقت أكد تمسكه بالسلام وخيار المفاوضات. كان لافتا للنظر الاهتمام الكبير والتأييد من ممثلي دول العالم لما ورد في الخطاب حتى بات خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي من بعده هزيلا ومزعزعا ،وفيما انتصر أبو مازن في خطابه لفلسطين وللشرعية والعدالة الدولية فإن نتنياهو وضع نفسه وإسرائيل في مواجهة الشرعية الدولية وكان في ذلك أمينا لمرجعيته اليهودية الصهيونية التي تقسم العالم إلى يهود وأغيار، وكان نتنياهو يمثل اليهود والمجتمع الدولية مجسدا بممثليه في الجمعية العامة يمثل الأغيار ،بل استفز العالم بتقليله من شأن الشرعية الدولية والجمعية العامة خصوصا وباتت إسرائيل بعد خطاب نتنياهو اضعف مما كانت قبله.
ولكن ... وحيث أننا لسنا في وارد مناظرة خطابية يكون الحكم فيها مؤسسا على جمالية النص وقوة تأثيره على المستمعين بل في قدرة الخطاب على التأثير في مواقف الدول النافذة في النظام الدولي والقدرة على تغيير الواقع،وحيث أن العقل والمزاج النفسي العربي ينبهر بالخطاب والشعارات على حساب التعامل مع الواقع،وحيث أن قرارات الشرعية الدولية لا تخلق لوحدها حقوقا سياسية للشعوب ولا تطبَق من تلقاء ذاتها، بل هي كاشفة لحقوق يتمسك بها أصحابها ويناضلون من اجلها، وصيرورة قرارات دولية واقعا على الأرض يعتمد على موازين القوى والعمل على الأرض وليس على ترديد شعارات وخطابات التمسك بالثوابت والحقوق، فعلينا الانتقال في الحكم من الانفعال إلى الفعل وإلى تحكيم العقل السياسي الواقعي،فالواقع لا تغيره الخطابات والشعارات بل الممارسة المدعومة بالقوة المادية لأن الحق يحتاج للقوة والفعل حتى لا يبقى مجرد شعار،لكل ذلك علينا الانتقال من حالة النشوة العاطفية والانفعالية إلى حالة التفكير العقلاني بالواقع،والتساؤل ماذا بعد إلقاء أبو مازن لخطابه ؟وماذا بعد تقديم طلب قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ؟وماذا بعد أيلول؟.
عاد الرئيس أبو مازن لفلسطين بدون قرار العضوية حتى الآن وعاد مع رفض أمريكي وإسرائيلي قاطع وموقف أوروبي غير مشجع وحالة انقسام فلسطيني زادها الذهاب للأمم المتحدة تأججا.هذه الأطراف والحيثيات هي مفاتيح حل القضية الفلسطينية والقدرة على التأثير في مجرياتها وليس المجتمعون في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة والخطابات التي ألقيت فيها.لسنا متفائلين أن يوافق مجلس الأمن على الطلب الفلسطيني بصيغته المُفدمة الآن على أقل تقدير ،وندرك بان أروقة الأمم المتحدة تشهد اليوم مساومات وضغوط وابتزازات للتأثير على مواقف الدولة تشبه ما جرى قبيل التصويت على قرار التقسيم عام 1947 ،ونخشى أن يبقى الطلب الفلسطيني لأشهر أو سنوات تائها في أروقة ودهاليز الأمم المتحدة ،ولكن مع قرار دولي أو بدونه ولأن الحق الفلسطيني في الدولة غير مرهون بقرار دولي،فإن مهام وخطوات عاجلة يجب أن يسارع الفلسطينيون لاتخاذها أو التفكير بها حتى لا يتحول الطلب الفلسطيني بالاعتراف بعضوية فلسطين على حدود 67 من دون الحصول على اعتراف دولي بالدولة لتنازل مجاني:-
1- يجب انتزاع قرار الاعتراف بالدولة بسرعة والانتقال بسرعة أكبر من الاعتراف القانوني إلى تجسيد السيادة على أرض فلسطين، بموافقة دولية أو بدونها، من خلال التسوية السلمية أو بدونها ،وعلينا أن نذكر بأن عمر قرار التقسيم وقرار عودة اللاجئين يزيد عن ثلاث وستين سنة وإلى الآن بدون تنفيذ، وما كان يحكم الصراع في المنطقة منذ ذلك التاريخ ليس الشرعية الدولية وقراراتها بل الحرب والقوة وموازينها .التوقف عند تقديم طلب العضوية سيكون بمثابة تنازل مجاني عن حق أكبر كان يمنحنا إياه قرار التقسيم ،فهذا الأخير كان يمنح الفلسطينيين حوالي 45% من مساحة فلسطين أما الطلب الفلسطيني فيقتصر على 22% فقط .
2- الإدراك بأننا وبعد أيلول سندخل في منعطف جديد إن كان الرئيس أبو مازن سماه الربيع الفلسطيني فإن هذا الربيع كالربيع العربي سيواجه بقوى متعددة تحاربه وتحاول أن تؤثر سلبا على مجرياته بوسائل متعددة بدءا من الحصار المالي والتشويه الإعلامي إلى ممارسات صهيونية على الأرض كأن تستبق إسرائيل الأمر بضم بعض مناطق الضفة وخصوصا التكتلات الاستيطانية أو تكثف عمليات الاستيطان أو تهرب نحو التصعيد العسكري في قطاع غزة .
3- خطاب الرئيس ومن خلال حديثه عن العدالة النسبية توافق مع ما تم التفاهم عليه وطنيا ونعتقد انه بدد كثيرا من التخوفات وبالتالي يفترض أن يكون مدخلا لإعادة تفعيل المصالحة الوطنية ،فالمنعطف الخطير الذي تمر به المنطقة يحتم على كل القوى السياسية التفكير الجاد بوضع إستراتيجية وطنية جديدة تقوم على قاعدة لا غالب ولا مغلوب والتفهم المشترك لظروف وحتى لأخطاء الطرف الآخر.
4- يجب عدم تفويت هذه اللحظة التاريخية حيث الاصطفاف الدولي المساند للقضية الفلسطينية، وحيث الكراهية لإسرائيل وتزايد عزلتها دوليا،وليس المهم إن كان هذه التأييد العالمي بسبب حكمة وواقعية الرئيس أبو مازن أو بسبب المقاومة المسلحة،المهم أن العالم ينتصر لفلسطين وليس لحزب أو زعيم .ونتمنى ألا نفوت هذه اللحظة كما فوتنا فرصا أخرى حتى بات يحق القول بأن نخبتنا السياسية من أسوء النخب السياسية بسبب تفويتها للفرص ولعدم قدرتها على توظيف معاناة وتضحيات الشعب.
5- ضرورة تشكيل لجنة من الخبراء والأكاديميين من كل الفصائل الفلسطينية مع الاستعانة بخبراء عرب ودوليين لبحث تداعيات طلب عضوية فلسطين على القرارات الدولية السابقة بشان فلسطين وتأثير الاعتراف بعضوية فلسطين دولة على حدود 1967 على الصفة التمثيلية لمنظمة التحرير في الأمم المتحدة وعند الدول التي اعترفت أو ستعترف بفلسطين دولة .
6- مع تفهم تأكيد الرئيس أبو مازن على المفاوضات إلا إنه يجب الحذر من مفاوضات جديدة على أساس اتفاقية أوسلو التي قامت على أساس قراري مجلس الأمن 242 و 338 ،فهذان القراران لا يتحدثان عن أية حقوق سياسية فلسطينية بل لا يخاطبا الفلسطينيين،والعودة للمفاوضات على أساس اتفاقية أوسلو التي تعتبر الضفة وغزة أراضي متنازع عليها وفي أفضل الحالات أراضي عربية محتلة يتناقض مع طلب عضوية فلسطين الذي يعتبر الضفة بما فيها القدس الشرقية وغزة أراضي فلسطينية محتلة.
7- مع تثمين حديث الرئيس عن إعادة النظر بالجانب الاقتصادي لاتفاقية أوسلو ،فهذه الخطوة منفردة لا تكفي، لأننا نخشى أن تؤدي هذه الخطوة لتحرير إسرائيل من مسؤوليات والتزامات مالية واقتصادية كدولة احتلال وإلقاء هذه المسؤولية على العرب والفلسطينيين مع بقاء الاحتلال .ومع كامل الشكر اللدول العربية والإسلامية التي أبدت استعدادا لتمويل السلطة في مواجهة تهديدات بقطع التمويل عنها إلا أن يجب الحذر فالأمور أكثر تعقيدا من مجرد توفير تمويل لإعاشة الفلسطينيين.
8- في حالة استمرار التعنت الإسرائيلي والأمريكي نتمنى أن تفكر منظمة التحرير بإعادة النظر بالاعتراف المتبادل بينها وبين إسرائيل الذي تم توقيعه قبيل توقيع اتفاقية أوسلو،وذلك بإعادة ربط الاعتراف بإسرائيل باعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية وبالدولة الفلسطينية معا لان هذه الأخيرة انبثقت بقرار من منظمة التحرير.

