أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامي جاسم آل خليفة - أبو محمد السعودي أولى من الصومالي














المزيد.....

أبو محمد السعودي أولى من الصومالي


سامي جاسم آل خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3457 - 2011 / 8 / 15 - 11:19
المحور: حقوق الانسان
    



قد يبدو عنوان المقال مثيرا للغرابة والدهشة لكن حينما تعرف الحقيقة سيجد القارئ أن العنوان أصاب الحقيقة في مقتلها فقد فضحتنا إذاعة mbc عبر برنامجها الناس للناس يوم السبت 13/9/1432هـ بقصة أحد السعوديين المحتاجين الذي باع ما يملكه من عفش ليدفع أجار الشقة ليلجأ بعدها هو وأولاده الذي يترواح عمر أصغرهم ثلاثة أشهر إلى خيمة ثم ينتهي به المطاف إلى النوم في سيارة استأجرها ولم يسدد قيمتها ليقي نفسه وأبناءه حرارة الصيف تحت أحد الكباري في مدينة جدة ولا أدري كيف سمحت الرقابة الإعلامية في بلد مثل المملكة ينعم بخيرات الذهب الأسود أن ينشر غسيل السعوديين على الملأ في شهر رمضان الذي يعيشه السعوديون هذا العام وهم يشحذون عبر الجمعيات الخيرية ومراكز الدعوة لضحايا المجاعة في الصومال ويرغبون الناس في فعل الخير ودفع الصدقات عبر صور أطفال الصومال ودموعهم وانتفاخ بطونهم ولا أدري هل تغافل مسؤولو تلك المراكز والجمعيات عن المحتاجين في بلدهم حتى ضاقت بهم الوسيعة ولم يجدوا سبيلا غير النوم في سيارات مؤجرة وتحت الكباري في شوارع جدة وغيرها أم أن مسؤولي الجميعات يطبقون المثل الشائع في السعودية " عنزة الفريج تعشق التيس الغريب" ولهذا وجدوا مساعدة الصومالي الغريب خيراً من مساعدة ابن البلد في مدينة جدة أم ترانا في مجتمع لا يوجد به فقير أو محتاج ولذا قررنا مساعدة الصوماليين أترك هذه التساؤلات للقائمين على برنامج الناس للناس ليستضيفوا لنا أحد الشحاذين لمجاعة الصومال ليجيب على تلك الأسئلة أو يصدر وزير الإعلام السعودي قرارا بإيقاف ذلك البرنامج الذي أساء لأبناء السعودية رضي الله عنهم ونشر غسيلهم عبر موجات إف إم في حالات مخزية جدا ترد إلى البرنامج لمجتمع ينعم بكثير من الخيرات وبكثير من الأغنياء وفي نفس الوقت يعج بحالات يدمى لها القلب فهذا ينام تحت الكباري وهذا يريد بيع كليته وهذه تسكن وعيالها عند جارتها الأرملة وغيرها من الحالات في تكرار لصور مأساوية أقل ما يقال عنها إنها صور لمجاعة أكبر بكثير من مجاعة الصومال مجاعة تمثل الضمائر الميتة لمجتمع اشتهر بالتدين ومساعدة الآخرين ولا أبالغ إن قلت إن مقدم البرنامج حمد ناصر أصاب المتابعين لبرنامجه بالصدمة والذهول ومنح فرصة الاستخفاف بالإنسان السعودي عبر وسائل الإعلام في سابقة خطيرة غفل عنها الإعلام السعودي الذي يدرك قبل غيره أن أبواب الخير مفتوحة عند ولاة الأمر وهذا ما أحسبه ويعرفه الإخوة في mbc الذي يجدر بهم على الأقل أن يأخذوا الصدقات من أصحاب الفضيلة الشيوخ الذين يستضيفونهم في قناتهم وهم في أكمل زينة وأجمل ملبس بدءا من البشوت الحساوية الحبكة والشماغات السويسرية الصنع والعطور الفرنسية الرائحة ودهن العود الكمبودي وانتهاء بزعفران القهوة الإيراني التي يُستقبلون بها ليحثوا المشاهدين والمستمعين على فعل الخير وتقديم الزكاة والصدقات وإني لأعلم علم اليقين أنهم يعرفون كثير من الحالات المحتاجة والمتضررة لكن عيون الشيوخ أصابها الرمد وآذانهم أصابها الوقر فلا يرون ولا يسمعون فالذات المتضخمة في نفوسهم رأت الصوماليين وتنكرت لأبناء البلد وهم على مقربة منهم .

