أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامي جاسم آل خليفة - عيد الانقسامات وإهانة العلم














المزيد.....

عيد الانقسامات وإهانة العلم


سامي جاسم آل خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3472 - 2011 / 8 / 30 - 09:28
المحور: كتابات ساخرة
    



ككل عام يحتفل المسلمون بالعيد منقسمين متقاطعين متخاصمين متقاتلين فلكل طائفة هلال يطل على أتباعه ويعلن البراءة من الآخر ومن عيده المكذوب في استمرار مهين لقداسة العيد وشرعية الاستهلال وكأن حال المسلمين بحاجة إلى انقسام مذهبي أكثر وتشرذم أعظم مما هو عليه اليوم حتى وجدت نفسي منتظرة وقتا تصوم فيه طائفة في شهر رمضان وأخرى في شوال وثالثة تتأرجح بين هذين الشهرين في إيغال سخيف للمذهبية والتعنت ضد الآخر حتى وإن كان صادقا فيما يذهب إليه فالترصد لفكره ونهجه هو الأهم أما الاستهلال والحرص على الدين ومراعاة حقوق الله في العبادة فهو من باب الكماليات والرفاهية في الدين وعلى الطائفة الأخرى أن تفطر أو تصوم وتترك الله في سبيل طاعة ولي المذهب وإرضاء لصنمية الذات في نفوس أتباعه حتى تتضخم وتزداد علوا وإفسادا في الأرض.

إن مايميز عيد هذا العام هو احتقار العلم والتقليل من شأنه بشكل فاضح وصريح لم نعهده في الأعوام السابقة ففي هذا العام اتفقت معظم المراصد الفلكية استحالة الرؤية لهلال يبدو حزينا كئيبا كما أظن ومع هذا ظهر أناس لهم من الأعين الخارقة للغلاف الجوي وبأشعة تفوق الليزر وشهدت برؤية ذاك الهلال التعيس ليلة الثلاثاء ولا أدري لماذا استقر هلالنا بحزنه وكآبته في سدير وشقراء اللتان لا يتجاوز ارتفاعهما عن سطح البحر700متر وتجاهل باقي مدن العالم وهل في اختياره الدائم لهاتين المدينتين من علة لا يعرفها إلا أصحاب زرقاء اليمامة أم أنه سر إلهي لا يطلع عليه إلا أولو المحجة البيضاء وإن أردتم العيون الزرقاء الصافية ولعلها من أكل الجزر الذي خلق من تلك العيون قوة تفتقدها المراصد الفلكية وتفوقوا على أساتذة الفلك والمهتمين به وإن أردتم صحة كلامي فاسألوا جمعية جدة الفلكية وأساتذة الفلك ليخبروكم حقيقة تلك الأعين المعجزة التي أعجزت في رؤيتها التقنيات الحديثة وتجاوزت الثورة العلمية بأحداق وأعصاب بصرية محملة بمليارات من الألياف الضوئية التي تبصر ما لا يبصره الناس تميز بها بعض أهالي سدير وشقراء ومن سايرهم في هذا الإنجاز البشري غير المسبوق وفي هذا المقام أطالب باستنساخ تلك العيون وحفظها في بنوك خاصة أقترح تسميتها ببنوك الأعين الفذة في رؤية الأهلة الصعبة حتى يستفاد منها في الأعوام القادمة حتى مع موت أصحابها لا عدمناهم وجعلهم الله ذخراً للمسلمين والبشرية جمعاء وفي هذا المقام أوصي بإغلاق الأقسام الفلكية في جامعات بعض الدول الإسلامية خاصة التي مسها جنون العيد يوم الثلاثاء وأطالب أساتذة الفيزياء الفلكية في تلك الجامعات بالاستقالة وفرش البسط في سوق واقف القطري لمزاولة بيع الحلوى البحرينية والدرابيل الكويتية والورد الطايفي السعودي ولا مانع أن يضيفوا لتجارتهم بخور المسني الإماراتي فوجودهم في تلك الجامعات يدخل ضمن البطالة المقنعة التي تضر بالمجتمع وتفاقم مشكلاته وهذه المطالب لم تأت من أمنيات شخصية تجاههم بقدر ما هو حرص مني على مكانتهم العلمية التي دائما ما حفظونا إياها في المدارس أن العلم يخدم الدين ويساهم في رفعته وتوحيد أبنائه لا إضعافهم وتشرذمه.

باعتقادي أن هذا الإنجاز على مستوى العين المجردة الذي وصلنا إليه في رؤية الهلال جدير بالاستحقاق والتكريم ولعل الاستنساخ أقل ما يمكن فعله تجاه أصحاب تلك العيون التي ساهمت في تكريس الفرقة والانقسام وتعزيز ثقافة التشرذم بين أبناء المجتمع الإسلامي ولا عجب أن تجد في المدينة الواحدة أناساً يشترون سحورهم من أحد المطاعم قُبيل الفجر وآخرون يتناولون فطورهم الصباحي في نفس المطعم ثم يلتقي كل حزب بالآخر ويقدمان التهاني لبعضهما بالعيد ويتبادلان القبل الباردة كبرودة أوتاوا الكندية في مشهد مسرحي مضحك وبمفارقات لا تخلو من السخرية والنفاق الاجتماعي الذي عرفناه في مجتمعاتنا المتأسلمة التي تُقبل بفم وتلعن بآخر وتصافح بيد وتقتل بأخرى هكذا هو حال عيدنا يا قوم ثياب بيضاء تحت قلوب حاقدة وأفواه مبتسمة تخفي بين ثناياها الشر والطغيان واللعن والسباب في خطبة العيد للنصارى والفرق الأخرى عيدنا يا سادة يجرحه المسلمون باختلافاتهم وانقساماتهم وأضغانهم ولهذا يأتينا كل عام باكي العين مفطور الأحاسيس متوشح السواد شاحب اللون كسير النفس متثاقل القدوم يئن ويصرخ في عموم المسلمين دعوني أيها المتحزبون الطائفيون.



#سامي_جاسم_آل_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم القدس العالمي هل من جديد؟!
- أبو محمد السعودي أولى من الصومالي
- سوريا وتداعيات الصراخ والعويل
- عذراً سوريا فداك العين والهدب
- هل رأى الوقت خرافاً مثلنا؟!
- واثق الخطى يمشي المالكي
- إسقاط الجنسية: الشيخ ياسر الحبيب أنموذج
- من يثير الطائفية في الخليج?! ومن المستفيد؟!
- تسامح البابا شنودة عقلانية واتزان
- نحن خراف العيد
- في السعودية سنطلقها حملة: سنشتري من بندة قرنفلا وقشدة
- الدم العراقي يُعري أصحاب الفتاوي
- القصيبي ... ابن الأحساء ... الإرث الباقي
- السجناء المنسيون أبعاد إنسانية
- دعاة على أبواب جهنم
- العراف -بول- يضبط الفتاوي ويحدد أول رمضان
- مونديال 2010تعريف بالأديان أم تظاهرة للحب
- يا نساء السعودية لستن كأحد من النساء
- في مناهجنا تربية.... أم إرهاب.... ؟! أخبروني أيها القوم
- دول الخليج الفارسي ثقافة خاوية وبطون متخمة


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامي جاسم آل خليفة - عيد الانقسامات وإهانة العلم