أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - الموتى الذين دفنوا مع أحذيتهم .. تحليل نفسي














المزيد.....

الموتى الذين دفنوا مع أحذيتهم .. تحليل نفسي


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 17:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سبب إلتصاق الموت بالحياة إلى هذا الحد ليس الضرورة البيولوجية بل الغيرة ، فالحياة رائعة إلى حد أن الموت واقع في غرامها ...
يان ميرتل

( 1 )
كان فرويد يؤمن أن الناس يولدون بغريزة القتل والتدمير والتخريب ، غريزة فطرية تناقلها البشر من أسلافهم من اللحظة التي هبط بها سلفنا الأول من أعالي الشجر ، فرويد أطلق على تلك الميول مصطلح ( ثانتاموس ) ، وهي في مقابل غريزة الليبدو أو اللذة ( حب الحياة ) ، ميول التدمير تلك تحاول تفكيك المنظومة النفسية من مركبات اعقد لمركبات ابسط ، عبر التخلص من الطبقات أللحائية الأعقد مثل الشعور أو الإدراك والهبوط نحو مستويات تسود فيها الغريزة ( الفوضى ) ، تلك الأفكار أتت لفرويد في الحرب العالمية الأولى ، حيث الملايين من القتلى وكان من بينهم أبنته صوفي التي ماتت عام 1916 بسبب سوء التغذية ومرض السل في النمسا .. يتفق الكثير من الفرويديون الجدد في نظريته عن نزعات التدمير وخصوصا علماء الحيوان ، يثبت لنا العالم ( كونراد لورنز ) أن كل الحيوانات تولد بغرائز عدوانية تعينها على البقاء حية ، وكان أجدادنا محاربين غير أكفاء ولديهم ميول ضعيفة على القتل ، مع تنامي نشاطهم في الإدراك العالي المستوى ، فلم يكن هناك داع لتطوير ميكانزمات دفاعية ضد الكائنات الخطرة التي كانت تهدد البشر ، وحين أخترع الإنسان الأسلحة صار أكثر الحيوانات فتكا ووحشية ، تفجرت عنده غريزة ثانتاموس بشكل مفاجئ ( الحربين الأولى والثانية والإرهاب الديني كمثال ) .. الدليل الوحيد على صحة كلام كونراد لورنز هي أنها ميول تحفظ النوع ، النوع ليس بمعناه البايلوجي ولكن النوع هو ما ينصب في الدفاع عن أيديولوجية أو مصالح جماعة بشرية ضد جماعة بشرية أخرى ، ( حروب جماعات البعث القومي ضد أعداء الأمة الداخليين والخارجيين كمثال ) ، حرب الجماعات لم ينقرض عن تاريخ البشر ، فهو متجدد في أطوار وأشكال مختلفة ..


( 2 )
يناقش بعض الباحثين في أن تلك الميول رغم أنها فطرية لكنها بحاجة لكي تنشط .. وفي التجربة التي قام بها العالم الياباني ( زنك يانك كيو ) التي أثارات الجدل في الأوساط النفسية تثبت لنا أهمية وجود العامل المثير في تنشيط تلك ميول التدمير عند الحيوانات ( منهم البشر طبعا ) ..
التجربة بشكل مختصر :
مجموعتين من القطط الصغيرة ربيت في مكانين منفصلين ، المكان الأول في قفص مع قطط كبيرة شرهة تعودت على افتراس الفئران ، والمجموعة الثانية ربيت وحدها في مكان معزول ولم يعطى لها اللحم .. وبعد عام تم دمج المجموعتين في مكان واحد ، ولوحظ حدوث الأتي :
- لم تتألف المجموعتين مع بعض في نوعية الأكل .
- لوحظ هبوط واضح في مستوى العدوانية عند قطط المجموعة الثانية .
- المجموعة الثانية لا تبالي بوجود فأر يمر بالقرب منها .
- وبعد فترة أظهرت بعض أفراد المجموعة الثانية ميول لافتراس الفئران في حالات الجوع الشديد ، وبعضها بنسبة اقل لم أظهرت مشاعر الرحمة تجاه الفأر .

تنشط الميول العدوانية عند الحيوانات للأغراض الآتية :
- الدفاع عن مواطنها تجاه الدخلاء
- لفرض النظام على المجموعة مثل منع الشجار في مابين أفراد القطيع ، ومنع الصغار من الاستمرار على الرضاعة حتى تنشط الإناث على التناسل .
- الوصول لقابليات اكبر على جماع أكثر عدد ممكن من الإناث في وقت التكاثر .
تنشط الميول العدوانية عند البشر للأغراض الآتية :
( أرجو من القارئ الكريم التفكير معي وهو سيكون أكثر ذكاءا مني في وضع القائمة )


( 3 )
تشير الأبحاث الحديثة وخصوصا تلك المتعلقة بالدماغ البشري لوجود عوامل بايو كيمائية داخل الأنسجة العصبية لها علاقة وثيقة مع الميول العدوانية عند البشر .. ومن خلال تلك المشاهد الشخصية المسجلة : يحقن أفراد القوات الخاصة قبيل المهمة بجرعات مخففة من الأدرينالين ( هورمون مسؤل عن الانتباه والشدة ) ، البشر المخصي الفاقد لهورمون التسترون ( هورمون الذكورة عند البشر ) يكونون ذو أجساد طويلة وضخمة وميول عدائية ( الجيش الانكشاري عند الدولة العثمانية مثلا ) ويتم في الوقت الحالي أخصاء العجول في المزارع للحصول على أوزان أكبر ، ينصح أطباء المفاصل السيدات ما بعد سن اليأس بتناول جرعات من البروجسترون ( هورمون خاص بنشاط المبايض ) للتخلص من ألم المفاصل ، وفي الدنمارك تم أخصاء بعض المجرمين للوصول لشخصيات أكثر وداعة ( نجحت التجربة فيما بعد ) ، مدير دائرتنا في وقت سفر زوجته يكون ذو مزاج سيء بشكل دائم وتدخل الدائرة في حالة إنذار ..

( 4 )
أذهَبي ، لا نُريدكِ أن تَرجعي يا حمامَهْ
إنهم أسلموا لحمهم للصخورْ ..
طوفاننا كوكبٌ لا يدورْ
فاذهبي ، لا نريدكِ أن ترجعي يا حمامه
أدونيس



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخلفات لا تجد لها أكياسا تناسبها
- ماقاله القصيمي .. هكذا رقصت الفراشات
- وليمة الملائكة .. الهوية الحقيقية لكابريال
- الجنس في بابل
- خرساء تكتب مذكراتها الأولى .. قصائد
- الرحلة الأخيرة للسيدة شيلان
- لن أعمل أميرا للمؤمنين
- نيتشه .. سيدا للنسور
- الدوبامين وشيء أخر بعضه رائع
- سوريالية نسر أعمى
- عن المايتكوندريا وأشياء أخرى ...
- كتابات أولى لملاك أبكم .. قصائد
- الزمن الغير المحدب .. الزمن العراقي
- معراجه الأخير ... قصائد
- أنفلونزا فلسفية
- عن حادس وعني وعنكم
- الجين الأناني بطبعة عربية !!
- الغراب شاعرا وضائعا
- بشار الأسد بين ريتشارد الثالث والنرجسية الاقتصادية
- مصطلح أل SHIN في الباراسيكولوجي


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - الموتى الذين دفنوا مع أحذيتهم .. تحليل نفسي