أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديع الآلوسي - هواجس : اللومانتية 2011















المزيد.....

هواجس : اللومانتية 2011


بديع الآلوسي

الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما تعرفون ، الكتابة مسئولية ، ومشاركه ومحاولة .وما كلماتي سوى رأي قد يصيب اويخطأ .

عرفت هذا المهرجان منذ عقدين من الزمن ، والواقع إن ماحثني للمضي الى هذه التظاهرة الباريسيه عوامل عدة منها رؤية ما هو جديد . لكن لا اعرف لماذا خطر ببالي إن مهرجان اللومانتية ليس لأمثالنا .
وبصراحة شديدة ، إن ما حفزني لزيارة هذا الإحتفال هو رغبتي في اللقاء ببعض اصحابي البيشمركة ، الذين جمعتني معهم تجربة عصيبة لعدة سنوات لا اعرف كيف خرجنا منها سالمين .
تمنيت أن نتجاوز هذا العيد دون ان نُجهض بالخسارة ، لكن إحساسي في اليوم الثاني كان يشير : إن المهرجان سيكون إمتحانا ً عسيرا ً بالنسبة لخيمة الشيوعيين العراقيين .
جميعنا يعرف ان اللومانتية لا يعكس حقيقة الواقع ، رغم ذلك طفت ثلاث مرات بأرجاء المخيم ، محاولا ً الانغماس في هذا الاحتفال غير المتجانس ، بتواضع يمكنني القول : ان طوافي لم يغيير من إنطباعي الأول ، هنالك حركة ونشاط واضحين ، لكن بالمقابل هنالك صراع تنافسي وزيف أيضا ً ، هنالك احلام ولكن ليس هنالك أمال .
يفخر الفرنسين بعيدهم ، ذلك لأنه يساهم ولمدة ثلاث ايام بتحفيزهم وسحبهم من وتيرة الحياة الرتيبة الى اللهو والمتعة .
حين اهتديت الى خيمة ( قرية الكتاب ) وجدت كما ً هائلا ً ًمن الكتب المعروضة وشحة بالطلب على اقتناءها ، هذا ما أكدته لي إحدى البائعات قائلة ً : المشكلة الآن إن كثير من المحبين للكتاب صاروا يطلبونه عبر الانترنيت .
تبادر الى ذهني حينها : ان المباديء العظيمة او الإبداعات الأصيلة لا تحتاج الى مهرجانات .
أما اذا تجاوزنا الجانب الترفيهي والتنظيمي ، فإننا نجد أن وعي ا الزائرين قد تنوع بإيديولوجيات مختلفة ، لكني ومن خلال اللقاء ببعض منهم خرجت بقناعة إن كثيرا ً منهم لم يأتوا لفهم ظاهرة او مشكلة ما ، نعم ان المهرجان تحول الى سوق تجاري يعنى بالتسلية الثقافية ، وبالمقابل يشيع في المهرجان التكرار والجمل الجاهزة، لذلك يمكننا القول : لم تعد اللومانتية نموذجا ً أصيلا ً لتقييم التحديات ، اوالنهوض برؤى تعيد للنسيج السياسي ( اليساري ) فاعليته وتجاوزالعقبات التي يواجهها .
والواقع ان اغلب الساسه العراقيين ( الشييوعين والأحزاب الكردية ) ما زالوا الى حد اليوم متمسكون بنشاط اللومانتية الذي يختلط فيه الحابل بالنابل ، ولم نبتكر أنشطة خلاقة تنبع من خصوصيتنا خارج دوامة هذا الصراع المحموم، نعم ، إننا نواصل بوعي او بغير وعي تقليد الاخرين . لذلك يحق لي ان اتساءل : ما الذي يضيفه لنا هذا المهرجان ؟ .
إني على ثقة إن طرح افكاري على هذا النحو الصريح سيثير حفيظة كثير من الاصدقاء الذين التقيتهم في خيمة طريق الشعب ، وسيعتبرون ملاحظاتي قد أخذت بالجانب السلبي واغفلت الجانب الإيجابي .
لكني وأقول مخلصا ً ان حُبنا لخيمة طريق الشعب يتعلق قبل كل شيء لا بالإتفاق حسب بل برصد الحالة كما هي وبصدق . ان أي عمل او فعل مهما كان عظما ً يفقد قوته حين يكون في غير محله ، هذا ما أحسسته ، وبودي ان أتساءل هنا : ما دورنا في اللومانتية وما الغاية منه؟ هل لتنوير الزوار بما يعصف بالعراق من تمزق وصراع عنيف على السلطة ؟ أم جني الأرباح وإرسالها الى الحزب ؟
يبدو لزوار هذا المهرجان الليبرالي ( اليساري) إننا نقوم بانجاز المهمتين في آن واحد ، لكني اعتقد : إننا نناضل بلا أن نترك أثرا ً واضحا ً ، نعم ، للأسف اننا نبدد طاقاتنا لمدة اسبوع دون ان نحقق ما نصبو اليه فعلا ً .
