أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي جاسم آل خليفة - تسامح البابا شنودة عقلانية واتزان














المزيد.....

تسامح البابا شنودة عقلانية واتزان


سامي جاسم آل خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3124 - 2010 / 9 / 14 - 10:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تناقلت الأوساط الإعلامية هجوم البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على دعاة حرق القرآن والتي جاءت خلال عظته الأسبوعية والتي قال فيها"من يدعو لذلك ليس له دين ولا عقل ولا يمتلك روحًا طيبة ويعطي فكرة سيئة عن دينه" ومطالبته بدفع العشور للمسلمين المحتاجين وعدم اقتصارها على المسيحيين وقال"إذا أعطيتها للمسلم ستكون بركة أكبر ولا يجب أن نفرق بين مسلم ومسيحي أيا كان المحتاج" واعترافا بقيمة هذا الخلق الرفيع أقدم تحية تقدير وإعجاب لهذه المواقف النبيلة من لدن قداسة البابا والتي تنم عن إنسانية رفيعة وتسامح كبير عجز كثير من شيوخ الدين الإسلامي لاسيما في عالمنا العربي أن يظهروه تجاه إخوتنا المسيحيين وتعاليمهم ومنحهم حق الحرية في التعبد دون مضايقات لهم أو تقليل من شأنهم أو احتقار لممارستهم العبادية.

وفي هذا المقام أطالب علماء المسلمين لاسيما في البلدان النفطية أن يحثوا أتباعهم بدفع صدقة التطوع للمسيحيين المحتاجين في مقابلة تشعرنا بقيمة الإنسان عند المسيحية والإسلام وتنمية مشاعر الحب للآخر بدلا من الكراهية وجمع الأموال والتبرعات لقتل المسيحيين في كنائس الموصل وبغداد فهذا التسامح من قداسة البابا و وقوفه ضد دعاة حرق القرآن أمر يُفترض أن يُخجل بعض الدول المتشددة تجاه المسيحية التي يُعد فيها اقتناء الإنجيل أو قراءته تهمة بالردة عن الإسلام تتوجب قطع الرأس دون تبصر أو تمهل في إطلاق الأحكام مما أوجد حالة من الخوف والهلع على أبنائهم من الاقتراب من منطقة المسيحية وتعاليمها ولا أدري هل سبب هذا ضعف عقيدة عند الإسلاميين أم قوة في المسيحية وباعتقادي أن من يخاف الاقتراب من الآخر هو الأضعف وأن من يحرض على الإرهاب والقتل ويلغي التسامح والصفاء من نفوس أتباعه هو الشيطان فليست الأديان في حالة تنافس أو تقاتل ما دمنا نؤمن أنها سماوية تدعو لخلاص النفس من عقد الشر وتقيم العدالة والتضحية والطهر محلها فلا تعنيني عبادة المسيحي والتدخل في تفاصيليها مادام يعاملني بإنسانية وكرامة ولا ترفع صلاة المسلم قدره عندي مادام يعاملني بسوء ويضطهد إنسانيتي ويقتلني وعائلتي بحجة اختلافي معه في المذهب أو العقيدة فعلاقة الفرد مع ربه حرية خاصة أما علاقته بالآخرين تتوجب المعاملة بإنسانية تأخذ على عاتقها احترام حقوق الفرد في اختيار ما يريد دون تعدي على حقوق الآخرين والتدخل في شؤونهم ومعتقداتهم.

أُجزمُ أن حادثة التهديد بحرق القرآن من قبل القس تيري جونز على قوتها وشناعتها وما تسببه من استفزازات للعالم الإسلامي لم تكن لتتم لو تسامح المسلمون مع غيرهم وأبدوا روح التآخي وصفاء المشاعر ضد الآخر وأوقفوا حالات العنف والقتل والتهديد ضد أتباع الكنيسة وغيرهم من الديانات فاحترامنا لأنفسنا والخروج بصورة حسنة مدعاة للآخرين إلى احترامنا واحترام مقدساتنا فنحن من يشعل نار الآخر علينا عندما ألغيناه بتهميش مقدساته وإزهاق روحه في عمليات الإرهاب تحت غطاء الإسلام وباسم الإسلام وشعاراته.

على المتأسلمين أن يدركوا حقيقة واقعهم وما سطرته أيديهم وأيادي أبنائهم من جرائم بشعة ضد الإنسانية في بقاع شتى من العالم وعليهم كشف دعوات التكفير والإقصاء وخطب الموت والحث على الكراهية التي يتداولونها في كل محفل وناد فنحن بحاجة إلى دعوات التسامح والتعايش بين الأديان كتلك الصادرة من مقام البابا شنودة لا أن نقوم بالخطف والقتل والإكراه حتى نقنع الآخرين بصحة معتقدنا وإلزامهم بما ألزمنا به أنفسنا فالدين لله والأوطان للجميع.



#سامي_جاسم_آل_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن خراف العيد
- في السعودية سنطلقها حملة: سنشتري من بندة قرنفلا وقشدة
- الدم العراقي يُعري أصحاب الفتاوي
- القصيبي ... ابن الأحساء ... الإرث الباقي
- السجناء المنسيون أبعاد إنسانية
- دعاة على أبواب جهنم
- العراف -بول- يضبط الفتاوي ويحدد أول رمضان
- مونديال 2010تعريف بالأديان أم تظاهرة للحب
- يا نساء السعودية لستن كأحد من النساء
- في مناهجنا تربية.... أم إرهاب.... ؟! أخبروني أيها القوم
- دول الخليج الفارسي ثقافة خاوية وبطون متخمة
- العرب يشترون شرفهم من الصين
- اكثروا المستوطنات واقتحموا الأقصى فلن يضروكم شيئا
- الكراتين العربية
- مسيحيو العراق دماء تسيل وعيون تتفرج
- سعوديات تحت مبال الإبل
- وع ..... إنهم يتقيؤن ..... قذارة
- في السعودية ماذا ننتظر؟!
- سعودية في معتقل القصيم
- مسيحي أنا ..... أنا مسيحي


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي جاسم آل خليفة - تسامح البابا شنودة عقلانية واتزان