أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السينو - الفتنة على سوريا














المزيد.....

الفتنة على سوريا


محمد السينو

الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأن سورية ليست ليبيا، ولا هي اليمن، فقد بقيَ جيشها، الوطني والقومي العقيدة، محافظًا على ولائه للدولة، التي لا تميز بين طائفة وأخرى، ولا بين مذهب وآخر.
فالجيش العربي السوري، الذي تنامت عقيدته القتالية على مواجهة "إسرائيل" يوم كان الرئيس الراحل حافظ الأسد قائد قواته الجوية، قبل أن يصبح رئيسًا أعلى للبلاد، هو اليوم في عهدة نجله الرئيس بشار الأسد يحافظ على الخط القومي الذي لا يحيد عن مسلمات القوة والمنعة، ولهذا السبب لم تهزه رياح التآمر الخارجي وهو اجتاز تجاربها بنجاح لوأد الفتنة، غير عابئ بالتضحيات في تصديه للمتسللين والمندسين على أطراف الحدود.

ولم تثنِه الشعارات، المنسلة تحت جنح المساجد، عن أداء دوره الوطني لإنقاذ سورية من أكبر إستهداف لوحدتها وولائها للقيادة برغم الحملات الإعلامية التي شُنت على مهماته الأمنية لأنه يدرك، من خلال قياداته، حجم المؤامرة على بلاده من أجل إحداث شرخ طائفي بغيض، يناقض طبيعة النظام القائم على أُخوة الجميع في بوتقة الدولة.

ولقد أعطت تجربة الحراك الشعبي في مصر مثلاً عن التحول الذي طرأ على ميدان التحرير، عندما رفع جماعة الإخوان المسلمين رايات الدولة الإسلامية، مِما إضطر شباب مصر إلى الإنسحاب من التجمع الأخير، لئلا ينحرف مسار الإنتفاضة عن طريقه الديمقراطي التعددي بعيدًا من طروحات الدين في أنظمة الدولة.
لقد كان الرئيس بشار الأسد متنبهًا، منذ اللحظة التي إندلعت فيها شرارات التحرك في مناطق ذات حساسية طائفية، لهذا التوجه المبيت، ولخطورته على مستقبل بلاده وأجيالها الجديدة، فحسم الأمر في التصدي لهذه التحركات. قبل أن يستفحل أمرها وتُحول الساحة الداخلية إلى صدام طائفي لا يستفيد منه إلا العدو "الإسرائيلي" الذي يطمح إلى إقامة كيانات طائفية من حوله تتماهى مع كيانه العنصري الطائفي المتمثل بالقومية اليهودية، وتبرر قيام مثل هذه الدولة.

فاستهداف سورية هو إستهداف لعرين العرب، الذي وقف في وجه أعتى الهجمات على العراق عام 2003، وعلى لبنان عام 2006، وعلى غزة عام 2008. ولولا دعمه لحركات المقاومة في وجه هذه الهجمات، لأصبح الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس، في متناول القوى الكبرى وتحت سيطرة الكيان العبري.

لقد عرف الرئيس بشار الأسد، أن بلاده معرضة لِما عجز الغرب و"إسرائيل" عن تحقيقه بالحروب والفتن، فذهب رأسًا إلى وأد الفتنة في مهدها، واستطاع أن يضع حدًا لاستغلالها ساحة المطالب التي كان في طليعة المنادين بها، والعاملين على تحقيقها بسلسلة من الخطوات الإصلاحية، التي شرع بها منذ تسلمه مقاليد الحكم عام 2000، إلا أن ظروف الحرب الأميركية على العراق سنة 2003، وما تعرض له من ضغوط وأحداث في لبنان عام 2005، وما أعقبها من إعادة قواته إلى سورية، حالت كلها دون مضيه في هذا السبيل، برغم ما أحدثه من تحديث في إدارة البلاد وتحرير الإقتصاد من قيود التعامل في الإستثمارات والمشاريع المصرفية والإنشائية.
لم يكن الرئيس الأسد ليساوم على كل ما يمس بحقوق بلاده أو بالحقوق العربية، ولم يتنازل قيد أنملة عن دعمه لعناصر التصدِي المقاومة للإحتلال "الإسرائيلي"، لأنه لو تنازل لَكان الدعم الغربي طوع بنانه.