بصراحة أيها الأصدقاء إننا ندفع الثمن غاليا ً كوننا نزج بأنفسنا في مهرجان ينتمي الى نظام محكم ، حيث يتحتم علينا دفع فاتورة مالية باهضة ، تتمثل بصرف الاف الايروات لتأجير الأرض والخيمة وتجهيز المأكولات ، هذه الأعباء المالية تجبرنا ان نكرس الجزء الأكبر من جهودنا في بيع الشاي والفلافل والكباب .
يخال لي ان تواجدي كان خطئا ً ، لكنها تجربةعلى كل حال ، كنت بلا كآمرة وبلا دفتر لتدوين الملاحظات ، لكن عيني كانت تراقب كل ما يحدث ، تبادلت الحديث مع اغلب الاشخاص الذين أكن لهم المودة ، لكن بصدق اقول : إننا لم نقل شيئا ً ، ثرثرنا على نحو عابر بامورنا الشخصية .
اغلب الاصدقاء الذين التقيتهم متفقون بان المشاكل الاجتماعية و كل ما يعانيه أهلنا في العراق يقترن بالسلطة الغارقة في المحاصصة والديماغوجية والفساد والسرقة، لكن يبقى السؤال الأهم : ما الحل ؟ ، كيف نخرج من هذه الازمة التي بلا أفاق ؟، لا احد يعرف . والمؤسف ان خيمة طريق الشعب خلت من لافته تبلور شعار يعبر عن موقف تاريخي ووطني يجسد خطورة المرحلة .
نعم ، نحن جميعا نكره الظلم ونحلم بوطن حر وشعب سعيد ، لكن لا احد يجهر على نحو واضح وجريء : ان الحزب الشيوعي والقوى الدمقراطية تتحمل المسؤولية .
بصدق اشعر بالأسى وأحس من غير الملائم ان نساهم بمثل هذه المهرجانات ذات الصبغة الفضفاضة والشعارات الباهتة ، وأكثر ما يحزنني ً يتمثل في تلك الروح التقليدية التي لا تعترف بالهزيمة ، وكذلك عدم الإقرار بانحسار اليسار وأثره في مواجهة أزمات العصر .
ولا اخفي على القارىء لولا وجود خيمة طريق الشعب فإن اغلب الأصدقاء لم يحضروا الى هذا المهرجان ، اذن نحن نتمسك بالخيمة لا بالمهرجان .
ربما سيحتج علي بعض الاصدقاء ويطالبوني بحلول ملموسة ، غافلين ان دور الفنان هو الابداع وليس التنظيم والسياسة ، رغم ذلك اكتفي بالاشارة لا احد يستطيع حجب رؤى المبدع لأنه حر وله موقف وإن لم يحض بقيول الآخرين .
تعودت حين يتوجه لي السؤال عن جماليات لوحة ما ، أرد بوضوح : تعجبني أو لا تعجبني ، بصراحة ان اللومانتية بشكله الحالي لم يعجبني كثيرا ً .
من السيء على الإنسان ان يتولى معالجة الموضوع من جانب واحد ، لذلك أعد هذه السطور انطباعات شخص حضر المهرجان لمدة يومين ، رأى وسمع أشياء كثيرة متنوعة ومتباينة ، لكنه أحبَ التوقف عند الجانب الثقافي في خيمة طريق الشعب والذي أمتاز بالتنوع .
ولكي نكون موضوعيون فإن منصة المسرح التي نصبت في وسط الخيمة كان لها دور طيب في بث البهجة والمتعة ، عُرضت الرقصات ، وتم إلقاء الشعر والمحاضرات ، وصدحت الحناجر بالغناء ، وعرضت مسيرات الأزياء ، وكذلك فعالية الخط والفوتوغراف ...الخ
كل هذا الإبداعات كانت محاولات طيبة ، لكنها وبصراحة لم ترتقي الى قيمتها الفنية ، وشعرت انها نافذة على إمكانياتنا الثقافية ، هكذا مرت كخاطرة سريعة ، كونها عرضت في أجواء مضطربة وبعيدة عن الإصغاء المتأمل.
نعم ، إن عرض النتاجات الابداعية بعيدا عن التأثيرات السلبية (الضجيج ) يعطي النتاج الفني هيبتا ً وجدوى .
اني اؤكد ان تلك الفعاليات تباينت في مستواها من حيث المهارة ، لكن جمهور الخيمة تعاطف معها . كنت أتمنى أن نحتفل بمبدعينا من الفنانين في قاعات محترمة بعيدا ً عن هذا الهرج والمرج ، وبذلك نساهم بإعادة وتوحيد الهدف للجالية العراقية اينما كانت .
نعم ، يقترن اسم المبدع بالمثقف الذي لا يحب الكذب والرياء ، حقا ًإن وطننا سيكون باهتا ً دونهم .فأنا لا أطيق فكرة زج الفنانين في فوضى المهرجان ، قد يرى البعض في ذلك ربحا ً ، لكن في حقيقة الأمر وعندما نحول الفنان الى كائن دعائي وسط الزحام تتعثر تجربتنا ونصاب بالعطب .
إضافة الى ذلك ،اعتقد ، وهم وسراب إن نتخيل ان هذه المهرجانات سيبعث في وعينا تفسيرا ً جديدا ًللواقع ، او إنه سيعيد العافية الى حركة اليسار التي تصارع في ظروف صعبة، تساءلت : كيف ولماذا إذن يجري كل ذلك ؟ . وهذا السؤال ترك في نفسي انطباع زاد من إغترابي.

