|
الاستعمار التركي الحديث و عودة العثمانين
محمد السينو
الحوار المتمدن-العدد: 3479 - 2011 / 9 / 7 - 11:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا يساعد الغرب حزبا اسلاميا لقيادة تركيا "العثمانية" ؟ ما هو المشروع الامريكي للقضاء على "التطرف" الاسلامي؟ وهل حان الوقت لتهديم الكعبة؟؟ تركيا الأردوغانية التي تنشط في اجتماعات الاسلاميين (في القاهرة على اسم المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية، وفي اسطنبول بقصد رعاية التمرد السوري) ليست غائبة عن المشهد الليبي، إسلامياً وأطلسياً في آن، وهي تتلاقى مع الجهود القطرية على دفع الأمور في ليبيا الى مرحلة الحرب الأهلية المفتوحة، ولا تعارض على ما يبدو المشروع التقسيمي. اردوغان هو النموذج الإسلامي المقترح امريكيا على الشعوب العربيه لطيف معتدل انيق حداثي عطوف ملتزم بالأداب الإسلاميه عضو في حلف الناتو ينقد امريكا واسرائيل بشده ويهدد ويزمجر لكن لا يقف حجر عثرة حقيقيه امامهم ينجح في العودة لنقطة التهدئه بعد ان يسحر الباب انصاره بالخطابات الحماسيه والمواقف العنتريه.. الذي ظهر الأن لايمكن أن يكون طارئا ، فإذا أعدنا مشاهد الأحداث ، تبين بدون شك ، أن الأمور كانت تعد بحسابات دقيقة من قبل قوى الثورة المضادة للقومية العربية ، وعلى العموم ، فلم نكن نحن العرب مغفلين كما يظن أعدائنا ، ولكننا على كل حال طيبين للدرجة التي يمكن فيها خداعنا ، فالفرق شاسع بين الأخلاق والقيم التي نتعامل ونتصرف بموجبها ، وبين الحيل والأكاذيب وأخلاق المؤامرة التي يتحرك بها الأخرين معنا . النظام التركي الإسلاموي، المرتبط بفعالية مع الغرب الاستعماري الأمريكي والأوروبي، وصاحب العلاقات العسكرية والسياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني، يحاول أن يلعب دور الوصاية على الوطن العربي بعد أن لطمته "إسرائيل" على وجهه، عندما رفضت تقديم الاعتذار له عن الاعتداء الذي قامت به على سفينة مرمرة، التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة المحاصر، وبعد فشله في أن يكون عضواً بالاتحاد الأوروبي. النظام التركي بتحالفاته المشبوهة مع الكيان الصهيوني، يظن واهما أن باستطاعته إحياء الاستعمار التركي البغيض، الذي حكم الوطن العربي لما يقرب من خمسمائة سنة، كان فيها مثالا للتخلف الذي أصاب الوطن العربي بالضعف والذل والهوان، حتى إنه فشل في حمايته من الغزوات الأوروبية سواء في بلاد المغرب العربي أو في فلسطين، في الوقت الذي كانت المنطقة العربية قبل غزوه ذات سمة حضارية متقدمة، حتى إن أحد المؤرخين يقول: لقد دخل الأتراك الشام/دمشق وفيها مئات الوراقين/المكتبات، وخرجوا منها ولم يبق فيها وراق واحد، ولم يشفع له إلا أنه لم يتمكن من تهديد الثقافة العربية باستعماله اللغة العربية والدين الإسلامي، وعندما لجأ إلى سياسة التتريك قامت الثورة العربية الكبرى ضده، وأنهت وجوده الاستعماري بعد هزيمته في الحرب العالمية الثانية. النظام التركي الإسلاموي يحاول وبكل قوة أن يشكل تحالفاً مع الكيان الصهيوني تحت المظلة الأمريكية، بعد أن بات الوجود الأمريكي يجر أذيال الهزيمة في العراق، وترك العراق جثة هامدة، بعد أن تم تدمير الدولة، وتمزيق أواصر المجتمع، ما يحتاجه العراق لسنوات طويلة للنهوض، والعودة لأخذ دوره الوطني والقومي، مما يتطلب العمل على أن تلحق سوريا وتصاب بداء التمزيق والتبعية، بحكام على غرار حكام العراق اليوم، الذين جعلوا من العراق أفشل دولة وأكثر دولة فساداً في العالم. تركيا أردوغان بعد أن أقامت علاقات حميمة مع النظام السوري، سرعان ما انقلبت على هذه العلاقات بتوجيه أوروبي أمريكي، وبتهيؤات استعمارية في المنطقة العربية، علها تعوض ما حرمت منه من رفض لها في أن تكون عضوا في الاتحاد الأوروبي، وقد تكون جائزة دخولها النادي الأوروبي أن تتقاسم النفوذ مع "إسرائيل"، بتوجيه وإدارة أمريكية. أعتقد أن زعماء تركيا الذين يتمسحون بالإسلام، سيكونون واهمين في رسم مستقبل طموحاتهم، فيما يتعلق بتوسيع نفوذهم على حسب سوريا، لأنهم ليسوا مقنعين في استقلالية قرارهم عن التعليمات الغربية، إلى جانب أن من يتحالف مع الصهاينة ليس في مقدوره إلا أن يقوم على خدمة الكيان الصهيوني، لحجم النفوذ الصهيوني على أمريكا وأوروبا، وبالتالي فإن الوهم الذي يعشعش في عقول سياسة أردوغان وأعضاء حزبه