أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زهير الأسعد - بطاقة زفاف














المزيد.....

بطاقة زفاف


زهير الأسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3501 - 2011 / 9 / 29 - 09:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بطاقة زفاف
ها قد كَبُرت و أصبحت ناضجة الجسد ، امتلئ صدرها حتى صار ثدياها كرمان وادي الريان*.
فبعد ان أكملت مراحل الدراسة الالزامية بتفوق ، دخلت الجامعة ، تخرجت بعد عناء الذهاب و الإياب بمواصلات عامة لا يمكن وصفها إلا بالمقرفة .
إن كان صحيحاً أنه لا يوجد غصن لم يهزه الريح ، فلا نخطئ عندما نقول ، أنه لا بد أنها خبرت الحب وتسترت عليه كَبَليّة ، ولربما أيضاً كان لها إختبارات ، فلجمت حاجة الجسد للذة أحيانا ، و احاين أخر أطلقت له العنان بصحبة فارس أو الخيال .
كان لها أسم على جداول الحضور ،الغياب و العلامات لأكثر من ستة عشر عام ، أ سم وهب لها آوان وصولها للوجود .
يعرفه ويعرف تاريخها كل القائمين على تعداد النفوس ، ديوان الخدمة المدنية ، ووزارة الصحة تحتفظ بسجلات عنها جسداً وروح .
كينونتها معلومة لدى الـUSAID وصندوق النقد الدولي وهيئة الامم ، حتى سائق الباص .
ها هي تبداء حياة العمل ، لتغدو كتاباً مفتوح للزملاء والزميلات ، ربما ستخبرهم بكل شيء ، بداية من إسمها وحتى مقاس اقدامها ، وماذا تريد من حقل الحياة و بماذا تحلم .
كأول فرصة تسنح لها لتقاضي راتب شهري ، يأتي العريس مُزكاً من الأقارب أو إ ختاروها له تحت ذرائع كُثر ، فيكون الرفض كإقتراف إنتحار وجلب لعار ، فَتُقّبَل به أو هي تَقبَل ليكون النكاح بداية رحلة الى المجهول والتجاهل .
هذة ليست قصة فتاة بعينها ، بل هي قاسم مشترك في احداثيات حياة 99% من إناث المجتمعات العربية الاسلامية .
ما يعنينا في هذا المقام هو مميزات كينونة المرأة كفرد إزاء حالة التناقض و التجاهل والتجهيل التي تفرض عليها ، والتي لا تبداء من بطاقة الدعوة للزفاف ، بل بالحقيقة لا تعدوا سوى مرحلة من مراحل ممتدة من المهد وحتى لأسلوب مواراتها تحت الثرى ، لأنها اضحت عادة ودين وقوانين .
قمة الغرابة في ما سلف لا تكمن في مجريات حفل الزفاف ، من عزل للنساء عن الرجال لمدة ساعتين أو أكثر ومن ثم إطلاقهن وأسمائهن لخوض معركة الحياة على مرأى ومسمع العالم ومن فيه ، بل في بطاقات الدعوة والتي عادةً ما تصرف للأقارب " اولاد الحموله " ومع ذلك يُخفى إسم العروس ويستبدل بنكرة ...." كريمته ".
ففي هذه البطائق تُحال العرائس الى نكرات لا أسماء لهن ، أما العريس " الذكر " فهو البطل ، يكتب اسمه بخط عريض دون تحفض او خجل ، كاسم نبي او زوجة نبي .
هنا لا بد للأسئلة ان تصرخ في عاقلة من له واحده
ألهذا السخف و التناقض والجهل قد وصل الفكر المجتمعي...؟؟؟
هل صار اسم الأنثى عورة أو من المحرمات ...؟؟؟
أم هي حرب سيكولوجية ضد فردية المرأة ...؟؟؟
أو هكذا يتمم التأكيد على أنهن سلعة متكررة متشابهه لا يحملن خصائص تميزهن عن بعضهن البعض حتى في الأسماء ، فحمده كعبير ووضحى كنور وكلهن سواء ...؟
أيُراد من هذا أن يقال لهن ، عندما تَكبُرنَ وتُصبِحنَ ناضِجات الجَسَد ولًكُنَ راتب شهري ، عندها سيكون لنا موعد للبدء في أستهلاككن ...؟؟؟
وصـــــــلــــــــــت الـــفــــكــــرة ؟
لا يفوتني هنا أن اقدم شكري واعتزازي للإنسانة التي أبت ان تُصير نكرة ، حتى ولو على بطاقة الدعوة لزفافها ، وبعثت لي والعائلة بواحدة . ليس لدي ادنى شك في أنها وبرغم أن تخصصها الدراسي لا يمت لتربية الطفل بأي صله ككثيرات في المجتمع المحلي ، إلا انها واحده من قلائل سينجحن في تربية أطفالهن على إحترام وتقدير الذات والآخرين .
*وادي الريان : أحد أودية عجلون-الأردن ، يشتهر ببساتين الرمان .



#زهير_الأسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجنحة تائهة 13
- عثرات
- الى الروح الخالدة الى محمود درويش
- لست ِ نكرة
- لأنني إنسان
- أسطوانة عربية
- لا عزاء للجدائل
- آه أخاه
- أجنحة تائهة10
- أجنحة تائهة9
- الى م ا ك ر
- الى ماكر
- رسالة من اله
- أجنحة تائهة 8
- أجنحة تائهة 7
- أجنحة تائهة6
- أجنحة تائهة5
- أجنحة تائهة 1
- أجنحة تائهة2
- أجنحة تائهة3


المزيد.....




- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زهير الأسعد - بطاقة زفاف