ولأنه رجل دولة، فقد قاوم بمواقفه السياسية المتمسكة بهذه المسلمات كل إغراءات الترغيب والتهويل والوعيد، ما حمل الغالبية الشعبية في بلاده، والقوات المسلحة في سورية على الولاء له برغم التشهير الإعلامي الذي حاول أن يقلب الوقائع لصالح خطة تستهدف النظام السوري المنيع.

وبرغم بعض المطالبات الخارجية بوقف حملة حفظ الأمن التي يقوم بها الجيش والقوى الأمنية، فقد ثابر الرئيس الأسد على التعامل مع أوكار الفتنة بالحزم والحسم، لأنه يدرك أنه لا بد من تأمين الأمان الداخلي من أي خرق خارجي، ليتمكن من إفساح المجال للقوى الإيجابية في سورية من طرح الأفكار البناءة في هيكلية الدولة، وفي كافة القطاعات المدنية، وتلبية المطالب المحقة في مناخ لا تسوده الفوضى التي تصرف الجيش عن واجبه القومي في الدفاع عن الحدود التي يتربص بها العدو ويتحين الفرص للانقضاض عليها، متى سنحت له الفرصة.

إن سورية، التي خرجت من تحديات خارجية أكبر، هي اليوم أقوى من أن تنال منها الفتن المفتَعَلَة، لأن جيشها هو صمام الأمان لخروجها من هذه الأزمة.
وكانت تقارير إعلامية عربية وعالمية قد ذكرت ان أحدث طرق الجاسوسية التي تقوم بها كل من المخابرات "الإسرائيلية" والمخابرات الأمريكية عن طريق أشخاص عاديين من لا يعرفون أنهم يقومون بمثل هذه المهمة الخطيرة ، حيث يعتقدون بأنهم يقتلون الوقت أمام صفحات الدردشة الفورية واللغو في أمور قد تبدو غير مهمة، وأحيانا تافهة أيضا ولا قيمة لها
منوهين أن الخطير في الأمر هو أن الشباب العربي يجد نفسه على صفحات الفيسبوك مضطرا او بالاحرى مستعجلا تحت اسم مستعار ودون أن يدري للإدلاء بتفاصيل مهمة عن حياته وحياة أفراد أسرته ومعلومات عن وظيفته وأصدقائه والمحيطين به وصور شخصية له ومعلومات يومية تشكل قدرا لا بأس به لأي جهة ترغب في معرفة أدق التفاصيل عن عالم الشباب العربي.



#محمد_السينو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التبعية السياسية العربية للغرب و اثارها على العرب
- نظرة القومجية العرب الى الاكراد الوطنيين
- الإرهاب في الفكر السياسي الاسلامي- الاسلام السياسي-
- الاخوان المسلمين اخوان الشياطين
- مسخرة الثورات العربية
- دور السياسة الديمقراطية في بناء المجتمع الديمقراطي 2
- دور السياسة الديمقراطية في بناء المجتمع الديمقراطي 1
- مفهوم الإرهاب
- الحرب النفسية وسبل مواجهتها
- مفهوم الحرية
- هل يمكن ان تكون البلاد العربية ديمقراطية
- نصائح الى المعارضة و المولاة في برنامج البالتوك
- قانون الاحزاب و تطبيقه في سوريا
- ما هي المعارضة و المولاة في برنامج الانتيرنيت بالتوك


المزيد.....




- وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما
- بوليانسكي: ترامب يرغب فعلا بإحلال السلام في أوكرانيا
- الولايات المتحدة تدشن مرحلة جديدة لبناء الغواصات النووية وتط ...
- حرائق تنشب في غابات على تخوم القدس تدخل مرحلة -طوارئ وطنية- ...
- أطفال -بايبي ليفت- يعودون إلى فيتنام بعد 50 عاما بحثا عن عائ ...
- غارات أميركية جديدة على اليمن والبنتاغون يهدد إيران
- دراسة: شمال غرب المحيط الهادي مهيأ لزلزال ضخم وهبوط أرضي
- ما الفرق بين الطقس والمناخ؟
- ترامب يكشف سبب توقيع اتفاقية المعادن النادرة مع أوكرانيا
- تقرير: مجلس إدارة تسلا يبدأ إجراءات استبدال إيلون ماسك كرئيس ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السينو - الفتنة على سوريا