هكذا تستحيل مفردات الحياة بما فيها من نبض وحركة إلى مجرد كلمات بائسة يتفوه بها المحتاج حتى لا يبقى منها غير هيكل لإنسان لا يجيد النفاق ولا المفاخرة وبحديث يحمل مرارة الزمن وقوته لكنه لا يجد رأفة ولا رحمة غير التذلل والتسول في هواء الموجات الإذاعية و في بلد عرف أنه من أغنى شعوب العالم بما يملكه من احتياط نفطي يعد الأكبر عالميا ولا أعلم أي طريق أوصل هؤلاء الجثث المعدومة لتطفو على السطح السعودي وتخترق عالم الصمت لتكشف عن أشلائها في أوساط مجتمع يتفاخر ناسه بفعل الخير وبالأقوال الواردة عن ذلك في الموروث الإسلامي ويتمايزون بالنفاق الاجتماعي في المأكل والملبس والمواصلات والسكن ولا أخفي سراً إذا قلت إن ذلك الطريق هو الفساد الذي ينخر جوانب الحياة ويصيب المؤسسات ومسؤوليها بالعفن الاجتماعي حتى كثر القيل والقال من هزة إعلامية وفضائح مشينة يتداولها الصائمون في السعودية بعد وجبة الإفطار لم يكن برنامج الناس للناس كما أظن وضعها في حساباته معتقدا أن مداها ضمن فئوية عمل الخير ولم يدر القائمون على ذلك العمل أنها نشرت غسيلنا في ليل لا توجد به شمس تحجب الحقيقة المرة التي عشنا جزءا من مشاهدها في سيول جدة وها هي تكمل فيضاناتها عبر التسول وطلب الحاجة في الإذاعات ليظل السؤال والتصور كيف يكون لدينا فقراء ومحتاجين وفئات مسحوقة في بلد يحرك الاقتصاد العالمي بنفطه ورجالاته الأثرياء وفي منطقة خليجية يتصارع عليها أقطاب العالم وتُشد إليها رحال الساسة والاقتصاديين أترك الإجابة لوطني الحبيب.



#سامي_جاسم_آل_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا وتداعيات الصراخ والعويل
- عذراً سوريا فداك العين والهدب
- هل رأى الوقت خرافاً مثلنا؟!
- واثق الخطى يمشي المالكي
- إسقاط الجنسية: الشيخ ياسر الحبيب أنموذج
- من يثير الطائفية في الخليج?! ومن المستفيد؟!
- تسامح البابا شنودة عقلانية واتزان
- نحن خراف العيد
- في السعودية سنطلقها حملة: سنشتري من بندة قرنفلا وقشدة
- الدم العراقي يُعري أصحاب الفتاوي
- القصيبي ... ابن الأحساء ... الإرث الباقي
- السجناء المنسيون أبعاد إنسانية
- دعاة على أبواب جهنم
- العراف -بول- يضبط الفتاوي ويحدد أول رمضان
- مونديال 2010تعريف بالأديان أم تظاهرة للحب
- يا نساء السعودية لستن كأحد من النساء
- في مناهجنا تربية.... أم إرهاب.... ؟! أخبروني أيها القوم
- دول الخليج الفارسي ثقافة خاوية وبطون متخمة
- العرب يشترون شرفهم من الصين
- اكثروا المستوطنات واقتحموا الأقصى فلن يضروكم شيئا


المزيد.....




- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامي جاسم آل خليفة - أبو محمد السعودي أولى من الصومالي