نظرة على مستقبل مصر الإسلامية ( 2 )

محمد أبوزيد الطماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3501 - 2011 / 9 / 29 - 14:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

المسألة الثانية : الإسلام أم الليبرالية ؟

من العيب أن نقارن ونساوي بين دين الله وفكر مختلق من صنع بشر ، تجد الآن كثيراً من يقول إنه مسلم متحرر ، مسلم ليبرالي ، أو مسلم غير مقيد ، وكأنه لم يعجبه الاسم الذي أرادة الله فأضاف عليه وأبدله بعد ما قال جلا فى علاه (( وسماكم المسلمين )) ولكن ليست هذة قضيتنا ولكن قد تطرقت إليها لأن جهل هؤلاء المسلمين الذين يريدون تصنيف هذا الأمر على أنه مذهب جديد بدينهم هو ما أدي إلى ذلك

لابد أن نعي بداية :-

أن هذا الدين الإسلامي الحنيف لم يأتي إلا لتحرير الإنسان من عبودية الخلق والأصنام إلى عبادة الإله الأحد الفرد الصمد ، دين جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، دين عرف الإنسان بربه حق المعرفة، دين أعطي كل ذي حق حقه ، دين أثبت حق المرأة التى كانت موؤوده ، ولم يأتي لإكراه أحد على اتباعه والامتثال أوامره فقد قال ربنا جل فى علاه (( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) . فوالله لو أنا كتبنا أشعاراً وكتباً كي نحصي فوائد هذا الدين فلن نأتي منها ولو كان حبرنا ً مياه المحيطات والأنهار .

وقبل أن نجيب على هذه الفتنة النكراء (( الليبرالية )) أوكما عرفت بالحرية وفق ثقافة المجتمع السائدة ،

أين الليبرالية والديموقراطية إذا ما جاء يحكمنا الإسلاميون ؟؟ أين هي الحرية المنطلقة من أساس هذا الفكر ، أم أن الليبرالية والحرية صنم عند أهلها يأكلونه متى خالف ما يريدون ؟؟ أقولها وبكل وضوح إن الليبرالية لا تصلح لشعب مسلم عربي لأنها جاءت من فضلات الغرب ،

مصر عاشت تحت حكم الخلافة والإسلام ألفاً ومائتي عام ، وكانت فى مقدمة الدول وحكمنا القانون الوضعى مائة عام أصبحنا خلالها فى ذيل الأمم ومؤخرتهم ،

أفيقوا يا من تنادون بالليبرالية ؟ أجيبوني .. أوليست الحرية معني إنسانياً ونفيها كفر بمعاني الإنسانيه؟، أوليست حرية الاختيار أقرها القرآن المجيد والله سبحانه وتعالي خير عباده بين الهدي والضلال و الإيمان والكفر ؟، أوليست الحرية غايةً أساسية يسعي إليها أى مجتمع يريد الوصول إلى الحقيقة والقيم الحميدة للارتقاء بمستوي المعرفة والعلم ، مالكم لا ترجون لله وقاراً؟

يجب قبل المطالبة بالحرية ، الإيمان بها وتجسيدها بين أبناء الدين الواحد ، وتربية الأجيال على الاعتراف بالآخر ، وقبول الوحدة التعددية حتى تصبح جزءاً من كيانهم الشخصي، إذ لا عدل بين الأطراف بلا حرية ، وقد كفل هذا الدين كل ذلك .

إننى على شك كبير من هؤلاء الذين يدعون العلم ظلماً وبهتاناً ويقولون إنهم على قدر كاف من الثقافة والتحدث الجيد وأنهم مخزن للعلوم وأنهم حصروا بين أيديهم ما جاء من النصوص والأحكام فى أمر الشريعة وتطبيقها ، و من تبعهم من (( العامه)) الذين ينادون بمدنية الدولة ، واستقلال الدين عنها ، وأن تصبح مصر حرة طليقة غير مقيدة بالطوائف والأديان والشرائع السماوية ، وأن يتبع المرء ما يملى عليه هواه ، وأن يكون هذا البلد الآمن مجمعاً للتبشير والتنفير ، لا يعرفون عظم أحكام هذا الدين ولا يريدون التقرب منه وإلا فلو رجعنا قديماً لما كان يتخوفون الكفار من أن يسمعون كلام الله وهذا خوفاً من أن تذوب قلوبهم وترق وتلين له فيتبعونه بعد ما كانوا يفعلون ما يريدون ، ولكن الجهلة لا يعرفون أن الإسلام جاء منظماً للحرية ليكون بها الامتثال لأوامر الله ، وحينما سمعوه سجدوا لله جميعاً

ما أؤكده لنفسي من حين لآخر أن من يدعون إلى هذا الفكر هم أنفسهم لم يقتعنوا بما ينطقون به ،حين نجد أحدهم يقول إن الشريعة ليست لها علاقة بأركان الدين الإسلامي فإننى ينتابني الحزن حينما أعرف أن من هم فى أعمار جدي ، وهو من يقال عنه عالماً ولا يعرف معني الشهادتين التى نطقها من يوم ولادته وسمعوه فأين كان علمهم وعملهم به ليست هذة قضيتنا ولكن ذكرتها من باب معرفة دعواهم أنهم أرباب الثقافة . وكثيراً ما نجد من هم على هذه الشاكلة

أصبحنا فى بلد انهارت أخلاقة ، بل وما زاد الأمر سوءاً ، حينما نجد الطرف الآخر(( الليبرالي – المحترر )) الذي يتحصن بالسلطة الإعلامية المغرضه لما تقدمة من فرقعة زائفة لتسليطه ضوء التشويه والتنفيرمن الفكر الإسلامي الحر ، ليس من أجل طرح الآراء ولكن من أجل التشويه المتعمد ، وهذا ما يعاب فعله فى ساحات الفكر والمعرفة وإنارة العقول ، تريد أن تصور مصر على أنها دولة علمانية ليبرالية متحررة من هويتها و أن الإسلام بداخلها مجرد مسمي ولا يوجد له معني يريد أن يثبت هذة الثقافة السائدة الفاسدة .

عزيزي الليبرالي لسنا فى معركة وحرب كي يستل منا قلمه بالهجوم أو التطاول ، ولكن لابد وأن يوضح كل إنسان ما يعتقدة ، لقد صورتم لنا الدين وكأنه يخنق العباد ، فكان حقاً على كل المسلم أن يعرض المشهد السليم من فكرة وأن يوضح ما يعتنقة ، فلا تغتاظ من أن نفضح أمركم .

فى نظري من يريد التحرر لن يكون إلا بما قد كتبه لنا من خلق السموات والأرض وهو المدبر لكل أمر فى هذه الدنيا .

#محمد_أبوزيد_الطماوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات