أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السينو - الجامعة العربية و العرب خانو سوريا















المزيد.....

الجامعة العربية و العرب خانو سوريا


محمد السينو

الحوار المتمدن-العدد: 3487 - 2011 / 9 / 15 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخيانة لفظ ذا وقع قوي على النفس قبل الأذن ، ففي حياتنا الشخصية يؤدي وقوع الخيانة إلى تدمير الثقة بين الأفراد والعلاقات بينهم ، حتى لو أقتصرت الخيانة على عدم الإيفاء بوعد أو عهد ناهيك عن أن تؤدي الخيانة إلى تدمير حياة إنسان أو أهانته وجرح مشاعره .
هذا فيما يتعلق بنا كأفراد ، أما خيانة الوطن فهي أعظم وأكبر مما تحتمله أي نفس ، ويكاد يجمع البشر على مقت الخائن ، فكل فعل مشين يمكن للمرء أن يجد مبررا لفاعله إلا خيانة الوطن ؛ فإننا لا نستطيع أبدا أن نجد لها مبرر ، أين كان السبب الذي يدفعك لهذا الفعل المشين فهو أبدا لا يشفع لك لتبيع وطنك وتغدو في عرفه خائن .
مع إنقضاء ستة أشهر على اندلاع االعنف العلني على الجيش و الامن و المواطنين, خرجت إلينا الجامعة العربية أخيرا لتعلن عن إدانتها لإستخدام العنف بحق المخربين و نسيت المواطنين العزل و الجيش و الامن غباء ليس كمثله غباء يقولون جماعة الدول العربية و انا اراها جامعو رعاة الابل لا غير.
على الرغم من المجازر وعمليات الابادة الجماعية التي تنتهكها العصابة االارهابية مستخدمة كافة أنواع الأسلحة الثقيلة في الضواحي والمدن السورية لينكشف بذلك القناع عن الوجوه القبيحة للأنظمة العربية الحاكمة ويتجلى بوضوح ما أخفته من نفاق وكذب وخيانة خلال العقود المنصرمة.
ففي الوقت الذي بدأنا بسماع كلمات الشجب والاستنكار من دول غربية " أجنبية , عميلة , إمبريالية , كافرة " من منظور المجتمع العربي والاسلامي " لما يرتكب من انتهاكات بحق البشرية جمعاء في سوريا الجريحة ,لنقف مذهولين أما التخاذل الذي يخّيم على جامعة الدول العربية والدول الاسلامية والتي كان شعارها الرنان دائما وأبدا ( التضامن والتعاون ) , فقد جاء في بروتوكول الاسكندرية لبيان تأسيس هذه الجامعة أواخر عام 1944 إثباتا للصلات الوثيقة والروابط العديدة التي تربط بين البلاد العربية جمعاء , وحرصا على توطيد هذه الروابط وتدعيمها وتوجيهها الى مافيه خير البلاد العربية قاطبة وصلاح أحوالها وتأمين مستقبلها وتحقيق أمانيها وآمالها , واستجابة للرأي العربي العام في جميع الأقطار العربية قد اجتمعوا بالاسكندرية ..... ).
وهنا يتبين لنا ولكل مواطن عربي أن الجامعة العربية ليست سوى إطار شكلي يجمع بين الحكام الديكتاتوريين فقط لحفظ مصالحهم الشخصية ومن أجل تضامنهم في استبداد الشعوب العربية , فقد تجلى ذلك واضحا من خلال إجتماعاتها في القمم العربية من جهة ومن خلال مساندتها للارهابين مؤخرا في كبح االسوريين الشرفاء بتقديمها الدعم المادي واللوجستي من خلال دعمها للارهابيين و القتلة وتجييش علاقاتها لحماية هولاء, وإعطاء شرعية قانونية لهم.
إن الجامعة العروبية والتي تأسست على أساس الدم والعرق واللغة والتي لطالما إرتفعت شعاراتها العروبية الرنانة لتزرع الفتن والتعصب القومي بين جميع مكونات الشعوب ( داخليا وخارجيا ) , تؤكد على موقفها المتخاذل والمتواطئ وعمالتها للقوى الدولية في سبيل بقاءها على سدة الحكم لتكون وصمة عار في خاصرة الأمة العربية والاسلامية.
السياسة الأمريكية والدول العربية، أمريكا هي دولة حديثة ولكن بفضل من يحكمها أصبح لها كيان ونفوذ في العالم وفرض سياستها وخاصة في دول العالم التافه من الحكام إلى الشعوب، الذين سمحوا لها ببناء قواعد عسكرية في الدول العربية، لتقوم بضرب العراق بمساعدة العرب المتخلفين، وهذا الكلام أقصد به كل العرب وخاصة الحكام والمسؤولين الذين باعوا الدول العربية، وبعد ذلك تسمع من الشعوب الذين أصبحوا كالنساء لا يملكون إلا السب على أمريكا وغيرها وإذا كانت أمريكا دولة محتلة لماذا سمحوا العرب أصلاً ببناء قواعد عسكرية لأمريكا في معظم الدول العربية؟!..
هذا قبل ضرب العراق، إذاً الذي يستحق السب هم العرب وليس أمريكا، فمن يلقي اللوم على أمريكا فهو متخلف ولا يفقه شيء، لماذا لا نعمل مثل ما يعمل حكام أمريكا لشعوبهم، بغض النظر كانوا على خطأ أو على صواب، هم يعملون لصالح شعوبهم، أعتقد أن الذي تآمر على العراق وفلسطين ولبنان هم العرب أنفسهم.
وهذه خيبة العرب على مدى التاريخ، أنهم يلقون اللوم على غيرهم، وحتى أثبت لكم ذلك حين دخل صدام الكويت وهذا غير شرعي، ذهبت عربان الكويت والخليج إلى أمريكا لكي تتدخل في شؤون العرب وكان من الممكن أن تحل كل المشاكل العالقة بين الكويت والعراق دون تدخل أي جهات أجنبية، إذاً الذي أتى بأمريكا هم عربان الخليج، وأيضاً هم الذين دفعوا تكاليف الحرب على العراق، وهذا شيء مخزي وعار على كل العرب.
أن تصرف المليارات على تدمير دولة عربية بالتعاون مع كل العرب على هذه الدولة، ومن ثم تسمع الجعجعة والشعارات الكذابة عن الشهامة والرجولة أعتقد أن هذه الجملة يجب حذفها من الوطن العربي وتوضع مكان هذه الجملة (التآمر على بعض والخيانة)، لو كان هناك شهامة أو رجولة ما تآمر العرب على العراق، وأعتقد أن سقوط العراق هو سقوط العرب كاملاً، ولكن المسألة مسألة وقت يا عرب، فلا بد أن نصبح قطر واحد واقتصاد واحد، وكما تعلمون أن العالم كله يتحالف مع بعض ونحن في الوطن العربي ما شاء الله كل دولة في وادي، وهذا ما يضعف الدول العربية، أنهم متشتتين وممزقين، ولذلك تصبح أي دولة فريسة لأي جهة ونحن متفرجين، فأين أنتم يا عرب يا من تقولوا نحن أهل الشهامة والرجولة.
ولكن يبدو أنه (لا حياة لمن تنادي) في الأمة العربية التي أصبحت كالعدد في الليمون، وهذه رسالة مني إلى الشعوب العربية من يرى في نفسه الرجولة فليعترض على السياسة العربية التي أصبح العرب بسببها لا يساوون شيئاً بين الأمم التي تتآمر علينا، ونحن كالأموات.
مهما أختلفنا في أفكارنا أو عقائدنا أو مبادئنا ، مهما ظلمنا بني ابينا وقومنا وأهل وطننا الواحد فهذا أبدا لا يمكنه أن يبرر لنا خيانة الوطن .
ثلاثة صفات أحداهن لا يكون إلا بالأخرى : الغـدر ، و الخيانة والنفاق . فالغدر يتطلب الخيانة والخيانة تتطلب النفاق ، وجميع هذه الصفات هي من أقبح وأرذل الصفات التي قد تجتمع عند إنسان .
