أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد احمد - سقوط القذافي ونظامه الجرائمي، و-تراجع- الثورة في ليبيا؟ ماذا عن الثورة في العالم العربي؟















المزيد.....

سقوط القذافي ونظامه الجرائمي، و-تراجع- الثورة في ليبيا؟ ماذا عن الثورة في العالم العربي؟


مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سقوط القذافي ونظامه الجرائمي،
و"تراجع" الثورة في ليبيا؟
ماذا عن الثورة في العالم العربي؟
بداءت الجماهير في ليبيا، وبعيد اسقاط مبارك، بشن مبادرات ثورية ومظاهرات جماهيرية في بعض مدن ليبيا لاسقاط النظام الدكتاتوري للقذافي، بتاثير من المبادرات والانتفاضات الجماهيرية الثورية المنتصرة في تونس ومصر. غير انه ومنذ البداية شن القذافي ونظامه الجرائمي حرب ابادة ضد المتظاهرين والثوريين وكل من تجرء على ان يقف بوجه النظام وبات مسار الاحداث ينحدر الى قتال عسكري غير متكافئ وحرب دموية ويحصل تفاقم ماساوي في مسار الانتفاضة الثورية.
خلق هذا التفاقم المأسوي في مسار نضال الجماهير المنتفضة الاجواء والفرص لدول الناتو، وتحديدا فرنساو بريطانيا وامريكا، كي تتدخل، حسب مخطط مسبق، في مسار اوضاع ليبيا. فبدأ الناتو بشن الحرب على ليبيا ونظام القذافي عن طريق القيام بحملات قصف جوية هائلة ومستمرة على مدى عدة اشهر، كما وفي هذه الاثناء تم تشكيل "المجلس الوطني الانتقالي" في مدينة بنغازي من القوى الاسلامية والقومية والعشائرية والمنشقين عن النظام لاخذ زمام امور المعارضة الرسمية والحرب بوجه نظام القذافي بايديها. بعد 6 اشهر من المعارك والقتال والقصف الجوي، انخرطت فيها كل من نظام القذافي والناتو وقوى المعارضة الليبية، والتي راحت ضحيتها عشرات اللاف من الليبيين وعلى اثرها تم تدمير البنيان الاقتصادي للبلاد، استطاعت قوى "المجلس الوطني الانتقالي" والقوى المنتفضة على النظام بالزحف على طرابلس العاصمة واسقاط القذافي ونظامه الدكتاتوري في ليبيا خلال الايام القليلة الماضية.
تشكل الدول الامبريالية والدول المتحالفة معها مثل السعودية ودول الخليج.. وغيرها، احدى القوى الرئيسية للثورة المضادة تجاه الثورات الجارية في العالم العربي. من الواضح ان التدخل العسكري لفرنسا وبريطانيا وامريكا في ليبيا لم يكن غير تدخل عسكري رجعي للقوى المضادة للثورة ليس فقط في محاولة لقولبة احداث ليبيا في اطار مصالحها الستراتيجية بل كبداية لتدخل اكثر وأوسع لوضع حد للثورات الجارية في المنطقة. بالرغم من الادعاءات الكاذبة التي تروج لها تلك الدول والميديا الموالية لها والتي تقول بان دوافعها انسانية لوقف المجازر البشرية ضد الجماهير المعترضة في ليبيا، فان مجمل تاريخ تدخلات هذه الدول الامبريالية يبين بوضوح بان الاهداف الستراتيجية والسياسية الغارقة في الرجعية لتلك الدول تقف وراء هذا التدخل العسكري.
كانت امريكا ودول الناتو تبحث، منذ بداية نشوب الثورات في العالم العربي، عن ايجاد وسائل فعالة للتدخل بهدف التأثير على مسار الاوضاع الثورية في المنطقة وسد الطريق على تقدمها. فلم تتردد هذه الدول الامبريالية لحظة في استغلال اجواء ماسي تفاقم الاوضاع في ليبيا كي تنخرط عسكريا لترسيم مسار الاحداث الثورية فيها واجهاضها لصالح ستراتيجيتها الاقليمية والعالمية واهدافها السياسية المضادة للثورة. من يحجب هذه الحقائق عن الجماهير فانه يتخذ قبل كل شئ موقفا معاديا لها وللنضال الثوري للعمال والكادحين والشباب والشابات في ليبيا التي انتفضت ضد للحكم الدموي للقذافي ونظامه بهدف كسب الحرية والرفاهية الاقتصادية وتحقيق اردتها الثورية الحرة والمستقلة.
تم اسقاط المجرم قذافي ونظامه الاستبدادي ولكن ليس عن طريق تطور الثورة الى ثورة شعبية عارمة تاخذ زمام امور السلطة بايديها بشكل حر ومباشر بل عن طريق "تراجع" الثورة وانتصار القوى الامبريالية لدول الناتو والمجتمعين في "المجلس الوطني الانتقالي" من الاسلامييين والعشائريين والبروغربيين وللمجموعات القيادية "المنشقة عن النظام القذافي. تشكل هذه النتيجة، بطبيعة الحال، احدى وقائع مسار انحدار الثورة التي بدات كمبادرة جماهيرية ثورية ولكنها انتهت بانتصار تلك القوى البرجوازية والدول الامبريالية على الاوضاع.
لايمكن التنبؤ بما سيجري في ليبيا لاحقا من التحولات والصراعات والحرب فيما بين القوى الميليشية والعشائرية في البلاد وكذلك فيما بين قوى معسكر "المجلس الوطني الانتقالي ". ولكن الواضح هو ان قوى الثورة الشعبية، قوى العمال والكادحين والشباب والشابات الثورية، لم تستطيع ان تاخذ زمام الامور بايديها كما وان تكرار مشاهد ما حدث في العراق بشكل اقل وفي اطر اخرى امورا محتملة. اخذين كل ذلك بنظر الاعتبار فان الجماهير الثورية في ليبيا باستطاعتها، وخاصة اذا تمكنت الثورتين في مصر وتونس في ان تتقدما، ادامة نضالها بشكل ثوري في خضم الاوضاع الجديدة ولتحقيق مطالبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. احد شروط انبعاث الثورة في ليبيا من جديد هو عدم الاكتفاء بما حصل والعمل على تطوير نضال الطبقة العاملة والكادحين بشكل مستقل والسعي لفرض مطالبها واهدافها بشكل ثوري على النظام السياسي ما بعد القذافي.

