أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - تداعيات في الفكر الاشتراكي وتطبيقاته...ج1















المزيد.....

تداعيات في الفكر الاشتراكي وتطبيقاته...ج1


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 18:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


((استذكارات في ثورة اكتوبر العظمى))
تفكك الاتحاد السوفيتي وتلاشت معه الامكانيات التي كانت على الدوام تفرزها بؤرة ثورة اكتوبر الاشتراكيه واختفت والى الابد في راي الكثيرين قيمة الفكر الاشتراكي وواقعية مشروعه الاجتماعي ..لكن من جانب اخر يمكن رصد حقيقه اخرى يتم فيها تجاوز التقيمات الشكليه السطحيه ..حيث من الوارد واقعيا من ان نحدد وبكل جلاء ان ثورة اكتوبر لم تكن فقط ثوره اشتراكيه بالمعنى الايدلوجي بل انها كانت انعطافه تاريخيه محضه شطرت تاريخ المجتمع الانساني الى شطرين فجعلته يكون تاريخ ما قبلها وتاريخ ما بعدها ..واذا كان الكثير يعتبر ان الثوره الفرنسيه ما زالت حيه وان مبادئها مازالت فاعله في مجال النشاط السياسي الاجتماعي فهذا يعود الى كون ان هذه الثوره يقتصر دورها على مستوى الوعي والمشاريع الفكريه التي تلائم مطالب الفئات الطبقيه التي تجد نفسها في ازمه حاده في المستوى الواقعي الاني ..اما ثورة اكتوبر ومع تفكك نموذجها الذي تمثل في الاتحاد السوفيتي فانها تجاوزت مرحله المشروع الفكري وعكست ذاتها والى الابد في الواقع الانساني وبكل حذافيره.. فالعالم الذي نحياه اليوم هو العالم الذي صنع من تناقضها مع خصومها هو امتداد واقعها وتطوره وتماهييه مع تاريخ الانسانيه جمعاء وليس مع التاريخ الروسي الخاص .فبعد ان تم تاكيد الماركسيه في ثورة اكتوبر العظمى صار لم يعد هناك تاريخ انساني اسيرا لاراده خفيه ومستتره او لرغبه تتعلق برؤية بطل هنا او فاتح ملهم هناك
..بل هناك تاريخ يمثل ارادات واعيه لمعنى الوجود الاجتماعي وماهية هذا الوجود كحركة دؤوبه ترتكز اولا وقبل كل شيء على شروط وعي بنية القوى الانتاجيه وجوهرها المتضمن تنافر القوه العامله البشريه مع مستوى تطور ادوات الانتاج المادي ...القدر التاريخي المستتر والمتعالي اختفى وحلت مكانه قوانين عليا خارج نطاق ارادة الافراد ورغباتهم بكونها فرديه لتصبح بالتالي مصدر الاراده الاجتماعيه التي تتلائم وتتوافق مع امكانيات وانجازات مفهوم (الانسان) الذي قطع ويقطع ذلك الطريق الوعر والطويل باتجاه تسيده للوجود ..بعد هذه الثوره دخل مسار التطور الانساني منعطفا مستديما يشتد ويتازم فيه الوجود الانساني وهويتارجح امام خياريين لا ثالث لهما على الاطلاق اما الارتداد الفعلي والجوهري نحو مرحلة البربريه من خلال الدخول بامكانيات التقدم الانساني الى ميدان الانتخاب الاجتماعي الذي يعني بالتالي تحديد كم الوجود الانساني او الانفتاح بتلك الامكانيات وتصحيح مسار النشاط الانساني تصحيحا شاملا يضمن الاندافاع المتقدم والمتجاوز لمفاصل صراع الانسان مع الموضوع ..هذا الحال الذي جعلنا اعداء للطبيعه ومخربين وقحين ومفترسين اغبياء للرحم الذي يحتضن وجودنا لقد ..عرفنا الذره وتعاملنا مع مكوناتها وبدل ان نحصر قيمة هذه المعرفه في اطارها الاجتماعي الانساني انفلت منا هذا التقييم ووقع بيد ثله بل بيد (كم) مجهري من (كمنا) ليحول قيمة هذه المعرفه الى قوه مدمره نفت ايجابيتها والجهود المضنيه التي بذلها الانسان من اجل الوصول لها ليردد بحسره ليتنا لم نتعلم هذا العلم لقد خلق مارد مدمر ووحش مهدد للكل الوجود ولربما ليس الذي فقط على الارض بل لربما حتى الوجود الذي يقع خارج محيطنا الكوكبي ...وقد يقول قائل لكن هذا ايضا ما اشتركت بفعله افرازات وقوى الثوره الروسيه والرد يجب ان يكون :بل هذا ما كانت الثوره تقاومه فالامر لم يكن مقرونا على الاطلاق بصراعها مع المعسكر المعادي بل كان حتما مقضيا مادام كان النظام الراسمالي ينمو ويتضخم كالاخطبوط ..لكن هذا لا يعني على الاطلاق اعفاء وتنزيه هذه الثوره من الاخطاء بل يساعد على تحديد اخطاؤها في اي مرحله من مراحلها قد وقعت وبالتالي يحدد طبيعة القوى التي ارتكبتها فهل هي في مرحلة الاستنفار ام وقعت خلال بناء النموذج ام في مجرى توسعها الطبيعي .انه لامر مهم وخطير لان نقوم بذلك لان هذا يدخل في صلب وعينا وتركيبته ...متى بدا سباق التسلح متى ظهرت نزعت الدكتاتوريه التوسعيه ؟؟وهل ان ماهية السلطه التي تشكلت كانت نابعه فقط من المحتوى الذاتي لوعي الثوره وفكرها المستندين على الواقعيه الذاتيه لمجتمعها الخاص ام ان اختلال موازين القوه في جدلية القرار الذاتي وتاثير المحيط الموضوعي الخارجي قد مال لصالح هذه الاخيره في دورها بصياغة سلطة الثوره ؟هل كان من الممكن اجتياز هذه المعادله ؟هل هذا يعني وعلى سبيل المثال ان مشروع تروتسكي وهو الثوره الدائمه كان يمثل ردا واعيا لهذه الحال في مرحلة نضوج الاستنفار الثوري .. بالنسبة لنا نرى ان دراسة هذه الثوره من اجل وعي ومراجعة تطبيقات الفكر الماركسي مقرونه فقط في مرحلة الاستنفار الى نهايتها وبدايات شروع بناء نموذجها السلطوي وتاريخيا فهذا يعني مبدئيا تناول وثائقية الثوره في الفتره الممتده ما بين 1917-1923 مقرونة بوفاة لينين ,على ان نؤكد هنا باننا في عذه الحاله نفهم لينين كشخصيه فذه وكأناواحديه منفتحه لا تمت باي صله لمعنى الفردانيه بمعناها البرجوازي والمثالي فلينين الذي نعنيه هو الدلاله الملموسه والمحسوسه الذي تكثفت فيه امكانيات ونشاطات حركة الثوره ومجتمعها الثائر .وبتعيبر ماركسي خاص كان هذا المجتمع يواجه واقع الانتقال الصعب من عهد العلاقات الاقطاعيه الى عهد الراسماليه الصناعيه وان هذه الصعوبه تتجلى في دور الوعي الماركسي الذي ادته الحركه الثوريه والتي هي امتداد رصين لما يعرف بحركة الثوريين الروس ...ان فهم دور لينين بهذا المعنى يفسر الاختلاف عن منظور الاخرين اللذين يعكسون الحقيقه فيجعلون الفرد او القائد هو الخالق للحاله بامكانياته الذاتيه وبالالهام قوى غير اجتماعيه وبهذا الوصف يمكن فهم كيف ان لينين كان (شيوعيا قيصري) وكيف انه تعامل مع السوفييتات باعتبارها مكونات لبناء الدوله وليست نواة مقتدره لمجتمع اللادوله ...وعليه فنحن لا نستطيع مثلا من ان نجزم في صدد تقييم الطرف الاخر لتحديدنا زمنية الاستنفار الثوري والمقترنه نهايتها بموت لينين في كون هذا الاخير كان من الممكن ان يكون سبب موته هو احد شروط الانتقال الى مرحلة بناء السلطه والتي تمثل المرحله الاخيره لتحديد اطار بناء النموذج ..قد يكون لينين مات مغدورا وقد يكون موته طبيعي هذا مجرد تحديد شكلي لمعطيات حركة الثوره لان الثوره اندلعت وانتصرت وانعطفت بالتاريخ ولا موت ولا بقاء ولا خلود بل ولا حتم ارادوي لقادتها واولهم لينين خارج نطاق حقيقة ان الثوره المنتصره بهذا الشكل والوزن التاريخي قد علت تاريخ الارادات الفرديه بل والحزبيه ..لكنها ومن وجهت نظرنا ايضا سحبت الى الواقع الروسي الواقع السوفياتي كل امتدادات الواقع الكوني بانعكاس جوهر فعلها ولهذا نرى ان اقتراح الثوره الدائمه لترورتسكي كان صائبا الى حد كونه قد مثل وعي حال الثوره في تلك المرحله بكونه كان يشهد حاله اعطاء دور خطير للموضوع السياسي الخارجي على حساب الغايه الثوريه في نطاق ذاتيتها الاجتماعيه ,,, اما صياغته لمشروع االثوره الدائمه فنحن نرى انه كان محكوما بامكانيات تقيمها السلبي من وجهة النظر السياسيه الرائجه في تلك الحقبه....يتبع 2



