أنا والقبيلة

عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 21:31
المحور: الادب والفن
    

قبيلة بنى خيبان
قبيلتى تسمى قبيلة بنى خيبان , هذه القبيلة توجد فى أعالى بلاد الزنجبار , على سفوح الجبال ووسط الفيافى التى يحيطها الوحوش الكاسرة , ذهبت الى الجامعة خارج حدود الوطن , وعندما أنهيت دراستى وعدت الى قبيلتى لم أتوقع رفضهم لى , رجعت كى أعيش بين قبيلتى ومعى طموح لا حدود له , لأغير أشياء كثيرة وعادات بالية , عدت ومعى فرحتى , وكان يملآنى السرور , تغيرت أحوالى فى بلاد الغربة الى الآحسن سلوكا وخلقا , حتى تسريحة شعرى وطريقة تصفيفة أختلفت , لآنى عايشت إناسا أكثر تحضرا ووعيا من حياتنا البدوية ,ولبست البدلة بدلا من الجلباب , وكانت الكرافيت تشع على صدرى من خلال بدلتى , وشربت السيجار .

كان يحذونى الآمل الكبير فى أن أغير أشياء كثيرة فى قبيلتى , فقبيلتى كانت تعيش على الكر والفر والسطو , ولم أتوقع هذا الكم الهائل من التحدى من أفراد القبيلة , فكانت عيونهم تكاد تغتالنى , ووجدتهم أكثر ضراوة وشراسة منذ قبل , حدثتنى نفسى الحائرة أهذه قبيلتى ؟ إنها ليست هى التى كنت أعيش معها سابقا , أفراد قبيلتى تحدونى , لآنى أصبحت أكثر تفرنجا , وأعتبرونى خرجت عن تقاليدهم البالية , وأصبحت فى نظرهم مرفوض , أننى الآن إنسان يختلف عنهم , فى كل شيئ , فى العادات والتقاليد ,وكفرونى , لآنى خرجت عن المألوف , عن القيم البدوية فقلت فى قبيلتى :

فى قبيلتى وجدت البداوة والتصحر
وجدت القلوب كلها ملؤها التحجر
ووجوه مليئة بتوحش متفجر ...
حناجرها تهمهم وتزمجر .......
رفضونى بينهم لآنى الآن متحضر
ولا أحمل بين طياتى سيف وخنجر
قالوا لى إذا كنت تريدنا فيجب عليك
أن تكون غضنفر ................
تجوب الفيافى وتقتل وتنحر .....
وتتعلم لغة سفك الدماء وتغدر ...
وتشم رائحة الدماء وللبطون تفجر
رفضونى لآنى الآن لست مثلهم متصحر
قالوا لى : من يحمل لواءنا ... ويدخل
بيننا يجب أن يكون عنتر ..........
ويمشى الخيلاء ويزهو ويستكبر ...
ويصبح سلطانه وعظمته أكبر وأكبر
ويمشى بين القبائل وينهى ويأمر
من يعيش بين قبيلتنا يجب أن يكون
غضنفر .
أذهب عنا ولا تمكث معنا أكثر
فأنت الان غيرنا , أنت متحضر
وتصعد الجبال وتكسر وتحفر ...

#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل