أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوزيد الطماوي - الذيل هو الأقوى














المزيد.....

الذيل هو الأقوى


محمد أبوزيد الطماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3301 - 2011 / 3 / 10 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو أعدنا صياغة المثل الشعبي بصبغة أدبية الذي يوحي بأنه إذا سقط الذبيح
(الثور) على الأرض تسن له – حينئذ - السيوف لفصل رأسه عن جسده، ولو عكسنا الأمر وقلنا: لو أن الذبيح لم يقع أبدًا وظل صامدًا متماسكًا لن يقترب أحد منه خشية أن يصرعه بقرنيه، قبل أن يشهر آلة حادة تجاهه، بل لعله يقترب منه ليطعمه ويسمنه وينظف له ما تبقي من فضلاته.

ولو حللنا ذلك الذبيح إلى ثلاث شرائح أساسية: (رأس وجسد وذيل)، وكل شريحة تتميز بشيء مختلف يدل على مفهومها ومعناها؛ وقتها يتضح المعنى المطلوب إيصاله من هذا المثال الذي وقعت أحداثه فعليًا على مصر في الثلاثين عامًا الماضية حينما كانت اللعبة الكبرى للجميع هي التودد للحاكم على حساب ما يدفعه الشعب في المقهى السياسي ((الأحزاب)) فكان مولانا الرئيس مبارك الملتحي حاليًا، الحليق سابقًا، المشبه بالرأس هنا هو مصدر القرارت ومنبع الأحكام والتشريعات، كان هَمُّ فضيلته الأول هو كيفية الخروج بأكبر حصيلة مادية من نطاق مملكته، وكيف يصل إلى ذلك بدون أن يفضح أمره، فكان لابد أن يأتي ببني جلدته وفصيلته وغريزته والطامحين معه في مطلبه، وخاصة بعد شيخوخته وتوقف عقله عن تدبير الأمور، وكبر سنه؛ فعيّن له جنود إبليس ليكونوا هم الجسد الذي يظهر قوامه وجماله ويظهر شبابه وصباه ويحمي في الأرض خطاه وينشد ألحانًا في نجواه، فأتى بتلك الجسد الظماء ((أعوان مبارك)) التي كانت تلهث أمام بئر الكنوز لتروي عطشها بخفيها، فحينها تركت الرأس زمام الامور فانتشرت اللصوص المجندة لتعلن عن جمهورية الاستبداد وتشيع الفساد ومملكة الظلم على العباد؛ فكلها مبشرات بالقهر والذل في البلاد.

ولو نظرنا قليلا إلى هذا الجسد لوجدنا في مؤخرته دائمًا ذيلا، والذيل – في نظري - أقوى من الرأس، وتلك نظرية عكسية؛ والمقصود هنا به ((الصحافة والإعلام))، التي تملك سلطة تسليط الكاميرات والأضواء والأقلام، ولكن كما نعلم أن شيخ المنصر لابد بأن يعين له حارسًا من أتباعه؛ ليكون متحدثا باسمه، كأنه الجاحظ في سماه، فأرقصها على حسب هواه، وزيّف بها طعم الحياة، وأزهق معاني الشرف السامية والحقائق الخلابة، وألبس الباطل جلباب الحق، ونصر الظالمين، وهزم المظلومين، وقتل فكر المعارضين، وعاقب المصلحين، بل وقدم تلك الوحوش البشرية بصورة مشرفة لكي يتقاسم معهم حفنة الدنانير الموروثة ليكونوا له سلاحهم الحامي من الخلف، ليعبر عن حزب شعاره السلب والنهب، حتى جاءت الثورة وثأرت من المقاهي، فتسربل الجميع في ثياب الوطنية،

فأصبحنا لا نعرف الآن الصادق من الكاذب، والوطني من الخائن، ولا الجاني من المجني عليه، ومن كان معنا ممن كان ضدنا، ... فعفوًا هذا هو وقت المتلونين.

ولكن كلما تذكرت ذلك اللون البشري الذي لم يصنع لنفسه معنى المشاركة في الرأي، وظنه بأن التاريخ سرعان ما سيطوي أوراقه، وينسى ما قد فعله من قبل؛ ازدادت حينها معرفتي بأن عمله ومهنته الرسمية هي الاختلاط الفكري والانسياق حسب التيار، وعدم الثبات على الرأي. فهؤلاء المتكلمون القادمون على ساحات النداء بالحرية، وهم ساقطون عراة بعدما تبرأت منهم ملابس الوطنية - يريدون الآن إيقاع الوحدة المصرية بالتنديد والحث على إقامة مطالب فئويه خاصة لتضيع المطالب الأساسية وسط هذه المطالبات الكثيرة، ولتعم الفوضى، ويرتفع – وقتها – عنا ستر الأمان

ويبدو أن الذيل لا يرد أن "ينعدل" رغم ما حدث من تغيرات، ولو علقنا لمستقبله ومستقبلنا لوحات مشرقة التي قامت من أجلها تلك الثورة.

وعليه فإنني أطالب المثقفين والقراء وجميع المواطنين ألا ينساقوا وراء هؤلاء، فلسنا تابعين لأحد ولسنا مرتزقة نفعل ما نؤمر به، كيف بنا أن نعلن عن زمن الحرية، ولا زالت أثار الذيول حولنا!! لقد حددنا مطالبنا والآن علينا أن نتحلى بالصبر، وإلا فالاقتصاد ينهار، والنار تشتعل في كل دار، والفوضى تنادي بالاستعمار.

[email protected]



#محمد_أبوزيد_الطماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوزيد الطماوي - الذيل هو الأقوى