‏26‏/09‏/2011
[email protected]
www.palnation.org




#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استحقاق الدولة الفلسطينية يكشف مستورا ويثير تخوفات
- واشنطن واستحقاق الدولة الفلسطينية
- لا مجال للحياد في معركة استحقاق الدولة الفلسطينية
- تقرير بالمر واستحقاق الدولة الفلسطينية
- استحقاق الدولة الفلسطينية وليس استحقاق أيلول
- الجامعات الفلسطينية:تحديات ومسؤوليات
- هل ستسير حركة حماس على هدى إخوان مصر والأردن؟
- استحقاق أيلول والتلاعب بمصير (وطن)
- ثورات ... ولكن
- حتى يكون أيلول استحقاقا
- الثورات العربية وحسابات الربح والخسارة فلسطينيا
- المصالحة الفلسطينية من إرادة التوقيع لإرادة التنفيذ
- صفقة المصالحة
- استحقاقات أيلول بين الحقيقة والسراب
- بعد اغتيال المتضامن الإيطالي أريغوني :غزة إلى أين؟
- التهدئة بين غزة وإسرائيل:واقعية متأخرة أم مخطط مرسوم؟
- لا مصالحة وطنية بدون استقلالية القرار الوطني
- الثورات العربية كنتاج لفشل الديمقراطية الأبوية والموجهة
- التدخل الغربي يقطع الطريق على المد الثوري العربي
- ثورة شباب فلسطين:إنجازات تحققت واخرى قادمة


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ما بعد خطاب أبو مازن وما قبل الدولة