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القائمه العراقيه حاضنه تقدميه مشروطه...ج2
- القائمه العراقيه حاضنه تقدميه مشروطه...ج1
- معيار للماركسيه يبتدعه العماليون
- مقدمه لاعادة عرض الماديه التاريخيه ..ج6
- مقدمه لاعادة عرض الماديه التاريخيه..ج5
- مقدمه في اعادة عرض الماديه التاريخيه ...4
- مقدمه في اعادة عرض الماديه التاريخيه ...ج3
- عار المئة يوم السوداء..كيف نمحيه
- الاشتراكيه العراقيه (عنيفه ) بالحتم
- مقدمه في اعادة عرض (الماديه التاريخيه ) ..2
- وصايا لأختلاق (الذريعه الثوريه ) في العراق
- مقدمه لأعادة عرض (الماديه التاريخيه )
- الاشتراكيه بين الايمان والدين والتدين
- كشف حساب ((الثورات )) الديمقراطيه وثوارها
- مع الحزب الشيوعي العراقي ..من اول قطرة دم
- مقتدى (القاصر) ينصب نفسه وصيا
- الاعلام (اليساري) ومشروع الفوضى الايجابيه
- نحو الحريه لا الفوضويه
- الاشتراكيه ..نزوع النوع للبقاء
- (يوم الثأر) ..هو يومنا


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - تداعيات في الفكر الاشتراكي وتطبيقاته...ج1