وماذا عن الثورات في العالم العربي؟
لا زالت الاوضاع الثورية والتحولات السياسية العميقة والواسعة في العالم العربي عاصفة وطوفان مستمر ولم تهدء. سقوط مبارك وبن علي لم ينهيا الاوضاع الثورية في تونس ومصر، الاعتراض الشعبي الثوري والجرئ بوجه نظام البعث الدموي لبشار الاسد مستمر بالرغم من سقوط اكثر من 2000 من ضحايا قمعه الوحشي، لا تزال تمر اليمن باوضاع ثورية اذ لم تتوقف المظاهرات الشعبية العارمة بوجه نظام علي عبداللـه صالح لحد اللحظة. كما ويعيش كل بلد من بلدان العالم العربي ومنطقة الشرق الاوسط وسط آثار الاوضاع الثورية التي بدات تنتشر في المنطقة منذ 6 اشهر.
تلقت اسس النظام البرجوازي في العالم العربي ومنطقة شرق الاوسط، بدرجات متفاوته، ضربات شديدة. تعيش الطبقة البرجوزاية المحلية والعالمية والدول الامبريالية في اوربا والناتو في رعب، من احتمالات تطور النضالات الثورية في العالم العربي الى نضالات اشتراكية ثورية مقتدرة للطبقة العاملة تدك اسس النظام الراسمالي في المنطقة في خضم اوضاع ازمة راس المال العالمية.
ما يحدث هو زلزال ثوري يمر في المنطقة ظهرعلى السطح في حلقة ضعيفة من حلقات النظام الاقتصادي العالمي لراس المال بعد ان كان كامنا وفي طور التشكل في اعماق ومركز ذلك النظام. لقد انقلب كل شئ ولم يبق شئ ثابت في خضم هذه الاوضاع الثورية. تجري الثورة، حقيقة، في قلب ومركز النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمجتمع وتتحرك الى الامام وفق منطق وقانون تطور الصراع الطبقي وتناقضاته، وبالتالي واضح انه لا تجري وتتحرك الثورة في الفراغ او على هوامش النظام الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات وفي النتيجة تقوم الطبقات الاجتماعية الحية بحسم مصير الثورة. ان هذه الطبقات تقوم بهذا الحسم عن طريق الحرب الطبقية المباشرة، ومبادرات المعسكر الطبقي الثوري ورد فعل معسكر القوى المضادة للثورة، وصراع تياراتها السياسية واحزابها، فاخفاء البعد والمحتوى الطبقي للثورة هو اخفاء الحقائق عن انظار الطبقات المضطهدة. المهمة بالنسبة للطبقة العاملة والحركة الشيوعية والاشتراكية والجماهير الثورية مهمة تاريخية وخطيرة فليست لها خيار غير تقوية وتوحيد صفها المستقل والدفع بالثورة الى الامام. وبالتالي ليست لدى معسكر الثورة بديل غير الاسراع في انجاز التحولات الثورية بشكل حازم اذ ان ادنى فراغ ستملئه قوى الثورة المضادة المحلية والعالمية.
اطاحت الثورات في العالم العربي بكل ما بنتها الحركة القومية العربية من انظمة ودكتاتوريين، من مختلف الالوان، من الجناح الراديكالي والميليتانت الى الجناح المعتدل والبر والغربي. كما ولم يبق للاسلام السياسي البن لادني والظواهري غير الافاق المسدودة بعد كل ما حصلت من المبادرات الجماهيرية الثورية في العالم العربي. وبكلمة، الاوضاع ونمط التهديدات والصراعات قد تغيرت و لكن قبل هذه وتلك تواجه الدول الامبريالية مخاطر تقدم الثورة. فهذه الدول وبوصفها قوة مضادة للثورة منخرطة الان وعلى صعد مختلفة وبشتى الوسائل لترسيم ملامح النظام السياسي البرجوازي في المنطقة، انها تستخدم في هذا السياق كل ما لديها من الادوات.