وحكومته، سيفقده أية محاولات للاقتراب من الجانب العربي، حيث ما زال الانحياز الفارسي للأمريكان والتواطؤ مع الصهاينة، درساً محفوراً في أذهان الجماهير العربية تجاه ملالي الفرس، في الوقت الذي يتشدقون بالإسلام، فهل يريد حكام تركيا بالتطلعات الإمبريالية أن يكرروا النموذج الفارسي؟. تاريخياً هزم الفرس على أرض العراق أكثر من خمس مرات، قبل هزيمتهم المنكرة في عهد ملالي الفرس بزعامة كبيرهم الخميني، وتاريخياً أيضاً فإن الأتراك باؤوا بالفشل في أن يتركوا بصمات إيجابية رغم مرور خمسمائة سنة من حكم الوطن العربي، مما يؤكد أن لا المشروع القومي الفارسي، ولا المشروع القومي التركي الطوراني قابل للنجاح، على حساب الوطن العربي، رغم حالة الذل والهوان التي أصيب بها الوطن العربي بفعل النظام العربي الرسمي، ورغم تمسح النظامين الفارسي والتركي بالإسلام؛ كما أن المشروع الصهيوني زائل لا محالة، لأنه مشروع هش غير قابل للحياة، كما هي المشاريع الاستعمارية التي سبقته في الوطن العربي وفي العالم، وكان مصيرها إلى زوال. ما ينفع العلاقات التركية العربية أن تكون التوجهات التركية بعيدة عن أن تكون موجهة لخدمة الغرب والصهيونية، وأن تكون علاقات حسن الجوار والدين الواحد، هي القاعدة المشتركة في إقامة علاقات مشتركة بين تركيا وعموم الوطن العربي، وهو ما يفيد الجانبين، ويحقق لتركيا كما للعرب علاقات خالية من أية تطلعات مصلحية خاصة، وأن هذه العلاقات مبنية على احترام متبادل، وبعيدة عن سياسة التدخل في الشؤون الداخلية، إلا أن تركيا المتمسحة برداء الإسلام/ تركيا أردوغان، باتت من خلال تحركاتها المشبوهة ضد سوريا، تفقد البريق الكاذب الذي افتعله رئيس وزرائها في وجه العجوز الصهيوني شمعون بيرس، بعد اعتداء الكيان الصهيوني على سفينة مرمرة المتجهة إلى خرق الحصار الصهيوني على غزة. نتمنى على تركيا، وخاصة في ظل حزب العدالة والترقي الإسلامي، أن تبتعد كثيراً عن إرثها التاريخي مع العرب، لأنه إرث أسود وغير مشرف، وأن تكون في ذات الخندق الذي تناضل منه الجماهير العربية، في مواجهة الغرب الإمبريالي والصهيونية العالمية، في الوقت نفسه أن لا تكرر نموذج ملالي الفرس الذين يجعجعون ضد الشيطان الأكبر، وهم يتلذذون بالنوم في أحضانه، وينبحون على الكيان الصهيوني دون أن يلقوا بحجر واحد على حدود الأرض المحتلة في فلسطين، في ذات الوقت الذي يشاركون أمريكا و"إسرائيل" باحتلال العراق، وبقية الأراضي العربية، سواء في الأحواز أو الجزر العربية الثلاث.
#محمد_السينو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سبب تاخر المجتمع هو الاسلام السياسي و الفساد و الرشوة المحسو
...
-
نظرة على فكر الاسلام السياسي
-
الجهل و التخلف بين الشعوب العربية
-
العرب هم اسباب البلاء على البلاد العربية
-
لهذا يجب ان نقوي المواطنة في سوريا
-
الفتنة على سوريا
-
التبعية السياسية العربية للغرب و اثارها على العرب
-
نظرة القومجية العرب الى الاكراد الوطنيين
-
الإرهاب في الفكر السياسي الاسلامي- الاسلام السياسي-
-
الاخوان المسلمين اخوان الشياطين
-
مسخرة الثورات العربية
-
دور السياسة الديمقراطية في بناء المجتمع الديمقراطي 2
-
دور السياسة الديمقراطية في بناء المجتمع الديمقراطي 1
-
مفهوم الإرهاب
-
الحرب النفسية وسبل مواجهتها
-
مفهوم الحرية
-
هل يمكن ان تكون البلاد العربية ديمقراطية
-
نصائح الى المعارضة و المولاة في برنامج البالتوك
-
قانون الاحزاب و تطبيقه في سوريا
-
ما هي المعارضة و المولاة في برنامج الانتيرنيت بالتوك
المزيد.....
-
-انسحاب كبير-: جنرال أمريكي متقاعد يبين معنى خروج روسيا من س
...
-
الأردن : مواصلة التحقيقات في مقتل 6 نساء وإصابة العشرات جراء
...
-
طريقة وحيدة لنجاح أحمد الشرع -الجولاني- بحكم سوريا.. محلل يو
...
-
هيئة تحرير الشام تواجه اختبار الحكم الشامل: من إدلب إلى سوري
...
-
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مصداقية الأخبار؟ دراسة جديدة تكشف ا
...
-
بوتين يلتقي بنزارباييف في موسكو
-
فلوريدا.. إصابة 16 شخصا إثر اصطدام قاربين (صورة+ فيديوهات)
-
روسيا.. ابتكار روبوت على هيئة إنسان للتواصل مع الزبائن
-
كيف تؤثر اختياراتك الغذائية على عمرك؟
-
إسرائيل تستهدفت مستودعات الصواريخ في منطقة القلمون بريف دمشق
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|