أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - باسمة موسى - التربية والتعليم توأمان لا يفترقان














المزيد.....

التربية والتعليم توأمان لا يفترقان


باسمة موسى

الحوار المتمدن-العدد: 3503 - 2011 / 10 / 1 - 10:42
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



جائنى بالمستشفى طفل عمرة احد عشر عاما مع والدته وكان يعانى من كسر مضاعف بالفك السفلى لوجهه من اليمين واليسار واجراء طبيعى ان اسال الطفل عن سبب الكسر لتحديد مكانه وبكى الطفل بكاءا ٌمرا اثار حزنى وحزن من حولى من الاطباء والمساعدين ولم ينطق بكلمة وفاجائتنى والدته بان والده سبب هذا الكسر العنيف بعد ان ضربه بقدمه فى وجهه بسبب شقاوته مع اخته الصغيرة . وبعد تهدئة الطفل قمت بتضميد وتثبيت كسور فكه التى شوهها والده. ولكن هذا العلاج الذى قمت به هو لعلاج جزء من جسد الطفل سيندمل بعد اسابيع ولكن هل جرح كرامة هذا الطفل ورعبه ورعب والدته سيندمل ؟ اعتقد انه على الاقل بالنسبة للطفل سيصبح ذكرى اليمة سيستدعيها وعيه دائما عندما يرى والده . الى هنا والقصة هى حكاية تحدث كل يوم فى اماكن متفرقة ولكن ؟.

علمت للاسف ان الاب مدرس لغة عربية وكانت حجته عندما سألته ان الظروف صعبة فى بداية العام الدراسى , وسألته متعجبة اذا ابنك فلذة كبدك احدثت به كسرا بالفك لعصبيتك الشديدة وعدم التحكم فى ردود افعالك حول شقاوة اطفالك فماذا ستفعل فى تلاميذ المدرسة التى تقوم بالتدريس فيها ؟ فلم يستطع الرد على سؤالى ولكن بدأ يشكو من قسوة الحياة والعمل . سرحت بعد ان اتممت عملى لماذا لا يتدرب المدرسين والاباء على دورات تربوية واخلاقية وعلى فهم نفسية الاطفال كل عام وذلك لاعادة النظر فى التربية فى المنزل والمدرسة و لخلق جيل جديد من الاطفال بدون خوف وعصبية.

فى مثل هذه الاحوال يمكن معاقبة الاب لان هذا العمل يعد جريمة ويمكن ملاحقته قانونيا لان علاج هذا الطفل او اى طفل معنف اكثر من ثلاثة اسابيع بعد الجراحة, ولكن للاسف لان الام لا تعمل والمجتمع يضغط عليها الا تتكلم لانه هو الذى ينفق على الاسرة ففى النهاية تقهر الام وتضطر للسكوت ويعانى الاطفال ودى حكاية بنعيشها كل يوم وبالتالى ان افلات الجانى من العقاب يجعله يكرر فعلته مرة اخرى وهو يعلم جيدا ان المجتمع سيتركه لانه الذى ينفق على المنزل . وكطبيبة لا اجد طريقة لمنع تكرار ذلك الا ان اتحدث مع الاب مباشرة واثير فيه انسانيته التى فطره الله عليها كانسان من المفترض ان يعمل بما امره الله سبحانه وتعالي , لان الله احبب خلقنا فخلقنا لكى نذكره ونتعبده وليس لقهر وضرب انسان مثلنا وخاصة الاطفال احباب الله , وان عامل هو طفله جيدا الان سيجد هذا الطفل يوما ما بارا به عندما يهرم لان الحياة دوارة فالان يحتاج الطفل لرعاية الاباء وبعد غدا سيحتاج الوالدين لبر الابناء , واطلب منه الا يكرر فعلته فلسان الشفقة جذاب للقلوب حتى تستمر حياة الاسرة فى سلام ويشب الاطفال اسوياء فى الحياة .

الكثير من الناس يظنون ان على الاطباء اتخاذ قرار قانونى يحفظ للطفل حقوقه ولكن للاسف كطبيبة نحن نعالج النتائج ولا نعالج الاسباب رغم ان هذه أفعال غير مقبولة إطلاقا تجاه العالم الإنساني وبالأخص من أب الى ولده فأي إنسان يفعل ذلك مع أي طفل فهو عديم من الشفقة وهو مسئول أمام الله و المجتمع ومسئول تجاه عائلته ويلزم مراجعته لأحد الأطباء المتخصصين لأن الحدة والغضب يجب معالجتها طبيا وأخلاقيا حتى يسكن ويمتنع عن تكرارها فنسأل الرحمن الرحيم أن يصلحه ويمنحه العناية والشفقة. اما الشق القانونى هو من حق اسرة الطفل ان تطلب هذا الحق او تتنازل عنه لاستمرار الحياة .

اننا بحاجة لمفاهيم التربية الصحيحة وتغيير موروثات عتيقة فى التربية ولا نعتمد فقط على المدرسة فالمدرسة دورها ان تنمى عقل الطفل ولكن التربية بالمنزل تقود هذا العقل الى الطريق السليم والا ستكون النتيجة انتشار العنف والجريمة وسببا لانتشار جحود الوالدين ..وسبب اكتر فى فقدان الانسانية والكرامة التى جبل عليها الانسان . مرة اخرى اقولها ان كل طفل يولد فى هذا الوطن هو امانة على الجميع له حق الحياة الكريمة وحق التعليم والاستقرار فى اسرة تحميه ومجتمع يٌنمى قدراته ليصبح موردا بشريا يخدم بلده بكل وجدانه.



#باسمة_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باحلم بيوم السلام
- وحدة اساس الاديان
- مصر وحلم الديمقراطية - النظم البديع (7)
- مصر وحلم الديمقراطية – البعد الروحانى (6)
- مصر وحلم الديمقراطية - مسألة الزمان والمكان ( 4)
- آفاق الإقصاء وتهميش المشاكل
- مصر وحلم الديمقراطية - المال والديمقراطية والفقر والغنى ( 3)
- 28 شعبان استشهاد حضرة الباب
- مصر وحلم الديمقراطية - الديمقراطسة التنافسية (2)
- مصر وحلم الديمقراطية ( 1)
- الفقراء امانتى بينكم
- معاهدة تاريخية للعمالة المنزلية
- دور العبادة فى الدين البهائى
- جنة الكلمة الالهية
- مصر فجر النبوات
- عالم بلا تدخين
- 29 مايو ذكرى صعود حضرة بهاء الله يوم حزين للبهائيين فى العال ...
- حماية الاقليات
- أكثر من مائة مثقف مصرى يطالبون بانشاء لجنة لمكافحة الطائفية ...
- بداية الرحلة الطويلة فى اخر الرضوان


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - باسمة موسى - التربية والتعليم توأمان لا يفترقان