في خضم صراع قوى الثورة والثورة المضادة في العالم العربي تحتل مهمة فضح اعمال وممارسات وتدخلات قوى الثورة المضادة مكانا حساسا. ان التغلب الجماهير على اوهامها فيما يخص مظاهر "الانسانية"!! لاعمال وممارسات قوى الثورة المضادة من امثال ما قامت وتقوم به دول الناتو بحجة الخلاص من براثن المستبد من امثال قذافي اليوم واسد الغد، سيفتح المجال لتطور قوى الثورة بشكل مستقل وسط تفاقم الاوضاع الثورية.



#مؤيد_احمد (هاشتاغ)       Muayad_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة رحيل الرفيق العزيز جميل امين
- حرب الطبقات الاجتماعية في مصر، الثورة والثورة المضادة
- حكومة المالكي تشن الحرب على المرأة! هجوم قوى الامن على المتظ ...
- الهجمات العسكرية على المتظاهرين والمد الثوري في كوردستان
- الثورات في العالم العربي الى اين ؟ نص حديث مؤيد احمد في الند ...
- مؤيد احمد في حوار مفتوح حول: الثورات والحراك الجماهيري في ال ...
- سقوط مبارك، والثورة في مصر تحطم اول اسوارها
- يسقط النظام، والانتصار للانتفاضة الجماهيرية في مصر، الطبقة ا ...
- انتصارانتفاضة العمال في تونس، حياتي لبدء التغيير في المنطقة
- الحكومة في بريطانيا غير شرعية، لانها لم تف بوعودها الانتخابي ...
- اوضاع العراق السياسية، خطة سياسية عملية للحزب الشيوعي العمال ...
- ازمة تشكيل الحكومة في العراق، الصراع السياسي البرجوازي وخنق ...
- لتنتصرالاعتراضات الشعبية في كوردستان وخارجها ضد اغتيال سردشت ...
- ِندوة سياسية لمؤيد احمد في بغداد في شكل حوار اجرته معه ينار ...
- مقابلة جريدة الى الامام مع مؤيد احمد حول اقصاء المرشحين و ال ...
- انتخابات آذار 2010 سيناريو البدائل البرجوازية الاسلامية والق ...
- عقوبة الاعدام جريمة ترتكبها السلطات، يجب منع والغاء هذه العق ...
- القرار الوزاري بنقل فلاح علوان والقادة العماليين الأخرين، اج ...
- من مهامنا ايضا، افشال مؤامرة النظام الاسلامي في ايران ضد معا ...
- حول مشاركة ومن ثم مقاطعة الحزب للانتخابات


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد احمد - سقوط القذافي ونظامه الجرائمي، و-تراجع- الثورة في ليبيا؟ ماذا عن الثورة في العالم العربي؟