حتى أقبح الناس صفات يكره ويمقت الخائن ويزدريه ، لأن خيانة الوطن تعني عدم المروءة بالضرورة ، والإنسان الذي لا يملك المروءة يمكنه أن يبيع عِرضهُ وشرفه كما يمكنه أن يبيع وطنه ، لأن الوطن هو بمنزلة العرض والشرف للإنسان . ومن هان عليه وطنه يهون عليه عرضه وشرفه ببساطة .
قد أختلف مع الحاكم وقد أمقته وأمقت حكومته ، قد يظلمني وطني ، قد أحيا غريبا فيه بسبب ما ألقاه من أبناء قومي وأبناء جلدتي ، لكن مامن عرف أو دين أو عقيدة أو فكر يبرر لي خيانة وطني . أنه العار نفسه أن تخون وطنك ، أنه عار لن يكتفي أن تلبسه وحدك بل حتى جميع أهلك وذريتك ، سوف ينظر لهم الناس شزرا ، سوف يزدرونهم ، ليس لأن الناس أشرار ، بل لأن الجرم الذي أقترفته عظيم ، وعظيمٌ جدا ، لذا فأنت به تظلم نفسك وأهلك فوق ظلمك لوطنك وأهل وطنك ، وما من شيء يغفر خطيئة خيانة الوطن ، للأسف مامن شيء أبدا .
حتى من تخون وطنك لصالحهم ، ينظرون إليك كشخص حقير ، هم لا يثقون بك ولا يحترمونك بينهم وبين أنفسهم وأن أظهروا لك الإحترام ، فأنهم يبطنون المقت والإزدراء لك ، فهم يعلمون أنه لايمكن لعاقل أن يأمن الخوان ، ومن يبيع وطنه يبيع أوطان غيره بسهولة . ومن هان عليه وطنه ، تهون عليه أوطان الآخرين .
ولن نذهب بعيدا في التاريخ حتى لا نزعج الأموات في قبورهم ، وسنكتفي بذكر الأحياء . فهاهو ( أنطوان لحد) صاحب جيش لحد ، مليشيا عسكرية قتلت اللبنانيين وروعتْ الأمنين منهم لصالح الكيان الصهيوني ، وحين أنسحب الصهاينة من أرض لبنان الطاهرة ، تخلوا عن عبدهم الخائن علنا لهم ، تخلوا عنه تماما ، ولم يقبلوا حتى منحه اللجوء إلى كيانهم الغاصب . حتى اليهود يمقتون الخائن فمابالك بغيرهم .
يذهب كل شيء ويبقى الوطن ما بقيت السماوات والأرض ، ومهما كان عذرك للخيانة ، فلا عاذر لك ، والوطن لا ينسى من غدر به وخان ( سراً أو علناً ) فالخيانة تبقى خيانة ، وجه قبيح لا يُجمله شيء ، وأن صفحتْ السلطات عن خائن ـ لحاجة في نفسها ـ فالوطن والتاريخ لا يصفح أبدا ، ويظلان يذكران الخائن حتى بعد موته . فهما لا يغفران لخائن أبدا .



#محمد_السينو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اردوغان و الحلم العثماني في المنطقة العربية
- غباء و جهل و تخلف
- المراة السورية و دورها الحضاري في بناء سوريا
- الاخوان المسلمين و جرائمهم
- هذا ما يجري في سوريا اليوم و تحللي له
- الاعراب و تركيا في تغيب العرب
- كيف يصبح الإنسان ارهابي مجرم و لماذا الاسلام يتهم بالارهاب؟
- خطر الاسلام السياسي على العالم
- الاستعمار التركي الحديث و عودة العثمانين
- سبب تاخر المجتمع هو الاسلام السياسي و الفساد و الرشوة المحسو ...
- نظرة على فكر الاسلام السياسي
- الجهل و التخلف بين الشعوب العربية
- العرب هم اسباب البلاء على البلاد العربية
- لهذا يجب ان نقوي المواطنة في سوريا
- الفتنة على سوريا
- التبعية السياسية العربية للغرب و اثارها على العرب
- نظرة القومجية العرب الى الاكراد الوطنيين
- الإرهاب في الفكر السياسي الاسلامي- الاسلام السياسي-
- الاخوان المسلمين اخوان الشياطين
- مسخرة الثورات العربية


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السينو - الجامعة العربية و العرب خانو سوريا