هكذا ، ايها المهرجان ، أفل قمرك ، لا توجد أنت الان ،لا خيم ولا موسيقى ولا بشر على أرضك ، نعم لقد تلاشى كل شيء ، هكذا انتهى عيد الفقراء كحلم رومانتيكي .

يمكننا الآن ان نقول إننا كنا في تراجيديا لتمجيد الوطن ، لكننا خرجنا مصابون بالحيرة امام التساؤل الروتيني : لماذا خسرنا الرهان ؟ .



#بديع_الآلوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأركان الضرورية للإبداع
- طريق التغييرالى(( اين))
- وجهات نظر عن ......
- مرايا الإبداع وترويض اللوحة
- عاشقة الفلامنكو
- قصة قصيرة / الروزنامة الملعونة
- قصص قصيرة جدا ً/ إعتراف
- رسائل اليبرالي الجميل
- وكان ماكان ..وقصص أ ٌخرى قصيرة جدا ً
- قصة قصيرة جدا ً : من يصمت يحصد .....
- قصة قصيرة : مسيرة راجلة
- قصة قصيرة : ما قاله لها عن ....
- قصص قصيرة جدا ً : اين / يوم ليس كباقي الأيام
- سيدة الدوائر
- احذروا الحب وقصص اخرى قصيرة جدا ً
- قصة قصيرة :نحن من قتلنا الرفاعي
- قصص قصيرة جدا ً / بلا ميعاد / ماعاد كما
- قصص قصيرة جدا ً : منعطف / هل ....
- تأملات بعنوان : لقاء افتراضي معهم
- قصة قصيرة : المطارد


المزيد.....




- إيلون ماسك يقارن نفسه بـ-بوذا- خلال لقاء مع إعلاميين
- 5 قصّات جينز مريحة تسيطر على إطلالات النجمات هذا الموسم
- CIA تنشر فيديو جديد يهدف لاستدراج مسؤولين صينيين للتجسس لصال ...
- وزارة الداخلية الألمانية تصنف حزب البديل من أجل ألمانيا -كيا ...
- تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاخ ...
- الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
- حادثة الطعن داخل مسجد بجنوب فرنسا: دعوات للتعامل مع الجريمة ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا بصاروخ باليستي ...
- انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الرومانية 
- مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديع الآلوسي - هواجس : اللومانتية 2011